تحقيق مسبار
تشتهر البلدان المُطلّة على البحر الأبيض المتوسط بكثرة ورق الغار، والذي يتميّز بلونه الأخضر، وخصائصه المختلفة التي جعلت منه عُشبة شائعة الاستخدام، وهذا المقال يُسلط الضوء على ورق الغار من حيث فوائده واستخداماته الشائعة، والأضرار والآثار الجانبية المحتملة له.
ما هو ورق الغار؟
ورق الغار هو نوع من النباتات العُشبية التي تُستخدم عادةً في الطهي، بالإضافة لتصنيع بعض أنواع الأدوية من الأوراق والزيت الذي تحتويه. ومنذ القِدم اشتُهر ورق الغار في علاج العديد من الحالات الصحية المختلفة، على الرغم من عدم وجود دليل علمي جيد يدعم ويؤكد فعاليته، ومع ذلك فإنه يُعد آمنًا للاستخدام في حال تناول الورقة بأكملها عن طريق الفم.
فوائد ورق الغار
كما أُسلف الذكر؛ هناك العديد من الاستخدامات والفوائد الشائعة لورق الغار، على الرغم من عدم وجود دليل علمي يدعم فعاليته، وفيما يلي توضيحًا لأبرز الفوائد المحتملة والشائعة لورق الغار:
- يُسيطر على مستويات السكر في الدم: تُظهر بعض الأبحاث العلمية أن تناول ورق الغار المطحون مرتين يوميًا إلى جانب الأدوية المخصصة لمرضى السكري يُمكن أن يُقلل مستويات السكر في الدم قبل الوجبة.
- يُحسّن مستويات الكوليسترول في الدم: يُمكن لورق الغار أن يُحسن من مستويات الكوليسترول ودهون الدم غير الطبيعية؛ إذ تُظهر بعض الأبحاث العلمية أن شرب الشاي المصنوع من ورق الغار كل يوم لمدة 10 أيام قد يزيد قليلًا من مستويات الكوليسترول الجيد أو ما يُسمى البروتين الدهني عالي الكثافة (HDL)، إلّا أنه من غير الواضح ما إذا كان بإمكانه تحسين مستويات الدهون الأخرى.
- يُحسّن الهضم: يُمكن أن يكون لورق الغار تأثير قوي في الجهاز الهضمي من خلال منع تلف المعدة وتعزيز التبول، ما يُساعد على إطلاق السموم في الجسم وتحسين صحة الكلى. بالإضافة لذلك، يُمكن للمركبات العضوية الفعّالة الموجودة في ورق الغار أن تُساعد على علاج اضطرابات المعدة، وتهدئة متلازمة القولون العصبي، وفي بعض الأحيان تسهيل هضم الطعام.
- يُعالج أمراض الجهاز التنفسي: نظرًا لاحتواء ورق الغار على زيت عطري، فإنه يُمكن استخدامه لتخفيف أمراض الجهاز التنفسي المختلفة.
- يُحارب الالتهابات الفطرية: تُشير بعض الدراسات إلى قُدرة ورق الغار على محاربة الفطريات بسبب خصائصه المضادة للفطريات، ويُمكن لهذه الخصائص جنبًا إلى جنب مع محتواها من فيتامين ج حماية الجلد من أي نوع من العدوى والتهيّج.
- يُساعد على تقليل التوتر والقلق: يعمل اللينالول المتواجد في ورق الغار على تقليل مستوى التوتر والقلق في الجسم، كما يمتلك خصائص مهدئة طبيعية يُمكن أن تُساعد على الهدوء، وتقليل فرصة الإصابة بالاكتئاب.
- قد يُساعد على محاربة السرطان: تُشير بعض الدراسات إلى أن ورق الغار قد يُساعد على منع نمو خلايا سرطان الثدي والقولون والمستقيم، ومع ذلك فإن هذه النتائج أولية وبعض الأبحاث تحتاج لمزيد من الدراسة.
- يُعالج جروح الجلد: أوضحت دراسة علمية قُدرة ورق الغار على تقليل الالتهاب في منطقة الجرح، والمساعدة على التئام الجروح وعلاجها.
- قد يُعالج حصوات الكلى: أشارت دراسة أُجريت عام 2014 أن ورق الغار إلى جانب 8 أعشاب طبية تقليدية أخرى تمكنّت من منع حصوات الكلى عن طريق تقليل كمية إنزيم اليورياز في الجسم؛ وهو إنزيم يُمكن أن يُسبب وجوده بكميات غير طبيعية العديد من اضطرابات المعدة بما في ذلك حصوات الكلى.
