تحقيق مسبار
إذا ظهرت أعراض الولادة المبكرة على المرأة الحامل؛ فلا بُد من مراجعة الطبيب على الفور لاتخاذ الإجراءات الطبية التي تضمن سلامة الأم وطفلها وعدم تهديد حياتهما أو تعريضها إلى المخاطر، ويُوضّح هذا المقال كثيرًا من الأعراض التي تُصاحب الولادة المُبكرة، بالإضافة إلى بيان أسبابها وبعض مُضاعفاتها على الطفل.
هل يمكن ظهور أعراض الولادة المبكرة خلال الشهر السادس؟
يُمكن أن تظهر أعراض الولادة المبكرة خلال الشهر السادس بالفعل، كما أنها تظهر خلال الشهر الخامس من الحَمل في بعض الأحيان، لكن فرصة حياة الطفل لا تتعدّى 50% فحسب إذا وُلد في هذه الفترة، وكُلّما تأخرت الولادة ازدادت فرصة بقاء الطفل على قيد الحياة. ولا يوجد وقت مُحدّد تظهر فيه أعراض الولادة المبكرة عند جميع النساء؛ وإنما يُمكن أن تظهر خلال الشهر الخامس أو السادس أو السابع أو الثامن وقبل الوصول إلى موعد الولادة في الشهر التاسع.
ما هي علامات الولادة المبكرة على الحامل؟
توجد العَديد من الأعراض التي تظهر على الأم الحامل عند الولادة المبكرة، وأبرزها ما يأتي:
- التقلصات: تتعرض الأمهات إلى تقلصات في البطن كلّ 10 دقائق مرًةً واحدةً، ويُمكن أن يزداد عدد التقلصات عن ذلك في بعض الأحيان، وتكون هذه التقلصات مصحوبةً بالإسهال أحيانًا.
- الإفرازات المهبلية: عادةً ما تُلاحظ النساء تغيّرات في إفرازات المهبل عند اقتراب وقت الولادة المبكرة، ويكون ذلك من خلال زيادة كمية الإفرازات المهبلية أو التعرض إلى النزيف أو تسرّب السوائل المهبلية.
- الآلام: تُصاب الأم بآلام خفيفة في منطقة الظهر أحيانا نتيجةً لقُرب موعد ولادة الطفل.
- الضغط على الحوض: عندما يقترب موعد الولادة عند المرأة؛ فإنها تشعر بشيءٍ يضغط على حوضها إلى الأسفل، وهو الطفل الذي يستعد للخروج من الرحم.
ما هي أسباب الولادة المبكرة العفوية؟
تُعرف الولادة المبكرة غير الطبيّة باسم الولادة المبكرة العفوية؛ ذلك لأن الأعراض تظهر على المرأة فجأة بشكلٍ عفوي، وليس بقرار من الأطباء نتيجةً لوجود مُشكلة صحية تُهدّد حياة المرأة أو جنينها إلى الخطر، وفيما يأتي قائمة ببعض أسباب الولادة المبكرة العفوية:
- العدوى: من المُحتمل أن يتسبب أيُّ نوعٍ من أنواع الالتهابات الجهازية أو العدوى بالولادة المُبكرة عند النساء، ويشمل ذلك التهابات الفم والتهابات المهبل والتهابات الرحم والتهابات الكلى.
- الإجهاد النفسي: في بعض الأحيان يؤدي الإجهاد النفسي أو التوتر إلى المخاض المُبكر، الذي يُعد مُقدمةً للولادة المبكرة في كثيرٍ من الأحيان، وذلك إذا كان الإجهاد شديدًا.
- التدخين: يُمكن لأيّ نوعٍ من أنواع السجائر أن يزيد من فُرصة الولادة المبكرة، بالإضافة إلى تمزّق الغشاء قبل أوانه؛ ذلك لأن النيكوتين الموجود في هذه السجائر يؤدي إلى تقلص الأوعية الدموية في رحم الأم.
- الحمل بأكثر من طفل واحد: تحمل بعض النساء بتوأم أو 3 أطفال أو أكثر من ذلك، ويؤدي ذلك إلى زيادة الضغط على الرحم ويتسبب بالولادة المبكرة أحيانًا، وكُلّما ازداد عدد الأطفال في الرحم ازدادت فُرصة الولادة المُبكرة.
- العوامل الوراثية: عادةً ما تزداد فرصة الولادة المبكرة عند النساء اللواتي لديهن أم أو أخت تعرضن إلى الولادة المبكرة أيضًا، وكذلك تزداد فرصة ظهور أعراض الولادة المبكرة إذا ولدت المرأة نفسها أحد الأطفال في وقتٍ مُبكرٍ أيضًا.
- المشاكل في عُنق الرحم: في بعض الأحيان يكون عُنق الرحم عند المرأة عاجزًا أو قصيرًا، وفي هذه الحالة تزداد فُرصة ولادة الطفل مبكرًا، وتكون فرصة الولادة المبكرة أكبر إذا ظهرت أعراض المخاض.
هل توجد أسباب طبية تؤدي إلى الولادة المبكرة في الشهر السابع؟
في بعض الأحيان تكون الولادة المبكرة بقرار من مُقدّم الرعاية الصحية لا عفوية، وذلك للعديد من الأسباب التي تستدعي تدخلًا طبيًا، ومنها ما يأتي:
- ضُعف نمو الجنين: يكون نمو الطفل ضعيفًا في بعض الأحيان للعديد من المشاكل الصحيّة أو الحالات؛ مثل ضُعف المشيمة أو تعرّض الطفل إلى التشوّهات الوراثية أو الحمل بتوأم، ويستدعي هذا الضعف ولادة الطفل مبكرًا أحيانًا.
- تسمّم الحمل: يؤدي تسمّم الحمل إلى ارتفاع ضغط الدم وزيادة البروتين في البول، وهي حالةٌ طبيةٌ تُهدّد الحياة، ويمكن أن تساعد بعض الأدوية في التعامل مع هذه الحالة؛ إلّا إنّ الولادة المبكرة تُعد العلاج الوحيد حتى الآن.
- الضائقة الجنينية: يُمكن أن يتعرض الجنين إلى بعض المشاكل الصحية التي تستدعي الولادة المبكرة، سواءً كانت الضائقة ناتجةً عن أسباب معروفة أو غير معروفة؛ منها مشاكل الحبل السُرّي ومشاكل تدفق الدم.
- انفصال المشيمة: يبدأ انفصال المشيمة قبل ولادة الطفل في بعض الأحيان بشكلٍ مُفاجئ، ويُمكن أن يتسبب بآلام شديدة للأم وطفلها، ويكون مُميتًا أحيانًا، وتُعد الولادة الطارئة ضرورية للطفل في هذه الحالة.
هل توجد أعراض تظهر على الأطفال المولودين مبكرًا؟
توجد الكثير من الأعراض التي تظهر على الطفل المولود مبكرًا، وعادةً ما تزداد حِدّة هذه الأعراض كُلّما كانت الولادة سابقة على الشهر التاسع الذي يُعد شهر الولادة الطبيعية؛ فإن الطفل يستمر في النمو داخل رحم أمه طِيلة هذه الفترة، وكُلّما اقتربت مُدّة الحَمل إلى الشهر التاسع ازدادت فرصة تكوّن أعضاء جسمه الداخلية، وهذا يعني أن أعراض الولادة المبكرة في الشهر السابع تختلف عن الأعراض التي تظهر في الأشهر الأخيرة؛ بما في ذلك الشهر الثامن أو السادس أو الخامس.
هل أعراض الولادة المبكرة في الشهر السابع على الطفل خطيرة؟
عادةً لا تكون الأعراض التي تظهر على الأطفال خطيرة عند ولادتهم في الشهر السابع، وتزداد فُرصة بقاء هذه الفئة من الأطفال على قيد الحياة إلى 99% مُقارنةً بنسبة حياة تتراوح بين 80% - 90% عند الولادة في الشهر السادس، كما أن مخاطر إصابة هؤلاء الأطفال بالمُضاعفات الصحيّة المُحتملة أو مشاكل النمو تكون منخفضة جدًا في المستقبل أيضًا.
هل يُمكن أن تظهر علامات الولادة المبكرة في الشهر التاسع؟
تكون الولادة مبكرة إذا تمّت قبل استكمال الأسبوع الثاني من الشهر التاسع، ويُمكن أن تظهر أعراض ولادة الطفل المُبكرة بالفعل خلال هذه الفترة؛ فإن مُدة الحَمل إذا بلغت 37 أسبوعًا تكون طبيعية، وتكون الولادة المبكرة قبل ذلك، لكن الأعراض في كلٍّ منهما تكون مُتشابهة؛ منها تمدُّد عُنق الرحم وتمزّق الأغشية وغير ذلك من العلامات التي تُشير إلى استعداد الجسم لولادة الطفل الجديد.
ما هي فئات الولادة المبكرة؟
يتم تصنيف الولادة المبكرة ضمن 4 فئات كما يأتي:
- الولادة المبكرة للغاية: تكون فرصة الحياة للطفل مُنخفضة عند الولادة المبكرة للغاية مُقارنةً بالفئات الأُخرى، ويُولد هؤلاء الأطفال قبل مرور 25 أسبوعًا من الحَمل، هذا يعني أنهم يولدون قبل استكمال الشهر السادس.
- الولادة المبكرة جدًا: إذا وُلد الطفل قبل مرور 32 أسبوعًا وبعد انتهاء الأسبوع 25 من الحِمل؛ فتكون الولادة مُبكرة جدًا في هذه الحالة، وتنخفض فرصة ظهور أعراض الولادة المبكرة الخطيرة على الطفل في هذه الفئة مُقابل سابقتها.
- الولادة المبكرة المعتدلة: تبدأ فترة الولادة المبكرة المُعتدلة بعد مرور الأسبوع 32 من حمل المرأة بطفلها وتستمر حتى الأسبوع 34 فحسب، هذا يعني أنها تنتهي بنهاية الشهر السابع تقريبًا.
- الولادة المبكرة المتأخرة: إذا تمّت الولادة بين الأسبوعين 34-36 من الحَمل؛ فإنها تكون ولادة مبكرة مُعتدلة، وهي آخر مراحل الولادة المتأخرة، وتكون الولادة بعدها طبيعية، ولا يمكن أن تكون علامات الولادة المبكرة في الشهر التاسع بعد ذلك.
ما هي كيفية تأخير الولادة المبكرة؟
هُناك العديد من الطُرق التي يعتمد الأطباء عليها لمُحاولة تأخير الولادة المبكرة إلى أقصى فترة مُمكنة، ويقومون بإدخال المرأة إلى وحدة الرعاية المُركّزة للأطفال حديثي الولادة مع محاولة تسريع نمو رئتي الطفل قدر الإمكان بالاعتماد على بعض المُنشطات، ويستخدم الأطباء بعض الأدوية لغايات تأخير الولادة المبكرة؛ منها كبريتات المغنيسيوم ودواء نيفيديبين وتيربوتالين. وإذا كان العُنق ضعيفًا فيُمكن اللجوء إلى تطويق عنق الرحم. ويمكن أن تساعد بعض التعليمات الأُخرى في تأخير الولادة؛ منها الراحة على السرير.
ما هي مُضاعفات الولادة المبكرة؟
تظهر مُضاعفات الولادة المبكرة على الطفل وليس على المرأة، ويتم اللجوء إلى كيفية تأخير الولادة المبكرة عادةً للحدّ من هذه المُضاعفات قدر الإمكان، وفيما يأتي عدد من مُضاعفات الولادة المبكرة على الأطفال:
- مشاكل التنفس: عادةً ما تختفي مشاكل التنفس بعد مرور فترة وجيزة فحسب، ولا تُعد من المُضاعفات المُزمنة؛ إلّا إنّه في حالة الافتقار إلى ما يُعرف باسم الفاعل بالسطح الرئوي؛ فيُمكن أن يتعرض الطفل إلى متلازمة الضائقة التنفسية.
- مشاكل الدماغ: تزداد فرصة إصابة الأطفال بالنزيف داخل البطيني كُلّما كانت ولادته مُبكرة أكثر، وعادةً ما تكون حالات النزيف خفيفة ويُمكن حلُّها مع تأثير قليل على الطفل حتى فترة قصيرة فحسب، وهي من أعراض الولادة المبكرة قصيرة المدى.
- الشلل الدماغي: يُعد الشلل الدماغي واحدًا من الحالات الصحية المزمنة التي تُصيب بعض الأطفال المولودين ولادة مبكرة، ويُصاب الطفل بهذه الحالة لعِدّة أسباب؛ منها عدم تدفق كميات الدم الكافية أو إصابة دماغ المولود أثناء نموه.
- ضعف التعلّم: من المُرجّح أن يتأخّر الطفل المولود مُبكرًا عن نظرائه من الأطفال الآخرين في مُختلف مراحل النمو، ويُمكن أن يؤثر ذلك على تعلمهم في المدرسة، ويزيد من فرصة الإصابة بإعاقات التعلّم مُقارنةً بالآخرين.
- مشاكل المناعة: يُمكن أن يكون جهاز المناعة عند الطفل ضعيفًا بسبب الولادة المبكرة، ويعرضه ذلك إلى الإصابة بالعديد من أنواع العدوى، كما يمكن أن تنتشر العدوى بسرعة في جسم الطفل المولود مبكرًا وتنتقل إلى مجرى التنفس وتتسبب بالتعفّن.
اقرأ/ي أيضًا:
هل فوائد الولادة بالماء مُثبتة علميًا؟
هل الولادة في الأسبوع 36 طبيعية؟