تحقيق مسبار
يُبيّن هذا المقال أبرز أضرار الغضب الصحيّة والنفسية، بالإضافة إلى تزويد القارئ بالعديد من الطُرق التي تُساعد في إدارة الغضب والحدّ من الانفعال المُصاحب له، يتطرق المقال كذلك إلى الطُرق الشائعة لتعبير الإنسان عن الغضب، إضافةً إلى بيان بعض الأساليب السلوكية المُعتمدة من قِبل مُقدّمي الرعاية الصحية المُختصين لعلاج الغضب الزائد وإدارته.
هل أضرار الغضب الصحية مُميتة؟
يُمكن أن يؤدي الغضب والضغوط النفسية الأُخرى إلى اضطراب نُظم القلب وعدم انتظام النبض عند الإنسان، وهو ما يتسبب بالموت المفاجئ أحيانًا حسب أحد الأبحاث، كما أن للغضب الكثير من الأضرار على الصحة الجسدية والنفسية ويتسبب بالعديد من الأمراض؛ بما فيها أمراض القلب والتوتر.
ما هي أضرار الغضب؟
تحتوي القائمة التالية على بعض الأضرار التي يُمكن أن تُصيب الإنسان بسبب الغضب:
- أمراض القلب: يؤثر الغضب على صحة القلب بشكل سلبي ويؤدي إلى الإصابة بعِدّة اضطرابات أو أمراض؛ منها النوبات القلبية وأمراض الشريان التاجي.
- السكتة الدماغية: يزيد الغضب من فُرصة التعرّض إلى السكتات الدماغية ثلاثة أضعاف مُقارنةً بالأشخاص الطبيعيين الذين لا يُعانون من الغضب، وتزداد درجة الخطورة إلى ستة أضعاف عند الأشخاص الذين لديهم تمدُّد في الأوعية الدموية في أحد شرايين الدماغ.
- الحدّ من قوة جهاز المناعة: يعترض جهاز المَناعة الأمراض التي تُصيب الإنسان ويقاومها، ويُقلّل الغضب من قدرة جهاز المناعة على القيام بوظيفته، ويؤدي ذلك إلى كثرة الإصابة بالمرض.
- التأثير على الرئة: أظهرت إحدى الدراسات بأن فعالية الرئة وجودة قيامها بوظائفها تتأثر سلبًا عند الأشخاص الذين يُعانون من الغضب، وهي من أضرار الغضب الصحية.
- المشاكل الأُخرى: يتسبب الغضب ببعض مشاكل الجهاز الهضمي كآلام البطن، كذلك يؤدي إلى الصداع وارتفاع ضغط الدم، ويُمكن أن ينتج عنه بعض المشاكل الجلدية مثل الإكزيما.
هل أضرار الغضب على الصحة النفسية حقيقة؟
إن للغضب تأثيرًا حقيقيًا على الصحة النفسية للمرء؛ فإنه يؤدي إلى زيادة مُستويات التوتر والقلق، كما أنه يؤدي إلى تفاقم بعض الاضطرابات النفسية التي يُعاني منها الشخص؛ مثل اضطراب القلق العام، وينتج عن الغضب كذلك شعور بالإحباط أو الذنب أو الحُزن أو كراهية الذات مع الاستياء من الآخرين أحيانًا، ويُعيق الغضب القُدرة على الاسترخاء أيضًا.
كيف يمكن الحدّ من أضرار الانفعال عند الغضب؟
فيما يأتي بعضًا من أبرز الوسائل والطُرق والمُمارسات التي تُساعد في إدارة الغضب والتقليل من الانفعال وغيره من الآثار السلبية الأُخرى للغضب:
- الابتعاد عن الموقف: إذا شعر المرء بالغضب أو الخروج عن السيطرة في أيّ موقفٍ من المواقف؛ فيجب عليه الابتعاد إلى مكان آخر حتى يشعر بالهدوء ثم يتصرّف على نحوٍ صحيحٍ.
- مُمارسة الأنشطة البدنية: تستطيع الأنشطة البدنية مُساعدة الإنسان على التخلّص من الشعور بالغضب، ويمكن مُمارسة رياضة الجري أو أيّ أنشطة بدنية أُخرى لهذه الغاية.
- الاعتماد على تقنيات الاسترخاء والهدوء: يُمكن الاعتماد على تقنيات الاسترخاء للتخفيف من حِدّة الغضب أحيانًا؛ أبرزها التنفس العميق والتخلص من الأفكار التي تؤدي إلى الغضب والتحدّث الإيجابي مع الآخرين.
