تحقيق مسبار
إن غرير العسل من الحيوانات المفترسة التي تأكل اللحوم وتلحق الكثير من الأضرار بالدواجن والماشية عند وجودها بالقرب من البشر. يُسلّط هذا المقال الضوء على كثير من التفاصيل حول هذا الحيوان مع توضيح الفرق بينه وبين الضربان، وينتهي ببعض الإرشادات التي تساعد في المحافظة عليه والحد من عمليات اصطياده.
هل غرير العسل هو الضربان؟
إن غرير العسل حيوانٌ مختلف عن الضربان، وليسا حيوانًا واحدًا، وتتواجد مُعظم أنواع الضربان في المنطقة المحصورة بين كندا في أمريكا الشمالية والجزء الأوسط من أمريكا الجنوبية، بينما تتواجد بعض الأنواع داخل الفلبين وإندونيسيا. أما غرير العسل؛ فإنه يعيش في أماكن واسعة من إفريقيا وآسيا وغيرها من المناطق حول العالم خلافًا للضربان.
هل الفرق بين الضربان وغرير العسل كبير؟
على الرغم من وجود بعض التشابه في الشكل عند النظر إلى الضربان وغرير العسل؛ إلا إن الفرق بين هذين الحيوانين كبيرٌ جدًا؛ فإن الضربان ينتمي إلى فصيلة مختلفة عن فصيلة غرير العسل، كما أن الضربان لا يعيش في الغابات الكثيفة بشكل عام خلافًا لغرير العسل الذي يمكن العثور عليه في هذا النوع من الغابات بشكل طبيعي، كما أن معدل عُمر غرير العسل يصل إلى 26 سنة عند العيش في أسرة، في حين يبلغ معدل عمر الضربان 10 سنوات فقط.
هل يستمر تزاوج غرير العسل طيلة السنة؟
يستمر تزاوج غرير العسل العربي وغيره من أنواع غرير العسل الأخرى طيلة السنة دون وجود فترة محددة للتزاوج كما في بعض الحيوانات الأخرى، وربما تزداد عملية التزاوج في بعض أوقات السنة، ومن ذلك: زيادة التزاوج بين شهر سبتمبر وشهر ديسمبر في جنوب إفريقيا. فيما يأتي بعضًا من المعلومات عن تكاثر وتزاوج غرير العسل:
- الفاصل الزمني بين الولادة والأخرى: على الرغم من إمكانية تزاوج حيوانات غرير العسل طيلة السنة؛ إلا إن التكاثر لا يحدث سوى مرة واحدة كل 14-24 شهرًا فقط، وتقوم الأنثى بتربية صغارها في هذه الفترة.
- عدد الصغار في كل عملية حمل: عادةً ما تلد أنثى غرير العسل شبلًا واحدًا في كل واحدة من عمليات التزاوج، ويمكن أن تلد اثنين من الأشبال في بعض الأحيان أيضًا.
- فترة الحمل والفطام: تحمل أنثى غرير العسل بصغارها حتى مرور فترة تتراوح بين 50-70 يومًا ثم تلد، وبعدها يتم إرضاع الصغار حتى مرور 2-3 أشهر، ويتم فطام الصغار بعد انقضاء هذه المدة.
- المدة التي يحتاجها الشبل للاستقلال: حتى بعد إتمام فترة الرضاعة وفطام الشبل ينبغي على الأم العناية به حتى مرور فترة تتراوح بين 12-22 شهرًا؛ فإن الشبل يكون قادرًا على الاستقلال بعد مرور هذه المدة الزمنية.
- وقت النضج الجنسي عند غرير العسل: عادةً ما تكون إناث غرير العسل ناضجة جنسيًا بعد مرور 1.0-1.3 سنة من العمر، بينما يحتاج النضوج الجنسي عند الذكور إلى 2-3 سنة من العمر عادةً خلافًا للإناث.
- فتح عيون الصغار: عند ولادة شبل غرير العسل تكون عيناه مغلقتان، ويحتاج إلى فترة تبلغ شهرين تقريبًا حتى يستطيع فتح عينيه.
- تكوين الفرو على جسم الصغار: يولد صغار غرير العسل بدون فرو يغطي أجسامهم، وإنما تكون أجسامهم مغطاة بالجلد فقط، ويحتاج الصغير إلى شهر تقريبًا حتى يتم تطوير الفراء الأبيض والشريط الرمادي الذي يتميز به.
