تحقيق مسبار
يعد فطام الطفل العملية التي ينتقل بها الطفل من شرب حليب الأم الطبيعي إلى البدء بتناول الأطعمة الصلبة أو الاعتماد على الحليب الاصطناعي، إذ ينصح بفطام الطفل والبدء بتناول الأطعمة الصلبة عندما يكون جاهزًا لذلك.
تستعرض هذه المقالة أنواع الفطام ومتى يكون الطفل جاهزًا للفطام، بالإضافة إلى أضرار فطام الطفل المُبكّر والوقت المناسب لبدء فطامه.
أنواع الفطام
تلجأ الأمهات إلى أساليب وطرق مختلفة عند فطام الطفل، حيث تختلف الطريقة باختلاف حالة كل طفل. تاليًا أبرز أنواع فطام الطفل التي تتبعها الأمهات مع أطفالهنّ:
- الفطام التدريجي: هو الفطام بالتدريج وقد يحتاج فترة زمنية طويلة تبدأ بأسبوع وقد تستمر لعدة أشهر أو لسنة.
- الفطام المفاجئ: وهو من أسوأ أنواع الفطام التي يتم فيها قطع الطفل عن حليب الأم مباشرة والبدء بالحليب الاصطناعي.
- الفطام المؤقت: وهي حالة تمنع بها الأم الطفل من حليب الأم لفترة قصيرة، ثم الرجوع لحليب الأم بعد فترة زمنية معينة.
- الفطام الذي يختاره الطفل: وهي حالة يمتنع فيها الطفل عن الرضاعة الطبيعية من تلقاء نفسه، وهنا يتركز دور الأم بالبدء بالأطعمة الصلبة.
متى يكون الطفل جاهزًا للفطام؟
هناك عدة أمور يمكن من خلالها معرفة وقت فطام الطفل المناسب، ومنها ما يلي:
- زيادة احتياجات الطفل للحليب، إذ لا يكفي حينها حليب الرضاعة الطبيعية وحده للنمو.
- ازدياد وزن الطفل، إذ يصبح وزنه الحالي ضعف وزنه عند الولادة.
- بدء اهتمام الطفل بتناول الأطعمة الصلبة مع الأهل، وفتح فمه عند تناول أهله للطعام.
- بدء وضع يديه وألعابه في فمه.
- قدرة الطفل على الجلوس وحده دون دعم.
- قدرة الطفل على تحريك رأسه ورقبته، وقدرته على رفع رأسه بثبات.
ما هو أفضل وقت لبدء الفطام؟
توصي الأكاديمية الأمريكية لأطباء الأطفال بالاقتصار على الرضاعة الطبيعية في الأشهر الستة الأولى بعد الولادة، ثم الجمع بين الرضاعة الطبيعية والطعام الصلب لحين بلوغ الطفل سنة واحدة على الأقل. ويُنصح بالرضاعة الطبيعية طالما كانت الأم ترغب في ذلك هي وطفلها.
ومع ذلك، لا يزال وقت بدء فطام طفلك قرارًا شخصيًا لكل أم، وغالبًا ما يكون من الأسهل البدء في الفطام عندما يبدأ الطفل بهذه العملية بنفسه. وكثيرًا ما تبدأ التغييرات في أنماط الرضاعة الطبيعية التي تؤدي إلى الفطام في النهاية عند بلوغ الطفل 6 أشهر، وهي الفترة التي يبدأ فيها عادة تقديم الأطعمة الصلبة إليه.
كما يبدأ بعض الأطفال في السعي للحصول على أنواع أخرى من التغذية حتى يصلوا إلى مرحلة الفطام فيما يقرب من عمر سنة واحدة. وعند بلوغ هذا العمر، يتناول الأطفال عادةً مجموعة متنوعة من الأطعمة الصلبة، وقد يتمكنون من الشرب من الكوب. في حين قد لا يبدأ أطفال آخرون في الفطام حتى يبدؤوا في المشي، وذلك عندما يكونون أقل استعدادًا للجلوس بثبات خلال الرضاعة الطبيعية.
الحالات التي يُنصح فيها بتأخير فطام الطفل
- إذا كان لدى الأم مخاوف من تحسّس الطفل: إذا كانت الأم تشعر بأنّ طفلها مصاب بحساسية الطعام، قد تلجأ إلى تأخير الفطام إلى أن يبلغ الطفل عامه الأول. علمًا أنّ الأبحاث تشير إلى أن تعريض الطفل لمُسببات الحساسية المحتملة أثناء الرضاعة الطبيعية، قد يُقلل من خطر الإصابة بالحساسية..
