هل فوائد حليب اللوز مثبتة علميًا؟

كثيرًا ما نسمع بفوائد حليب اللوز للبشرة والشعر سواءً للنساء أو للرجال، لكن هل فوائد حليب اللوز مثبتة علميًا حقًا أم أنّ ذلك مجرد ادعاءات؟

يستعرض هذا المقال فوائد حليب اللوز التي ثبت أنّها صحيحة، وكذلك سيتم استعراض الأضرار المحتملة لحليب اللوز عند استخدامه.

هل فوائد حليب اللوز مثبتة علميًا؟

نعم، فوائد حليب اللوز المعروفة حاليًا أنّه مغذي بشكلٍ عام، على الرغم من أنّه ليس كحليب البقر من ناحية الفائدة، إلّا أن المنتجات المضافة له تقارب فائدتها حليب البقر. كما أنَّ حليب اللوز غالبًا ما يحوي على فيتامين د المضاف والكالسيوم والبروتين، مما يجعله أكثر تشابهًا مع الحليب العادي من حيث المحتوى الغذائي. بالإضافة إلى أنّ حليب اللوز غنيٌّ بشكلٍ طبيعيٍ بالعديد من الفيتامينات والمعادن، وخاصة فيتامين هـ.

فوائد حليب اللوز

قبل الحديث عن فوائد حليب اللوز، لا بدّ لنا من معرفة ما هو حليب اللوز أولًا، حيث يتم تحضير حليب اللوز وفق الطرق التالية:

• مزج اللوز بالماء ثم تصفية الخليط لإزالة بقايا اللوز الصلبة. 
•  إضافة الماء إلى زبدة اللوز.
• تصنيعه تجاريًّا بعدة نكهات صناعية مثل نكهات الفواكه والشوكولا. 

ومن أهم فوائد حليب اللوز ما يلي:

• غنيٌّ بشكلٍ طبيعيٍ بالعديد من الفيتامينات والمعادن، وخاصة فيتامين هـ.
• يتميّز حليب اللوز بنكهة لطيفة وجوزيّة وقوام كريمي مشابه لقوام الحليب العادي.
• يعدّ خيارًا شائعًا للأشخاص الذين يتبعون نظامًا غذائيًا نباتيًا، وأولئك الذين يعانون من الحساسية أو عدم تقبل منتجات الحليب.

ورغم وجود مجموعةٍ متنوعةٍ من الفوائد الصحية للوز الكامل، لكن الكثير منها قد لا ينطبق على حليب اللوز، لذلك كثيرون من يسألون هل فوائد حليب اللوز مثبتة علميًا، وهذا لأنّ الشركات المُصنِّعة عادةً ما تصنع حليب اللوز من اللوز المقشور (منزوع القشرة)، ثم يقومون بتكثيف السائل، وهذا يؤدي إلى إزالة معظم الألياف وجزء كبير من مضادات الأكسدة الموجودة في اللوز. كما، يتم تسخين حليب اللوز أثناء التصنيع.

وفي المجمل،  يعتبر حليب اللوز مصدرًا أقل تركيزًا من العناصر الغذائية، مقارنةً باللوز الكامل. كذلك يعتمد تركيز العناصر الغذائية في حليب اللوز على كمية اللوز المستخدم في صنعه وكمية المياه المضافة التي يحتويها، وما إذا كان يحتوي على أي فيتاميناتٍ ومعادنٍ مُضافةٍ أم لا.

فوائد حليب اللوز للنساء

توجد العديد من فوائد حليب اللوز للنساء، حيث يوفّر كوبٌ واحدٌ (240 مل) من حليب اللوز التجاري ما يلي:

• 39 سعرة حرارية.
• 3 جرام دهون.
• 1 جرام بروتين.
• 3.5 جراك كربوهيدرات.
•  0.5 جرام ألياف.
• 24% من القيمة اليومية (DV) من الكالسيوم.
• 4% من القيمة اليومية من البوتاسيوم.
• 18% من القيمة اليومية من فيتامين د.
• 110% من القيمة اليومية من فيتامين هـ والذي يعد أحد أبرز فوائد حليب اللوز للنساء.

