تحقيق مسبار
يرى البعض بأن خلع الكتف خطير نتيجةً للآلام والمُضاعفات التي تنتج عن الإصابة، يهدف هذا المقال إلى بيان مدى خطورة خلع الكتف والمُضاعفات التي يتسبب بها مع ذكر طريقة تشخيص الحالة عند المرضى وأساليب العلاج المُتبعة من قبل الأطباء، ويتطرق المقال كذلك إلى طريقة ردّ الكَتف المخلوع إلى مكانه في حالة عجز المرء عن زيارة الطبيب المُختص، أو كان في مكان معزول لا يستطيع الحصول على العناية الصحية المُتخصّصة منه أيضًا.
هل خلع الكتف خطير؟
يُعد خلع الكَتف من الإصابات الخطيرة؛ لأنه يؤدي إلى تمزق الأربطة والأوتار أحيانًا مع الحدّ من قُدرة المُصاب على تحريك الكتف، بالإضافة إلى إتلاف الأعصاب والأوعية الدموية في بعض الحالات؛ لذلك ينبغي على المُصابين المُسارعة إلى التعامل مع خلع الكتف وعلاجه؛ لضمان استعادة حركة الكَتف والحدّ من المُضاعفات الخطيرة لهذه الإصابة.
يجدر الذكر بأن مفصل الكَتف أكثر المفاصل المُعرّضة إلى الخلع في جسم الإنسان، ويُمكن أن يحدث الخلع نتيجةً للإصابات، أو السقوط، أو رمي شيء ما بقوة كبيرة، أو تدوير مفصل الكَتف بشدة حتى يخرج العظم من مكانه.
ما هي أعراض خلع الكتف؟
يُصاحب خلع الكَتف العديد من الأعراض، وأشهرها ما يأتي:
- التعرض إلى ألم مُفاجئ في منطقة مفصل الكَتف.
- الشعور بخروج عظام مفصل الكتف من تجويفها.
- الإحساس بطقطقة في مفصل الكتف مع انخفاض نطاق القدرة على تحريكه.
- ظهور تورم في منطقة الكتف المُصاب.
- الشعور بالوخز أو الخدران في الذراع.
- ضعف العضلات حول منطقة الكتف المُصاب.
كيف يتم التعامل مع خلع الكتف قبل زيارة الطبيب؟
بما أن خلع الكتف خطير فلا بُدّ من التعامل مع حالات الإصابة بعناية قبل الذهاب إلى الطبيب المُختص، وتحتوي القائمة التالية على أهم الإرشادات للتعامل مع خلع الكتف قبل التوجّه إلى الطبيب:
- عدم محاولة طقطقة الكتف: يُحاول بعض المُصابين طقطقة الكتف عند التعرض إلى الخلع؛ إلّا إنّها من المُمارسات الخاطئة التي يُمكن أن تتسبب بتلف الأنسجة والأعصاب والأوعية الدموية التي تُحيط بمفصل الكَتف.
- تجنّب تحريك الجُزء العلوي من الذراع: لا بُدّ من مُحاولة تثبيت الجزء العلوي من الذراع وعدم تحريكه؛ كيّ لا يؤثر ذلك على حالة الكتف المخلوع.
- دعم الكتف المخلوع: يستطيع المُصاب وضع وسادة أو بطانية مطويّة في الفجوة الموجودة تحت الإبط بين الذراع والصدر؛ حتى يدعم الكَتف المُصاب إلى حين مراجعة الطبيب.
- استخدام الحمّالة: من الجيد استخدام حمّالة لتثبيت اليد المُصابة إلى الصدر بزاوية تبلغ 90 درجة عند التعرض إلى خلع في منطقة الكتف؛ حتى يستطيع المريض الحدّ من المُضاعفات الخطيرة.
كيف يتم علاج خلع الكتف؟
يتم علاج الكتف المخلوع عند الإنسان كما يأتي:
- ردّ الكتف إلى مكانه: يتعرض المرضى إلى آلام شديدة عند محاولة رد الكَتف إلى مكانه؛ لذلك يستخدم الأطباء التخدير الموضعي حتى لا يشعر المريض بأيّة آلام عند ردّ الكتف المخلوع.
- استخدام الحمّالة أو وضع الجبيرة: يحتاج المريض إلى استخدام الحمّالة أو الجبيرة أو كليهما معًا؛ لتثبيت الكَتف المخلوع بعد ردّه إلى مكانه، حتى يستطيع الجسم استعادة عافيته بسرعة أكبر، مع الحدّ من الآلام التي يتعرض إليها المريض.
