` `

هل انتحال الشخصية جريمة يُعاقب عليها القانون؟

سياسة
26 مايو 2022
هل انتحال الشخصية جريمة يُعاقب عليها القانون؟
تختلف تفاصيل نظام انتحال الشخصية والعقوبة التي يُقررها بين بلدٍ وآخر (Getty)
صحيح

تحقيق مسبار

يتم انتحال الشخصية في كثيرٍ من الأحيان لممارسة عمليات الاحتيال وسرقة الأموال أو البيانات المُهمة من الآخرين، ويتطرق هذا المقال إلى بعض التفاصيل حول طريقة التعامل مع الانتحال في القانون، بالإضافة إلى تزويد القارئ بعددٍ كبيرٍ من الإرشادات والتعليمات، التي تهدف إلى حمايته من الوقوع ضحيةً لأيٍّ من عمليات الاحتيال التي تعتمد على انتحال الشخصية.

هل انتحال الشخصية جريمة يُعاقب عليها القانون؟

يعاقب القانون على انتحال الشخصية بالفعل؛ ذلك لأنها من الأفعال التي تهدف إلى إيقاع الإيذاء على الغير أو سرقة أموالهم، أو الوصول إلى بياناتهم ومعلوماتهم بطريقة غير مشروعة. ولا يقتصر انتحال الشخصية على الأفراد فحسب؛ إنّما يقوم البعض بانتحال شخصية المؤسسات والشركات أيضًا.

صورة متعلقة توضيحية

هل عقوبة انتحال الشخصية نفسها في جميع البلاد؟

عادةً ما تختلف تفاصيل نظام انتحال الشخصية والعقوبة التي يُقررها القضاء بين بلدٍ وآخر، كما أنها يُمكن أن تختلف بين الولايات الواقعة داخل البلد أو الدولة نفسها أحيانًا كما في الولايات المتحدة الأمريكية، وينبغي على المرء التحقّق من النظام المحلي الذي يعتني بعقوبات انتحال الشخصية إذا وقع ضحية هذه الجريمة؛ ذلك حتى يستطيع معرفة كافة حقوقه والحصول عليها بعد رفع الدعوى.

هل تختلف عقوبة انتحال شخصية الغير بناءً على نوع الشخصية المُنتحلة؟

لا شك بأن الآثار السلبية لانتحال الشخصية تختلف باختلاف الشخصية التي يقوم المجرم بانتحالها؛ لذلك فإن العقوبة تتفاوت أيضًا بناءً على نوع الشخصية المُنتحلة؛ من ذلك ما نصّ عليه قانون الجرائم في ولاية مينيسوتا الأمريكية؛ فإن العقوبة تصل إلى 10 آلاف دولار مع السجن مُدة تصل إلى 5 سنوات عند انتحال شخصية طرف ثالث للدخول في علاقة زواج، بينما تُعد بعض الأنواع الأُخرى من انتحال الشخصية جُنحة وتُصبح جريمة إذا تكررت مع عقوبة متدنية مقابل العقوبة السابقة.

ما هي الغاية من عقوبة انتحال شخصية مواطن؟

هُناك الكثير من الآثار السلبية لانتحال شخصية مواطن؛ لذلك فإن القوانين تعاقب عليها حتى تردع المُنتحلين وتحِدُّ من هذه الآثار، وربما تتفاوت العقوبة بين السجن ودفع الغرامات المالية، وفي بعض الأحيان تتم معاقبة المُخالِف بكلٍّ من السجن والغرامة معًا، ولكن قدر العقوبة تختلف بين جريمة انتحالٍ وأُخرى.

هل يوجد إرشادات للوقاية من احتيالات انتحال شخصية مواطن؟

يقوم كثيرٌ من الأشخاص بانتحال الشخصية لممارسة عمليات الاحتيال، وفيما يأتي بعضًا من الإرشادات التي تساعد في الوقاية من الوقوع ضحيةً لهذا النوع من الاحتيال:

