تحقيق مسبار
لا تقتصر فوائد الغبار على النظام البيئي فوق اليابسة فحسب؛ إنّما تشمل هذه الفوائد الحياة البحريّة أيضًا، لكن هُناك العديد من الأضرار الصحية والبيئية التي تتسبب بها عواصف الغبار أيضًا. يُوضح هذا المقال بعضًا من أبرز فوائد وأضرار الغبار، بالإضافة إلى تزويد القارئ بعدة من النصائح للحد من الآثار الصحية السلبية الناتجة عن الغبار.
هل تقليل الغازات السامّة من فوائد الغبار؟
لا يؤدي الغبار إلى التقليل من الغازات والمواد السامة وإنّما يقوم بنقلها من مكانٍ إلى آخرٍ، ويُمكن أن يتسبب ذلك بالعديد من الأضرار الصحية والآثار السلبية التي تُصيب الإنسان والبيئة المُحيطة، كما أن عواصف الغبار تنقل معها بعض مُسببات الأمراض من الفايروسات والبكتيريا؛ ما يؤكّد أن الغبار لا يقتل الفيروسات، بالإضافة إلى المعادن السامّة أيضًا، وهي من أبرز أضرار الغبار.
هل مكونات الغبار متماثلة دائمًا؟
إن مكونات الغبار ليست متماثلة دائمًا وإنّما تختلف بشكلٍ كبيرٍ بين عاصفةٍ وأُخرى؛ فإن عواصف الغبار تحمل معها أيّة حُبيّبات دقيقة أو أغبرة رملية يتم التقاطها من سطح الأرض، كما أنها تحمل بعض أنواع الكائنات الحيّة الدقيقة أحيانًا، وبما أن الأغبرة التُرابية والحُبيّبات تختلف نتيجةً لاختلاف المكان الذي نشأت فيه العاصفة؛ فهذا يعني اختلاف المكونات أيضًا.
ما هي أبرز فوائد الغبار؟
يقوم الغبار بنقل الكثير من المعادن والعناصر المُهمّة التي يحتاجها النظام البيئي للمحافظة على استقراره، بالإضافة إلى الحفاظ على أشكال الحياة المُختلفة، ومن هذه المعادن عنصر الفوسفور والحديد والمنغنيز والتيتانيوم والألومنيوم. وفيما يأتي بعضًا من الأمثلة على فوائد الغبار:
- المساعدة على نمو النباتات: عند انتقال العناصر الغذائية المُهمة التي تحتاجها التربة من مكانٍ إلى آخرٍ تصبح التربة أكثر خصوبة، فيما تعمل هذه العناصر الغذائية بمثابة سماد يساعد على نمو النباتات.
- المساهمة في نمو الشُعَب المرجانية: تندمج بعض الجُزيئات التي يحملها الغبار مع الهياكل العظمية للشُعَب المرجانية أثناء فترة النمو؛ ذلك لأنه يوفر بعض العناصر الأساسية التي تحتاجها هذه الكائنات البحرية.
- تعزيز نسبة الحديد في الغطاء المائي: يُعد الغبار المصدر الأساسي الخارجي لتوفير الحديد في مياه البحار، لكن طريقة إذابة جزيئات الحديد غير مفهومة للعلماء المُختصين بشكلٍ جيدٍ حتى الآن.
هل أضرار الغبار حقيقية؟
على الرغم من فوائد الغبار للنظام البيئي إلّا إنّه يتسبب بالعديد من الأضرار الصحية وغير الصحية، وربما تختلف هذه الأضرار باختلاف مكونات الغبار أحيانًا، ومن هذه الأضرار ما يأتي:
- مشاكل التنفس: إذا انتشر الغبار في الجو؛ ربما يؤدي ذلك إلى تهيّج الشُعَب الهوائية عند البعض، كما أنه يتسبب بالسعال والصفير، بالإضافة إلى مواجهة صعوبة في التنفس.
- تفاقم الربو: تؤثر موجات الغبار على المصابين بمرض الربو وأمراض الرئة المُزمنة الأُخرى، وتؤدي إلى ارتفاع عدد النوبات، بالإضافة إلى زيادة شدّتها مع الشعور بضيق التنفس أيضًا.
- الإصابة بأمراض القلب: يمكن أن تتسبب موجات الغبار بزيادة خطورة التعرض إلى النوبات القلبية في حالاتٍ نادرة، كما أنها تؤدي إلى الإصابة بالسكتات الدماغية أحيانًا، وذلك عند الأشخاص المُعرّضين للإصابة بهذه المشاكل الصحية.
