تحقيق مسبار
استخدم الإنسان الصابون منذ القدم في الغسيل والاستحمام، وقد كان الصابون يصنع من المنتجات الطبيعية آنذاك، واستمرت صناعته التقليدية حتى يومنا هذا في البلدان العربية وخصوصًا المغرب وسورية، حيث يُطلق على الصابون المصنوع من زيت الزيتون والغار اسم صابون الغار في سورية، بينما يسمى الصابون المغربي الأسود أو الصابون البلدي في المغرب، والذي يمتلك قوامًا طريًّا ولزجًا، ويكون أسود اللون نتيجة الإضافات التي تُكسبه ذلك اللون الداكن. وفي هذا الخصوص قد يتبادر إلى أذهان الكثيرين ممّن يبحثون عن استخدام المنتجات الطبيعية تساؤلاتٌ عن طريقة استخدام الصابون المغربي وفوائده ومكوناته وهل فوائد الصابون المغربي مثبتة علميًا؟
لذلك سيتم في هذا المقال التعرف على طريقة استخدام الصابون المغربي وفوائده ومكوناته.
مكونات الصابون المغربي
لا بدّ لنا من التعرُّف على مكونات الصابون المغربي حتى نعرف فوائده المختلفة وطريقة استخدامه. وغالبًا ما يكون الصابون المغربي في معظم أنواعه مصنوعٌ من منتجاتٍ طبيعيةٍ حسب المعلومات التي توفّرها الشركات المصنّعة المختلفة، وتشمل مكونات الصابون المغربي:
- الماء
- زيت الزيتون
- هيدروكسيد البوتاسيوم
- زيت الأرغان
- عجينة الزيتون المجفف الذي يكسبه اللون الداكن، ويكون بذلك غنيًّا بالفيتامينات مثل فيتامين هـ.
وقد تشمل مكونات الصابون المغربي أيضًا على الزيوت العطرية الطبيعية المُضافة له مثل زيت الأوكاليبتوس أو اللافندر أو غيرها التي تستخدم لتعزيز الاسترخاء. كما أنَّ بعض أنواع الصابون العضوية المغربية قد تحوي على دقيق الشوفان أو الصبار أو زبدة الشيا.
وبشكلٍ عام يكون الصابون المغربي خاليًا من البارابين والزيوت المعدنية والسيليكون والعطور الصناعية والمواد المضافة والكحول. كما أنّ اللون قد يختلف بين البني الداكن مثل الشوكولاتة إلى الأخضر الزيتوني التقليدي اللامع.
أنواع الصابون المغربي
تختلف أنواع الصابون المغربي باختلاف المواد الداخلة في تصنيعه، فقد يستخدم فيه زيت الزيتون وزيت الأوكاليبتوس، أو قد يستخدم فيه عجينة الزيتون الأسود المجفف، وبذلك يسمى الصابون المغربي الأسود، والذي هو الأكثر شهرةً عالميًا. والصابون المغربي هو منتجٌ يتم تصنيعه من الأحماض الدهنية الطبيعية المستخلصة من زيت الزيتون بصورةٍ أساسيةٍ، إضافةً إلى باقي المكونات الطبيعية كالزيوت العطرية وغيرها.
وبالنسبة لأنواع الصابون المغربي، هناك عدة أصنافٍ تجاريّةٍ لشركاتٍ مصنعةٍ ومشهورةٍ عالميًا، ومنها على سبيل المثال لا الحصر:
- صابون الطاووس.
- صابون العشيرة.
- الصابون المغربي زين.
- غسول الشرفاء الأخضر·
- صابون مغربي العرايس.
- صابونة كنوز المغربية.
- الصابون المغربي وادي النحل.
- صابون الكركم المغربي.
- الصابونة المغربية نفرتاري.
- صابونة النيلة الزرقاء.
- صابون موروكان اويل
- صابون العكر الفاسي.
- الصابون المغربي الأسود الممزوج بورد الأوتو وزيت الأرغان.
هل فوائد الصابون المغربي مثبتة علميًا؟
في الحقيقة لا توجد دراساتٌ علميةٌ تؤكّد أو تنفي فوائد الصابون المغربي، لذلك لا يمكن الحكم بشكلٍ نهائيٍّ على أنَّ فوائد الصابون المغربي مثبتة علميًا. لكن توجد عدة دراساتٍ وأبحاثٍ على المواد الداخلة في تركيب الصابون المغربي، وبالتالي يمكن القول أنّ الصابون المغربي يتصف بفوائد تلك المواد الداخلة في تركيبته.
