تحقيق مسبار
يؤثر التلوث السمعي على الأذن ويحدُّ من قُدرتها على استقبال الإشارات الصوتية مع مرور الوقت، ذلك إلى جانب الكثير من الآثار الصحية السلبية الأُخرى. يتطرق هذا المقال إلى بعضٍ من أضرار الضوضاء والتلوث السمعي مع بيان تأثير هذا التلوث على نمو الأطفال ومهاراتهم التعليمية، ذلك إلى جانب بيان الأسباب الأكثر ضررًا للتلوث السمعي على الإنسان.
هل يؤثر التلوّث السمعي على القلب؟
يُمكن أن يؤدي التلوث السمعي إلى العديد من الأمراض والاضطرابات التي تُصيب القلب بالفعل؛ أبرزها الفشل القلبي، وأظهرت إحدى الدراسات بأن زيادة التعرض إلى الملوثات السمعية مُدةٌ تبلغ 3 سنوات تزيد من خطورة الإصابة بفشل القلب، كما يُمكن لهذا النوع من أنواع التلوث أن يتسبب بالعديد من الأضرار الصحية الأُخرى على الجهاز الهضمي والصحة النفسية وغيرها.
ما هي الآثار الصحية السلبية للتلوث السمعي؟
في القائمة الآتية بعضًا من أبرز الآثار الصحية السلبية والأضرار التي تنتج عن التلوث السمعي:
- تدمير خلايا السمع: تؤدي الضوضاء إلى إلحاق الأضرار بالخلايا السمعية الموجودة داخل الأذن، والمسؤولة عن نقل الإشارات إلى الدماغ لترجمة الأصوات، ويمكن أن يتسبب التعرض المستمر إلى التلوث السمعي من الضوضاء بفقدان السمع.
- الالتهاب في الدماغ: في بعض الأحيان تتسبب الضوضاء بإتلاف النهايات العصبية التي تتولّى مسؤولية نقل الإشارات من خلايا السمع إلى الدماغ، ويؤدي ذلك إلى ردّة فعل التهابيّة داخل دماغ الإنسان أحيانًا، ويزيد ذلك من خطورة مشاكل الإدراك.
- ضعف جهاز المناعة: يُمكن للتلوث السمعي أن يُقلّل من قُدرة جهاز المناعة على مُقاومة الأمراض والتعامل معها، يؤدي كذلك إلى زيادة خطورة الإصابة بنزلات البرد أو التعرض إلى العدوى.
- اضطراب النوم: يُعد التلوث السمعي من الأسباب الشائعة لاضطرابات النوم، وهي اضطرابات تؤدي إلى مواجهة صعوبة في النوم، وتحِدُّ من قدرة الشخص على النوم، كما أن من آثارها الاستيقاظ في وقتٍ مبكرٍ جدًا.
- التأثير على الدم: خلصت إحدى المراجعات، التي تمّ إجراؤها عام 2018، إلى أن التلوث السمعي الناتج عن الضوضاء يُمكن أن يتسبب بارتفاع ضغط الدم، بالإضافة إلى زيادة لزوجة الدم.
- تسمم الحمل: إذا تعرضت المرأة إلى التلوث السمعي خلال فترة الحمل؛ فإن ذلك يزيد من خطورة الإصابة بتسمم الحمل، وهي حالة صحية تؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم.
- المشاكل النفسية: يؤثر التلوث السمعي على إنتاج هرمون التوتر في الجسم أحيانًا، ويُمكن أن يؤدي هذا التلوث إلى العديد من المشاكل النفسية؛ مثل القلق والتوتر واضطرابات الأرق.
كيف يؤثر التلوث السمعي على نمو الطفل؟
من الضروري وقاية الأطفال من كافة مصادر التلوث السمعي؛ فإن ذلك يُمكن أن يؤثر على نموهم العقلي والجسدي بشكل سلبي؛ من ذلك التعرض إلى التوتر أو مشاكل الأوعية الدموية أو ضعف السمع، وفيما يأتي بعضًا من آثار التلوث السمعي على النمو العقلي للأطفال:
- التأخّر في القراءة: يستطيع الأطفال التركيز والتعلّم بشكل أفضل في البيئة الهادئة الخالية من الضوضاء، ويُمكن أن يؤثر التلوث السمعي على النمو العقلي للطفل، ويؤدي إلى التأخّر في قراءة الكلمات مقارنةً بالأطفال الآخرين ضمن المرحلة العمرية ذاتها.