  • اتخاذ القرارات المناسبة قبل المشاركة: لا بُد من تقييم كافة المَعلومات قبل اتخاذ القرارات التي تتعلق بمشاركتها مع الآخرين من الأصدقاء وأفراد العائلة، أو مشاركتها مع الشركات أو الخدمات أو التطبيقات المختلفة.
  • الحذر من الاتصالات: إذا تلقّى الشخص رسالة بريد إلكتروني غير مرغوب فيها أو رسالة غير متوقعة؛ فينبغي عليه التحقّق من هذه الرسائل عن طريق الهاتف أو من خلال البريد الرسمي الذي يعرفه؛ فإن المحتالين يُفضّلون التواصل عبر الإيميل أحيانًا.
  • زيارة موقع الويب الرسمي: بما أن البعض يقومون بانتحال شخصية مواقع الويب؛ فلا بُد من زيارة الموقع الرسمي والاستفادة من الخدمات التي يوفرها مباشرةً بدلًا من استخدام الرابط الذي يتم إرساله عبر الإيميل.
  • استخدام المواقع الآمنة: في حالة مشاركة المعلومات المالية أو البيانات الشخصية عبر شبكة الإنترنت يجب على المرء الاعتماد على مواقع الويب الآمنة والمشفرة؛ لمنع الوقوع ضحيةً لإحدى عمليات انتحال الشخصية.
  • تقليل حجم البصمة الرقمية: تتضمن البصمة الرقمية العديد من البيانات والمعلومات التي يمكن الوصول إليها من قبل الآخرين واستخدامها لانتحال شخصية المواطن، ولذلك فإنه ينبغي التقليل من حجم البصمة الرقمية.
  • الإبلاغ عن انتهاكات الإيميل: ربما ينتهك الأشخاص الذين ينتحلون شخصية الآخرين بعض سياسات الإيميل، وفي هذه الحالة يُمكن تقديم البلاغات حتى يتم التعامل مع المُرسِل بالطرق المناسبة.
  • تجنّب مشاركة البيانات الحسّاسة: من الأفضل تجنّب مشاركة بيانات اعتماد تسجيل الدخول في الحسابات الإلكترونية، ومُختلف البيانات الحسّاسة الأخرى مع أيّ شخص آخر؛ للوقاية من عمليات الانتحال وما يتعلق بها من احتيال.
  • التبليغ عن الأنشطة المشبوهة: حتى تتم عقوبة انتحال شخصية الغير لا بُد من تقديم البلاغات عن الأنشطة المشبوهة التي يتوقع المرء كونها عملية احتيال؛ ذلك من خلال الجهات المختصة التي تتولّى مسؤولية التعامل مع هذا النوع من الجرائم.

كيف يمكن الوقاية من انتحال الشخصية عبر المكالمات الهاتفية؟

يعتمد بعض المُحتالين على المكالمات الهاتفية للاحتيال على الآخرين بعد انتحال شخصية معينة، أو انتحال الأرقام الخاصة بالمؤسسات والشركات المختلفة. فيما يأتي بعضًا من الإرشادات المفيدة للوقاية من الوقوع ضحية انتحال الشخصية عبر المكالمات:

  • عدم الرد على المكالمات المجهولة: إذا لم تكن جهة الاتصال موجودة في سجل العناوين؛ فينبغي على المرء تجنّب الرد، وفي حالة الرد بشكل خاطئ؛ فلا بُد من إنهاء المكالمة على الفور وعدم الاستمرار في الحديث.
  • تجنّب الضغط على الأزرار المطلوبة: عند الرغبة في الرد على المُكالمات مجهولة المصدر يجب على المرء إنهاء المكالمة فورًا؛ إذا طلب المتصل الضغط على زر مُعين؛ فإنها إحدى الخِدع التي يعتمد عليها المحتالون لمعرفة الأهداف المُحتملة.
  • ترك الإجابة عن الأسئلة: لا بُد من تجنّب الرد على أيّة أسئلة يطرحها المتصل لضمان عدم الوقوع ضحية للاحتيال، خاصة تلك الأسئلة التي تتم الإجابة عليها بكلمة نعم أو لا.
  • الحذر من تقديم المعلومات الشخصية: عند تلقّي المكالمات المُريبة أو المكالمات مجهولة المصدر من الضروري عدم مشاركة أيّة معلومات شخصية على الإطلاق، كذلك يجب الابتعاد عن تقديم معلومات الحسابات البنكية أو غيرها من الحسابات.
  • إعادة الاتصال: إذا تلقّى المرء مكالمة من شخص يدّعي تمثيل مؤسسة أو وكالة حكومية؛ فينبغي إنهاء المكالمة ثم مُعاودة الاتصال بالاعتماد على الأرقام الموثوقة، التي يمكن العثور عليها ضمن جهات الاتصال أو موقع الويب الرسمي.
  • الحذر عند الضغط لتقديم المعلومات: في بعض الأحيان يُلاحظ الشخص ضغط الطرف الآخر من المكالمة حتى يستطيع تحصيل المعلومات التي يريدها على الفور، وفي هذه الحالة يجب الحذر.

