تحقيق مسبار
في بعض الأحيان تؤدي جرثومة البول للحامل إلى الإصابة ببعض المُضاعفات الخطيرة؛ لذلك ينبغي على النساء مُراجعة الطبيب عند ظهور الأعراض، ثم إجراء التشخيص الطبي المطلوب وبدء الطريقة العلاجية الآمنة للحامل وجنينها، ويتطرق هذا المقال إلى بعض من أسباب جرثومة البول مع بيان طريقة العلاج المُحتملة وإرشادات الوقاية.
هل يمكن علاج جرثومة البول للحامل؟
يُمكن علاج جرثومة البول عند الحامل بالفعل؛ إلّا إنّ مُعظم النساء لا تحتاج إلى العلاج ما لم تظهر الأعراض ولم توجد خطورة على المرأة بالتعرض إلى التهاب المسالك البولية نتيجةً لهذه الجرثومة، ويجب على المرأة التواصل مع مُقدّم الرعاية الطبية إذا واجهت صعوبةً عند التبول، أو واجهت آلامًا في الخاصرة أو الظهر، أو ظهر الألم لديها عند التبوّل؛ للتأكّد من إصابتها بالجرثومة وبدء العلاج اللازم.
كيف يتم علاج جرثومة البول للحامل؟
لا يُنصح للمرأة بعلاج جرثومة البول إذا لم تظهر أيّة أعراض جانبية؛ ذلك نتيجةً لتأثيرات المضادات الحيوية على الحمل، كما يجب عليها استشارة الطبيب قبل البدء بالعلاج الدوائي لضمان عدم التعرض إلى أيّ مُضاعفات خطيرة، وفيما يأتي بعضًا من العلاجات الدوائية التي يُمكن الاعتماد عليها للتعامل مع الجرثومة:
- الأمبيسلين: يتوفر الأمبيسلين على شكل كبسولات يتم تناولها من خلال الفم، وفي بعض الأحيان يتم إعطاؤه للمرضى عن طريق الوريد بإشراف مُقدّم الرعاية الصحية.
- الأموكسيسيلين: ينتمي الأموكسيسيلين إلى عائلة البنسلين، وهو أحد الأدوية الفعّالة التي تُستخدم لعلاج جرثومة البول عند النساء الحوامل.
- السيفالكسين: السيفالكسين دواء يتوفر على شكل كبسولات أو أقراص أو مستعلقات يتم تناولها عبر الفم، ويتم الاعتماد عليه في علاج بعض الالتهابات البكتيرية.
- النتروفورانتوين: يصفه بعض الأطباء لعلاج جرثومة البول، كما يمكن الاعتماد عليه لعلاج التهابات المسالك البولية البكتيرية.
عادةً ما يتم الاعتماد على المضادات الحيوية لعلاج جرثومة البول للحامل، ويقوم الطبيب بوصف دورة تمتد بين 7-10 أيام من هذه المُضادات للمرأة الحامل عند الحاجة إليها؛ ذلك بعد التأكّد من سلامة هذه الأدوية ومأمونيتها على المرأة، ولا بُدّ من إتمام الدورة كاملة حسب التعليمات والإرشادات.
ما هي أسباب جرثومة البول عند الحامل؟
تنتج جرثومة البول عند دخول بعض أنواع البكتيريا في المسالك البولية لدى المرأة الحامل، ومن أبرز أنواع هذه البكتيريا ما يأتي:
- الإشريكية القولونية: عادةً ما تكون هذه البكتيريا مسؤولةً عن أغلب حالات الإصابة بالبلية الجرثومية عديمة الأعراض عند الحوامل، وهي إحدى أنواع البكتيريا التي تعيش في أمعاء البشر وبعض الحيوانات.
- الكلبسيلة الرئوية: وهي إحدى أنواع العدوى البكتيرية التي يمكن أن تسبب عددًا من المضاعفات الخطيرة؛ مثل التهاب السحايا والتهاب الرئة والتهابات مجرى الدم، كما يُمكن أن تكون سببًا في جرثومة البول للحامل.
- المتقلبة الرائعة: توجد العديد من أنواع بكتيريا المُتقلّبة الرائعة بشكل طبيعي في الأمعاء؛ إلّا إنّ بعض الأنواع الأُخرى تؤدي إلى الإصابة بأعراض ومُضاعفات أكثر خطورة للبشر، وهي من البكتيريا المُتسببة بجرثومة البول.
