تحقيق مسبار
على الأم مُتابعة نمو الجنين بشكل مُستمر لضمان عدم تعرضه إلى أيٍّ من المشاكل التي تؤثر على تكوين أعضائه المُختلفة، أو تؤثر على صحته بشكل سلبي بعد الولادة. يهدف هذا المقال إلى توضيح مراحل النمو التي يمرُّ بها الجنين في بطن أمه، بالإضافة إلى بيان المُدّة التي تستغرقها الحامل حتى تلد طفلها، يتطرق المقال كذلك إلى بعض المعلومات حول مشكلة توقّف الجنين عن النمو.
هل تختلف مراحل نمو الجنين خلال 40 أسبوعًا؟
لا شك بأن مراحل نمو الجنين تختلف اختلافًا شديدًا خلال 40 أسبوعًا من الحمل وقبل ولادة المرأة، وتبدأ هذه المراحل بالإخصاب ودخول الحيوان المنوي واختراق البويضة، ثم ينمو الجنين شيئًا فشيئًا حتى تتكوّن جميع أعضائه الخارجية والداخلية ويُصبح جاهزًا للولادة والخروج من رحم أمّه، ولا يُمكن تحديد نوع الجنين في المراحل الأولى من الحمل؛ لأن كثيرًا من أعضائه لم تتشكّل ولم تَنْمُ بعد.
ما هي مراحل نمو الجنين حسب الأشهر؟
فيما يأتي مراحل نمو الجنين في بطن أمه مُنذ الشهر الأول وحتى الشهر التاسع على الترتيب:
- النمو خلال الشهر الأول: يحدث الإخصاب في بداية الشهر الأول من أشهر الحمل، وفي هذا الشهر تتشكّل المشيمة لتوفير الغذاء الذي يحتاجه الطفل، وكذلك يبدأ وجه الطفل وعيناه بالظهور مع بدء خفقان القلب، ولا يتجاوز حجمه حجم حبة الأرز في هذه المرحلة.
- النمو خلال الشهر الثاني: يستمر وجه الجنين بالنمو خلال الشهر الثاني، وتبدأ أصول أطرافه بالظهور، كما تشهد هذه الفترة بداية تكوّن بعض الأجزاء المُهمّة من الجسم؛ منها الجهاز الهضمي والدماغ، ويبلغ طوله 2.3 سم تقريبًا مع نهاية الشهر الثاني.
- النمو خلال الشهر الثالث: تتطوّر أطراف الطفل على نحوٍ جيد خلال الشهر الثالث، وتبدأ الأظافر والأعضاء التناسلية بالتكوّن، كما أن الأذنين والأجزاء الخارجية للأسنان تنمو في هذه الفترة، ويكتمل تكوين الطفل مع نهاية الشهر الثالث.
- النمو خلال الشهر الرابع: تتطوّر الجفون بشكل جيد في الشهر الرابع، كذلك الأظافر والشعر والرموش، ويقوم الطفل بعِدّة تحرّكات في هذه المرحلة مثل التثاؤب، ويتطوّر الجهاز العصبي والنظام التناسلي في هذا الشهر ويُمكن تحديد جنس الطفل خلاله.
- النمو خلال الشهر الخامس: تُلاحظ الأم حركة الطفل داخل بطنها بدايةً من الشهر الخامس، وفي هذه المرحلة يستمر نمو شعر الطفل، وينمو لديه شعرٌ رقيق على الكَتفين والظهر يُعرف باسم الزغب، ويُغطى جلده بمادة لحمايته في بطن أمه.
- النمو خلال الشهر السادس: تتطوّر بصمات أصابع الطفل في هذه المرحلة من نموه، كما أن جفون الطفل تنفصل خلال الشهر السادس ويُصبح قادرًا على فتح عينيه والاستجابة للمُنبّهات الخارجية؛ مثل الأصوات.
- النمو خلال الشهر السابع: مع استمرار نمو الطفل خلال الشهر السابع يتطوّر لديه نظام السمع بالكامل في هذه الفترة، كما أن جسمه يبدأ بتخزين طبقة من الدهون، ويصل طوله إلى 35.56 سم.
- النمو خلال الشهر الثامن: يزداد مخزون الدهون عند الطفل خلال الشهر الثامن، ويشهد نموًا سريعًا في الدماغ، ويستطيع الطفل الرؤية في هذه المرحلة مع زيادة قدرته على الرَكل وتحريك قدميه، وتتطوّر مُعظم الأعضاء الداخلية بشكل كامل.
