تحقيق مسبار
يتم إنتاج حرير العنكبوت للقيام بالعديد من المهمات التي تحتاج إليها العناكب في حياتها؛ مثل اصطياد الفريسة أو غير ذلك، ويُسلّط هذا المقال الضوء على درجة قوة هذه الخيوط والاستخدامات الطبية لها، بالإضافة إلى بيان الكثير من المعلومات الأُخرى حولها أيضًا، وينتهي ببيان عدد المغازل التي يستخدمها العنكبوت لإنتاج الحرير.
هل يوجد استخدامات طبية لحرير العنكبوت؟
هُناك عدة استخدامات طبية لحرير العنكبوت، ويتم إجراء العديد من الدراسات للتحقّق من فائدة هذا الحرير في عدة مجالات صحية في الوقت الراهن. وتُستخدم خيوط شبكات العنكبوت حاليًا في إغلاق أو ربط الأنسجة الرخوة أثناء جراحة العين أو القلب أو الأوعية الدموية؛ نظرًا لخاصيتها المميزة في المساعدة على التئام الجروح؛ إلا إنها تتعرض إلى المُعالجة قبل الاستخدام.
هل ينتج العنكبوت حريرًا أكثر من دودة القز؟
لا يستطيع العنكبوت إنتاج كميات حرير تزيد على الكميات التي تُنتجها دودة القز؛ فإن المردود الذي يُمكن الحصول عليه من حرير العنكبوت يتراوح بين 12-137 مترًا فحسب، بينما يُمكن لدودة القز الواحدة توفير مردودٍ يتراوح بين 600-900 متر، وهذا يعني أنّ كميات الحرير المُنتجة من قِبل دودة القز تُعد هائلةً مقابل حرير العنكبوت.
كم تبلغ كثافة حرير العنكبوت؟
حتى يتمكّن المختصون من معرفة كثافة أيّة مادة يقومون بقياس الحجم والكتلة أولًا في العادة، ويُمكن التعرّف على الحجم بالاعتماد على بعض برامج التصوير، ولكن قياس الكُتلة صعب جدًا، ولذلك لجأ مارك بونينو إلى قياس الإجهاد واستخدامه في قياس الكثافة بدلًا من الكُتلة والحجم، وكانت كثافة حرير العنكبوت 1.097 غرام لكل سنتيمتر مكعب حسب هذه الطريقة.
ما هي أبرز الحقائق حول شبكة حرير العنكبوت؟
توجد الكثير من الإشاعات المُضللة التي تنتشر حول العنكبوت؛ مثل الإشاعة التي انتشرت حول سُميّة عنكبوت السيكلوكوزميا ريكيتي وانتهى تحقيق مسبار إلى كونها مضللة، وتضم القائمة الآتية بعضًا من الحقائق حول العناكب:
- تناقص ثبات الشبكة: لا تقوم شبكة حرير العنكبوت بتوفير القوة نفسها طيلة اليوم؛ إنما تستمر قوتها بالتناقص على مدار اليوم، وتصبح أقل قوة.
- تناول الشبكة القديمة: يُمكن أن تقوم العناكب باستعادة بعض البروتين الذي تحتاجه لإنتاج الحرير الجديد؛ ذلك عن طريق تناول الشبكات القديمة المُمزقة قبل إنشاء شبكة جديدة.
- العناكب الطفيلية: تعيش بعض العناكب الطفيلية على حواف شبكات الحرير التي تُنتجها العناكب الأُخرى، وتقوم هذه الطُفيليات بالعض على الحرير الذي تغزله العناكب المُضيفة.
- نسج الشبكة على مراحل: لا تقوم العناكب بنسج شبكتها من الحرير على مرحلة واحدة؛ إنما تمرُّ عملية إنتاج الشبكات بعدة مراحل مختلفة تستمر بضع ساعات من اليوم.
- إنتاج الستابلينتوم: تنتج بعض أنواع العناكب خيوطًا تعرف باسم الستابلينتوم لتطريز شبكتها، وهي خيوطٌ سميكةٌ متعرجةٌ، ولا يزال سبب إنتاجها واستخدامها محلّ نقاشٍ حتى الآن.
- قذف الحرير على الفريسة: تعتمد بعض العناكب على الحرير حتى تستطيع صيد فريستها؛ ذلك من خلال قذف قطعة لزجة من الحرير على رأس الفريسة ثم اصطيادها.
- تلاعب البقيّات القاتلة بالشبكة: تلجأ بعض أنواع البقيّات القاتلة إلى العبث بطرف شبكة العنكبوت؛ ذلك حتى تتمكّن هذه البقيّات من اصطياد العنكبوت عندما يخرج إليها للتحقّق من وقوعها في الشبكة.