أين يمكن العثور على غرير العسل؟
يمكن العثور على غرير العسل في كثير من الأماكن داخل الوطن العربي وخارجه؛ فإنها تعيش في أفريقيا وشبه الجزيرة العربية وشبه الجزيرة الهندية وأجزاء من دول غرب آسيا، وتعيش كذلك في الأردن ولبنان وسوريا وإيران وغيرها، ولم يتم العثور على هذا الحيوان في المناطق الجافة بشكل شديد داخل الصحراء العربية حتى الآن، وكذلك لم يتم العثور عليه على طول الشريط الساحلي للبحر الأبيض المتوسط.
هل شجاعة غرير العسل كبيرة؟
يتمتع غرير العسل بشجاعة كبيرة فعلًا، وهو أحد الحيوانات المفترسة التي تأكل اللحوم، ولا يعرف هذا الحيوان الخوف عند الرغبة في اصطياد الثعابين السامة -مثل الكوبرا- أو العقارب على الرغم من تعرضه إلى اللسعات التي تقضي عليه بشكل مؤقت، وكذلك لم يهتم غرير العسل كثيرًا للفخاخ التي تم نصبها حول الكاميرات عند إجراء إحدى الدراسات لما يتمتع به من الشجاعة وعدم الخوف.
ما هي أبرز المعلومات عن حيوان غرير العسل؟
يُعد غرير العسل واحدًا من الحيوانات الصغيرة في الحجم على الرغم من شجاعتها الكبيرة، وفيما يأتي بعضًا من أبرز المعلومات حول هذه الحيوانات:
- العائلة التي ينتمي إليها غرير العسل: إن غرير العسل واحدٌ من الحيوانات الثديية التي تُرضع صغارها وتتكاثر بالولادة، وينتمي ابن عرس والعديد من الحيوانات الأخرى المشابهة إلى هذه العائلة من الحيوانات.
- سبب التسمية: يُطلق على غرير العسل هذا الاسم نتيجةً لولعها الكبير في التغذية على العسل الذي ينتجه النحل، كما أنه مولعٌ بالتغذي على يرقات عسل النحل إلى جانب تناول العديد من أنواع الحشرات والحيوانات الأخرى.
- قتل الحيوانات الكبيرة: لا يكتفي غرير العسل بتناول الحشرات والحيوانات الصغيرة فحسب، وإنما يحرص على قتل الحيوانات الكبيرة وتناولها متى أتاحت له الفرصة ذلك.
- القدرة على نزع اللحم: يتمتع غرير العسل بفم متميز يتيح له نزع اللحم عن العظام بسهولة كبيرة؛ فإن له أسنانًا بارزة وحادّة، وكذلك يتمتع الحيوان ببُنية ممتلئة وقوائم طويلة تساعد في تمكينه من نزع اللحم بسهولة.
- التكيف مع الظروف المختلفة: يستطيع غرير العسل التكيّف في مجموعة متنوعة من الظروف الجوية المختلفة؛ إذ إنه يمكن العثور على هذا الحيوان في الغابات المطيرة الدافئة والجبال المرتفعة الباردة وغيرها من الأماكن.
- البقاء في الجحور: يُمكن لغرير العسل أن يقول بإنشاء الجحور في الشقوق الصخيرة أو الأشجار المجوفة للبقاء داخلها، وكذلك يستطيع إنشاء الجحور في الأوكار المهجورة للنمس أو النيص أو بعض الحيوانات الأخرى.
- حجم غرير العسل: يتمتع غرير العسل بحجم قريب من الكلاب المتوسطة أو الصغيرة الحجم، ويتراوح وزنه بين 6-14 كيلوجرامًا، ويتراوح طول هذا الحيوان بين 23-28 سنتيمترًا إلى الكتف.
- المخالب: يعتمد غرير العسل على المخالب القوية التي يمتلكها للصيد، ويتمتع هذا الحيوان بمخالب يصل طولها إلى 4 سنتيمترات، وهو ما يجعله أحد الحيوانات المناسبة لخوض المعارك مع الحيوانات الأخرى.