ويوجد مجموعة أخرى من فوائد حليب اللوز للنساء وهي:

• يمكن اعتبار انخفاض محتوى حليب اللوز من السعرات الحرارية إحدى فوائد حليب اللوز للنساء، خصوصًا اللواتي يتّبعن نظامًا غذائيًا رياضيًا، فعلى الرّغم من أنّ اللوز يحتوي على 50% دهون ونسبة عالية من السعرات الحرارية، إلّا أنّ حليب اللوز التجاري (المُصنَّع) غير المُحلَّى هو مشروبٌ منخفض السعرات الحرارية، وهذا يعني أنّه يمكن شرب كميّةٍ معيّنةٍ منه دون التسبب في زيادة الوزن. 
• حليب اللوز غنيٌّ ببعض العناصر الغذائية المتعلقة بمحتواها من السعرات الحرارية. حيث يحوي كوبٌ واحدٌ من حليب اللوز على 39 سعرةً حراريةً فقط، وهي نصف كمية السعرات الحرارية في كوب حليبٍ خالي الدسم. لكن وعلى الرغم من ذلك، ليس كل حليب اللوز ذاته من حيث المحتوى من السعرات الحرارية، فقد يحوي حليب اللوز محلي الصنع وبعض العلامات التجارية على عدد أكبر بكثير من السعرات الحرارية، اعتمادًا على عدد اللوز الذي يحتوي عليه كل كوبٍ.

فوائد حليب اللوز للرجال

 هناك أيضًا مجموعة من فوائد حليب اللوز للرجال ومن أهمها:

• يُساعد حليب اللوز على زيادة قوة العضلات، وهو مثاليٌّ للاعبي كمال الأجسام الذين يبحثون عن طريقةٍ طبيعيةٍ لزيادة قوة العضلات، ومنحها القوة الكبيرة التي توفرها المنتجات "غير الطبيعية". 
• حليب اللوز يُساعد على تحسين نمو العضلات بسبب وجود فيتامين الريبوفلافين، وهو أحد أشكال فيتامين ب.
• غني بالحديد، حيث أنَّ كميةً نموذجيةً من حليب اللوز تدعم 4% من المدخول اليومي المُوصَى به من الحديد، مما يساعد على تنظيم امتصاص الأكسجين.
•  جرعةً عاليةً من الريبوفلافين المتوفر في حليب اللوز قد تكون مفيدةً في الوقاية من الصداع النصفي.
• يعد حليب اللوز مصدرًا للبروتين والألياف.
• يعتبر حليب اللوز غني بالمغنيسيوم والمنغنيز، وكلها مفيدةُ للصحة الجنسية عند الذكور.
• بالنسبة للرجال الذين لديهم حساسيةٌ من الحليب البقري، سيكون حليب اللوز بديلًا شائعًا وآمنًا له.
• محتوى حليب اللوز من الكالسيوم إحدى فوائد حليب اللوز للرجال، حيث يحتوي الكوب الواحد على نسبةٍ من الكالسيوم أعلى من الحليب البقري
• يحتوي على سعراتٍ حراريةٍ أقلّ مقارنةً بالحليب البقري. لكن وعلى الرغم من ذلك، فإنَّ حليب اللوز يبقى غير مناسبٍ للجميع، وخاصةً أولئك الذين لديهم حساسيةٌ من اللوز.

لكن من ناحيةٍ عمليةٍ، يجب الأخذ بعين الاعتبار أنّ الجسم لا يمتص بعض المعادن الموجودة في حليب اللوز، كما يفعل في الحليب البقري، وهذا يكون جزئيًا بسبب أنَّ اللوز يحوي على حمض الفايتيك، وهو مضادٌ لامتصاص المُغذيات، حيث يُقلل من قابلية امتصاص الحديد والزنك والمغنيسيوم.