- جميع العناكب تنتج الحرير: تستطيع كافة العناكب إنتاج الحرير من خلال المغازل المتوفرة لديها، ولكن العديد من أنواع العناكب لا تستطيع إنتاج الشبكات بالرغم من قدرتها على إنتاج الحرير.
هل توجد عدة أنواع من شبكات حرير العنكبوت؟
بالفعل هنُاك عدة أنواع مختلفة من شباك حرير العنكبوت، وهي الأنواع الآتية:
- الشبكة المدارية: يتم إنتاج هذا النوع من قبل العنكبوت الغازل المداري، ويُمكن العثور على الشبكات المدارية في كل من الحدائق والغابات، والكثير من العناكب الغازلة المدارية تقوم ببناء شبكة جديدة كل يوم.
- الشبكة الورقية: تُعرف بعض الأنواع من العناكب باسم عناكب الأوراق أو عناكب النقود، وهي ثاني أكبر فصيلة من العناكب، كما أن طولها لا يتجاوز 5 ملليمتر، وتقوم بإنتاج شبكة مُسطّحة تشبه شكل الأوراق، ويُطلق عليها اسم الشبكة الورقية.
- الشبكة المتشابكة: تقوم بعض العناكب بإنتاج شبكة متشابكة وغير منتظمة الأبعاد، ويتم الاعتماد عليها لصيد الفرائس من الحشرات الأخُرى، وتُعد الأرامل السوداء واحدةً من أبرز الأمثلة على العناكب التي تنتج هذا النوع من الشبكات.
- الشبكة القمعية: تستطيع العناكب القمعية الشبكة إنتاج شبكات من الحرير على شكل قُمع، وهي من العناكب العدوانية، ويجدر الذكر بأن العناكب القمعية الموجودة في أستراليا تُعد من أكثر العناكب فتكًا في العالم.
- الشبكة المثلثة: يتم إنتاج هذه الشبكة من قبل العناكب التي يُطلق عليها اسم الحائك المثلث، ويقوم الحائك المثلث بنسج شبكته مع شدها بخيط واحد، وإذا وقعت الفريسة في الشبكة قطع الخيط وسار إليها بسرعة كبيرة ليلتهمها.
- الشبكة المستطيلة المحمولة: يُطلق على بعض أنواع العناكب اسم العنكبوت ذي المظهر المُخيف أو العنكبوت ذي وجه الغول، وتقوم بإنتاج شبكة محمولة لإسقاطها على الفريسة العابرة؛ مثل شبكات الصيد.
- الشبكة المبطنة للجحر: يقوم عنكبوت الباب المسحور بحفر في الأرض، ثم يُبطّن هذا الجُحر بالحرير مع إنتاج عدة مصائد مموهة لتستطيع مهاجمة فريستها من الأسفل.
- الشبكة أنبوبية الشكل: تُعد الرتيلاء غير النمطية من العناكب البارعة في الصيد؛ فإنها تنتج شبكات مموهة من الحرير على جوانب الأشجار، وإذا وقعت الفريسة في هذه الشبكات الأنبوبية الشكل؛ فإن الرتيلاء تقوم بتسميم الفريسة ثم سحبها لالتهامها.
- الشبكة التي تمسك بالفقاعة: يُعد عنكبوت الجرس الغواص النوع الوحيد الذي يعيش تحت الماء بالكامل من العناكب، ويقوم هذا العنكبوت بنسج شبكة تحتضن فقاعة كبيرة من الهواء حتى يتمكّن من التنفس في الماء.
لماذا يقوم العنكبوت بنسج شبكاته من الحرير؟
توجد العديد من الأسباب التي تجعل العناكب تنسج شبكة الحرير الخاصة بها، ومنها ما يأتي:
- صيد الفرائس: تستخدم نصف أنواع العناكب الموجودة على الأرض شبكاتها لصيد الفرائس، سواءً كانت شبكة بدائية تتكون من خط لزج واحد، أو كانت شبكة ثنائية الأبعاد أو ثلاثية الأبعاد؛ مثل الشبكة مخروطية الشكل.
- المساعدة على التكاثر: يُمكن أن تقوم ذكور العناكب بوضع الحيوانات المنوية على جزء صغير من الحرير قبل تخصيب الأنثى، وكذلك يُستخدم الحرير لإنتاج الأكياس التي تثبت البويضات وتحفظها، وتُشكّل العناكب التي تفقس حديثًا شبكة حولها للحضانة.