فوائد الصابون المغربي
تتباين فوائد الصابون المغربي باختلاف أنواعه، ولكنّه بشكلٍ عام يكون مفيدًا للجلد والبشرة وخصوصًا بشرة الوجه. حيث أنَّ المكونات الداخلة في تركيبته تتميّز كلٌّ منها بفوائدٍ وخصائصٍ مميّزةٍ. وفيما يأتي المواد الداخلة في تركيب الصابون المغربي وفوائد كلٍّ منها:
- يعد زيت الزيتون المكون الأساسي في الصابون المغربي، وهو معروفٌ بخصائصه المضادة للأكسدة وكونه مطري ومغذي للبشرة وخصوصًا الجافة منها.
- يمتلك زيت الأرغان (Argan) المستخدم أيضًا في صناعة الصابون المغربي فوائد عديدة للبشرة، فهو يعدّ مضادًا للأكسدة ومطريًّا، حيث أنّه قد يحسن ترطيب البشرة عن طريق استعادة وظيفة الحاجز الواقي للبشرة والاحتفاظ بالرطوبة. إضافةً إلى الحفاظ على مرونة الجلد، فهو يمكنه أن يُحسّن مرونة الجلد، مما قد يساعد في تقليل ظهور علامات التمدد. كذلك فهو يمتلك خصائص التئام الجروح.
- يتميّز الزيت العطري للورد الدمشقي بخصائصٍ مضادةٍ للأكسدة، ويستخدم في الصابون كمعطّرٍ طبيعيٍّ ومضادٍ للميكروبات.
- يتميّز شمع النحل بأنّه مطري، ويستخدم في الصابون للتحكم في اللزوجة والاستحلاب والتعطير للصابون.
- للجليسرين أيضًا خصائص مرطبة ومطرّية للجلد، فهو يحافظ على دهون الجلد بين الخلايا الجلدية في حالةٍ صحيةٍ وسليمة، ويحمي الجلد من التهيج، ويساعد على استعادة الحاجز الواقي.
- هيدروكسيد البوتاسيوم مادةٌ قلويةٌ جدًا تساعد على ضبط درجة الحموضة في الصابون لتكون صحيحة تمامًا؛ وإتمام عملية التصبّن.
- زيت جوز الهند له خصائص مُطرّية ومعطرة. فمن الناحية الكيميائية، يحتوي زيت جوز الهند على صورةٍ فريدةٍ من الأحماض الدهنية؛ على عكس العديد من الزيوت النباتية التي تحوي في الغالب على أحماضٍ دهنيةٍ غير مشبعةٍ، بينما يكون زيت جوز الهند مشبعًا في الغالب.
من ناحيةٍ أخرى، أظهر تطبيق الزيوت الأساسية مع الصابون الأسود عند 60 جم/لتر تأثيرًا كبيرًا قاتلًا للحشرات ضد الحوريات وإناث الحشرات. لذلك قد يكون الصابون المغربي والزيوت الأساسية من بين العلاجات والمعاملات الأولى المستخدمة للسيطرة على الحشرات. حيث أنَّ الآليات الفتاكة والقاتلة التي تنطوي عليها استخدام الصابون هي إزالة الطبقة الشمعية للحشرات، والنفاذية لداخل أجسامها أو تخريب غشاء الخلية، وطرد المفصليات والإغراق.
وفي دراسةٍ أخرى أظهرت النتائج أنّ الاستخدام المزدوج للصابون المغربي الأسود عند تركيز 60 جم/لتر أو الاستخدام المشترك للصابون الأسود عند تركيز 200 جم/لتر مع مستخلص الفليفلة الحمراء، يشكّل بديلًا آمنًا للمبيدات الحشرية الكيميائية.
طريقة استخدام الصابون المغربي
تختلف طريقة استخدام الصابون المغربي باختلاف أنواعه والشركات المصنعة والغرض من الاستخدام، فهو يستخدم إمّا كحمامٍ للجسم أو لتقشير البشرة والجلد الميت، أو كقناعٍ للوجه من أجل تحسين نضارة البشرة واستعادة نضارتها.
كما يُستخدم في علاج العديد من الأمراض الجلدية مثل حب الشباب، البقع الداكنة، نتوءات الحلاقة، الأكزيما، خطوط التجاعيد والتمدّد. ويكون الاستخدام الأكثر شيوعًا للصابون المغربي هو للعناية الشاملة بالبشرة وجميع مناطق الجسم (الوجه والجسم).