- التأثير على مهارات التركيز: يستطيع الأطفال تطوير مهارات التركيز بشكلٍ أفضلٍ عند توفير بيئة هادئة، هذا يعني أن الضوضاء تؤثر على نمو مهارات التركيز عند الطفل أحيانًا.
- مشاكل المهارات اللغوية: لا يؤدي التلوث السمعي إلى تجاهل مصدر الضوضاء فحسب، وإنما يقوم الطفل بتجاهل صوت المُعلّم أيضًا في بعض الأحيان للتخلص من الضوضاء، وهو ما يتسبب بعِدّة مشاكل في نمو المهارات اللغوية للطفل.
ما هي إرشادات الوقاية من أضرار التلوث السمعي؟
تساعد الكثير من الإرشادات في الوقاية من أضرار التلوث السمعي على الصعيدين النفسي والجسدي، وفيما يأتي بعضًا منها:
- توفير العزل المناسب: إذا اضطر المرء إلى العيش داخل منزل في منطقة صاخبة؛ فيُمكن الاعتماد على النوافذ ذات الزجاج المزدوج وغيرها من طرق العزل المناسبة؛ لتقليل التعرض إلى التلوث السمعي وما ينتج عنه من مُضاعفات.
- إخفاض صوت الأجهزة: يمكن للمرء التحكّم في مستويات صوت العديد من الأجهزة في المنزل؛ مثل التلفاز وسماعات الأذن، وهي من الخطوات المُهمّة في الحدّ من آثار الضوضاء على الجسم.
- التثقيف: في بعض الأحيان يساعد التثقيف الكافي على تغيير العادات السيئة واتباع سلوكيات جديدة تضمن الحد من التعرض إلى الملوّثات السمعية، ويُمكن الاعتماد على هذه الطريقة للتعامل مع الأطفال الأكبر عُمرًا.
- إغلاق الأبواب والنوافذ: إذا كان مصدر الضوضاء خارجيًا؛ يستطيع الشخص إغلاق النوافذ بالإضافة إلى إغلاق الأبواب؛ للتقليل من مستويات الضوضاء التي تستطيع الوصول إلى الداخل، ويُمكن فتحها للتهوية عندما يكون الجو هادئًا.
- استخدام واقي الأذن: تساعد واقيات الأذن في التقليل من وصول الصوت الصاخب إلى الأذنين بشكلٍ كبير، ويمكن استخدامها عند استخدام الأدوات ذات الصوت المرتفع؛ مثل جزّازة العشب وغيرها.
- إجراء الإصلاحات: أحيانًا تظهر الضوضاء ويزداد الصوت ارتفاعًا نتيجةً لوجود بعض الأعطال في الأجهزة والأدوات التي يستخدمها المرء، وفي هذه الحالة لا بُد من إجراء الإصلاحات المطلوبة للتقليل من التلوث السمعي.
- تركيب ملحقات امتصاص الضوضاء: إلى جانب الاعتماد على العزل يُمكن تركيب بعض المُلحقات المنزلية، التي تتميّز بقدرتها على امتصاص الضوضاء؛ منها السجاد ولحاف الجدران.
- التحدّث مع صاحب العمل حول الضوضاء: من الجيد التحدّث مع صاحب العمل حول الضوضاء وتأثيراتها السلبية على الصعيد الصحي، بالإضافة إلى تأثيرها على إنتاجية العمّال، وذلك حتى يتخذ صاحب العمل الإجراءات المناسبة لتقليل الضوضاء.
- تغيير مكان العَمل: إذا كانت مستويات الضوضاء مرتفعة في مكان العَمل دون وجود طريقة للوقاية من آثارها السلبية؛ فينبغي على المرء تغيير مكان العمل والبحث عن وظيفة جديدة للتخلص من الأضرار التي تتسبب بها الضوضاء.
نصائح للحد من آثار الضوضاء على السمع في المناسبات العامة
ربما يكون الحد من الآثار السلبية للضوضاء على السمع أكثر صعوبةً في المناسبات العامة أو الاجتماعية، وتساعد النصائح الآتية في التقليل من هذه الآثار بشكل كبير:
- الابتعاد عن مصدر الصوت: يجب على الشخص الابتعاد عن مصدر الصوت؛ مثل مُكبّرات الصوت أو المدافع التي يتم استخدامها في بعض المناسبات، وتزداد الحاجة إلى تجنّب مصادر الصوت عندما يكون المرء مع أطفاله.