كيف يمكن حماية المؤسسات من هجوم انتحال الشخصية؟

تُعد المؤسسات هدفًا للكثير من مُنتحلي الشخصية؛ لذلك فإن على الأفراد العاملين داخل المؤسسة اتخاذ جميع الوسائل المطلوبة ومعرفة إرشادات الوقاية من هجوم انتحال الشخصية، ومن هذه الإرشادات ما يأتي:

  • اعتماد حلول أمان الإيميل: يمكن للشركات تطوير حلول أمان متخصصة؛ للحد من وصول رسائل البريد الإلكتروني العشوائية، والتقليل من قدرة المُنتحل على الوصول إلى البيانات الحساسّة للشركة من خلال هذه الرسائل.
  • التدريب على الأمن السيبراني: تستطيع الشركات والمؤسسات التقليل من خطورة هجوم انتحال الشخصية؛ ذلك عن طريق تدريب الموظفين على أساسيات الأمن السيبراني وتزويدهم بالمعلومات التي يحتاجونها؛ لاكتشاف عمليات الانتحال.
  • استخدام مجال إيميل خاص: تزداد فرصة تعرض الشركة إلى هجوم انتحال الشخصية عند اعتمادها على نطاق إيميل عام؛ مثل جيميل أو ياهو ميل، ولذلك فإنه يُفضّل اعتماد مجال خاص بالشركة للتقليل من خطورة الانتحال.

هل يقوم البعض بانتحال شخصية الحكومة؟

لا يقوم بعض المجرمين بانتحال شخصية مواطن وإنما يُفضّلون انتحال شخصية الحكومة، ولا شك بأن نظام انتحال الشخصية يُعاقب على مثل هذه الجريمة، ولتفادي عمليات الاحتيال هذه ينبغي على المرء تجنّب تسديد الأموال أو تحويلها لأيّ شخص يدّعي تمثيل جهة حكومية ما لم يكن موثوقًا، كذلك ينبغي الابتعاد عن مشاركة المعلومات الشخصية عبر الإيميل أو الهاتف؛ إذا تواصل أحدهم وادّعى العمل مع الجهات الحكومية أيضًا لتجنب الاحتيال.

ينبغي على الشخص عدم الوثوق بمُعرّف الاتصال دائمًا؛ فإن مُعرّف المُتصل يُمكن أن يُظهر رقم الهاتف الحقيقي للمؤسسة الحكومية أحيانًا؛ إلّا إنّه يكون مُخادعًا، كما أنه يجب الحذر من الضغط على الروابط الموجودة في الرسائل النصية أو رسائل الإيميل غير المتوقعة أيضًا لتجنب الاحتيال، ويُمكن للمجرمين انتحال شخصية العديد من المؤسسات الحكومية؛ منها: انتحال شخصية الجهات الصحية، انتحال شخصية جمعيات حماية المستهلك وانتحال الشخصية لمؤسسات الضمان الاجتماعي.

لماذا يقوم البعض بانتحال شخصية البائعين؟

تهدف عملية انتحال شخصية البائعين إلى جني الأموال عن طريق عمليات الدفع المزوّرة، وعادةً ما يتم استغلال الموثوقية الكبيرة للبائعين عند العُملاء في هذا النوع من الاحتيال، وهُناك عدة إشارات تدل على عمليات البيع الاحتيالية؛ منها:  التغيير غير المتوقع في عنوان الدفع، أو توجيه الأموال وتشجيع العميل حتى يستكمل إجراءات الدفع بسرعة، وكذلك الأسعار المنخفضة في بعض الأحيان.

إرشادات الوقاية من انتحال شخصية البائعين

هُناك عدة إرشادات للوقاية من التعرض إلى الاحتيال من قِبل الأشخاص الذين ينتحلون شخصية البائعين:

  • مراجعة الإيميل بعناية: عند استقبال رسالة بريد إلكتروني من أحد البائعين ينبغي التحقّق من هذه الرسائل ومُراجعتها بعناية والتحقّق من عنوان الإيميل ونطاقه؛ إذ ينبغي أن يكون نطاق البريد مُطابقًا لنطاق البائع الحقيقي.
  • الاعتماد على المورّدين المعروفين: حتى يتجنّب الشخص الوقوع ضحيةً لعمليات انتحال الشخصية عند البيع والشراء؛ فإن يُمكنه الاعتماد على أيٍّ من المورّدين المعروفين، أو الاعتماد على البائعين الذين تم التعامل معهم مُسبقًا.
  • الإبلاغ عن محاولات الانتحال: إذا تعرض أي شخص إلى عملية يُشتبه بكونها انتحالًا للشخصية؛ فينبغي عليه التواصل مع الجهات المختصة والإبلاغ عن ذلك وفق الإجراءات المعمول بها؛ لضمان عدم الوقوع ضحية لعمليات الاحتيال.

 

اقرأ/ي أيضًا:

هل المباحث تراقب الجوالات؟

هل يمكن اختراق شبكات الواي فاي؟

هل يوجد فرق بين البيانات والمعلومات؟

هل تختلف أنواع الجرائم الإلكترونية عن الجرائم المعلوماتية؟

مصادر مسبار

شارك هذا التحقيق على