- الزائفة الزنجارية: يُطلق اسم الزائفة على مجموعة من أنواع البكتيريا، وتُعد الزائفة الزنجارية أكثر الأنواع المُتسببة بالأمراض من هذه المجموعة شيوعًا، ويُمكن أن تُصاب المرأة بهذه البكتيريا عن طريق العدوى.
- المكوّرة العنقودية: تضم المكوّرات العنقودية ما يزيد على 30 نوعًا من البكتيريا، ويُمكن أن تؤدي إلى التهابات الجلد والتهابات العظام والتسمّم الغذائي وغيرها، ويمكن أن تدخل المسالك البولية مُتسببةً بجرثومة البول عند الحامل.
- المكوّرة المعوية: بالرغم من وجود عِدّة أنواع من بكتيريا المكوّرة المعويّة؛ إلّا إنّ قليلًا منها تؤدي إلى العدوى عند البشر، وتتمتع بقدرة على مقاومة الأدوية، وعادةً ما يكون علاجها صعبًا مُقارنةً بأنواع البكتيريا الأُخرى.
ما هي مضاعفات جرثومة البول عند النساء الحوامل؟
لا تؤدي جرثومة البول إلى ظهور أيٍّ من الأعراض أو المُضاعفات عند المرأة الحامل عادةً؛ إلّا إنّها يُمكن أن تتسبب بالمضاعفات الآتية:
- مشاكل الولادة: يُمكن أن تتعرض المرأة إلى مخاطر الولادة المبكرة نتيجةً للإصابة بجرثومة البول، كما أن وزن الطفل يكون منخفضًا مقارنةً بالوزن الطبيعي عند الإصابة بهذه الجرثومة أحيانًا، وفي بعض الأحيان تؤدي الولادة المبكرة إلى وفاة الطفل.
- التهاب الإحليل الحادّ: يُعرف الإحليل بأنّه المسار الذي يعبره البول إلى خارج الجسم، وتؤدي الإصابة بجرثومة البول إلى التهاب هذا المسار وتهيجه في بعض الأحيان، الأمر الذي يتسبب بزيادة الحاجة والرغبة في التبول وعدم الشعور بالراحة عند إخراج البول.
- التهاب الحويصلة والكِلية الحادّ: تزداد فرصة إصابة المرأة بالتهاب الحويصلة والكلية الحادّ عندما تكون حاملًا؛ ذلك بسبب التغيّرات الفيسيولوجية التي يتعرض إليها الجسم خلال فترة الحمل، وربما يكون الالتهاب من مُضاعفات جرثومة البول.
- التهاب المثانة الحادّ: عادةً ما ينتج التهاب المثانة الحادّ عن عدوى بكتيرية، ويُمكن أن يكون من مُضاعفات جرثومة البول للحامل، ومن أعراضه خروج الدم في البول والإحساس بشعورٍ حارقٍ عند التبول.
كيف يتم تشخيص جرثومة البول عند الحامل؟
بما أن مُعظم النساء المُصابات بجرثومة البول لا تظهر عليهن أيّة أعراض؛ فإن زراعة البول هي الطريقة الوحيدة للتحقّق من الإصابة والبدء بالخطة العلاجية إذا كان لها تأثير على صحة الأم أو الطفل في بطنها، وعادةً ما يتم فحص النساء بين الأسبوعين 12-17 من الحمل؛ للتحقّق من سلامة الأم وعدم إصابتها بالتهابات المسالك البولية أو جرثومة البول عديمة الأعراض.
طريقة أخذ عينة لتشخيص جرثومة البول
تقوم المرأة الحامل بأخذ عينة البول لفحصها ذاتيًا ثم يتم تقديم العينة إلى مقدم الرعاية الطبية؛ لإجراء الزراعة ثم التأكد من الإصابة بالجرثومة، وفيما يأتي خطوات آخذ العينة:
- غسل اليدين: يجب غسل اليدين قبل البدء بأخذ العيّنة حتى تضمن المرأة نظافتها بشكل جيد، كذلك يجب عليها غسل اليد مرّةً أُخرى بعد الانتهاء من أخذ العيّنة حسب تعليمات مُقدّم الرعاية الصحية.
- مسح الفرج: ينبغي على المرأة تنظيف منطقة الفرج والمهبل بشكلٍ جيدٍ بعد الانتهاء من تنظيف اليدين؛ ذلك من خلال فرد الشفرتين ثم مسحهما من الداخل إلى الخارج باستخدام أداة التنظيف التي يُقدّمها الطبيب.