- الحزم بدلًا من الغضب: يجب على الإنسان معرفة طريقة التصرّف مع المواقف المُختلفة بحزم بدلًا من اللجوء إلى الغضب الذي يؤثر على الصحة بشكل سلبي ويزيد من الضغط على الجهاز العصبي والأوعية الدموية والقلب.
- الحصول على المُساعدة: من الجيد اللجوء إلى أحد الأصدقاء أو أفراد العائلة أو الأشخاص ذوي الخبرة؛ لتلقّي المُساعدة في كيفية تغيير السلوكيات الغاضبة ومُمارسة السلوكيات الصحية في المواقف التي يتعرض إليها المرء.
- كتابة اليوميات: على المرء كتابة يومياته وقراءتها بشكل مُتكرّر حتى يتمكّن من معرفة الأسباب، أو المُحفزات التي تؤدي إلى نوبة الغضب ويتجنّبها للحدّ من أضرار الغضب الصحية.
- استخدام الدُعابة: يُمكن للدُعابة التهدئة من الغضب والقضاء على التوتر الذي يشهده الإنسان في بعض المواقف، وينبغي الحرص على تجنّب السُخرية أثناء الدعابة؛ فإنها تزيد الأمر سوءًا.
- تقنية الإلهاء: يستطيع الإنسان لفت انتباهه وتركيزه إلى موقف آخر لفترة وجيزة حتى يتخلّص من الغضب، ويُمكن تشتيت الغضب كذلك عن طريق الاتصال بصديق، أو العدّ حتى الرقم 10 أو بأيٍّ من المُلهيات الأُخرى.
- التصوّر: يقوم البعض بالاعتماد على التصوّر أو التخيُّل للتعامل مع مواقف الغضب؛ ذلك من خلال تصوّر أنفسهم في مكانٍ مُريحٍ يحبّونه ويُفضّلون التواجد فيه لنزع فتيل الغضب واستعادة الهدوء.
ما هي التمارين الرياضية المناسبة للتعامل مع الغضب؟
توجد عِدّة أنواع من التمارين الرياضية التي تُساعد على التقليل من الغضب وتُعزّز الشعور بالهدوء والراحة بعد التعرّض إلى المواقف المُزعجة، ومنها ما يأتي:
- المُلاكمة: يستطيع الإنسان مُمارسة الملاكمة في المَنزل، وهي واحدةٌ من الرياضات التي تُساعد على حرق السعرات الحرارية وتزيد من قوة الجسم، ويمكن ممارسة تمارين الملاكمة للقضاء على الغضب.
- القفز عن الحبل: إن القفز عن الحبل من الأنشطة الرياضية المعروفة، ويُمكن لهذه الرياضة التقليل من حِدّة الغضب بالإضافة إلى فوائدها الصحية الأُخرى، وتتميّز رياضة القفز عن الحبل بعدم الحاجة إلى كثيرٍ من الأدوات.
- المشي في الخارج: يُفضّل البعض المشي أو الركض في الخارج للشعور بالهدوء والتخلص من آثار الغضب، وينبغي التحقّق من ارتداء الملابس المُناسبة والحذاء الجيد لممارسة هذه الرياضة؛ لتجنّب البثور وغيرها من الحالات الصحية.
- السير الجبلي: يمكن لكلٍّ من المناظر الطبيعية المُحيطة والمشي التقليل من آثار الغضب عند الإنسان، وتوفر رياضة المشي الجبلي كلا الفائدتين ممّا يجعلها إحدى الطُرق المناسبة للتخلص من الغضب.
هل توجد طُرق علاج معروفة لإدارة الغضب؟
يعتمد الأطباء على العديد من طُرق العلاج السلوكية التي تُساعد على التقليل من الغضب والحدّ من أضرار الانفعال الشديد الذي يُصاحبه أحيانًا، ومن هذه الطُرق ما يأتي:
- العلاج السلوكي المعرفي: يمكن للعلاج السلوكي المعرفي مُساعدة المرء في فهم الدوافع التي تؤدي إلى الشعور بالغضب، مع تطوير المهارات والأساليب المناسبة للتعامل معها، كذلك يتعلّم الإنسان طريقة التصرّف الصحيحة عند شعوره بالغضب.
- العلاج السلوكي الجدلي: في هذا الأسلوب العلاجي يتعلّم الشخص مهارات الوعي والتواصل الفعّال في العلاقات مع الآخرين، بالإضافة إلى تطوير التنظيم العاطفي حتى يتمكّن من التعامل مع الغضب الشديد واستعادة السيطرة على نفسه.