- النمو خلال الشهر التاسع: يكتمل نمو الرئتين في الشهر التاسع من الحمل بالطفل، وتزداد قدرته على تحريك قدميه ويديه بشكل كبير إلى جانب القدرة على تحريك رأسه، وفي نهاية هذه المرحلة ينتقل إلى وضع الولادة.
مراحل نمو الجنين داخل الرحم خلال ثُلث الحمل الأول؟
يستمر الثُلث الأول من مراحل نُمو الجنين مُدّة 12 أسبوعًا، وتساوي هذه المُدّة 3 أشهر، ويمرُّ خلالها الجنين بمراحل النمو الآتية:
- الاستعداد للحمل: يستعد جسم المرأة لاستقبال الحيوانات المنوية خلال الأسبوعين الأول والثاني من الحَمل، ويبدأ العدّ لحساب فترة الحَمل منذ بداية الدورة الشهرية الأخيرة للمرأة قبل الإخصاب والبدء بتكون الجنين وتشكله ونموه.
- الإخصاب: يحدث الإخصاب خلال الأسبوع الثالث من أسابيع الحَمل؛ ذلك عندما تلتقي الحيوانات المنوية للرجل مع البويضة للمرأة في واحدةٍ من قناتيّ فالوب، كذلك تنتقل البويضة المُخصّبة إلى الرحم للبدء بعمليات الانقسام وتشكيل الجنين.
- الانغراس: يحدث الانغراس في الأسبوع الرابع؛ ذلك عندما تستطيع الكيسة الأريمية -التي تتكوّن من مجموعة خلايا منقسمة- اختراق بطانة الرحم، وتُصبح الأجزاء الداخلية من هذه الخلايا جنينًا في حين تُشكّل الأجزاء الخارجية المَشيمة.
- زيادة مستويات الهرمونات: تزداد نسبة هرمون موجهة الغدد التناسلية المشيمائية في الأسبوع الخامس ويتوقّف إطلاق البويضات المُخصّبة عند المرأة وتنقطع الدورة الشهرية، ويتكوّن الجنين في هذه الفترة من ثلاثة أقسام تعرف باسم الأديم الظاهر والأديم المتوسط والأديم الباطن.
- إغلاق الأنبوبة العصبية: تنغلق الأنبوبة العصبية على طول ظهر الجنين في الأسبوع السادس، ويبدأ دماغ الطفل وحبله الشوكي بالتكوّن من هذه الأنبوبة، كذلك يبدأ القلب بالتكوّن مع بعض الأعضاء الأُخرى وتنمو براعم الأطراف العلوية.
- نمو الرأس: يبدأ رأس الطفل بالنمو والتطوّر بعد مرور سبعة أسابيع، كذلك ينمو دماغه ووجهه وتصبح معالم الأنف ظاهرة، بالإضافة إلى نموّ براعم الأطراف السفلية وزيادة حجم الأطراف العلوية حتى تصبح بشكل المجاديف في الأسبوع هذا.
- تشكُّل أنف الطفل: مع الاستمرار في نمو الأطراف العلوية والسفلية والأعضاء الأُخرى للجنين في الأسبوع الثامن من الحمل، تتكوّن الشِفّة السفلية والأنف، كما أن جذع الطفل ورقبته يبدآن بالاستقامة.
- ظهور أصابع القدم: في الأسبوع التاسع تظهر أصابع قدم الجنين حتى تُصبح مرئية بعد مرور أسبوعين على نمو براعم القدمين، وفي هذا الأسبوع تتشكّل الجفون ويصير رأس الطفل كبيرًا.
- استدارة رأس الطفل: يُصبح رأس الطفل مستديرًا في الأسبوع العاشر من أسابيع الحَمل، ويُمكن للطفل ثني مِرفقيه في هذه المرحلة، وتُصبح اليدان والقدمان أطول، ويصير الحبل السُرّي مرئيًا بوضوح.
- نمو الأعضاء التناسلية: تبدأ الأعضاء التناسلية للطفل بالتشكّل حسب جنسه مع نهاية الأسبوع الحادي عشر، كما يبدأ الكبد بالتشكّل خلال هذا الأسبوع مع استمرار نمو الرأس وأجزائه المُختلفة؛ بما فيها الجفون والأذنين.
- تشكل الأظافر: ينتهي الثُلث الأول من مراحل نمو الجنين بعد مرور اثني عشر أسبوعًا، وفي الأسبوع الأخير منها تنمو أظافر الطفل، كما أن وجهه يُصبح أكثر نموًا، وتكون أمعاؤه موجودة في البطن أثناء هذا الأسبوع أيضًا.