- التبول في المرحاض: لا بُدّ أن تقوم المرأة الحامل بالتبول في المرحاض، ثم التوقّف عن إخراج البول بدايةً قبل البدء بجمع العيّنة في الوعاء أو الكأس المُخصّص لهذه الغاية.
- اخذ العينة: بعد التوقّف عن إكمال البول تبدأ المرأة بالتبول داخل الكأس المُخصّص حتى تملأه وِفقَ إرشادات الطبيب، وذلك مع ضرورة عدم لمس الكأس للبشرة أثناء أخذ العيّنة.
- إخراج البول: عندما تأخذ المرأة الحامل العيّنة المطلوبة منها ينبغي عليها إفراغ المثانة داخل المرحاض، هذا يعني أنها تقوم بأخذ العيّنة في منتصف البول، وليس من بدايته أو نهايته.
هل يمكن الوقاية من جرثومة البول عند النساء؟
تساعد الإرشادات الآتية على الوقاية من جرثومة البول للحامل:
- التنظيف المناسب للأعضاء التناسلية: على المرأة أن تُقلّل من غسل منطقة الأعضاء التناسلية، كما ينبغي عليها الحدّ من استخدام البخاخات أو المساحيق لتنظيف هذه المنطقة حتى تقي نفسها من جرثومة البول أثناء الحمل.
- التبوّل بعد الجماع وقبله: من الجيد قيام المرأة بالتبول قبل البدء بمُمارسة الجماع وعند الانتهاء من الجِماع على حدٍّ سواء؛ ذلك لطرد أيّة بكتيريا من المسالك البولية.
- التنظيف الجيد بعد المرحاض: ينبغي على المرأة اتباع التعليمات الصحيحة للتنظيف بعد التبول في المرحاض؛ فإن عليها المسح من الأمام ثم الرجوع إلى الخلف، وذلك لأن المسح من الخلف إلى الأمام يؤدي إلى رجوع البكتيريا.
- الإكثار من شرب السوائل: من الجيد شرب المزيد من كميات المياه يوميًا؛ ذلك حتى تساعد المرأة الجسم على طرد أنواع البكتيريا التي يُحتمل وجودها في المسالك البولية وتؤدي إلى الإصابة بجرثومة البول.
- شرب عصير التوت البري: تُشير بعض الدراسات إلى فعالية عصير التوت البري في إبطاء سرعة نمو البكتيريا داخل المسالك البولية أو منع نموها، إلّا إنّ هذه الفائدة بحاجة إلى المزيد من الدراسات والأبحاث لإثباتها بشكلٍ قطعيٍّ.
هل تؤدي جرثومة البول إلى الإصابة بالتهاب المسالك البولية عند الحامل؟
في بعض الأحيان تؤدي جرثومة البول للحامل إلى الإصابة بالتهاب المسالك البولية عند النساء، كما يُمكن أن تتسبب بعض المشاكل الأخرى بالتهابات المسالك البولية أيضًا، ومنها التهاب الإحليل الحاد والتهاب المثانة، وكذلك التهاب الحويصلة والكلية، وهي من المشاكل الصحية التي تتسبب بها جرثومة البول أيضًا كما سبق.
كيف يتم علاج التهاب المسالك البولية عند الحامل؟
تضم القائمة الآتية بعضًا من أساليب علاج التهاب المسالك البولية الذي ينتج عن جرثومة البول في بعض الأحيان:
- المضادات الحيوية: هُناك عِدّة أنواع من المضادات الحيوية المُفيدة في التعامل مع التهاب المسالك البولية؛ منها تريميثوبريم-سلفاميثوكسازول؛ إلّا إنّه يُنصح بعدم استخدام هذا الدواء خلال الأشهر الثلاث الأولى من الحمل.
- التبول عند الحاجة: على المرأة الحامل المُسارعة إلى التبول فور الحاجة إلى ذلك؛ حتى تتخلص من البكتيريا التي تؤدي إلى ظهور أعراض التهاب المسالك البولية.
- تناول المكملات: وجدت إحدى الدراسات بأن المكملات الغذائية، التي تتكوّن من فيتامين سي والتوت البري والبروبيوتيك، يُمكن أن تكون مُفيدة في علاج التهابات المسالك البولية التي تتكرّر عند النساء.
اقرأ/ي أيضًا:
هل هناك أسباب لتغير لون البول إلى البني؟