- وضع الثلج على الكتف بشكل دوري: يُمكن أن يُوصي الطبيب مريضه بتطبيق الثلج على الكَتف المخلوع 3-4 مرات في اليوم الواحد؛ للتعامل مع الآلام.
- مُمارسة بعض التمارين: يجب على المريض اتباع إرشادات مُقدّم الرعاية الصحية حول مُمارسة التمارين الخفيفة والتزام هذه الإرشادات؛ لضمان عدم تَيَبّس الكتف أو جموده عن الحركة.
- استعادة نطاق الحركة: يستطيع أخصائي العلاج الطبيعي بدء الخطة العلاجية مع المريض بعد شفاء الكتف بالكامل وإجراء الاختبارات التي تؤكّد ذلك، وتهدف هذه الخطة إلى استعادة نطاق حركة الكتف كما كان قبل التعرّض إلى الإصابة.
- إجراء عملية شدّ الأربطة: لا يحتاج المُصابون بخلع الكَتف أول مرّة إلى إجراء العمليات الجراحية؛ ما لم تؤثر الإصابة على الأوتار أو العظام، وإذا تكرّرت الإصابة أكثر من مرّة؛ فإن المريض بحاجة إلى إجراء عملية شد الأوتار أو إصلاحها.
هل يمكن ردّ الكتف المخلوع بسهولة؟
ينبغي على المرضى التوجّه إلى الطبيب لردّ الكَتف المَخلوع إلى مكانه والبدء بخطة العلاج وتجنّب تحريك الكَتف المخلوع ما أمكن، وإذا اضطر المُصاب إلى ردّ الكتف إلى مكانه وكان بعيدًا عن أماكن الرعاية الطبية؛ فيُمكن اتباع الخطوات الآتية لردّ الكَتف إلى مكانه بسهولة:
- استلقاء المُصاب: في البداية يجب على المريض المُصاب الاستلقاء على طاولة أو منصة مرتفعة عن الأرض أو أيّ سطحٍ صلبٍ مرتفعٍ آخر، ويكون الاستلقاء على الوجه.
- تدلّي الذراع: على المريض الاسترخاء جيدًا بعد الاستلقاء مع مدّ الذراع المُصابة إلى الأسفل وتركها تتدلّى بشكلٍ مُستقيم.
- ربط اليد بأداة ثقيلة: يجب على المريض الاستعانة بشخص آخر لربط يده المُتدلّية من المِعصم بأداة ثقيلة يتراوح وزنها بين 2.27-4.54 كيلوجرام، ويمكن استخدام زجاجة مياه كبيرة أو حقيبة ظهر لهذه الغاية.
- الانتظار حتى عودة الكتف: يتم الانتظار مُدة 20 دقيقة تقريبًا حتى يرجع الكتف إلى مكانه بالاعتماد على قوة الجاذبية؛ إلّا إنّ هذه العملية تكون مؤلمة جدًا في بعض الأحيان.
ما هي طريقة الوقاية من خلع الكتف؟
إن خلع الكتف خطيرٌ في كثيرٍ من الأحيان؛ لذلك فإنه يجب على الجَميع اتباع الإرشادات التي تضمن الحدّ من التعرض إلى هذه الإصابة، ومنها الإرشادات الآتية:
- التوقّف عن التمرين في الوقت المناسب: على المرء التوقّف عن مُمارسة التمارين الرياضية عند الشعور بأيّة آلام في منطقة الكتف، كذلك يجب التوقّف عن الأنشطة البدنية الأُخرى عند ظهور هذا النوع من الآلام لضمان عدم انخلاع الكتف.
- مُمارسة تمارين الكَتف بانتظام: من الجيد تمرين عضلات الكَتف عند الإنسان بانتظام، بالإضافة إلى مُمارسة تمارين إطالة عضلات الكَتف للحدّ من الإصابة بالخلع.
- تطبيق الثلج على الكَتف: يحتاج المرء إلى تطبيق الثلج على منطقة الكَتف بعد مُمارسة التمارين الرياضية، أو الأنشطة البدنية في حالة تعرض إلى خلع الكتف في السابق؛ لضمان عدم تكرار الإصابة قدر الإمكان.
- استخدام الحشوة الواقية: إذا كان المرء مُعرّضًا إلى السقوط والإصابة بخلع الكتف؛ فإنه يستطيع ارتداء ما يُعرف باسم الحشوات الواقية لحماية منطقة الكتف من الإصابات عند سقوطه.