فوائد حليب اللوز للبشرة

إضافةً إلى انخفاض محتواه من الكربوهيدرات، يوجد كثيرٌ من فوائد حليب اللوز للبشرة، وخصوصًا الصحة العامة وصحة الجلد، فقد يُساهم الحليب البقري في تطور حب الشباب لدى البالغين والمراهقين، لكنّ العلاقة بين تناول الحليب البقري وحب الشباب ليست مفهومة جيدًا، والأبحاث تكون متضاربةً في بعض الأحيان. لذلك إذا كانت النساء لديهنّ مخاوفٌ بشأن حب الشباب، فقد يُقدّم حليب اللوز بديلًا مُحتملًا يمكن أن يُساعد في تنظيف البشرة. وذلك للأسباب التالية:

• العديد من أنواع حليب اللوز هي مصادر ممتازةٌ لفيتامين هـ (E) الذي يعزز نمو الخلايا الصحية، ممّا يساعد الجلد التالف على الشفاء بشكلٍ أسرع، وهي من فوائد حليب اللوز للبشرة. 
•  يعدّ فيتامين هـ (E) هو أحد مضادات الأكسدة القوية التي قد تساعد في إزالة الجذور الحرة الضارة بالخلايا في الجسم، والتي قد تضر البشرة. وفي إحدى الدراسات تناولت 36 أنثى بعمر 35 عامًا وأكثر مشروبًا يحتوي على الكولاجين والفيتامينات، بما في ذلك 2.3 ملجرام من فيتامين هـ، لمدة 12 أسبوعًا. وقد أظهرت النتائج تحسنًا في ترطيب البشرة ومرونتها وكثافتها مقارنة بالمجموعة التي لم تستهلك المشروب.
• تُشير هذه النتائج إلى أنّ فيتامين هـ قد يلعب دورًا في صحة الجلد. ومع ذلك، لا يمكن أن تُعزى التأثيرات إلى فيتامين هـ وحده. لذلك، فإن اتباع نظام غذائيٍ صحيٍ ومتوازنٍ يحتوي أيضًا على فيتامين هـ قد يُساعد في تعزيز صحة الجلد.

فوائد حليب اللوز للشعر

حتّى الآن لا توجد أبحاثٌ علميةٌ حول فوائد حليب اللوز للشعر، لكن بشكلٍ عام هناك العديد من العناصر الغذائية في حليب اللوز التي قد تساعد الجسم بالكامل على أن يُصبح أقوى وأكثر صحةً، بما في ذلك الشعر وهي كما يلي:

• احتواء حليب اللوز على نسبةٍ جيدةٍ من البوتاسيوم والمغنيسيوم والزنك والمنغنيز والبروتين يمكن أن يكون مفيدًا لنمو الشعر والحفاظ على صحته، حيث أنَّ جميع تلك العناصر مفيدٌ لصحة الشعر. 
• يُعد البروتين أحد أفضل الطرائق لتعزيز إصلاح الشعر، بالإضافة إلى تسريع عملية النمو وتسهيل الحفاظ على صحته. 
• قد تُساعد الفيتامينات والمعادن الموجودة في حليب اللوز أيضًا على تقوية الشعر وتقوية الجذور، وهذا قد يُساعد أيضًا في محاربة تساقط الشعر وتحسين كثافته أيضًا. 
• يعدّ الحديد الموجود في حليب اللوز مثاليًا أيضًا للشعر لأنه يُساعد في نقل المزيد من الأكسجين إلى الدم على فروة رأسك وهذا سيعزز أيضًا نمو الشعر.

ومن أجل الحصول على نتائجٍ موثوقةٍ وأفضل فيما يخص صحة الشعر، يمكن استخدام زيت اللوز بدلًا من حليب اللوز، حيث أنَّ فوائد زيت اللوز مثبتةٌ علميًا ومعروفةٌ بشكلٍ كبيرٍ. ويأتي زيت اللوز من عصر بذور اللوز واستخراج الزيت منها، حيث تم استعمال زيت اللوز في العديد من الثقافات القديمة لخصائصه العلاجية والصحية، بما في ذلك المستويات العالية من البروتين وأحماض أوميغا 9 الدهنية وفيتامين هـ. وتشير هذه الخصائص إلى أنَّ زيت اللوز يمكن أن يُحسّن لمعان وقوة شعرك. كما أنَّ زيت اللوز الحلو هو الزيت الأكثر شيوعًا ويوصى باستخدامه كمنتجٍ آمنٍ للشعر. 