- تحديد وقت التعرض: لا بُد من تحديد وقت مُحدّد للاستماع إلى الصوت المرتفع في المناسبات العامة، ثم الابتعاد بعد ذلك لتقليل المدة التي تتعرض فيها الأذنين إلى الضوضاء.
- حماية الأُذنين: من الجيد الاحتفاظ بأدوات وقاية السمع في السيارة، أو في جيوب الملابس عند الذهاب إلى مناسبات تتضمن الضوضاء، ذلك حتى يستطيع المرء الوصول إليها بسهولة واستخدامها عند الحاجة.
هل توجد أسباب معروفة للتلوث السمعي؟
هُناك الكثير من أسباب التلوث السمعي المعروفة بآثارها السلبية على صحة الإنسان، وتحتوي القائمة الآتية على أبرز هذه الأسباب:
- الطائرات: يزداد تأثير هذا النوع من الضوضاء والتلوث السمعي على الأشخاص الذين يسكنون بالقُرب من المطارات، ويُمكن أن يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم، بالإضافة إلى أمراض القلب وزيادة مستويات هرمون التوتر والإصابة بمشاكل النوم.
- حركة المرور: تُعد حركة المرور من أكثر أسباب التلوث السمعي شيوعًا، وتظهر آثار الضوضاء الصادرة عن حركة المرور في المدن الكبيرة أو الشوارع المُزدحمة، ويجدر الذكر بأن المستويات المنخفضة من هذه الضوضاء يُمكن أن يكون ضارًا.
- ضوضاء مكان العَمل: تنتج الضوضاء في مكان العَمل من الآلات والأجهزة، كما أنها تنتج عن وجود العديد من الأشخاص في ذات المكتب أحيانًا، ويُمكن أن تؤثر هذه الضوضاء على مستويات الإنتاجية.
- الأنشطة المنزلية: لا يُدرك البعض مستويات الضوضاء والتلوث السمعي الناتج عن الأنشطة المنزلية؛ مثل مشاهدة التلفاز، ويمكن أن يكون لهذه الضوضاء الكثير من الآثار السلبية على نمو الأطفال وتعزيز مهارات التعلّم لديهم.
هل يساعد تجنّب الضوضاء في المحافظة على صحة السمع؟
لا شك بأن تجنّب الضوضاء يُساعد في المُحافظة على صحة السمع؛ فإن الضوضاء من الأسباب الرئيسية لضعف سمع الإنسان أو فقدان السمع بشكلٍ كامل، وكذلك يوجد عِدّة إرشادات ونصائح أُخرى للُمحافظة على قوة السمع، ومنها ما يأتي:
- اختيار الأجهزة بعناية: عند الذهاب إلى السوق لشراء الأجهزة المنزلية الجديدة؛ ينبغي على المرء اختيار الأنواع التي تتميز بمستويات الضوضاء المنخفضة بدلًا من الأجهزة ذات الأصوات المرتفعة.
- الابتعاد عن التدخين: يُمكن أن تزداد خطورة فقدان السمع عند تدخين السجائر، كذلك الحال عند الجلوس بجانب المدخنين واستنشاق الدخان الصادر من السجائر، لذلك فإنه يجب الإقلاع عن التدخين أو التعرض لدخان السجائر.
- إزالة شمع الأذن بحذر: يؤدي تراكم الشمع في الأذنين إلى ضعف السمع، ومن الجيد تنظيف الشمع لاستعادة شِدّة السمع؛ إلّا إنّه ينبغي الحذر وعدم استخدام أيّة معدات تُلحق الضرر بالأذن.
- التحقّق من الأدوية: تؤدي كثيرٌ من الأدوية إلى حدوث مشاكل في السمع؛ منها بعض المضادات الحيوية وأدوية مكافحة السرطان، كذلك جرعات الأسبرين المرتفعة، وينبغي استشارة الطبيب في هذه الحالة حول الإرشادات المناسبة لتقليل آثار الأدوية.
- إجراء فحص السمع: عند مواجهة أيٍّ من المشاكل في السمع أو في حالة وجود تاريخ مرضي مع مشاكل السمع عند العائلة؛ يجب على المرء التردد إلى الطبيب وإجراء الفحوصات المناسبة؛ للتحقّق واتخاذ الإجراءات التي تقي من تفاقم المشاكل السمعية.
اقرأ/ي أيضًا:
هل تناول المسكنات بكثرة له أضرار؟