تحقيق مسبار
يستخدم عدد كبير من الأشخاص حول العالم زيت اللوز من خلال تناوله أو تطبيقه خارجيًا على الجلد أو مواضع الألم، ولكن يبقى السؤال هل فوائد زيت اللوز مثبتة علميًا؟
تجيب المقالة التالية على هذا السؤال، وتوضح ماهية زيت اللوز، وتُقدّم الفرق بين زيت اللوز المر والحلو، بالإضافة إلى فوائد زيت اللوز المر.
زيت اللوز
يتم الحصول على زيت اللوز سواء المر أو الحلو من شجرة اللوز، بحسب نوع الشجرة المُنتِجة له، ويُذكر أنّ ما يقارب نصف وزن اللوز المجفف زيت. وتتم عملية عصر اللوز الناضج على درجات حرارة منخفضة قدر الإمكان للحصول على زيت اللوز، ويكون ذا نسب مرتفعة من العناصر الغذائية والنكهة الطبيعية. بينما يتم الحصول على زيت اللوز المُكرر على درجات حرارة عالية، وبإضافة بعض المواد الكيميائية في بعض الأحيان، وهذا ما يجعله أقل احتواء للعناصر الغذائية.
هل فوائد زيت اللوز مثبتة علميًا؟
على الرغم من استخدام الكثيرين لزيت اللوز من خلال تطبيقه على الجلد بهدف علاج بعض المشكلات الجلدية وغيرها، إلا أن فوائد زيت اللوز غير مثبتة علميًا، ولا يوجد معلومات طبية أو علمية كافية تدعم في هذا النطاق. ويجدر القول أنه تم استخدام زيت اللوز منذ القدم في الطب التكميلي لخصائصه المضادة للالتهابات، وقدرته على تعزيز المناعة وتقليل أعراض القولون العصبي. ولقد ثبت قدرته على رفع مستويات الكولسترول الجيد، وتقليل البروتينات الدهنية منخفضة الكثافة.
أما عن زيت اللوز المُر بشكل خاص، قد يكون استخدامه خطيرًا لاحتوائه على مادة سيانيد الهيدروجين (HCN)، التي تعتبر مادة سامة وخطيرة ولها آثار على الجسم، مثل تباطؤ الجهاز العصبي ومواجهة صعوبات في التنفس، واحتمالية التعرض لخطر الموت. ونظرًا لعدم ثبوتية فوائد زيت اللوز علميًا، هناك أشخاص معّينين يتحتّم عليهم تجنب تناول اللوز المر تحديدًا عن طريق الفم، إلى جانب الامتناع عن تطبيقه على الجسم منعًا من حدوث أي مخاطر، وهم:
- النساء المُرضعات والحوامل.
- الأشخاص المُقبِلين على إجراء عملية جراحية، كون زيت اللوز يُبطِئ من عمل الجهاز العصبي، وهذا الدور الذي يقوم به التخدير وبعض الأدوية خلال العمليات الجراحية، وبالتالي يُعرِّض المريض لخطر التباطؤ المبالغ فيه للجهاز العصبي، لذلك يُفضَّل الامتناع عن استخدام اللوز المر وزيوته لمدة أسبوعين من إجراء العملية الجراحية.
- الرُضَّع والأطفال وكبار السن.
- الأشخاص المصابون بأمراض خطيرة.
فوائد زيت اللوز المر
تتمحور فوائد زيت اللوز المُر بما يحتويه من مكونات، إذ يحتوي ما يقارب 50% من الزيت المُستخرج من اللوز المر على 3 مكونات رئيسية، هي البنزألدهيد وأميغدالين الغليكوزيد ووسيانيد الهيدروجين. بينما يحتوي الجزء الآخر على دهون أحادية غير مشبعة كتلك الموجودة في زيت اللون الحلو. وهذا يعني بأن زيت اللوز المر غير مفيد بالشكل الذي يجعله غذاءً آمنًا أو صحيًا، خاصة وأن المكونات الثلاثة المذكورة أعلاه سامة.
ويمكن الاطلّاع أدناه على مجموعة لأهم المعتقدات التي تم توارثها عن فوائد زيت اللوز المر، التي اعتمد عليها الأشخاص منذ القدم، وتم تصديرها للأجيال فيما بعد:
- يُستخدم زي اللوز المر في منع نمو الفطريات، إذ اعتمدت الحضارات القديمة على استعمال العناصر الطبيعية المرة مثل الكينين كخافضات للحرارة، كونها تحتوي على مركبات قلوية تمنع من تفاقم الالتهابات البكتيرية أو الفيروسات. ولقد تم استخدام زيت اللوز المر بجرعات قليلة جدًا للقضاء على الحمى المزمنة، ولكن هذا لا ينفي احتمالية وجود آثار سامة على جسم المريض في حين تم تناولها بجرعات كبيرة.
- استُخدم زيت اللوز المر في قتل الديدان المعوية لمذاقه المر والحاد ولكن بكميات منخفضة جدًا، إذ لا يمكن نفي سُمِّية زيت اللوز المر خاصة بكميات كبيرة.
- تم استعمال زيت اللوز ضد التشنجات، إذ يقال أن له خصائص مضادة للتشنج.
