تحقيق مسبار
تُعدّ بذور أو حب الرشاد إحدى البذور المستخدمة بكثرة بين الناس، لذلك يكون من المهم لنا معرفة هل فوائد حب الرشاد مثبتة علميًا وهل يمكن استخدامها بأمانٍ.
في هذا المقال سيتم الإجابة عن أسئلة شائعة مطروحة بكثرة حول حب الرشاد، وكذلك سيتم التعرُّف على فوائد حب الرشاد بصورةٍ عامةٍ.
فوائد حب الرشاد
نظرًا لكثرة فوائد حب الرشاد، يكتسب هلام حب الرشاد (.Lepidium sativum L) أهميةً مُتزايدةً، خصوصًا مع تصاعد الاتجاه نحو استخدام المكونات الطبيعية في المستحضرات الصيدلانية. حيث تظهر دراساتٌ عديدةٌ فوائد حب الرشاد وخصائصها الفيزيائية والكيميائية والدوائية والوظيفية والتركيبية، إلى جانب إمكانية استخدامها كسواغٍ صيدلانيٍّ وعقارٍ عشبيٍّ ومكونٍ غذائيٍّ.
كما أنَّ هناك أدلةً على أنّ بذور أو حب الرشاد يمكنها أن تُظهر خصائصًا مضادةً للميكروبات، وخافضةً للضغط، ومضادةً للأكسدة، ومضادةً للتشنج، ومضادةً للإسهال، ومضادةً للربو، وخافضةً لسكر الدم، وخافضةً لشحوم الدم. فضلًا عن فوائد حب الرشاد التصنيعية مثل الخصائص الانسيابية، وتشكيل الهلام، والاستحلاب، واستقرار الرغوة والصفات التركيبية كدالةٍ لدرجة الحموضة والسكريات والأملاح والمعالجات الحرارية باعتبارها هلامًا (غروانيًا) دوائيًا طبيعيًا وغذائيًا. حيث تحتوي بذور وزيت حب ومسحوق حب الرشاد على كميةٍ كبيرةٍ من البروتين والدهون والمعادن والألياف والمواد الكيميائية النباتية الفعالة، والتي يتم إدخالها في العديد من المشروبات والأطعمة الوظيفية.
كذلك، فإنَّ فيتامين K الموجود في بعض الأغذية مثل حب الرشاد له دورٌ مهمٌّ في تخثر الدم وكيفية عمل الوارفارين. حيث يستخدم الكبد فيتامين K لإنتاج عوامل التخثر، وهي خلايا تساعد في السيطرة على النزيف وتمكين تكوّن جلطات الدم.
فوائد حب الرشاد للأعصاب
تتعدّد الفوائد لحب الرشاد وتتنوع خصائصها وتأثيراتها، لكن حتّى الآن لا توجد أبحاثٌ كثيرةُ حول فوائد حب الرشاد للأعصاب. في المقابل، يوجد عددٌ جيدٌ من الفوائد العامة التي من شأنها أن تكون بمثابة فوائد للأعصاب وداعمة لعمل الجهاز العصبي بصورةٍ عامةٍ. حيث تحتوي بذور الرشاد على كمياتٍ كبيرةٍ من الستيرولات النباتية، وهي مركباتٌ مضادةٌ للأكسدة ومضادةٌ للالتهابات. كما أنّ حب الرشاد يحوي على مركبٍ فينوليٍّ يُساعد في الوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية والسرطان والأكسدة ويساعد في تأخير الشيخوخة.
وتشتمل المغذيات الكبيرة الرئيسية في بذور حب الرشاد على 33% إلى 54% كربوهيدرات و22% إلى 25% بروتين و14% إلى 27% دهون و8% ألياف خام؛ ممّا يجعلها مصدرًا غنيًا للسعرات الحرارية والدهون التي تكون من فوائد حب الرشاد للأعصاب.
كما توجد كميةٌ جيدةٌ من الأحماض الدهنية الأساسية التي تشمل على حمض اللينوليك،وحمض الأراكيد وحمض ألفا لينولينيك، والتي تعمل جميعها كمعززاتٍ وداعماتٍ للذاكرة. أمّا الأحماض الدهنية الثانوية الموجودة في الزيت المستخرج من حب الرشاد فهي حمض النيرفونيك المفيد للأعصاب (5.40%) والحموض الأراكيدية (3.20%) والحمض الدهني (3.20%) وأحماض إيكوزينية (3.30%).
كذلك يُعد محتوى حب الرشاد مرتفعًا في فيتامين K وفيتامين C وفيتامين B2 وفيتامين B6، والمنغنيز والحديد والبوتاسيوم والفولات. وتغطي نسبة فيتامين K الموجودة في حب الرشاد الحاجة اليومية منه حيث تكون أعلى بنسبة 438 % مقارنةً بالرمان. إضافةً إلى ذلك، يكون حب الرشاد أغنى بحوالي 7 مراتٍ بفيتامين C من الرمان. كما يساعد فيتامين B2 (ريبوفلافين) الموجود بكميةٍ وافرةٍ في حب الرشاد في التخفيف من أعراض الأمراض والاعتلالات العصبية المختلفة مثل الزهايمر والتصلب المتعدد والصرع والقلق.