وبالنسبة لطريقة استخدام الصابون المغربي الموصى بها من الشركات المصنعة، فهناك بعض الخطوات لتطبيقها، فبمجرد وضعه على البشرة، يقوم الصابون بتجهيزها ليتم تقشيرها وفركها بالقفاز، وبعدها يتم التخلّص من الجلد الميت بسهولةٍ. وينصح بتطبيقٍ ناعمٍ لتفادي أذية البشرة والعينين، ويتم ترك الصابون على الجلد لمدة 10 دقائقٍ ثم يتم غسله بالماء، ثم يتمّ استخدام القفاز لفرك الجلد الميت وتقشيره.
الصابون المغربي للتبييض
يستخدم الصابون المغربي للتبييض بصورةٍ شائعةٍ في المغرب، لكن لا توجد أبحاثٌ علميةٌ تدعم وجود خصائص الصابون المغربي للتبييض، لكن حسب الشركات المصنّعة للصابون المغربي، فإنّه يستخدم لتبييض البشرة بشكلٍ فعال.
ويعمل فيتامين هـ على تنظيف البشرة ويترك البشرة ناعمة الملمس. وبفضل هذا المحتوى المرتفع من فيتامين E في الصابون المغربي، فهو يساعد على تنشيط البشرة، ويعمل ضد الجفاف والجفاف وشيخوخة الجلد. إضافةً إلى امتلاك زيت الزيتون البكر الممتاز خصائصًا ضئيلةً فقط لتبييض وتفتيح البشرة، فهو لا يقلل من الميلانين أو يزيد من تقشير خلايا الجلد. ومع ذلك، قد يساعد في منع الضرر والتصبُّغ الناتج عن الشمس، كما قد يساعد أيضًا في تقليل احمرار والتهاب الجلد والتجاعيد.
كما أنّ الصابون المغربي يحتوي على زيت الأرغان الذي يمتلك خصائص ترطيبية للجلد، ومفيدٌ بصورةٍ خاصةٍ للبشرة مثل حمايتها من التلف الناجم عن أشعة الشمس. إضافةً لذلك، يفيد زيت الأرغان في علاج عددٍ من الأمراض الجلدية، حيث يحتوي على عددٍ كبيرٍ من الخصائص العلاجية، بما في ذلك الخصائص المضادة للأكسدة والمضادة للالتهابات. وكلاهما يساعد في تقليل الأعراض لعددٍ من الأمراض الجلدية الالتهابية المختلفة مثل الصدفية واحمرار الجلد.
لذلك يمكن القول أنّ استخدام الصابون المغربي للتبييض ينحصر ضمن تجربة المستخدمين فقط، وليس ضمن إطار الأبحاث العلمية، فلا توجد اختبارات لخصائص الصابون المغربي في تفتيح وتبييض البشرة، بل هناك تجاربٌ لمستخدمين يبلغون بفائدته وفعاليته في تفتيح وتبييض البشرة.
الصابون الأسود الأفريقي
استُخدم الصابون الأسود الأفريقي كعلاجٍ للبشرة الصحية في الثقافات الأفريقية القديمة، وحتى الآن ما يزال يستخدم بصورةٍ شائعةٍ عند الناس ويباع تجاريًا في جميع أنحاء العالم. ويعتمد تصنيع صناعة الصابون الأسود الأفريقي على أصله ومكان صنعه، وغالبًا ما يتمّ الخلط بين نوعي الصابون الأسود الأفريقي والمغربي، لكن في الحقيقة تختلف المكونات الداخلة في تركيبتيهما، ولذلك يختلف النوعان عن بعضهما.
ففي المغرب يوجد نوعٌ من الصابون البلدي يدعى الصابون المغربي الأسود، وهو صابونٌ قشتاليٌّ مصنوعٌ من زيت الزيتون ومعجون الزيتون وزيت الأرغان وهيدروكسيد البوتاسيوم، إضافةً إلى الزيوت العطرية المضافة مثل زيت اللافندر أو الأوكاليبتوس أو الغار، وهو شائعٌ ويكتسب شعبيةُ كبيرةً في المغرب وفي كثيرٍ من الدول العربية أيضًا. بينما يعود منشأ الصابون الأفريقي الأسود إلى شعب يوروبا في نيجيريا، الذين يطلقون عليها اسم دودو. ويختلف تركيب وقوام الصابون الأسود الأفريقي عن الصابون المغربي، حيث يتكون أساسًا من زيت النخيل ورماد قرون الكاكاو وزبدة الشيا، والمكونات الأخرى المنتجة بالطريقة التقليدية، حيث يكون خاليًا من المضافات الكيميائية والمعطرات وغيرها.