- يعتقد البعض أن لزيت اللوز المر القدرة على العمل كمهدئ للأعصاب، من خلال تطبيقه خارجيًا بهدف التخدير الموضعي، وقد يكون قاتلًا فيما لو تم ابتلاعه بهدف التخدير الكلي بكميات كبيرة.
- لا يمكن هضم زيت اللوز المر لطبيعته السامة، وبالتالي فهو يتسبب بحركات فضفاضة وتقيؤ، لذلك تم استخدامه ومازال كمُسهِّل ولكن بجرعات خفيفة جدًا.
- يُحفِّز زيت اللوز المر الجسم على التبول، لأن الجسم بطبيعته يتخلص من المواد السامة بشكل أسرع عن طريق العرق أو البول، فمن خلال تناول كمية صغيرة جدًا منه يزيد من التبوُّل.
- يمكن خلط كميات صغيرة من زيت اللوز المر مع الماء وتطبيقه على الشعر للتخلص من العدوى والجراثيم والحشرات.
زيت اللوز المر للجسم
يتبيّن مما سبق أن مجموعة الدراسات العلمية في الفوائد التي يقدمها زيت اللوز المر للجسم ما زالت نادرة، كما وإن استخدامه قد يشكل خطرًا على الصحة لاحتوائه على عناصر سامة. ولكن هناك دراسة نُشرت عام 2012 أظهرت قدرة استخدام زيت اللوز المر مع التدليك على التقليل من علامات التمدد في الجسم، فيما أن تطبيقه دون عملية التدليك لا يُقدم نتيجة. وتبقى الدراسات في هذا المجال قليلة وبحاجة لمزيد من البحث والعمل.
فوائد زيت اللوز المر للوجه
لا يمكن التعامل مع زيت اللوز المر كمُنتَج آمن، وبالتالي فإن استعماله للوجه أو البشرة قد يشكل خطرًا على الصحة خاصة لو تم استخدامه بجرعات عالية.
فوائد زيت اللوز الحلو للوجه
هناك مجموعة من الفوائد التي يقدمها زيت اللوز الحلو للوجه كونه صحيًا وآمنًا ولا يحتوي على مواد سامة، وتكمن أهم هذه الفوائد فيما يلي:
- يحتوي زيت اللوز الحلو على فيتامين أ، وهو قادر على تحفيز إنتاج الجلد للخلايا، وتنعيم خطوط البشرة كتلك الموجودة في الوجه.
- يعتبر زيت اللوز الحلو مضادًا للالتهابات، وبالتالي فهو قادر على تخفيف تورمات الجلد، ويقلل من انتفاخ العينين ومن الهالات السوداء.
- يعمل زيت اللوز الحلو كمرطب، وهذا يجعله مُحسِّنًا للبشرة ولونها.
- يُخفِّف زيت اللوز الحلو من جفاف البشرة ويعالجها ويزيد من ترطيبها.
- يُساهم زيت اللوز الحلو في التقليل من حب الشباب، لاحتوائه على أحماض دهنية قادرة على تذويب الزيوت الزائدة الموجودة على الجلد.
- يساعد على إخفاء الندوب.
- يمكن استخدام زيت اللوز الحلو كمُزيل للمساحيق التجميلية عن الوجه، من خلال وضع القليل منه على أطراف الأصابع وتطبيقه على المناطق المراد إزالة المكياج منها، ومن ثم إزالة الزيت من خلال قطنة أو الماء مع ضرورة غسل الوجه في النهاية.
الفرق بين زيت اللوز المر والحلو
هناك فروق ما بين زيت اللوز المر والحلو، وأهمها:
- يُستخدم زيت اللوز المر في صنع المستخلصات المُنكِّهة للأطعمة، والمشروبات الكحولية بضرورة التخلص من حمض البروسيك الموجود فيه أولًا. بينما زيت اللوز الحلو فهو زيت اللوز الشائع، والذي له استخدامات وفوائد صحية عدة.
- يتم الحصول على كلا الزيتين من نوعين من اللوز وكلاهما ذي تركيبات كيميائية متماثلة تقريبًا، إذ يحتوي كل منهما بالأصل على 35 وحتى 55 من الزيت غير الطيَّار أو الثابت.
- يُعتبر زيت اللوز المر غير آمن لاحتوائه على مواد كيميائية سامة، بينما يُعد اللوز الحلو أحد أنواع اللوز الآمنة كونه لا يحتوي على مواد كيميائية سامة.
- لزيت اللوز المر فوائد واستخدامات تختلف عن تلك التي يقدمها زيت اللوز الحلو.
- يتم الحصول على الأول من أشجار معينة من شجر اللوز دون الحاجة لتنقيتها، بينما الثاني يُصنع من أنواع متنوعة من اللوز، ويتم تنقيته لإزالة السموم التي تتواجد على قشوره.
- يصعب التفريق بين اللوز المر واللوز الحلو من خلال الشكل، إلا أن اللوز المر يتميز بأنه أقصر وأعرض نسبيًا عن اللوز الحلو.
اقرأ/ي أيضًا:
هل فوائد حليب اللوز مثبتة علميًا؟
هل كمية البروتين في اللوز مرتفعة؟