متى يكتمل نمو الجنين وتستعد الأم للولادة؟
عادةً ما يكتمل نمو الجنين وتستعد الأم للولادة في الأسبوع 40 من الحمل؛ إلّا إنّ بعض النساء تتقدّم ولادتها أو تتأخر على النحو الآتي:
- الولادة المبكرة: تكون الولادة مُبكرة إذا وضعت الأم طفلها بعد مرور فترة بلغت 37 أسبوعًا على الأقل ولم تصل إلى 39 أسبوعًا.
- الولادة عند اكتمال نمو الجنين: في حالة وضعت الأم طفلها بعد الحمل بفترة تبلغ 39 أسبوعًا على الأقل ولم تصل إلى 41 أسبوعًا؛ تكون الولادة ضمن الفترة الطبيعية دون وجود تأخر أو تبكير.
- الولادة المتأخرة: إذا بلغت مُدّة الحَمل بالطفل 41 أسبوعًا على الأقل ولم تصل إلى 42 أسبوعًا؛ فإن الولادة تكون متأخرة.
- الولادة المتأخرة جدًا: تكون الولادة متأخرة جدًا وصلت فترة الحمل عند المرأة 42 أسبوعًا على الأقل، ويُمكن أن تزيد فترة الحمل على هذّه المُدة في بعض الحالات.
هل يمكن أن يتوقّف نمو الجنين ثم يعود؟
يُمكن أن يتوقّف نمو الجنين في رحم أمه ثم يعود إلى النمو بعد مراجعة الطبيب المُختص وتقييم حالة الجنين، ثم اتخاذ الإجراءات الطبية المُناسبة بناءً على السبب الذي يؤدي إلى توقّف النمو أو تقييده، ويُمكن أن يضطر الأطباء إلى إجراء عملية الولادة المبكرة إذا كانت حالة الجنين تسمح بذلك، وعلى الأم إجراء الفحوصات المطلوبة بشكل دوريّ للتحقّق من تحسّن طفلها والتأكّد من سلامته.
هل تكون أعراض توقّف نمو الجنين واضحة؟
لا تكون أعراض توقّف الجنين عن النمو أو تقييد نموّه واضحة للأم؛ إنّما تتم ملاحظة هذه الحالات عند ذهاب الأم وإجراء الفحوصات الدورية المُخصّصة للحمل، ويُمكن للطبيب الاعتماد على بعض أنواع الاختبارات والفحوصات للتحقّق من الحالة عند الاشتباه؛ منها اختبار ارتفاع قعر الرحم وصور الموجات فوق الصوتية قبل الولادة.
كيف تتم الوقاية من حالة توقّف نمو الجنين ومضاعفاتها؟
تساعد الإرشادات الآتية في الحدّ من تعرض المرأة الحامل إلى حالة توقّف نمو الجنين أو التقليل من أضرارها ومُضاعفاتها السلبية:
- الحرص على الفحوصات الدورية: لا بُدّ من الحرص على إجراء الفحوصات الدورية للأم في مواعيدها المُحدّدة؛ ذلك لاكتشاف أيٍّ من المُضاعفات التي تؤدي إلى توقّف الجنين عن النمو، أو اكتشاف حالة التوقّف عن النمو في وقتٍ مُبكرٍ والتعامل معها.
- ملاحظة حركات الطفل: يجب على الأم مُلاحظة حركات الطفل في بطنها والتواصل مع الطبيب على الفور؛ ذلك في حالة مُلاحظة أيّة تغيّرات غير طبيعية على هذه الحركة؛ بما في ذلك توقّف الطفل عن الحركة أو انخفاض وتيرة حركاته.
- التحقّق من الأدوية: يمكن لبعض الأدوية التي تتناولها الأم أن تؤثر على صحتها وصحة جنينها بشكل سلبي وتؤدي إلى توقّفه عن النمو؛ لذلك لذلك ينبغي التحقّق من أمان جميع الأدوية قبل تناولها خلال فترة الحَمل.
- تناول الأطعمة الصحية: يمكن للأطعمة الجيدة التي تتناولها الأم توفير العناصر الغذائية المناسبة، التي يحتاجها الطفل وتضمن عدم توقّفه عن النمو بسبب سوء التغذية.
- المحافظة على فترات الراحة: إذا أخذت الأم قسطًا وافرًا من الراحة؛ فإن ذلك يُساعد الجنين على النمو بشكل أفضل، ومن ذلك النوم 8 ساعات ليلًا مع أخذ قيلولة مُدة ساعة أو ساعتين بعد الظهر أيضًا.
اقرأ/ي أيضًا:
هل الانحناء يؤثر على الجنين أم لا؟
هل السونار دقيق في حساب عمر الجنين؟