- لون غرير العسل: يتمتع هذا الحيوان بفراء قصير وسميك يتميز باللون الأسود على الوجه والساقين والنصف السفلي من الجسم، بينما تتمتع الأجزاء الأخرى من الجسم باللون الأبيض.
- الجلد تحت الفراء: تحت طبقة الفراء التي تغطي جسم غرير العسل توجد طبقة من الجلد السميك الرخو التي تضمن المحافظة على سلامة هذا الحيوان عند التنافس مع الحيوانات الأخرى، كما تسمح له بالتلوي عندما يكون في قبضة حيوان آخر.
- الدماغ الكبير: مقارنةً بحجم جسمه يتمتع غرير العسل بدماغ كبير نسبيًا، وهو أحد الأنواع القليلة التي تستطيع استخدام بعض الأدوات، وتعد هذه الخصائص علامة على الذكاء في مملكة الحيوانات.
- الرائحة الكريهة: يمتلك هذا الحيوان غدتان شرجيّتان مخفيّتان تستطيعان إطلاق رائحة كريهة تساعد الغرير في الدفاع عن نفسه، ويمكن لهذه الرائحة أن تصل إلى بعد 40 مترًا من مكانها.
- أنواع غرير العسل: هُناك 12 نوعًا فرعيًا معترف بها من غرير العسل حتى الآن حسب مؤسسة الحياة البرية الأفريقية، ومنها غرير العسل الإثيوبي، غرير العسل التركماني وغرير العسل أبيض الظهر.
ما هي التحديات التي تهدد حياة غرير العسل؟
حتى الآن لا يُعد غرير العسل واحدًا من الحيوانات المهددة بالانقراض؛ إلا إن هُناك الكثير من التحديات التي يواجهها وتؤدي إلى قتله أو موته في الحياة البرية، ومنها التحديات الآتية:
- الصيد للتجارة: يقوم البعض باصطياد حيوانات غرير العسل للاتجار بها أو بلحومها وليس لأكلها أو التداوي بها بشكل مباشر، وتكثر مثل هذه الممارسات في أجزاء من قارة أفريقيا.
- الاصطياد للأكل: في بعض الأماكن حول العالم يتم تتبع حيوان غرير العسل لاصطياده وأكله؛ إذ إن هُناك بعض الاعتقادات حول انتقال شجاعة غرير العسل إلى الإنسان عند تناوله.
- القتل للمحافظة على الماشية: يمكن أن يقوم غرير العسل بالتعدّي على الماشية وقتلها ليتغذى عليها؛ فإنه من آكلات اللحوم، ولذلك يقوم بعض مربي الماشية من البشر بقتل هذا الحيوان حتى تتم المحافظة على ماشيتهم.
- الاصطياد لضمان سلامة خلايا النحل: بما أن غرير العسل من الحيوانات التي تحب يرقات النحل؛ فإنه يقوم بتدمير خلايا النحل أحيانًا ليتغذى، وهو ما يدفع بعض مربي النحل إلى قتله لضمان عدم تعرض الخلايا إلى الأضرار.
- الموت ببب المبيدات: في بعض الأحيان تدخل السموم ومبيدات الآفات والحشرات إلى جسم غرير العسل عندما يأكل الحيوانات أو الأطعمة المختلفة التي يفضلها، وهو ما يؤدي إلى موته ويُشكّل تهديدًا على حياته.
- الاصطياد للتداوي: في بعض الثقافات السائدة حول العالم يتم استخدام غرير العسل للتداوي والتخلص من بعض الأمراض، وهو ما يؤدي إلى ارتفاع مستويات اصطياد هذا الحيوان ويشكّل تهديدًا له.
كيف يمكن المحافظة على حيوانات غرير العسل؟
هُناك العديد من الإجراءات التي ينبغي اتخاذها للمحافظة على حيوانات غرير العسل ومنع تعرضها إلى الانقراض مع تزايد اصطيادها من قبل البشر، وتكمن هذه الإجراءات في زيادة التوعية بطرق الحد من أضرار هذا الحيوان دون قتله، بالإضافة إلى نشر بعض المفاهيم الصحيحة حول ضرورة الامتناع عن القتل الانتقامي وما أشبه ذلك.
اقرأ/ي أيضًا:
هل الفهد أسرع حيوان في العالم؟
هل يمكن حماية الحياة في البرية من الانقراض؟