- تكاثر الطحالب: في بعض الأحيان يؤدي الغبار إلى نقل العناصر التي تحتاجها الطحالب للنمو، وإذا انتشرت الطحالب بشكلٍ مُفرطٍ على الساحل؛ فيُمكن أن يؤثر ذلك بشكل سلبي على الأنشطة البشرية؛ مثل الشحن وصيد الأسماك.
- التأثير السلبي على الشِعاب المرجانية: على الرغم من فائدة الغبار في نقل بعض العناصر التي تحتاجها الشِعاب المرجانية للنمو؛ إلّا إنّه يؤدي كذلك إلى نقل بعض الملوّثات التي تتسبب بانخفاض كميات الشُعَب المرجانية في البحار.
- نقل مُسببات الأمراض: يُُمكن أن يحتوي الغبار على كثيرٍ من مُسببات الأمراض؛ بما في ذلك الفطريات والبكتيريا والفايروسات، التي تستطيع البقاء على قيد الحياة عِدّة أيام، وتؤثر على صحة الإنسان والكائنات الحيّة الأُخرى بشكلٍ سلبي.
- التغيّرات على الطقس: يُمكن لعواصف الغبار أن تساعد على تكوين السُحب الدافئة في بعض الأحيان، كما أنها تُسهم في تكوين السحب الباردة في أحيانٍ أُخرى، خصوصًا إذا كانت مُحمّلة بالملوّثات، وهو ما يؤدي إلى بعض التغيّرات في الطقس.
- الاحتباس الحراري: يستطيع الغبار المحمول جوًا امتصاص الإشعاعات القادمة من الشمس، ثم يقوم بنشرها في عِدّة اتجاهات، هذا يعني أنه يعمل بطريقة مُشابهة لغازات الاحتباس الحراري.
- التأثير على غِلّة المحاصيل الزراعية: يمكن أن تؤدي عواصف الغبار إلى دفن الشتلات التي تتم زراعتها، وهو ما يؤدي إلى انخفاض غِلّة المحاصيل الزراعية في بعض الأحيان.
- انخفاض مستويات الرؤية: تؤدي عواصف الغبار أحيانًا إلى التأثير على مستويات الرؤية بشكلٍ كبيرٍ، الأمر الذي يؤدي إلى تراجع جودة خدمات النقل الجوي والبري، كما أنه يُشكّل خطورةً كبيرةً على المسافرين أثناء هبوط الطائرات وإقلاعها.
- انخفاض توليد الطاقة: في حالة الاعتماد على الطاقة الشمسية لإنتاج الكهرباء، يمكن أن يؤدي الغبار إلى انخفاض جودة توليد الطاقة بشكلٍ كبيرٍ عندما يترسب على الألواح الشمسية، وهو ما يُشكّل مصدر قلقٍ كبيرٍ لمُشغّلي محطات الطاقة الشمسية.
هل عثّة الغبار من مُسببات الحساسية؟
تُعد عثّة الغبار من أكثر أنواع مُسببات الحساسية والربو شيوعًا داخل المنازل، وتظهر أعراض هذه الحساسية على شكل احمرارٍ أو حكّة في الجلد، بالإضافة إلى أعراض الجهاز التنفسي؛ مثل السعال والعطس وسيلان الأنف أو انسداده، ويتم التعامل مع حساسية حشرات الغبار المذكورة بإحدى الطُرق الآتية:
- مضادات الهستامين: تمنع هذه المُضادات الجسم من إنتاج الهيستامين، وهو أحد المركّبات الكيميائية التي يتم إطلاقها عندما يقاوم جهاز المناعة أيًّا من المواد المُسببة للحساسية، ويمكن للمُصاب بالحساسية الاعتماد على المضادات التي لا تحتاج وصفة طبية.
- مزيلات الاحتقان: إذا ظهرت على المرء أعراض انسداد الأنف أو التقطير الأنفي الخلفي أو صداع الجيوب الأنفية بسبب حساسية عثة الغبار؛ فيمكن الاعتماد على مُزيلات الاحتقان للتخلص من هذه الأعراض المزعجة.
- أدوية الحساسية: يلجأ الأطباء أحيانًا إلى أدوية الحساسية التي تستدعي وصفةً طبيّةً للتعامل مع حساسية عثّ الغبار؛ منها مُضادات مستقبلات الليكوترين والكورتيكوستيرويدات الأنفية.
