تحقيق مسبار
يحتاج مرض الملاريا إلى الرعاية الطبية والعلاج في وقتٍ مبكرٍ حتى لا يُصاب المرء بأيّة مضاعفات أكثر خطورة، ويسلط هذا المقال الضوء على الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بهذا المرض، إلى جانب توضيح أبرز المضاعفات التي تنتج عنه، ويتطرق كذلك إلى بعض الأمراض التي لها أعراض مشابهة.
هل أسباب مرض الملاريا معروفة؟
ينتج مرض الملاريا عن انتقال طفيليات تُعرف باسم المُتَصَوِّرَة إلى جسم الإنسان، ويُمكن أن تنتقل هذه الطفيليات عن طريق لدغات البعوض أو ببعض الطرق الأخرى؛ مثل التبرع بالدم. هُناك 4 أنواع من المتصورات التي تتسبب بالملاريا للبشر؛ هي: المتصورة المنجلية والمتصورة النشيطة والمتصورة البيضوية والمتصورة الوبالية.
ماهو مرض الملاريا؟
يُمكن تعريف مرض الملاريا بأنه مرض ينتج عن دخول بعض أنواع المتصورة من الطفيليات إلى جسم الإنسان، ويؤدي إلى الشعور بالعديد من الأعراض إلى القشعريرة وارتفاع درجة حرارة الجسم. تصيب الملاريا قرابة 290 مليون شخص في العالم سنويًا، وتتسبب بموت 400 ألف نسمة، ولذلك ينبغي على المرء الاحتياط واتباع إرشادات الوقاية من هذا المرض عند التواجد داخل الأماكن التي ينتشر فيها.
هل توجد عوامل تزيد من خطورة الإصابة بالملاريا؟
هُناك العديد من العوامل التي تزيد من خطورة الإصابة بمرض الملاريا، ومنها ما يأتي:
- ضعف الجهاز المناعي: على الرغم من إمكانية الإصابة بالملاريا لجميع الأشخاص إلا أن فرصة ظهور الأعراض الشديدة لهذا المرض تزداد عند الأشخاص الذين لديهم جهاز مناعي ضعيف، ومنهم المصابون بفيروس نقص المناعة البشرية.
- الحمل: ترتفع خطورة الإصابة بمرض الملاريا عند النساء الحوامل، وربما يكون ذلك بسبب ضعف المناعة مما يؤدي إلى نشاط العدوى التي أُصيبت بها المرأة سابقًا أو زيادة حساسيتها للمرض إذا دخلت الطفيليات إلى جسمها أثناء الحمل.
- الولادة: يولد بعض الأطفال وهم مصابون بمرض الملاريا على الرغم من عدم تعرضهم إلى لدغات البعوض التي تعد من أسباب مرض الملاريا وانتقال المرض إلى الجسم، ويكون ذلك نتيجة عن انتقال العدوى من الأم إلى طفلها.
- نقل الدم: في بعض الأحيان تنتقل الملاريا من الشخص المصاب إلى شخص آخر عندما يتم التبرع بالدم، وذلك في الفترة التي يتعرض فيها المصاب إلى المرض وقبل ظهور الأعراض.
ما هي أعراض مرض الملاريا الشائعة؟
عادةً ما تبدأ أعراض مرض الملاريا بالظهور بين 10-28 يومًا من الإصابة، ولكنها تتأخر حتى تظهر بعد عدة أشهر أحيانًا، وهُناك عدة من الأعراض الشائعة التي تصيب هذا المرض، وهي: القشعريرة وارتفاع درجة حرارة الجسم وصداع الرأس والإصابة بالغثيان والتعرق بغزارة والتقيّؤ والشعور بأوجاع في البطن والإسهال، إضافةً إلى فقر الدم والتشنجات والآلام العضلية وخروج البراز الدموي والتعرض إلى الغيبوبة وفق شبكة هيلث لاين.
هل يمكن تشخيص الإصابة بمرض الملاريا؟
لا شك بأنه من الممكن تشخيص الإصابة بمرض الملاريا، وهُناك العديد من الفحوصات والاختبارات التي يعتمد عليها الأطباء المختصون في تشخيص حالة المريض وتأكيد إصابته بالملاريا، ومنها ما يأتي:
- اختبارات الدم: من خلال اختبارات الدم يستطيع الطبيب معرفة مدى وجود الطفيليات المسببة للملاريا داخل الدم، وكذلك تبين هذه الاختبارات مدى وجود أجسام مضادة للملاريا في الجسم، ومنها اختبارات الدم الآتية:
- اللطاخة الدموية: في هذا الاختبار يقوم الفني المختص داخل المختبر بأخذ عينة دم، ثم يتم إرسال هذه العينة للنظر إليها بالمجهر بعد وضعها على الشريحة الخاصة، وذلك ليتمكّن من رؤية الطفيليات.