كيف يتم تشخيص الإصابة بخلع الكتف؟
يُمكن للطبيب الاعتماد على الأساليب والاختبارات لتشخيص حالات خلع الكَتف عند المرضى:
- مراجعة التاريخ الطبي: يقوم مُقدّم الرعاية الصحية بمراجعة تاريخ المريض الطبي؛ للتعرّف على أيّة إصابات سابقة أو حالات مرضية يُعاني منها المريض وتؤدي إلى الإصابة بخلع الكَتف، ذلك مع طرح بعض الأسئلة على المريض للتحقّق من الحالة.
- إجراء الفحص البدني: يشمل الفحص البدني الذي يقوم به الطبيب -لتشخيص حالة خلع الكَتف- التحقّق من مظهر عضلات الكَتف وطريقة حركتها، بالإضافة إلى التأكّد من حركة اليد وتحسُّس نبض الرسغ عند المُصاب.
- صور الأشعة السينية: يستطيع الطبيب المُختص الاعتماد على صور الأشعة السينية لرؤية الأنسجة والعظام والأجزاء الداخلية حول الكَتف المُصاب؛ لتقييم حالتها ثم البدء بخطة العلاج المناسبة.
- التصوير بالرنين المغناطيسي: تهدف هذه الصور الطبية إلى توفير صورة تفصيلية لجميع الأعضاء والهياكل الداخلية حول كتف المرء المُصاب.
- مسح النويدات المُشعّة: يعتمد هذا النوع من الاختبارات الطبية على الأشعة النووية، وهو اختبارٌ يوفر للطبيب المعلومات التي يحتاجها عن تدفق الدم إلى الأعضاء المُختلفة من الجسم؛ بما فيها الكَتف المُصاب.
- تخطيط كهربية العَضل: يقيس هذا الاختبار الإشارات الكهربية في العضلات عند الإنسان؛ ذلك لتقييم مدى شدّة الأضرار التي تعرضت إليها العضلات عند الإصابة بخلع الكَتف.
ما هو خلع الكتف الجزئي؟
عندما يتعرض الكتف إلى الخلع الكُلّي؛ فإن عظم الذراع العلوي يخرج من التجويف المُخصّص له بالكامل، أمّا في الخلع الجُزئي للكتف؛ يخرج العظم المذكور من مكانه جزئيًا فحسب، ويُمكن أن تؤثر على الأربطة والأوتار والعضلات المُحيطة بالكتف. ويجدر الذكر بأن لكلٍّ من خلع الكَتف الكُلّي وخلع الكَتف الجُزئي ذات الأعراض؛ لذلك يصعب التفريق بين الحالتين قبل الذهاب إلى الطبيب وإجراء التشخيص، كما يجدر التنويه إلى أن خلع الكتف خطير سواءً كان كُليًّا أو جُزئيًا.
هل توجد أمراض شبيهة بخلع الكتف الجزئي؟
هُناك عِدّة أمراض لها أعراض مُشابهة للأعراض التي تُصاحب خلع الكتف الجُزئي أو الكُلّي، ومن هذه الأمراض ما يأتي:
- التهاب وتر ذات الرأسين العضدية: يُصيب هذا الالتهاب العضلة ذات الرأسين في الجزء العلوي من الذراع، ويُعد من الأسباب الشائعة التي تؤدي إلى آلام الكَتف عند الإنسان، ويحدث الخطأ بين تشخيصها وتشخيص خلع الكتف أحيانًا.
- إصابات عظم الترقوة: إذا تعرّض المرء إلى كسر أو إصابة في عظم الترقوة؛ فإنه يواجه صعوبة في تحريك مفصل الكتف، بالإضافة إلى الشعور بآلام يُمكن أن تكون مُشابهة للآلام التي تظهر نتيجةً لخلع الكتف.
- كتف السبّاح: تُعرف مجموعة الآلام التي تُصيب كتف السبّاحين الماهرين المُتمرسين باسم كتف السبّاح، وكثيرًا ما يتعرض السبّاح إلى هذه الآلام بسبب فرط تحريك الكتف على نحوٍ مستمرٍ، وهي حالةٌ لها أعراض شبيهة بأعراض خلع الكتف.
- إصابة الكفّة المدوّرة: كثيرًا ما تظهر الآلام في منطقة الكَتف بسبب الإصابات في عضلات الكفّة المدوّرة، ويستطيع الجسم التعامل مع هذه الإصابات دون الحاجة إلى تدخلٍ طبيٍّ عادةً؛ إلّا إنّ بعض الحالات تستدعي إجراء جراحة للشفاء.
اقرأ/ي أيضًا:
هل يوجد أطعمة ومشروبات تقوي الأعصاب؟