- قد يُحسّن مشاكل الذاكرة: أوضحت دراسة أجريت عام 2021 على الفئران أن تعريضهم لدخان ورق الغار 5 دقائق يوميًا لمدة 22 يومًا ساهم في تحسين الذاكرة والتدهور المعرفي، ومع ذلك لا يزال هناك حاجة لتأكيد الدراسة على البشر.
- قد يُحافظ على صحة القلب: يُمكن أن يكون ورق الغار مفيدًا لصحة القلب بسبب احتوائه على الروتين وحمض الكافيين، والذين يمتلكان خصائص تُقوي جدران الأوعية الدموية للقلب، وتُساعد على خفض مستويات الكوليسترول الضار.
- يُساعد على تخفيف مشاكل تقلصات الدورة الشهرية: يُمكن أن يُساعد تناول ورق الغار عن طريق الفم على تحفيز الحيض المنتظم والطبيعي، كما يُستخدم كعلاج للإفرازات المهبلية.
- يُساعد على تحفيز النوم: يُمكن أن يُساعد استهلاك ورق الغار في وقت النوم على تحفيز النوم السليم.
- يُعالج مشاكل الشعر: تعمل الخصائص العلاجية في ورق الغار والزيت المُستخلص منه على تحفيز نمو الشعر، ومحاربة تساقط الشعر، والتخلّص من قشرة الرأس.
ورق الغار للتنحيف
إلى جانب الفوائد والاستخدامات العلاجية والجمالية السابقة لورق الغار، يُمكن أن يُساعد تناوله على التنحيف والحصول على جسم رشيق ووزن مثالي، ويعود ذلك للأسباب التالية:
- احتوائه على كميات عالية من الألياف: ورق الغار هو مصدر مثالي للألياف التي تُساعد على الشعور بالشبع، وتحسين حركات الأمعاء، ما يُقلل من استهلاك الطعام، ويُحافظ على وزن الجسم صحي.
- يُحسن وظائف الجهاز الهضمي وصحة الأمعاء: تُساعد الألياف الموجودة في ورق الغار على تحسين حركة الأمعاء والهضم بشكلٍ أفضل، ويُعد الهضم السليم أمرًا ضروريًا لفقدان الوزن كونه يُساعد على امتصاص العناصر الغذائية بشكلٍ أكبر، ما يُقلل من فرصة زيادة الوزن، بالإضافة لذلك يلعب المحتوى العالي من الكالسيوم في ورق الغار دورًا مهمًا في حرق الدهون وإنقاص الوزن.
- يُحسّن عملية التمثيل الغذائي: يُعد التمثيل الغذائي الجيد الذي يحرق السعرات الحرارية المستهلكة يوميًا أمرًا ضروريًا لإنقاص الوزن، وبناءً عليه فإن ورق الغار هو خيار مناسب لتحسين التمثيل الغذائي والمساعدة على حرق السعرات الحرارية وفقدان الوزن بشكلٍ أسرع.
أضرار ورق الغار
يُعد ورق الغار والزيت المُستخلص منه آمنًا تمامًا لمعظم الناس ضمن كميات الطعام، بينما يُعد ورق الغار المطحون آمنًا بعض الشيء عندما يؤخذ عن طريق الفم بكميات طبية وعلى المدى القصير، وفيما يلي بعض الأضرار والآثار الجانبية المحتملة لورق الغار:
- في حال استُخدم ورق الغار بأكمله في الطهي فيجب التأكد من إزالته قبل تناول الطعام؛ إذ إن تناول الورقة الكاملة السليمة عن طريق الفم لا يُعد آمنًا كليًا، ويعود السبب في ذلك لعدم القدرة على هضم الورقة، ما يُسبب بقائها كما هي أثناء مرورها عبر الجهاز الهضمي، ويزيد ذلك من فرصة استقرارها في الحلق أو اختراقها لبطانة الأمعاء.
- قد يتداخل ورق الغار مع التحكم في نسبة السكر في الدم، ما يستدعي الأمر مراقبة نسبة السكر في الدم عن كثب إذا كان الشخص مصابًا بمرض السكري ويستخدم ورق الغار كدواء.
- قد يُبطء ورق الغار من عمل الجهاز العصبي المركزي (CNS) خاصةً عند دمجه مع التخدير والأدوية الأخرى المستخدمة أثناء الجراحة وبعدها، لذا يجب التوقف عن استخدامه كدواء قبل أسبوعين على الأقل من موعد الجراحة.