- اختبار التشخيص السريع: يتم إجراء هذا الاختبار في حالة عدم توفر اللطاخة الدموية، ويقتصر الاختبار على أخذ عينة من دم المصاب، ثم وضعها على شريط يتغير لونه ليبين مدى إصابة الشخص بالملاريا.
- اختبار تفاعل البوليمراز المتسلسل: يستطيع هذا الاختبار تحديد نوع الطفيليات التي تصيب الشخص وتؤدي إلى ظهور الأعراض، وهو ما يساعد على تحديد الدواء المناسب للتعامل مع المرض عند الإصابة بالملاريا.
- اختبار الأجسام المضادة: يتم الاعتماد على هذا الاختبار من قبل الأطباء للتحقق من إصابة الشخص بمرض الملاريا مسبقًا؛ فإنه يستطيع العثور على الأجسام المضادة التي تظهر في الدماء بعد الإصابة.
- اختبار مقاومة الأدوية: تستطيع بعض أنواع الملاريا مقاومة بعض أنواع الأدوية، ولذلك يقوم الطبيب بإجراء هذا الاختبار حتى يستطيع وصف الدواء المناسب للتعامل مع حالة المصاب.
- التصوير الطبي: في بعض الأحيان يتم إجراء التصوير المقطعي المحوسب أو التصوير بالرنين المغناطيسي للدماغ؛ من أجل التعرف على بعض المضاعفات كالتورم، إلى جانب توفير أدلة داعمة على الإصابة بالملاريا.
ما هي أبرز الأدوية المستخدمة في علاج مرض الملاريا؟
يتم تحديد نوع العلاج المناسب للمصابين بالملاريا بناءً على عدة عوامل، ومنها: شدة الأعراض، ونوع المتصورة التي تؤدي إلى الملاريا، ويمكن أن يتعافى الشخص تمامًا من الملاريا عند الحصول على علاج مبكر، وعادةً ما يتم الاعتماد على الأدوية للتعامل مع هذا المرض، ويتم اللجوء إلى العناية المركزة أو الإدخال في المستشفى أحيانًا عند الحاجة. تتضمن القائمة الآتية بعضًا من أبرز الأدوية المستخدمة في علاج مرض الملاريا:
- الهيدروكسي كلوروكوين: يقوم الطبيب بوصف دواء الهيدروكسي كلوروكوين للمصابين بالملاريا في حالة لم تكن الأعراض خطيرة، وذلك إذا كان المصاب في حالة لا يكتسب فيها الطفيل المقاومة للكلوروكين.
- العلاجات التي تحتوي على مشتقات الأرتيميسينين: تجمع هذه العلاجات بين دواءين يعملان بطريقة مختلفة، ويتم استخدامها في حالات الإصابة الأكثر اعتدالًا أو يُستخدم ضمن الخطة العلاجية للحالات الأكثر خطورة.
- المفلوكوين: يتم اللجوء إلى هذا الدواء كواحد من الخيارات الأخيرة عند تعذّر استخدام الكلوروكين، وهو دواء يرتبط ببعض الآثار الجانبية النادرة الخطيرة على الدماغ.
- الأرتيسونات: ربما يوصي الطبيب بهذا الدواء لمدة 24 ساعة في حالة كانت أعراض المصاب بمرض الملاريا خطيرة، ثم يتبعه استخدام العلاجات التي تحتوي على مشتقات الأرتيميسينين مدة 3 أيام أخرى.
ما هي مضاعفات مرض الملاريا؟
من الضروري الحرص على علاج الملاريا في وقت مبكر حتى لا يؤدي هذا المرض إلى الإصابة بأية أعراض أكثر خطورة، وتتضمن القائمة الآتية عدة من مضاعفات مرض الملاريا حسب موقع مايو كلينك:
- الملاريا الدماغية: في بعض الأحيان تؤدي خلايا الدم التي تنتشر فيها الطفيليات إلى سد الأوعية الدموية الصغيرة المؤدية إلى الدماغ؛ مما يتسبب بالتورم أو التلف في الدماغ، وينتج عن ذلك التعرض إلى النوبات أو الغيبوبة.
