تحقيق مسبار
من المهم جدًا معرفة أضرار الحمص على الكلى حتى يتخذ الشخص الإجراءات المُناسبة للوقاية منها، ويُبيّن هذا المقال أبرز الأضرار التي تنتج عن تناول الحمص، إلى جانب توضيح الأطعمة التي يُمكن تناولها والمأكولات التي ينبغي تجنّبها من قِبل المُصابين بأمراض الكلى؛ للمحافظة على استقرار حالتهم الصحية.
هل توجد أضرار للحمص على الكلى؟
يمكن القول أن تناول الحمص بشكلٍ مُعتدلٍ لا يؤدي إلى أيٍّ من المشاكل أو الأضرار الخطيرة إذا كانت الكليتان سليمتين، لكن يجب الحدّ من الحمص أو تحضيره بطريقة صحية إذا كان الشخص يُعاني من أمراض الكلى.
من جهةٍ أُخرى يمكن أن يؤدي الإكثار من تناول الحمص إلى تشكُّل حصى الكلى، ما يعني وجود أضرار له، ومن المُمكن أن تكون هذه الحالة خطيرة ما لم يتم علاجها خلال وقتٍ مُبكرٍ، كما يُمكن أن تُسهم بعض العناصر الغذائية في الحمص إلى تطوّر مرض الكلى حتى يُصبح مرضًا مُزمنًا عند المُصابين.
لماذا يؤدي الحمص إلى تشكيل الحصوات في الكلى؟
يُعد الحمص واحدًا من البقوليات التي تحتوي على مُستويات مرتفعة من الأوكسالات، وعادةً ما يتم إخراج هذه المواد من الجسم عن طريق البُراز بعد ارتباطها مع الكالسيوم، لكنها تتراكم في الكلية أحيانًا ممّا يتسبب بتشكّل الحصوات، وفيما يأتي بعضًا من الإرشادات لمنع تكوّن الحصوات التي تُعد من أضرار الحمص على الكلى:
- شرب المياه: يزيد الجفاف من فرصة الإصابة بحصوات الكلى، وإذا حصل الجسم على الكميات الكافية من السوائل عن طريق شرب المياه؛ فإن ذلك يحدُّ من فرصة تشكّل الحصوات، ويُوصى بشرب 6-8 أكواب مياه يوميًا لهذه الغاية.
- الحرص على مصادر الكالسيوم: يُمكن للمرء الحصول على الكميّات المُوصى بها من الكالسيوم عن طريق الأطعمة المختلفة؛ مثل الألبان والملفوف الصحي والكرنب؛ للحدّ من حصوات أكسالات الكالسيوم التي يتسبّب بها الحمص أحيانًا.
- شرب عصير الليمون: من الجيّد الاعتماد على الليمون الخالي من السكر لمنع تشكّل الحصوة في الكلى أو علاجها؛ فإن هذا العصير يحتوي على السيترات التي تستطيع تكسير رواسب الكالسيوم وتحدُّ من سرعة نموها.
- إدارة الوزن: إن إدارة الوزن والتخلص من السُمنة من أبرز الإرشادات للتعامل مع حصوات الكلى والوقاية منها؛ فإن نسبةً كبيرةً من المُصابين بالحصوات يُعانون من السمنة أيضًا حسب إحدى الدراسات.
- تجنّب المشروبات السُكّرية والكافيين: تزداد خطورة تشكّل حصوات الكلى عند الإكثار من تناول المشروبات السُكّرية أو الكافيين، كما أن هذه المشروبات تؤدي إلى تفاقم الأعراض لدى المُصاببين؛ لذلك فإنه من الصحي تجنّبها للحدّ من الحصوات.
هل تشمل فوائد الحمص للكلى المصابين بالفشل الكلوي؟
يُعد الحمص من الأطعمة الغنيّة بالبروتينات النباتية المُفيدة في الحدّ من التعرض إلى أمراض الكلى المُزمنة، كما أنها تُقلّل من نسبة الوفاة عند المُصابين بمرض الكلى المُزمن أيضًا، ولكن المُصابين بهذه الأمراض لا يستطيعون تناول الحمص؛ ذلك لأن الحمص يحتوي على نسبة مرتفعة من البوتاسيوم الذي يؤثّر على مرضى الكلى بشكلٍ سلبي.
كيف يمكن تحضير الحمص لمرضى الكلى؟
أظهرت إحدى الدراسات انخفاض نسبة البوتاسيوم الموجود في الحمص بنسبة تصل إلى 80% عند نقعه ثم طهيه بالضغط، وتمّ طهيه بالطريقة المعروفة بعد ذلك مرّةً أُخرى لتقليل نسبة البوتاسيوم إلى 95% تقريبًا، وهو ما يجعله مُناسبًا لمرضى الكلى بالرغم من عدم انخفاض نسبة الفوسفور بشكلٍ كبيرٍ كالبوتاسيوم، ولا ينبغي على المرضى تناول الحُمص -بكل حال- دون استشارة الطبيب والتحدّث معه بهذا الخصوص؛ لضمان عدم الإصابة بأيٍّ من أضرار الحمص على الكلى.
ما هي فوائد الحمص الصحيّة؟
يُمكن لمرضى السُكّري تناول الحمص للمساعدة على تنظيم سُكّر الدم، كما أن لهذا النوع من البقوليات فائدةٌ في تنظيم الضغط وتحسين الصحة العامة للقلب أيضًا، ويحتوي الحمص على الليكوبين والسابونين اللّذَين يُسهمان في مقاومة الجذور الحُرّة والوقاية من بعض أمراض السرطان. ومن الفوائد الأُخرى للحمص تعزيز صحة العظام بسبب محتواه من الكالسيوم، والسيطرة على فقر الدم لأنه يحتوي على الحديد وفيتامين سي أيضًا.
هل توجد أضرار لتناول الحمص؟
بالفعل هُناك العديد من الأضرار المُحتملة لتناول الحمص فضلًا عن أضراره لمرضى الكلى، ومنها اضطرابات الجهاز الهضمي عند البعض؛ نظرًا لمُحتواه المرتفع من النشا والألياف؛ على الرغم من فائدة الألياف في تعزيز صحة الجهاز الهضمي لدى الآخرين، كذلك يُمكن أن يؤدي إلى الإصابة بالشلل إذا لم يتم طهوه جيدًا، ويمكّن الاستفادة من فوائد الحمص للكلى؛ بسبب المحتوى المرتفع من البروتين النباتي، في حالة عدم الإصابة بأمراض الفشل الكلوي.
ما هي العناصر الغذائية الضارّة لمرضى الكلى؟
ينبغي على جميع المُصابين بأمراض الكلى تجنّب الحصول على كميات مرتفعة من العناصر الغذائية الآتية بسبب آثارها الصحية السلبية:
- البوتاسيوم: يُعد البوتاسيوم واحدًا من العناصر التي لها دورٌ مُهمٌ في جسم الإنسان؛ إلّا إنّ ارتفاع مستوياتها يؤدي إلى مُضاعفات خطيرة؛ لذلك ينبغي على مرضى الكلى عدم زيادة مدخول البوتاسيوم اليومي عن 2,000 ملليجرام يوميًا.
- الفوسفور: تؤدي المستويات المرتفعة من الفوسفور إلى تلف جسم الإنسان، وهي واحدةٌ من مُضاعفات تلف الكلى، ويُوصى بعدم زيادة كميات الفوسفور اليومية عن 800-1,000 ملليجرام يوميًا.
- الصوديوم: إن الصوديوم من المكوّنات الأساسية لملح الطعام، وإذا تلفت الكلى؛ فإنها لا تستطيع تصفية الصوديوم ممّا يؤدي إلى ارتفاع مستوياته في الدم، ويُوصى بعدم زيادة كميات الصوديوم اليومية عن 2,000 ملليجرام يوميًا.
ما هي الأطعمة المناسبة للمُصابين بأمراض الكلى؟
لا يستطيع المُصابون بأمراض الكلى تناول الحُمص؛ فإن أضرار الحمص على الكلى في هذه الحالة تكون كبيرة، وفيما يأتي بعضًا من الأطعمة الأُخرى التي يمكن لهذه الفئة من الأفراد تناولها دون مواجهة أيّة مشكلة صحية:
- القرنبيط: إن القرنبيط من الخضروات الغنيّة بعِدّة أنواع من الفيتامينات؛ منها فيتامين كيه وفيتامين سي وفيتامين بي، وهو كذلك من الأطعمة ذات المحتوى المنخفض من البوتاسيوم ممّا يجعله مناسبًا لمرضى الكلى.
- التوت الأزرق: يتميّز التوت الأزرق بمحتواه الجيّد من مضادات الأكسدة؛ بما فيها الأنثوسيانين الذي يقي من أمراض القلب وبعض أمراض السرطان، وتحتوي هذه الثمار على كمياتٍ منخفضةٍ من الفوسفور والبوتاسيوم والصوديوم.
- سمك القاروص: بالإضافة إلى أحماض أوميغا 3 الدهنية تحتوي أسماك القاروص على البروتينات عالية الجودة أيضًا، وهي من الأسماك التي تحتوي على كميات مُنخفضة جدًا من الفوسفور؛ ممّا يجعلها مناسبة لمرضى الكلى مع ضرورة عدم الإكثار.
- بياض البيض: تتوفر مُعظم العناصر المُغذّية في صفار البيض؛ إلّا إنّه يحتوي على كمياتٍ مرتفعةٍ من الفوسفور، ويُمكن للمُصابين بمرضى الكلى تناول البياض وحده وترك الصفار إذا أرادوا تناول البيض؛ للحصول على البروتينات عالية الجودة.
- الثوم: يستطيع المصابون بأمراض الكلى استخدام الثوم لتوفير النكهة بدلًا من استخدام الملح، ويمكن للثوم كذلك توفير كمياتٍ جيدةٍ من المنغنيز ومُركّبات الكبريت وفيتامين سي، بالإضافة إلى فيتامين بي 6 أيضًا.
- البرغل: يتم إنتاج البرغل من القمح الكامل، ويمكن تناوله بدلًا من الحبوب الكاملة الأُخرى التي تحتوي على كميات مرتفعة من البوتاسيوم أو الفوسفور، كما أنه مصدر جيد للمنغنيز والمغنيسيوم والحديد وبعض الفيتامينات.
- الملفوف: يُعرف الملفوف كذلك بالكرنب، وهو مصدر غنيّ للمعادن والفيتامينات والمُركّبات الغذائية النباتية، ويتميّز الملفوف بمحتواه المرتفع من الألياف المُفيدة لتعزيز صحة الجهاز الهضمي.
- صدور الدجاج: من الضروري نزع الجلد عن صدور الدجاج عند الرغبة بتحضيرها وتناولها، وهي من المصادر الجيدة للبروتين عالي الجودة، ويجب تناول الصدور بكميات مُعتدلة، وذلك مع ضرورة تجنّب الدجاج المشوي الجاهز.
- الفليفلة الحلوة: تحتوي الفليفلة على كميات كبيرة من فيتامين سي المُضاد للأكسدة، وهي من الخضروات منخفضة البوتاسيوم خلافًا للعديد من أنواع الخضروات الأُخرى، ويستطيع مرضى الكلى تناولها كذلك للحصول على فيتامين إيه.
هل يوجد أطعمة يجب تجنّبها بسبب أمراض الكلى؟
إلى جانب أضرار الحمص على الكلى تتسبب العديد من الأطعمة الأُخرى بأضرارٍ مُشابهة، وعلى المُصابين بأمراض الكلى تجنّب هذه المأكولات بسبب محتواها المرتفع من البوتاسيوم أو العناصر الغذائية التي تُلحق بهم الأضرار، ومن أبرز هذه الأطعمة ما يأتي:
- الأفوكادو: من الأفضل أن يتجنّب مرضى الكلى تناول الأفوكادو؛ ذلك لأن كل حبّة أفوكادو ذات حجم متوسط تحتوي على 690 ملليجرام من البوتاسيوم، وهي كمية مرتفعة، ويُمكن للمرضى تناول ربع حبة عند الرغبة في ذلك.
- الأطعمة المُعلّبة: عادةً ما تتم إضافة الصوديوم إلى الأطعمة المُعلّبة بكمياتٍ كبيرةٍ لزيادة مُدّة صلاحيتها، هذا يعني أنها غير مُناسبة لمرضى الكلى، وإذا تمّ شراء هذا النوع من الأطعمة؛ فلا بُدّ من غسلها وشطفها جيدًا للتقليل من الصوديوم.
- خبز القمح الكامل: يُوصى للأصحّاء اختيار خبز القمح الكامل؛ إلّا إنّ الأمر يختلف بالنسبة إلى المُصابين بأمراض الكلى، وذلك لأنه يحتوي على كميات مرتفعة من الفوسفور والبوتاسيوم، بينما يحتوي الخبز الأبيض على أقل من نصف الكمية.
- الموز: تستطيع حبة الموز مُتوسطة الحجم توفير 422 ملليجرام من البوتاسيوم، هذا يعني أن الموز غير مناسب لهذه الفئة من المرضى، وكذلك مُعظم الفواكه الاستوائية الأُخرى تحتوي على كميات مرتفعة من البوتاسيوم.
- اللبن: بالرغم من القيمة الغذائية المرتفعة للألبان؛ إلّا إنّ كل 240 ملليتر من اللبن كامل الدسم تحتوي على 222 ملليجرام من الفوسفور بالإضافة إلى 349 ملليجرام من البوتاسيوم، ولذلك ينبغي الحدّ من مختلف منتجات الألبان.
- البرتقال: يشتهر البرتقال بمحتواه المرتفع من فيتامين سي، كما نّه يحتوي على البوتاسيوم أيضًا؛ إذ إنّ كل حبة برتقال كبيرة يبلغ وزنها 184 جرام توفّر 333 ملليجرام من البوتاسيوم.
اقرأ/ي أيضًا: