تحقيق مسبار
تُساعد معرفة أسباب البول الساخن على اختيار العلاج المُناسب الذي يُمكنه التعامل مع حالة كلّ واحدٍ من المرضى بشكلٍ مُنفرد، ويُبيّن هذا المقال كثيرًا من الأسباب التي تؤدي إلى سخونة البول عند الرجال والنساء، وذلك مع توضيح طريقة تشخيص الأعراض، ويتطرق المقال كذلك إلى بعض التغيّرات التي تطرأ على شكل البول وتُشير إلى مشكلة صحية.
هل جميع أسباب البول الساخن بين الرجال والنساء واحدة؟
بالرغم من وجود العديد من الأسباب التي تؤدي إلى سخونة البول عند الرجال والنساء؛ إلّا إنّ بعض الأسباب تختص بها النساء أو يختص بها الرجال فحسب، وهذا يعني أنها ليست واحدةً دائمًا، وينبغي على المرء المُسارعة إلى معرفة السبب الذي تنتج عنه هذه السخونة؛ للبدء بالعلاج في وقتٍ مُبكرٍ والحدّ من المُضاعفات الصحية ما لم يكن السبب طبيعيًا.
ما هي درجة الحرارة الطبيعية للبول؟
يتمتع البول الطبيعي بذات درجة حرارة جسم الإنسان الداخلية، ولهذا فإن المرء يشعر بسخونة البول أحيانًا عند مقارنته بدرجة حرارة الجو الخارجية؛ إلّا إنّه يكون طبيعيًا في الحقيقة، ويكون البول ساخنًا إذا ارتفعت درجة حرارته عن الحرارة الطبيعية للجسم، وهي تتراوح بين 36.11-37.22 درجة مئوية، ويُمكن أن تؤدي بعض الأنشطة البدنية إلى تسخين البول بشكل طبيعي أحيانًا، ثم يعود البول إلى حرارته الطبيعية بعد مرور ساعة تقريبًا.
ما هي أسباب البول الساخن؟
يُمكن أن يشعر كل من النساء والرجال بسخونة البول وارتفاع درجة حرارته للأسباب الآتية:
- عدوى المسالك البولية: إن هذه العدوى أكثر الأسباب شيوعًا لسخونة البول عند الرجال والنساء، ويتعرض المرء إلى هذه العدوى عند انتقال بعض أنواع البكتيريا الضارّة إلى المسالك البولية، وغالبًا ما تكون الإشريكية القولونية.
- الإصابة قُرب مجرى البول: يُمكن أن يتعرض المرء إلى الإصابات المختلفة بالقُرب من مجرى البول أو المسالك البولية، سواءً كانت بسبب الحَلْق أو لغير ذلك من الأسباب، وينتج عن ذلك ارتفاع درجة حرارة البول أحيانًا.
- الأمراض المنقولة جنسيًا: في بعض الأحيان تؤدي الأمراض المنقولة جنسيًا إلى إصابة الأعضاء التناسلية عند الرجل أو المرأة مما يتسبّب بعِدّة أعراض؛ منها سخونة البول بالإضافة إلى الشعور بالآلام عند التبول.
- التهاب المثانة الخلالي: يُعد التهاب المثانة الخلالي واحدًا من أمراض المثانة التي لا تزال أسبابها الدقيقة مجهولة حتى الآن، ويُمكن أن يؤدي إلى أعراض عدوى المسالك البولية من سخونة البول وغيرها دون إصابة المرء بالعدوى.
أسباب البول الساخن الخاصة بالرجال
تتسبب الالتهابات الآتية بسخونة البول عند الرجال فحسب:
- التهاب البروستات: غالبًا ما ينتج هذا التهاب البروستاتا عن العدوى البكتيرية، ويؤدي إلى العديد من التغيّرات في البول؛ بما في ذلك الشعور بسخونة البول، بالإضافة إلى الحرقة وملاحظة الاختلافات في تدفق البول أيضًا.
- التهاب البربخ: يحتوي البربخ على الحيوانات المنوية، وإذا تعرض إلى الالتهاب؛ فإن كثيرًا من الأعراض تظهر على الرجل؛ أبرزها الألم في القضيب والتورّم حول الخصيتين، وكذلك يُعد هذا الالتهاب من أسباب البول الساخن.
أسباب البول الساخن الخاصة بالنساء
تؤدي بعض الحالات إلى سخونة البول عند النساء دون الرجال، وأبرزها ما يأتي:
- الولادة: كثيرًا ما تتعرض الأم إلى العديد من الآلام بعد الولادة، ويُمكن أن يُصاحب هذه الآلام سخونة في البول أحيانًا، وذلك نتيجةً للتمزقات التي تحدث في منطقة العجان إذا لامسها البول.
- إصابة المهبل بالعدوى: في بعض الحالات تؤدي العدوى المهبلية إلى تهيّج أنسجة المهبل والفَرج عند المرأة، وإذا لامس البول هذه التهيّجات؛ فإن ذلك يؤدي إلى الشعور بالحرارة وسخونة البول، وتنبغي زيارة الطبيب لتشخيص هذه العدوى.
- انقطاع الطمث: يتعرض جسم المرأة إلى العديد من التغيّرات المهبلية بعد انقطاع الدورة الشهرية، وذلك نتيجةً لانخفاض كميات الإستروجين التي يتم إنتاجها، ويمكن أن تؤدي ملامسة البول للإحليل أو المهبل في هذه الحالة إلى الشعور بزيادة درجة حرارته.
هل البول الساخن من علامات الحمل؟
تزداد درجة حرارة البول عند المرأة الحامل بشكلٍ طبيعيٍّ ودون التعرض إلى أيٍّ من المشاكل الصحية؛ ذلك لأن عملية التمثيل الغذائي في الجسم تُصبح أسرع من المعتاد، وهذا يعني أن سخونة البول واحدةً من علامات الحَمل في بعض الأحيان؛ إلّا إنّ على المرأة التحقّق من ذلك لضمان سلامتها، وهناك العديد من العلامات الأُخرى للحمل؛ منها انقطاع الدورة الشهرية والشعور بالغثيان وكثرة التبوّل والإعياء والتوّرم في منطقة الثديين.
كيف يتم تشخيص أعراض البول الساخن؟
إذا كان البول الساخن من علامات الحمل عند المرأة؛ فيُمكن إجراء فحص الحَمل للتأكّد من ذلك، وعادةً ما يعتمد الأطباء على التاريخ الطبي للمريض إلى جانب تحليل البول للتحقّق من سبب سخونة البول في الحالات الأُخرى، وفيما يأتي بعضًا من أغراض تحليل البول:
- مُراقبة تطوّر بعض الأمراض: تستدعي بعض الأمراض والمشكلات الصحية إلى مراقبة مستمرة للمحافظة على استقرارها؛ منها الفشل الكلوي واعتلال الكلية السُكّري، ويُفيد تحليل البول في مراقبة تطوّر العديد من هذه الأمراض.
- التقييم قبل الجراحة: قبل إجراء العمليات الجراحية، التي تتعلّق بوظائف الكلى، يقوم مُقدّم الرعاية الصحية بأخذ عينة البول وتحليلها من المريض حتى يستطيع من تقييم الحالة.
- مُتابعة المشكلات الصحية أثناء الحمل: تتعرض المرأة الحامل إلى العديد من أنواع الأمراض والحالات الصحية أحيانًا؛ مثل تسمّم الحمل وسُكّري الحمل، ويُمكن للأطباء الاعتماد على تحليل البول لمُراقبة عِدّة من هذه الحالات.
- التأكّد من حموضة البول: تتأثر حموضة البول بالعديد من العوامل؛ منها النظام الغذائي الذي يتبعه المرء، وكذلك الاضطرابات الأيضية والتهاب المسالك البولية، ويُمكن لتحليل البول مُساعدة الطبيب على التحقّق من الحموضة.
- التحقّق من تركيز البول: يتم التحقّق من تركيز البول بعد الانتهاء من التحليل لمعرفة كمية الجزيئات المختلفة في بول الإنسان، ويُمكن أن يُشير التركيز العالي إلى حالة الجفاف.
- تشخيص الحالات الطبية: يكشف تحليل البول عن الكثير من الحالات الطبية والمشاكل الصحية، التي تتسبب بارتفاع درجة البول وغير ذلك من المُضاعفات والأعراض؛ مثل عدوى المسالك البولية التي تُعد من أسباب البول الساخن.
- مراقبة الكيتونات: إذا بدأ الجسم بتكسير الدهون للحصول على الطاقة؛ فإن الكيتونات تبدأ بالظهور في البول، ويُمكن أن يُشير وجود الكيتونات في البول إلى الحماض الكيتوني السكري أو مرض السكري غير المُنضبط أحيانًا.
- التأكّد من وجود البيليروبين: إذا اشتبه الطبيب ببعض أمراض الكبد؛ فيُمكنه إجراء تحليل البول للتحقّق من البيليروبين الذي يُشير إلى هذا النوع من الأمراض، وعادةً ما يظهر البيليروبين عندما يبدأ الجسم بتحليل خلايا الدم الحمراء القديمة.
هل يمكن علاج سخونة البول؟
عادةً ما يتمكّن الأطباء من علاج سخونة البول بسهولة ودون مواجهة أيّ صعوبات، لكن على المريض إجراء التشخيص حتى يستطيع مُقدّم الرعاية الصحية وصف العلاجات المُناسبة لحالته على وجه الخصوص، وذلك لأن سخونة البول من الأعراض التي تُصاحب عِدّة أمراض مُختلفة.
كثيرًا ما يتم استخدام المُضادات الحيوية للتعامل مع حالة سخونة البول، كما أن شرب كميات جيدة من الماء يُساعد في العلاج إذا كان سبب السخونة بكتيريًا، وفيما يأتي بعضًا من العلاجات لأسباب سخونة البول الشائعة عند الرجال والنساء:
- علاج عدوى المسالك البولية: يقوم الطبيب بوصف المضادات الحيوية لعلاج عدوى المسالك البولية عادةً، ويتم الاعتماد كذلك على الكريمات المهبلية التي تحتوي على الإستروجين للنساء اللاتي وصلن إلى مرحلة انقطاع الطمث.
- علاج التهاب المثانة الخلالي: لا توجد طريقة مُكتشفة للشفاء من هذا الالتهاب حتى الآن؛ إلّا أنّ الطرق العلاجية تهدف إلى تخفيف الأعراض، ومنها ممارسة التمارين وتقليل الإجهاد النفسي والعلاج الطبيعي، كذلك بعض الأدوية مثل بولي سلفيت الصوديوم.
- علاج الأمراض المنقولة جنسيًا: يعتمد علاج الأمراض المنقولة جنسيًا على المضادات الحيوية إذا كان السبب بكتيريًّا أو طُفيليًّا، وأما إذا كان السبب فيروسيًا؛ فيتم وصف مضادات الفيروسات للسيطرة على الحالة الصحية للمريض.
هل يوجد فرق بين الحرقة عند التبول وسخونة البول؟
بالرغم من اتفاق أسباب البول الساخن وحرقان البول كثيرًا من الأحيان؛ إلّا إنّ كُلًّا منهما حالة تختلف عن الأُخرى، وتُعرف الحرقة باسم عُسر التبول، ويُمكن أن ينتج عن التهاب المسالك البولية أو الإصابة بالكلاميديا أو السيلان من الأمراض الجنسية، وينبغي عدم إهمال الحُرقة والمُسارعة إلى زيارة الطبيب لمعرفة السبب الكامن وراءها، ثم البدء بالخطة العلاجية على الفور حتى يتجنّب المرء جميع المُضاعفات الأكثر خطورة.
ما هي أبرز التغيّرات التي تطرأ على البول؟
إلى جانب السخونة تطرأ على البول العَديد من التغيّرات التي تُشير إلى وجود حالة صحية تستدعي العلاج، ومن هذه التغيّرات ما يأتي:
- تعكّر البول: تُشير عكورة البول إلى وجود بعض الرواسب ه، ويكون ذلك بسبب حبس البول فترةً طويلةً، كما تدل العكورة على مشاكل البروستاتا ومرض السيلان، أو وجود العدوى التي تؤدي إلى خروج خلايا دم بيضاء أو حمراء في البول.
- ظهور الرغوة عند التبول: يُمكن أن تظهر رغوة عند التبول بسبب تدفق البول بقوّة أكبر من المُعتاد، وتُشير هذه الحالة إلى ارتفاع البروتين في البول أو ارتفاع ضغط الدم، ولا بُدّ من إجراء التشخيص للتحقّق من السبب.
- خروج رائحة للبول: تخرج رائحة البول لعِدّة أسباب مُحتملة؛ وأبرزها التعرض إلى الجفاف أو تناول بعض أنواع الأطعمة مثل الهليون، وكذلك داء البول القيقبي الذي يؤدي إلى خروج رائحة تشبه شراب القيقب عند التبول.
اقرأ/ي أيضًا:
هل مدرات البول الطبيعية مفيدة فعلًا؟