- العلاج الأُسري: يكون العلاج الأُسري أكثر فعالية في التعامل مع حالات الغضب التي تظهر عند التعامل مع أفراد الأسرة غالبًا، ويهدف هذا العلاج إلى تحسين التواصل مع الآخرين من أفراد الأسرة وحلّ المشكلات.
- العلاج النفسي الديناميكي: يهدف هذا العلاج إلى معرفة الدوافع النفسية للغضب ودوافع الاستجابة لهذا الغضب؛ من أجل تحديد المُمارسات والدوافع والأنماط غير الصحية ثم تصحيحها.
ما هي طُرق التعبير عن الغضب؟
عادةً ما يقوم الإنسان بالتعبير عن غضبه من خلال إحدى الطُرق الشائعة الآتية:
- التعبير الخارجي: يكون التعبير عن حالة الغضب واضحًا في هذه الطريقة ويظهر للآخرين؛ ومن الأمثلة على ذلك الصُراخ عند الغضب، أو تكسير الأشياء أو رميها، أو التعرض إلى الآخرين بالإساءات الجسدية أو اللفظية.
- التعبير الداخلي: يُوجّه الإنسان استجابته للغضب إلى الداخل في هذه الطريقة من طُرق التعبير، وتشمل الاستجابة للغضب في هذه الحالة الحديث عن النفس بشكل سلبي، أو إيذاء النفس، أو اعتزال الآخرين، أو حرمان النفس من الأشياء التي من شأنها توفير السعادة.
- التعبير المجهول: تعتمد هذه الطريقة على الطُرق الخَفيّة وغير الظاهرة للتعبير عن الغضب؛ كالاستهزاء بالآخرين وكذلك العبوس أو معاملة الآخرين بصمت.
هل أسباب الشعور بالغضب معروفة؟
توجد كثيرٌ من الأسباب المعروفة للشعور بالغضب وزيادة خطورة الإصابة بمختلف أضرار الغضب الصحية على الإنسان، ويُعد الشعور بالظلم واحدًا من أسباب الغضب، كذلك الشعور بالإهانة من قِبل الآخرين، أو تعرّض الوضع الاجتماعي للمرء إلى الخطر، أو فقدان الوظيفة، أو الشعور بالإرهاق والتعب، أو استرجاع بعض الذكريات الصادمة أو المُزعجة، كما أن الغضب يكون عَرَضًا لبعض الاضطرابات النفسية؛ منها اضطراب السلوك واضطراب العِناد الشارد.
متى يُصنّف الغضب على أنّه مشكلة؟
يُعد الغضب من الحالات الطبيعية التي تُصيب الإنسان ولا يُنبئ عن وجود مشكلة صحية أو عقلية دائمًا؛ إنّما يكون الغضب مشكلة في عِدّة حالات، ومنها ما يأتي:
- التعبير عن الغضب بشكل سلبي: يُعبر البعض عن غضبهم من خلال السلوكيات الهدامة السلبية أو السلوكيات غير المُفيدة، ويكون الشعور بالغضب مشكلة في هذه الحالة.
- التأثير على الصحة: إذا كان للغضب تأثير على الصحة الجسدية أو النفسية للمرء فإنه يكون مشكلة، ولا بُدّ من ممارسة تقنيات تجنّب الغضب وإدارة الحالة حتى يتمكّن الشخص من تجنّب جميع أضرار الغضب الصحية.
- تفضيل الغضب على غيره: يُصبح الغضب مُفضّلًا على غيره من المشاعر الأُخرى؛ للتعبير عن المواقف في بعض الحالات؛ ممّا يجعل من الغضب مشكلة.
هل يمكن أن يكون الغضب مفيدًا؟
إن للغضب العديد من الفوائد التي يلمسها الإنسان في حياته بالفعل؛ فإنه الدافع وراء التحفيز على إحداث التغييرات في حياة المرء وتحقيق الأهداف المختلفة أحيانًا، كما أنه يزيد من معرفة الشخص بالمواقف والأشياء التي تؤذيه، كذلك يدفع الإنسان إلى الدفاع عن نفسه ومواجهة الآخرين عند التعرض إلى المخاطر المختلفة خلال الحياة اليومية أيضًا، ومن المُهم معرفة طريقة التعامل مع الغضب بشكل جيد؛ لتحصيل هذه الفوائد مع تجنّب جميع المشاكل الصحية التي يتسبب بها.
اقرأ/ي أيضًا:
هل المرارة لها علاقة بالحالة النفسية؟
هل أسباب الأمراض النفسية دائمًا معروفة؟