فوائد حب الرشاد قبل النوم
بالنسبة لفوائد حب الرشاد قبل النوم، فهي تشمل جميع الخواص التي تتجلّى في القدرة على توفير العناصر الغذائية الدقيقة الأساسية الضرورية للحفاظ على الصحة العامة. حيث يشمل حب الرشاد أنواعًا مختلفةً من الفيتامينات بما في ذلك الريبوفلافين (0.61 مجم/100 جم) والثيامين (0.59 مجم/100 جم) والنياسين (14.3 مجم/100 جم). وبالنسبة لمحتوى حب الرشاد من العناصر المعدنية فقد تختلف بين الأنواع، إلّا أنّ البوتاسيوم يعدّ أهم المعادن في حب الرشاد، يليه الكالسيوم والفوسفور والمغنيسيوم، بينما يُشكّل الزنك والمنغنيز أدنى القيم. كما يحوي حب الرشاد على كميةٍ معتدلةٍ من الستيرولات النباتية، وبشكلٍ رئيسيٍّ الكامبستيرول والسيتوستيرول والأفيناستيرول. ومن المعروف أن الرشاد يحتوي على كميةٍ جيدةٍ من التوكوفيرول وخصوصًا مركب بيتا توكوفيرول.
كذلك تعدّ بذور الرشاد غنيةً بالحمض الأميني لايسين (7-8 جم/100 جم من البروتين)، لكنها تحوي على كميةٍ قليلةٍ من الميثيونين (0.99-1.85 جم/100 جم) والسيستين (0.78-1.23 جم/100 جم) وكميةٍ قليلةٍ من التربتوفان (حوالي 1.2 جم/100 جم) الذي يعمل مع اللايسين كمساعدات على النوم، وهذا من أهم فوائد حب الرشاد قبل النوم.
فوائد حب الرشاد للرجال
توجد العديد من فوائد حب الرشاد للرجال؛ فهو يُساعد على حماية الشرايين من زيادة مستوى الكوليسترول لأنّ البذور تكون غنيةً بفيتامين C. وأيضًا يحافظ حب الرشاد على إنتاج الكولاجين، والذي هو نوعٌ من البروتين الذي يكون مسؤولًا عن مرونة جدران الشرايين، وأيضًا لاحتوائه كمية وافرة من الفيتامين K الذي يُساعد في منع ترسب الكالسيوم في الشرايين وصمامات القلب. إضافةً إلى ذلك، يُساعد حب الرشاد في علاج ارتفاع ضغط الدم، فبذوره معروفةٌ بخصائصها الخافضة للضغط؛ كما أنّ لها خاصيةً مدرةً للبول تساعد في تقليل الضغط.
كذلك تم التأكّد من امتلاك حبّ الرشاد لخصائص تنقية الدم والخصائص المضادات للأكسدة، نتيجة احتوائها على المركبات الفينولية المختلفة وخصوصًا التوكوفيرولات، إضافةً إلى احتوائها على الفيتامين E، وبالتالي يمكن أن يُساعد استهلاكه المنتظم بشكلٍ كبيرٍ في تعزيز مناعة الفرد ووقايته من سلسلةٍ كاملةٍ من الأمراض. وهو يعمل كمنشطٍ عام ويمكن أن يُساعد أيضًا في زيادة الرغبة الجنسية بشكلٍ طبيعيٍّ، وهذا من أهم فوائد حب الرشاد للرجل، ففي إيران والمغرب، يُستخدم حب الرشاد كمنشطٍ جنسيٍّ.
ويساعد الاستهلاك المنتظم لحب الرشاد في زيادة كتلة الجسم النحيل، بسبب وجود كميةٍ غنيةٍ ومناسبةٍ من البروتين والحديد (100 مجم/100 جم)، مما يساعد في النهاية في الوقاية من حالات فقر الدم الخفيفة وتقوية الشعر. أمّا بالنسبة لأوراق الرشاد، فهي مدراتٌ للبول ومنشطاتٌ خفيفةٌ وذات قيمةٍ في التخفيف من آلام الكبد ومرض الإسقربوط.
فوائد حب الرشاد للنساء
تتنوّع فوائد حب الرشاد للنساء، فهي تمتلك خواص عديدة تساعد المرأة في تحفيز وتسهيل الولادة في الأشهر الأخيرة من الحمل وبعد الولادة. ولكن إذا تم تناول حب الرشاد في المراحل المبكرة من الحمل كما هو الحال في الربع الأول، فإنّه يؤدي إلى الإجهاض التلقائي. كذلك فإنَّ حب الرشاد يزيد من الرغبة الجنسية لكلٍّ من الرجال والنساء. كما أنّه يساعد في تحسين الرغبة الجنسية للأمهات الجدد.