ومما سبق يمكن القول أنَّ فوائد حليب اللوز مثبتة علميًا في بعض النواحي، لكنّها ما تزال تحتاج لمزيدٍ من الدراسات المتخصصة بكل فائدةٍ على حدة.

أضرار حليب اللوز

حتّى الآن، لا توجد دراساتٌ علميةٌ عن أضرار حليب اللوز أو الآثار الجانبية لتناوله، لكن بشكلٍ عام يمكن اختصار أضرار حليب اللوز بما يلي:

• قد يكون شرب كمياتٍ كبيرةٍ من حليب اللوز المُحلّى سببًا في زيادة الوزن غير المرغوب فيه. حيث يحوي حليب اللوز المُحلّى على مواد تحليةٍ مثل الستيفيا أو قصب السكر أو التمر أو شراب القيقب أو العسل. لذلك يُعدّ حليب اللوز غير المحلى خيارًا صحيًا لأنّه يحتوي على سعراتٍ حراريةٍ أقلّ ومحتوى سُكَّرٍ أقل من المُحلّى.
• يمكن أن يكون خطر الإصابة بحصى الكلى أحد أضرار حليب اللوز المحتملة، نتيجة ارتفاع محتوى حليب اللوز من الأوكزالات، لذلك فهو يحتوي على عوامل خطرٍ حصويةٍ محتملة للأشخاص.
• يتميّز حليب اللوز بانخفاض محتواه من البروتين، فحليب اللوز المُحلَّى يحوي على بروتينٍ أقلّ من حليب الصويا أو الحليب البقري، حيث يحتوي على 1 جرام من البروتين لكل 8 أونصات من الحليب. 
• يحوي حليب اللوز المُحلَّى على سكرٍ وسعراتٍ حراريةٍ أكثر من النوع غير المُحلَّى. 
• حليب اللوز بشكلٍ عام غير مناسبٍ للرُّضع، كما لا يُنصَح به للأطفال في عامهم الأول من العمر.
• يعتبر حليب اللوز منخفض الكالسيوم، حيث يوفر حليب اللوز 7% فقط من الاحتياجات اليومية للإنسان من الكالسيوم لكل وجبةٍ، وغالبًا ما يكون مدعومًا بالعناصر الغذائية. 
• هناك خطر نقص فيتامين د عند الاعتماد فقط على حليب اللوز، فحليب اللوز ينقصه فيتامين د.

وعمومًا إنَّ حليب اللوز صحيٌّ وليس له أي آثارٍ جانبيةٍ سلبيةٍ، إلّا لدى الأشخاص الذين قد يعانون من الحساسية. ويمكن أن يكون لحليب اللوز بعض الآثار الجانبية المحتملة، لكنّ هذه الآثار الجانبية تحدث فقط بسبب الإفراط في الاستهلاك والحساسية للوز. وتكون بعض الآثار الجانبية المحتملة هي:

• الحساسية من اللوز.
• الآثار الضارة على الغدة الدرقية.
• ارتفاع مستويات السكر.
• حساسية الجلد.
• مشكلات الهضم في البطن.

وفي جميع الأحوال يتم الابتعاد عن تناوله لتجنب أضرار حليب اللوز في حالة الحساسية من اللوز (أو المكسرات بشكل عام).

اقرأ/ي أيضًا:

هل الحمية النباتية لإنقاص الوزن مفيدة بالفعل؟

هل هناك فوائد لحليب الصويا؟

هل السعرات الحرارية في اللوز مرتفعة؟

هل كمية البروتين في اللوز مرتفعة؟