- التنقل: في بعض الأحيان تقوم العناكب ذات الحجم الصغير بإطلاق خيوط الحرير الدقيقة جدًا؛ للإمساك بها والطيران معها عندما يلتقط الهواء هذه الخيوط ويأخذها معه، وهذا يعني أن حرير العنكبوت يُستخدم للتنقل أحيانًا.
- الحماية: يتم إنتاج شبكة الحرير من قِبل العناكب أحيانًا لإنشاء عش بالقرب من الشبكة والاختباء حتى تصطاد فريستها، وكذلك تقوم بتجميع بعض الأوراق معًا مُعتمدة على الحرير للاختباء وحماية نفسها في بعض الأحيان.
- حفظ الطريق: تُنتج العناكب خطوط جرٍّ غير لزجة من الحرير أثناء تنقلها وسفرها بعيدًا عن المنزل، وذلك حتى تتمكّن من العثور على الطريق إلى منزلها عند الابتعاد والعودة مرةً أُخرى بسهولة.
- توفير الأمان: تقوم العناكب بإنتاج حبل من الحرير للإمساك به عند الرغبة في القفز، وهو ما يوفر لها الأمان الذي تحتاجه، سواءً كان ذلك للهرب من الأخطار أو الحشرات أو غيرها.
- مراقبة المحيط: في بعض الأحيان يُنتج العنكبوت الشباك من الحرير حتى يستطيع مراقبة البيئة المحيطة بشكل جيد عن طريق تحديد حجم الحيوان الذي يخترقها؛ فإذا كان الخرق كبيرًا دلّت الشبكة على وجود شيء كبير يدعو العنكبوت إلى الاختباء.
- جذب الطرف الآخر: يُمكن أن تضع إناث العناكب أثرًا من الحرير الذي تتم تغطيته بالفيرومون حتى يتبعه الذكر المُحتمل للتزاوج، وتقوم بعض العناكب بوضع خط السحب على سطح الماء.
ما حقيقة أن حرير العنكبوت أقوى من الفولاذ؟
وجدت إحدى الدراسات بأن حرير العنكبوت أقوى من بعض أنواع الفولاذ بقُرابة 5 مرات؛ إلا إنه ليس من المواد ذات الصلابة المرتفعة مثل الفولاذ على الرغم من تسجيل مقاومة كبيرة عند إجراء اختبار الشد، وذلك لأن قوة شد الفولاذ تتراوح بين 0.2-2 جيجا باسكال، وقوة شد حرير العنكبوت تبلغ 1 جيجا باسكال. وهُناك الكثير من الخصائص المميزة الأُخرى التي يتمتع بها الفولاذ دون حرير العنكبوت أيضًا. ويجدر الذكر بأن الحرير الذي ينتجه العنكبوت يتضمن عددًا كبيرًا من الحلقات الصغيرة التي تصل مع بعضها البعض.
كم عدد المغازل التي تنتج حرير العنكبوت؟
يحتوي جسم العنكبوت على 3 أزواج من المغازل التي تُنتج حرير العنكبوت، وهذا يعني أن المجموع يساوي 6 مغازل، وفي كل واحد من المغازل مئات الأنابيب الدوّارة التي تعمل بمثابة فوهات صمغ صغيرة، ويوجد داخلها سائل لزج يتكون من جزيئات بروتين كُرويّة مُذابة في الماء. فيما يأتي بعضًا من أبرز الحقائق الأُخرى حول العنكبوت:
- توافر العناكب المفترسة: هُناك ما يُقارب 42,700 نوعٍ من العناكب المفترسة، ومُعظم هذه الأنواع تعيش على اليابسة، وهي متوافرة في مُختلف أنحاء العالم باستثناء القارة القطبية الجنوبية، وهذا يعني أن العناكب المفترسة وفيرة جدًا.
- جسم العنكبوت: تتضمن العناكب العديد من الأجزاء؛ أبرزها أزواج المغازل التي يبلغ عددها 3 مغازل، بالإضافة إلى 8 أرجل وملحقان سامّان يُشبهان الكماشة في شكلهما، كما أن جسمها ينقسم إلى جزئين رئيسيين أيضًا، ويتراوح طولها بين 0.5-90 ملليمتر.
- تصنيف العناكب: بشكل عام يتم تصنيف أنواع العناكب على أساس عدد العيون بالإضافة إلى ترتيبها، وكذلك يتم الاعتماد على نوع الشبكة التي يقوم العنكبوت بنسجها عند التنصيف.
اقرأ/ي أيضًا:
هل التفاح الأزرق حقيقة أم ضرب من الخيال؟