ويوفّر حب الرشاد الفيتامينات والمعادن الأساسية لحليب الثدي ونمو أنسجة الثدي، كما أنّه يساعد في تحفيز هرمون البرولاكتين، وهو الهرمون الرئيسي الذي يُحفز إنتاج الحليب. علاوةً على ذلك، يساعد حب الرشاد في تحفيز منعكس إنزال الحليب، والذي يسبب تدفق حليب الثدي. لكن رغم ذلك، هناك حاجةٌ إلى مزيدٍ من البحث. وإذا كانت الأم مُرضعةً، فعليها التأكُّد من اتباع نظامٍ غذائيٍّ متوازنٍ يشمل البروتين ومنتجات الألبان والحبوب الكاملة والفواكه والخضروات، والتي يمكن أن يكون حب الرشاد جزءًا منها.
وتُعدّ قدرة حب الرشاد على تنظيم الدورة الشهرية للمرأة إحدى فوائد حب الرشاد للنساء، فبذور الرشاد هي طريقةٌ طبيعيةٌ لانتظام الدورة الشهرية غير المنتظمة، حيث تتشابه المواد الكيميائية النباتية الموجودة في بذور الرشاد مع هرمون الأستروجين الذي يساعد في تنظيم الدورة الشهرية.
فوائد حب الرشاد مع الحليب
من فوائد حب الرشاد مع الحليب عند المرأة المرضع هو أنّه يُعزّز إنتاج حليب الثدي، حيث يتم تدعيم الحليب بكمياتٍ عاليةٍ من البروتين والحديد، فبذور الرشاد مفيدة للنساء المرضعات لأنّها تُعزز إفراز الحليب من الغدد الثديية. ومن ثمّ، يتم تشجيع الأمهات المرضعات على تضمين الأطعمة التي تحتوي على بذور حب الرشاد لتعزيز إنتاج الحليب.
ويمكن استخدام حب الرشاد مع الحليب كمشروبٍ صحيٍّ وكأساسٍ له، حيث تم إجراء محاولةٍ بإضافة 5% سكر (وزن/حجم) في الحليب منزوع الدسم مع 1% دهون وكمياتٍ مختلفةٍ من بذور حب الرشاد المغسولة والمغلية والمسحوقة مع ملح الصوديوم لكاربوكسي ميثيل السليلوز كعاملٍ معلقٍ، وقد تم العثور على المشروب الأكثر ملاءمةً، مع قبولٍ عامٍّ للمستهلكين قدره وهو المشروب الذي يحوي على 3% من مسحوق البذور.
ومن المعروف أنّ البذور الكاملة الصالحة للأكل لها خصائصٌ معززةٌ للصحة؛ وبالتالي نظرًا لأنّ حب الرشاد غنيٌّ بالبروتينات والكربوهيدرات وبعض المعادن الأساسية مثل الكالسيوم والحديد والفوسفور إلى جانب الألياف الغذائية الخام (7.6%)، فإنّه يمكن استخدامه كمشروبٍ صحيٍّ مع الحليب كأساسٍ له، وهذه أهمّ فوائد حب الرشاد مع الحليب.
كذلك فإنّ مشروب بذور الرشاد تعدّ نوعًا من الأطعمة الوظيفية المُدعمة اللازمة أساسًا لنمو الأطفال وكبار السن والمعاقين، وكذلك بعض مرضى النقاهة. ومن فوائد حب الرشاد مع الحليب أنّه يُعزز الخصائص الغذائية للحليب، ويوفر أيضًا العامل الأساسي الذي يحتاجه هؤلاء الأشخاص.
هل فوائد حب الرشاد مثبتة علميًا؟
في الختام يمكن الإجابة عن التساؤل المطروح والذي هو هل فوائد حب الرشاد مثبتة علميًا، بأنّه نعم، يوجد كثيرٌ من الفوائد المُثبتة علميًا لحب الرشاد. فهو يساعد في تخثّر الدم لاحتوائه على فيتامين K وكذلك مضاداتٌ طبيعيةٌ للأكسدة، فضلًا عن غناه بالبروتينات والكربوهيدرات وبعض المعادن الأساسية مثل الكالسيوم والحديد والفوسفور، جنبًا إلى جنب مع الألياف الغذائية الخام.
لذلك فإنّ حب الرشاد يُلبّي بشكلٍ أساسيٍّ احتياجات الأطفال المسنين والرضع وكذلك بعض مرضى النقاهة، كما يُعزز حب الرشاد الخصائص الغذائية للحليب ويوفر جميع العوامل الأساسية التي يحتاجها هؤلاء الأشخاص، ويدعم نمو العضلات الخالية من الدهون لدى الأشخاص الذين يمارسون التمارين الرياضية بانتظام، لدعم الأنشطة المناسبة لنظام التمثيل الغذائي الصحي في الجسم.
وفي النهاية، يمكن القول أنّ حب الرشاد هو مصدر قوةٍ للفيتامينات والمعادن والعناصر الغذائية الدقيقة الأخرى التي لديها القدرة على مكافحة فقر الدم وسوء التغذية ونقص المغذيات الدقيقة الأخرى.
اقرأ/ي أيضًا:
هل يمكن علاج الإسهال بالأعشاب؟