وبالنسبة للصابون الأسود الأفريقي، فهو يحظى بشعبيةٍ لخصائصه المطهرة والطبية. ويشير الصابون الأسود الأفريقي "التقليدي" إلى الصابون المصنوع من القلويات المشتقة من الرماد من المخلفات الزراعية (تشمل النفايات قشر حفنة النخيل، قشور الموز المحمصة، قرون الكاكاو، أوراق الموز، كوب الذرة، نفايات البنجر السكر، والخشب)، والزيوت المستخرجة من الخضار دون إضافة منتجاتٍ مُعززةٍ تجميليةٍ.
صناعة الصابون الأفريقي الأسود
توجد العديد من فوائد الصابون الأفريقي الأسود للبشرة والوجه، فقد تمّ صناعة الصابون الأفريقي الأسود في الأصل لتطهير وتنظيف الجلد الروتيني، ومع ذلك أصبح شائعًا لأغراضه الطبية، خصوصًا في الدول الأفريقية مثل نيجيريا وغانا، حيث يُعرف بأسماءٍ محلّيةٍ مختلفةٍ هناك.
وتشمل الزيوت الأساسية الشائعة المستخدمة في صناعة الصابون الأفريقي الأسود زيت النخيل الزيتي وزبدة الشيا، حيث يختلف اختيار الزيت اعتمادًا على منطقة الإنتاج والتوافر، وتكون هذه الزيوت كلها غنيةً بالأحماض الدهنية التي تساهم في فعالية الصابون. إضافةً إلى ذلك، تشمل الزيوت الأخرى التي يتم إضافتها عند صناعة الصابون الأفريقي الأسود زيت جوز الهند وزيت البارافين وزيت بذور القطن وزيت الزيتون.
فوائد الصابون الأفريقي الأسود
توجد العديد من الدراسات والأبحاث حول فوائد الصابون الأفريقي الأسود، حيث أنّه مصدرٌ طبيعيٌّ لفيتامين (أ) و (هـ) والحديد. وفيما يلي بعض فوائد الصابون الأفريقي الأسود المثبتة ضمن الأبحاث والدراسات العلمية:
- مضادٌ للجراثيم: تجعل الخصائص الطبيعية المضادة للبكتيريا من الصابون الأسود الأفريقي بديلًا ممتازًا للمنظفات التجارية العادية المُحمَّلة بالمواد الكيميائية.
- آمنٌ لجميع أنواع البشرة: إذا كانت البشرة جافة أو حساسة، فمن المحتمل أن تكون أنواع الصابون والمستحضرات المعطرة محظورة الاستخدام، لذلك يكون الصابون الأسود الأفريقي خالٍ من العطور بشكلٍ طبيعي.
- مرطب: تعمل زبدة الشيا التي تعد أحد مكونات هذا الصابون على تخفيف الحكة وتهدئة البشرة الجافة، وكذلك فإنّ الكاكاو وزيت جوز الهند الموجودان أيضًا في الصابون يُضيفان الرطوبة للبشرة.
- يساعد على تهدئة تهيُّج البشرة: قد يهدئ الصابون الأسود الأفريقي أيضًا الحكة والتهيج الناجمين عن الأكزيما أو التهاب الجلد التماسي أو الحساسية الجلدية. كما قد يساعد أيضًا في إزالة الطفح الجلدي المرتبط بالأكزيما والصدفية.
- مضادٌ للالتهابات: يكون الصابون الأسود غنيًّا بفيتامينات أ و هـ، وهذه الفيتامينات من مضادات الأكسدة التي تساعد في مكافحة الجذور الحرة والهجمات على أنسجة الجلد السليمة.
- يساعد في محاربة حب الشباب: قد يساعد الصابون الأسود أيضًا في محاربة حب الشباب. كما قد يساعد محتوى الشيا في الصابون في إصلاح الخلايا التالفة.
- قد يساعد في تقليل التجاعيد الدقيقة: قد تساعد زبدة الشيا وزيت جوز الهند في تقليل فقدان الكولاجين وتشجيع نمو وخلايا الجلد الجديدة.
- يساعد على تحسين ملمس البشرة: يعدّ الصابون الأسود الأفريقي مشبعًا بالمكونات الطبيعية، التي تجعل هذا المنتج أقل نعومةً بكثير من صابون الصيدلية العادي.
- مضادٌ للفطريات: تبيّن أنّ الصابون الأفريقي الأسود فعالٌ ضد سبعة أنواعٍ من الفطريات وهذا يشمل فطور المبيضات البيضاء الشائعة.
اقرأ\ي أيضًا:
هل يمكن صناعة الصابون الطبيعي في المنزل؟