تحقيق مسبار
إن معرفة أسباب تعرق اليدين ضرورية؛ ليتمكّن الطبيب من وصف الطريقة العلاجية الأكثر مُلائمة في التعامل مع هذه المشكلة والتحقق من أيّة حالة صحية كامنة وراءها؛ مثل السكري أو غيره. يُسلّط هذا المقال الضوء على أبرز الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بفرط تعرق اليدين، مع بيان العديد من المضاعفات التي يمكن أن تنتج عن هذا التعرق أيضًا.
هل يمكن التخلص من أسباب تعرق اليدين؟
لا شكّ بأنه يُمكن التخلص من أسباب تعرق اليدين عند معرفتها أو التعامل معها وعلاجها؛ حتى يستطيع الشخص الحصول على مزيدٍ من الراحة، وتجنب الإفراط في التعرق وما يتبع ذلك من الشعور بالخجل ومحاول الابتعاد عن مصافحة الآخرين. ويجدر الذكر بأن زيادة التعرق يكون طبيعيًا أحيانًا نتيجةً لارتفاع درجة حرارة الجسم، بينما يكون بسبب مشكلة صحية غير الحرارة في الأحيان الأخرى.
ما هي أبرز أسباب تعرق اليدين؟
هُناك الكثير من الأسباب التي يُمكن أن تؤدي إلى تعرق اليدين؛ منها:
- الإصابة بمرض السكري.
- انخفاض سكر الدم.
- فرط نشاط الغدة الدرقية.
- الإصابة ببعض مشاكل الجهاز العصبي.
وكذلك ينتج فرط تعرق اليدين أحيانًا عن الالتهابات أو نوبة قلبية، أو يكون من أعراض انقطاع الطمث عند النساء، وهذا يعني أن بعض أسباب تعرق اليدين غير خطيرة.
هل توجد طريقة لعلاج تعرق اليدين في المنزل؟
يُفضِّل كثيرٌ من الأشخاص علاج فرط تعرق اليدين في المنزل، دون اللجوء إلى الحُقن أو الاعتماد على الإجراءات التي تستدعي تدخلًا طبيًا، وفيما يأتي بعضًا من طرق علاج عرق اليد في المنزل:
- استخدام صودا الخَبز: يُمكن إنتاج عجينة عن طريق خلط ملعقتين من صودا الخبز مع الماء، ثم فرك العجينة الناتجة في اليدين مدة 5 دقائق للتخلص من العرق الزائد، ويجدر التنبيه إلى ضرورة غسل اليدين بالماء بعد فركهما بالعجينة.
- استخدام خل التفاح: يُسهم خل التفاح في موازنة الأس الهيدروجيني داخل الجسم؛ مما يساعد على جفاف اليدين والتعامل مع التعرق الزائد، ولهذه الغاية يُمكن مسح راحة اليد بخل التفاح، وكذلك يستطيع الشخص إضافة ملعقتين من الخل إلى النظام الغذائي.
- الابتعاد عن المحفزات: ربما يؤدي تناول بعض الأطعمة أو المشروبات أو إجراء بعض الأنشطة إلى زيادة تعرق اليدين، وفي هذه الحالة يمكن التخلص من العرق والقضاء عليه بسهولة كبيرة بعد معرفة أسباب تعرق اليدين وتجنبها.
- العلاجات الدوائية: هُناك العديد من أنواع العلاجات الدوائية المفيدة في التعامل مع حالات فرط التعرق، وما ينتج عنها من عرق شديد على اليدين وغيرها من مناطق الجسم الأخرى، ولا بُد من استشارة الطبيب قبل استخدامها، ومنها ما يأتي:
- مضادات التعرق: بعد استشارة الطبيب المختص يمكن للمرء تناول بعض الأدوية التي تصرف بوصفة خاصة؛ مثل العقاقير المضادة للكولين، ولكن هذه الأدوية تتسبب بآثار جانبية أحيانًا؛ منها جفاف الفم والإصابة بالإمساك.
- أدوية حاصرات الأعصاب: تستطيع بعض الأدوية التي يتم تناولها عن طريق الفم إحصار المواد الكيميائية، التي تمنح الأعصاب القدرة على التواصل مع بعضها البعض، ويُمكن أن تساعد هذه الأدوية على تقليل العرق أحيانًا.
- مضادات الاكتئاب: إلى جانب التعامل مع الاكتئاب، الذي يزيد من فرصة التعرق عند البعض، تستطيع هذه الأدوية تقليل التعرق الذي يتعرض إليه الشخص أيضًا وفق موقع مايوكلينيك.
هل يمكن علاج تعرق اليدين بالأعشاب؟
توجد بعض الأعشاب التي تُساعد على علاج التعرق الزائد في اليدين والقدمين؛ منها أوراق الميرامية، كما أن هذه العُشبة تُسهم في التخلص من رائحة العرق أيضًا، ويُمكن استخدامها من خلال وضع حَفنة من الأوراق في الماء، ثم نقع اليدين داخل الخليط مدة 20 دقيقة، حتى يحصل الشخص على أفضل نتيجة مرجوة. وكذلك يُعد البابونج وجذور الناردين المخزني ونبتة العرن المثقوب من الأعشاب المفيدة للتخلص من التعرق.
ما هي الإجراءات الطبية لعلاج التعرق الزائد في اليدين؟
يُمكن لمقدمي الرعاية الصحية القيام بالعديد من الإجراءات الطبية المختلفة للتعامل مع التعرق الزائد في اليدين، وفي القائمة الآتية بعضًا من هذه الإجراءات:
- استخدام البوتوكس: في بعض الأحيان يتم الاعتماد على البوتوكس للتخلص من العرق الزائد والتعامل معه، وذلك من خلال حقن البوتوكس في الراحة؛ لتقوم الحقنة بتقليل كميات العرق التي تستطيع غُدد الراحة إنتاجها.
- الإرحال الأيوني: يتم الاعتماد على جهاز طبي للقيام بالإرحال الأيوني، ويستخدم هذا الجهاز الماء مع تيار كهربائي لتمرير مادة أيونية عبر الجلد، وهو ما يساعد على علاج عرق اليد عند الشخص الذي يُعاني من فرط التعرق.
- قطع الودي الصدري بالتنظير: يُعد هذا الإجراء واحدًا من الإجراءات الجراحية طفيفة التوغل، وتهدف جراحة قطع الودي الصدري بالتنظير إلى إلغاء قدرة الراحتين على التعرق مُطلقًا، للتعامل مع كثرة العرق.
- العلاج بالموجات الدقيقة: تم تصميم بعض الأجهزة التي تعتمد على الطاقة الكهرومغناطيسية لإنتاج الموجات الدقيقة، وتقوم هذه الموجات بتدمير غدد العرق والرائحة الموجودة في الراحة بشكل دائم، وهو أحد الإجراءات غير الجراحية.
متى يجب التحدث مع الطبيب لعلاج عرق اليد؟
ينبغي على الشخص المُصاب بتعرق اليدين التحدث مع الطبيب المختص واستشارته؛ إذا لم تُجدِ العلاجات المنزلية نفعًا في التعامل مع أسباب تعرق اليدين، أو كان فرط التعرق مؤثرًا على نوعية الحياة بشكل كبير. ولا بُد من التعرض إلى العرق المفرط مُدة 6 أشهر على الأقل مع ظهور اثنين من الأعراض الآتية؛ حتى يكون الطبيب قادرًا على تشخيص أسباب فرط التعرق ووصف العلاج المناسب وفق موقع ميديكال نيوز توداي:
- التعرق الشديد في كلتي راحتي اليدين.
- التعرض إلى نوبات العرق مرةً واحدةً في كل أسبوع على الأقل.
- تعارض العرق في اليدين مع الأنشطة اليومية للفرد.
- بدء التعرق في اليدين بعد بلوغ سن 25 عامًا.
- وجود تاريخ عائلي مع التعرق في راحتي اليدين.
- توقّف العرق عند النوم.
كيف يتم تشخيص تعرق اليدين المفرط؟
يحرص الطبيب على التشخيص لمعرفة أسباب تعرق اليدين، ثم وصف العلاج المُناسب بناءً على الحالة أو المشكلة التي يُعاني منها الشخص تحديدًا، وفيما يأتي بعضًا من أبرز الخطوات التي يعتمد عليها الأطباء لتشخيص فرص تعرق اليدين:
- طرح الأسئلة: يبدأ مقدم الرعاية الصحية التشخيص من خلال طرح الأسئلة على المرء، ويشمل ذلك الأسئلة عن الأماكن الذي يظهر فيها العرق من الجسم، إلى جانب السؤال عن نمط العرق وتوقيته، والتحقق من وجود أيّ أعراض أخرى.
- اختبار النشا واليود: عند إجراء هذا الاختبار يتم وضع محلول من اليود على راحة اليد، وبعد تجفيف اليود يقوم مقدم الرعاية الصحية برشّ النشا، ويتسبب محلول اليود والنشا بتحويل مناطق التعرق من اليد إلى اللون الأزرق الداكن.
- الاختبار الورقي: في هذا الاختبار يقوم مقدم الرعاية الصحية من الأطباء بوضع أحد أنواع الورق على راحة اليد، حتى يتم امتصاص العرق، وبعد ذلك توزن الورقة للتحقّق من كمية العرق التي تراكمت على راحة اليد.
هل يوجد مضاعفات لفرط التعرق في اليدين والقدمين؟
إذا لم يسارع المرء إلى معرفة أسباب تعرق اليدين والقدمين والتعامل معها بالشكل المناسب، سواءً كان عن طريق علاج تعرق اليدين بالأعشاب أو بالعلاجات المنزلية أو التدخل الطبي؛ فربما يؤدي ذلك إلى بعض المضاعفات، ومنها ما يأتي:
- التهاب الأظافر: في بعض الأحيان يُسبب فرط التعرق الإصابة بالتهاب الأظافر، وبشكل خاص التهاب أظافر القدمين، عند الأشخاص الذين تظهر لديهم أعراض التعرق في القدمين.
- الثآليل: تُعرف الثآليل بأنها نوع من أنواع الزوائد الجلدية التي تنتج عن فيروس الورم الحليمي البشري، وربما تظهر هذه الزوائد ضمن مضاعفات فرط التعرق.
- الالتهابات البكتيرية: في بعض الأحيان يؤدي ترك العرق وعدم التعامل مع فرط التعرق إلى الإصابة بالالتهابات البكتيرية، وخاصة الالتهابات حول بصيلات الشعر، والالتهابات البكتيرية بين أصابع القدم.
- الجاروسية: تُعرف الجاروسية بعدة أسماء أخرى؛ ومنها طفح العرق أو طفح الحر، وهي عبارة عن طفح جلدي ذي لون أحمر، كما أنه مثير للحكة، وغالبًا ما يؤدي هذا الطفح إلى الإحساس بالوخز، ويتطور بسبب انسداد قنوات العرق.
- الآثار النفسية: يُمكن أن يتسبب فرط العرق بالتأثير على وظيفة المصابين وعلاقاتهم وثقتهم بأنفسهم، ويؤدي ذلك إلى عدة آثار نفسية؛ مثل القلق والتوتر العاطفي والانسحاب الاجتماعي والاكتئاب.
- الإصابة بالنقع: يُطلق مصطلح النقع على المظهر الرطب الطري الذي تتمتع به البشرة إذا كانت رطبة باستمرار، ويحدث ذلك نتيجة لفرط التعرق أحيانًا، وينتج عنه العديد من الأمراض الجلدية الأخرى؛ إلا إنها عادةً ما تكون خفيفة.
- سعفة الفخذ: تُعد سعفة الفخذ واحدةً من أنواع العدوى الفطرية، وتنتشر في ثنايا الفخذ، وربما تكون من مضاعفات فرط التعرق أحيانًا، وذلك لأن كثرة العرق تؤدي إلى توفير بيئة رطبة تزيد من فرصة الإصابة بهذه السعفة.
- سعفة القدم: يُطلق على سعفة القدم اسم القدم الرياضي أيضًا، وتزداد احتمالية الإصابة بها عند الأشخاص الذين يُعانون من فرط التعرق، وغالبًا ما تبدأ بين أصابع القدم، لأن التعرق يكون شديدًا في هذه المنطقة.
- ظهور رائحة للجسم: إن الرائحة التي تظهر عند التعرق لا تتعلق بالعرق نفسه؛ إنما تنتج عن المواد التي تفرزها بكتيريا الجلد عندما تُلامس العرق، وتزداد فرصة ظهور الرائحة بشكل أكبر عندما يكون العرق في منطقة الإبط أو الأعضاء التناسلية.
اقرأ/ي أيضًا:
هل يوجد حل للتعرق الليلي والقلق؟