- مشاكل التنفس: يمكن أن تؤدي الملاريا إلى تراكم السوائل في الرئتين وتشكيل ما يُعرف باسم الوذمة الرئوية، وتؤدي هذه السوائل إلى صعوبات في التنفس عند الشخص المصاب بمرض الملاريا.
- فشل العضو: عند انتشار الملاريا في الجسم يمكن أن تؤدي إلى تدمير خلايا الكلى أو خلايا الكبد أو تتسبب في تمزق الطحال عند الشخص المصاب، وفي هذه الحالة يمكن أن تكون الملاريا مهددة للحياة.
- فقر الدم: تؤدي الملاريا أحيانًا إلى انخفاض عدد خلايا الدم الحمراء في جسم المصاب عن الحد الذي يحتاجه الجسم؛ لحصول الأنسجة على المستويات المناسبة من الأكسجين، وهو ما يُعرف باسم فقر الدم.
- انخفاض سكر الدم: تتسبب الملاريا أحيانًا في انخفاض نسبة السكر بالدم، وإذا أصبح الانخفاض في نسبة السكر شديدًا؛ فربما يؤدي ذلك إلى دخول المصاب في غيبوبة، وينتهي بالوفاة في بعض الأحيان.
كيف يمكن الوقاية من مرض الملاريا؟
لا بُد من الحرص على إرشادات الوقاية من مرض الملاريا عند التواجد داخل الأماكن التي ينتشر فيها هذا المرض حتى يتجنب الشخص الإصابة، وفي القائمة الآتية عدة إرشادات للوقاية من الملاريا:
- تغطية البشرة: تتم تغطية البشرة من خلال ارتداء البناطيل والسترات ذات الأكمام الطويلة مع إدخال أرجل البنطال في الجوارب ودس القميص في البنطال، وذلك لتجنب لدغات البعوض التي يمكن أن تتسبب بالملاريا.
- استخدام طارد الحشرات: من الجيد استخدام طارد الحشرات المرخص المعتمد المخصص للوضع على الجلد المكشوف حتى يتم اجتناب لدغات البعوض، وينبغي عدم رش الطارد على الوجه مباشرة.
- تجهيز مكان النوم بالشكل المناسب: ينبغي اختيار مكان النوم الذي يوفر الناموسيات حتى يتم تجنب لدغات البعوض قدر الإمكان، وخصوصًا الأماكن التي تقدم ناموسيات معالجة بالمبيدات الحشرية المناسبة.
- تناول الأدوية الواقية: يمكن للشخص استشارة الطبيب في استخدام بعض الأدوية التي تساعد في الوقاية من الملاريا قبل السفر إلى الأماكن التي ينتشر فيها المرض.
- الحصول على اللقاح: يوصى بالحصول على لقاح مرض الملاريا من قبل الأطفال الذين يعيشون في أماكن انتشار هذا المرض، وذلك للحد من الأعراض والتعامل مع الملاريا دون التعرض إلي أية مضاعفات.
هل توجد أمراض تشابه مرض الملاريا في أعراضها؟
بالفعل توجد بعض الأمراض التي لها أعراض مشابهة لأعراض الملاريا، ومنها ما يأتي:
- فيروسات الجهاز التنفسي: تتشابه أعراض العديد من الفيروسات التي تصيب الجهاز التنفسي مع أعراض الملاريا، ومنها فيروس الإنفلونزا، ولا تساعد الأدوية المستخدمة للتعامل مع هذه الفيروسات في علاج الملاريا.
- الإنتان: ينتج الإنتان عن تعامل الجسم مع العدوى بشكل مبالغ فيه، ويمكن أن تنتهي بموت المصاب، ويمكن أن يشابه الإنتان في أعراضه أعراض عدوى الملاريا المعقدة، ويجدر الذكر بأن الملاريا الحادة من أسباب الإنتان أيضًا.
- التهاب السحايا: يؤدي التهاب السحايا -وكذلك التهاب الدماغ- إلى النبوات والضعف والتغيرات في الرؤية وفقدان الوعي، وهي أعراض مشابهة لأعراض الملاريا الدماغية، وجميعها حالات يجب التعامل معها للمحافظة على حياة المصاب.
اقرأ/ي أيضًا:
هل مرض الذئبة الحمراء مُعدٍ أم لا؟
هل ينتقل مرض السل عن طريق التقبيل؟