- جُرعات الحساسية: في هذا النوع من العلاجات يتم حقن جرعات صغيرة من مُسببات الحساسية في جسم المرء؛ ذلك حتى يعتاد الجسم على التعامل معها ويبني المناعة المناسبة ضدها مع مرور الوقت.
- الإرواء الأنفي: يمكن اللجوء إلى الإرواء الأنفي للتخلّص من المخاط السميك والمُهيّجات الأُخرى في منطقة الأنف، وتعتمد هذه الطريقة على محلول ملحي يتم تحضيره من الماء، ويقوم المريض بإدخاله إلى الإنف من خلال زجاجة مُخصّصة لذلك.
كيف تتم الوقاية من أضرار حشرات الغبار؟
يُطلق اسم عثّ الغبار على مجموعة من الحشرات التي يقترن وجودها بالأغبرة التي تتراكم داخل المنزل، وفيما يأتي بعضًا من الإرشادات للوقاية من أضرار الحشرات المعروفة باسم عثّة الغبار:
- استخدام مزيل الرطوبة: يمكن الاعتماد على مزيل الرطوبة لضمان انخفاض رطوبة المنزل إلى 50%؛ فإن ذلك يضمن التقليل من عثّ الغبار، كما يستطيع المرء استخدام المُكيّف بدلًا من مزيل الرطوبة للمحافظة على مستويات رطوبة منخفضة.
- غسل البطانيّات والفراش: ينبغي على المرء غسل البطانيّات والأفرشة الموجودة في المنزل مرةً واحدةً أسبوعيًا بالماء الساخن لقتل عثّ الغبار، وينبغي استخدام ماء بدرجة حرارة تتراوح بين 54-60 درجة مئوية لهذه الغاية.
- ارتداء الكمامة أثناء التنظيف: يمكن أن يؤدي التنظيف بدون ارتداء الكمامة إلى إثارة حساسية عثّ الغبار؛ لذلك فإنه من الضروري ارتداء الكمامة، وينبغي كذلك البقاء بعيدًا عن المنطقة التي تمّ تنظيفها بالمكنسة الكهربائية مدة 15 دقيقة لتجنّب أعراض الحساسية.
هل توجد نصائح للحد من الآثار الصحية للغبار؟
هُناك عِدّة نصائح تضمن الحصول على فوائد الغبار مع الحدّ من الآثار الصحية السلبية، ومنها ما يأتي:
- عدم الخروج من المنزل: ينبغي على الأشخاص المُعرّضين للإصابة بالمشاكل الصحية نتيجةً للغبار البقاء في المنزل قدر الإمكان، وعدم الخروج لغير حاجةٍ تستدعي ذلك، ومن الجيد البقاء في غرفة مُكيّفة عند توفرها.
- إغلاق المنافذ: ربما يدخل الغبار إلى المنزل من خلال الأبواب أو النوافذ إذا لم يقم المرء بإغلاقها جيدًا؛ لذلك فإنه ينبغي التحقّق من إغلاق جميع المنافذ التي يمكن أن يتسرّب الغبار منها عند البقاء في المنزل.
- ارتداء الكمامة عند الخروج: إذا اضطر المرء إلى الخروج من المنزل أثناء انتشار الغبار في الخارج؛ فلا بُد من ارتداء الكمامة المناسبة بشكلٍ صحيحٍ على كلٍّ من الفم والأنف لمنع استنشاق الغبار.
- تجنّب ممارسة الرياضة: من الأفضل تجنّب ممارسة التمارين الرياضية بشكلٍ عامٍّ إذا كان الجو مُغبرًّا، وذلك إذا كانت في الهواء الطلق بشكل خاص، كذلك ينبغي على المُصابين بأمراض الرئة أو القلب تجنّب هذه التمارين أثناء انتشار الغبار.
- استخدام المُكيّف بالطريقة الصحية: ينبغي تحويل المُكيّف إلى وضع إعادة التدوير عند توفره حتى لا يتم جلب الهواء من الخارج؛ فإن ذلك يُقلّل من وصول الغبار إلى المنزل بشكل كبير.
- الالتزام بإرشادات الطبيب: ينبغي على المُصابين بأمراض الجهاز التنفسي الالتزام بإرشادات الطبيب فيما يتعلق بتناول الأدوية، بالإضافة إلى أيّة إرشادات وتعليمات أُخرى تهدف إلى المحافظة على سلامة الشخص أثناء عاصفة الغبار.
اقرأ/ي أيضًا:
هل هناك وجود لحوريات البحر علميًا؟
هل يوجد أضرار للبلاستيك على البيئة؟