- إذا كان الطفل في حالة صحية ليست جيدة: إذا كان الطفل مريضًا أو تنبت أسنانه، يُنصح بتأجيل الفطام حتى يشعر بتحسُّن. كما قد تلجأ بعض الأمهات إلى تأخير الفطام إذا لم تكن هي بخير. لذلك يُنصح بتأخير الفطام إلى الوقت الذي يكون كلا الأم والطفل أكثر قدرة على التعامل مع هذا التحول.
- حدوث تغيير كبير: يًنصح بتجنّب البدء بالفطام في حالة حدوث تغيير كبير بالمنزل، مثلًا في حالة انتِقال الأسرة إلى بيت جديد.
وإذا كان الطفل يشعُر بصعوبة أثناء الفطام، يجب التفكير في المُحاولة مرة أخرى خلال شهر أو شهرين.
أضرار فطام الطفل الرضيع مبكرًا
قبل البدء بخطوات فطام الطفل، يجب التعرف على أضرار فطام الطفل الرضيع مبكرًا، وهي كما يأتي:
- زيادة فرص الإصابة بالأمراض: يحتوي حليب الثدي على العديد من العناصر الغذائية التي تساعد في تعزيز صحة الجهاز المناعي لدى الطفل ووقايته من العدوى والأمراض المختلفة، وفي حالة فطام الطفل مبكرًا، سيكون أكثر عرضة للإصابة بالأمراض، مثل التهابات الجهاز التنفسي، والتهابات الأذن، والإسهال.
- الإصابة باضطرابات الجهاز الهضمي: تتسبب الرضّاعة الصناعية في زيادة دخول الهواء إلى معدة الطفل، مما يسبب له الإصابة بالانتفاخ والمغص والإمساك، كما أن بعض مكونات الحليب الصناعي تحتوي على مركبات لا تتحملها معدة الطفل على الرغم من فوائدها. وفي المقابل يحتوي حليب الثدي على كافة العناصر الغذائية الهامة لصحة الطفل، ولكنها لا تسبب اضطرابات الجهاز الهضمي كالحليب الصناعي.
- احتمالية الإصابة ببعض الأمراض الخطيرة: من أضرار فطام الطفل الرضيع مبكرًا أنه يصبح أكثر عرضة للسمنة في مرحلة الطفولة، مما يعني أن الطفل سيكون أيضًا عرضة للإصابة بالمشاكل الصحية الخطيرة المصاحبة لها، مثل أمراض القلب والسكري وارتفاع ضغط الدم.
- زيادة تعرض الطفل للتلوث: حتى مع تعقيم رضّاعة الطفل واستخدام ماء نظيف، يمكن أن تتعرض أدوات الرضاعة الصناعية إلى التلوث دون أن تدرك الأم ذلك، مما يعرض الطفل لمخاطر عديدة. أما حليب الثدي فلا يحتاج إلى إضافة ماء أو استخدام قنينة الرضاعة، فيحصل عليه الطفل بشكل مباشر من الثدي إلى فمه، وبالتالي لن يتعرض لأي تلوث.
- أضرار فطام الطفل الرضيع مبكرًا الأخرى: قد تشمل أضرار فطام الطفل الرضيع مبكرًا ما يأتي أيضًا:
- ارتفاع خطر الإصابة بمتلازمة موت الرضيع المفاجئ.
- زيادة فرص الإصابة بالحساسية والأكزيما.
- حصول الطفل على الكثير أو القليل جدًا من النوع الصحيح من التغذية.
- عرضة الطفل لخطر دخول الطعام في مجرى الهواء عن طريق الخطأ.
هل وقت فطام الطفل له عمر محدد؟
تختار الأمهات فطام الطفل والتوقف عن الرضاعة الطبيعية في أوقات مختلفة ولأسباب مختلفة، ففي معظم الأحيان تختار الأم متى تفطم؛ ولكن في بعض الأحيان يحدث الفطام دون قرار الأم؛ لأن الطفل لم يعد يرغب في الرضاعة الطبيعية.
كم يستغرق الفطام؟
قد يستغرق فطام الطفل أيامًا أو أسابيع أو شهورًا. وحتى بعد فطام الطفل عن الرضاعة الطبيعية نهارًا بنجاح، فقد تستمر الأم في الرضاعة الطبيعية في الصباح وقبل وقت النوم للحفاظ على الشعور بالقرب، حيث أنّ الرضاعة الطبيعية تجربة حميمة، وقد تنتاب الأم مشاعر مختلطة بشأن التخلي عنها. ولكن من خلال اتخاذ أسلوب تدريجي للفطام، مع إبداء الكثير من الحب والعطف، يمكن للأم مساعدة الطفل على الانتقال السلس إلى الشرب من زجاجة أو كوب.
اقرأ/ي أيضًا: