تحقيق مسبار
يشعر بعض الناس بالجوع المستمر حتى بعد تناولهم الطعام، لذلك تستعرض هذه المقالة أسباب الشعور بالجوع المستمر وعدم الشبع بشكل عام، بالإضافة إلى أسباب الشعور بالجوع لدى النساء بشكل خاص، وأخيرًا أسباب عدم الشبع بعد الوجبات مباشرة وطرق التغلّب على هذه المشكلة.
أسباب الجوع المستمر وعدم الشبع
تختلف الأسباب التي تُسبب الشعور بالجوع المستمر من شخصٍ إلى آخر، ويمكن إجمال أبرز أسباب الشعور بالجوع بالآتي:
- الحميات الغذائية: قد يشعر الأشخاص الذين يتبعون نظامًا غذائيًا مقيد السعرات الحرارية بالجوع المستمر، ويمكن أن يؤدي استهلاك سعرات حرارية أقل مما يحرقه الجسم إلى إنتاج هرمون يسمى غريلين (Ghrelin)، وهو الهرمون المسؤول عن زيادة الشعور بالجوع. ويُسمّي البعض هرمون غريلين باسم هرمون الجوع، لأن المعدة تطلقه عندما يحتاج الجسم إلى المزيد من الطعام، ويمكن لنظام غذائي منخفض السعرات الحرارية أن يزيد من إنتاج هرمون جريلين ويسبب الجوع حتى بعد تناول الطعام مباشرة.
- قلة النوم: يمكن أن يؤثر عدم الحصول على قسط كافٍ من الراحة على مستوى الهرمونات التي تتحكم في الجوع في الجسم. وقد تزداد شهية الأشخاص الذين يعانون من الأرق ويجدون صعوبة أكبر في الشعور بالشبع، ومن المرجح أيضًا أنهم يرغبون في تناول الأطعمة عالية السعرات الحرارية والغنية بالدهون نتيجة شعورهم بالتعب.
- الإفراط في ممارسة التمارين: يحصل الأشخاص الذين يمارسون الرياضة كثيرًا على شهية أكبر واستقلاب أسرع، الأمر الذي يجعلهم يشعرون بالجوع بشكل مستمر ومفرط، وإذا كنت تمارس الرياضة كثيرًا فقد تحتاج إلى استهلاك المزيد من الطعام.
- الجفاف: الترطيب المناسب ضروري لصحة جسمك العامة، وتبين أن شرب الماء يمكن أن يساعد الشخص على الشعور بالشبع، وبهذا قد يكون الجفاف من أحد أسباب الشعور بالجوع بعد الأكل.
- الإصابة بمرض السكري: يقوم الجسم بتحويل السكر الموجود في الطعام إلى وقود يسمى الغلوكوز، ولكن عندما يكون الشخص مصابًا بمرض السكري قد لا يستطيع الغلوكوز الوصول إلى خلايا الجسم، الأمر الذي يزيد من عدد مرات التبول ويحفّز على تناول المزيد من الطعام. وقد يعاني الأشخاص المصابون بداء السكري من النوع الأول على وجه الخصوص من الشعور بالجوع بسرعة وفقدان الوزن، وهذه الحالة تُعد من أحد أهم أسباب الشعور بالجوع بعد الأكل.
- التشتت أثناء تناول الطعام: تبين أن الأشخاص الذين يأكلون دون التركيز في وجبتهم الغذائية قد يشعرون بأنهم أقل امتلاءً ولديهم رغبة أكبر في تناول الطعام طوال اليوم.
- الإحساس بالتوتر: يرفع الإجهاد من هرمون الكورتيزول الذي قد يعزز الشعور بالجوع والرغبة الشديدة في تناول الطعام.
- التأثير الجانبي لبعض الأدوية: يمكن أن تؤثر بعض الأدوية على التمثيل الغذائي في الجسم وإشارات الجوع، وقد تؤدي بعض مضادات الاكتئاب ومضادات الذهان والكورتيكوستيرويدات إلى شعور الشخص بالجوع أكثر من المعتاد.
- مشاكل الغدة الدرقية: الغدة الدرقية هي غدة على شكل فراشة تقع في تقع في العنق، تساهم في صنع الهرمونات التي تتحكم في معدل الأيض في الجسم، وقد يكون لدى بعض الأشخاص فرط في نشاط الغدة الدرقية الأمر الذي يتسبب في الشعور برغبة في تناول الطعام بعد الأكل بفترة قصيرة.
أسباب الجوع المستمر الأخرى
هناك بعض أسباب الجوع المستمر الأخرى، والتي لا تتعلق بإصابة الشخص بمشكلة صحية معينة، والتي تشمل:
- تناول الطعام بسرعة.
- عدم تناول وجبة الإفطار.
- تناول الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات.
- شرب الصودا الخاصة بالرجيم.
- مضغ العلكة، حتى تلك الخالية من السكر.
- تناول بعض أنواع الأدوية مثل مضادات الاكتئاب.
أسباب الجوع المستمر لدى النساء
قد تكون هناك أسباب خاصة بالنساء تؤدي إلى الجوع المستمر، وتشمل:
- الحمل: قد يكون تأكد الجسم من حصول الطفل على ما يكفي من العناصر الغذائية لينمو أحد أسباب الجوع المستمر للحامل، حيث تلاحظ العديد من الأمهات زيادة كبيرة في الشهية. كما قد تكون التغيرات الهرمونية أيضًا من أسباب الجوع المستمر في بداية الحمل.
- الرضاعة: قد تكون الرضاعة الطبيعية من أسباب الجوع المستمر بعد الولادة، حيث تحتاج النساء اللواتي يرضعن من الثدي إلى سعرات حرارية أعلى لإنتاج الحليب، مما قد يؤدي إلى زيادة الشهية والشعور بالجوع.
- متلازمة ما قبل الحيض: يعد التغير في أنماط الأكل، والرغبة الشديدة في تناول الوجبات الخفيفة، وزيادة الوزن من علامات اضطراب ما قبل الحيض. ويصاحب ذلك عادة نوبات الصداع النصفي والقلق والتقلبات المزاجية الشديدة.
- انقطاع الطمث: تتعرض النساء لخطر زيادة الوزن عند انقطاع الطمث بسبب التغيرات الهرمونية؛ فمثلًا، يؤدي انخفاض هرمون الإستروجين أثناء انقطاع الطمث إلى زيادة الشهية والشعور بالجوع.
أسباب الشعور بالجوع بعد الأكل
هناك عدة أسباب تجعل بعض الأشخاص يعانون من الشعور بالجوع بعد الأكل، منها:
1- مكونات الوجبة
بالنسبة للمبتدئين في الحميات الغذائية أو اتباع نظام غذائي صحي، قد يعانون من الإحساس بالجوع بعد الأكل بسبب التركيبة الغذائية لوجباتهم، حيث تميل الوجبات التي تحتوي على نسبة أكبر من البروتين إلى إحداث شعور بالامتلاء لفترة أطول من الوجبات التي تحتوي على نسب أكبر من الكربوهيدرات أو الدهون، حتى عندما يكون عدد السعرات الحرارية فيها متشابهًا.
بالإضافة إلى ذلك، إذا كان النظام الغذائي يفتقر إلى الألياف، فقد يجد الشخص نفسه يشعر بالجوع بعد الأكل. والألياف تستغرق وقتًا أطول للهضم ويمكن أن تبطئ معدل إفراغ المعدة، وبالتالي تبطئ من إحساس الشعور بالجوع بعد تناول الطعام .
- تشمل الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من البروتين: اللحوم مثل صدور الدجاج واللحم البقري والديك الرومي والروبيان.
- تشمل الأطعمة الغنية بالألياف: الفواكه والخضروات والمكسرات والبذور والحبوب.
2- مستقبلات التمدد Stretch receptors
بصرف النظر عن تكوين الوجبة، تحتوي المعدة على مستقبلات تمدد تلعب دورًا رئيسيًا في تعزيز الشعور بالامتلاء أثناء الوجبة وبعدها مباشرة. فتكتشف مستقبلات التمدد مقدار تمدد المعدة أثناء الوجبة وترسل إشارات مباشرة إلى الدماغ للحث على الشعور بالامتلاء وتقليل الشهية. ولا تعتمد مستقبلات التمدد هذه على التركيب الغذائي للطعام، بل تعتمد على الحجم الإجمالي للوجبة. ومع ذلك، فإن الشعور بالامتلاء الناجم عن مستقبلات التمدد لا يدوم طويلًا.
3- مقاومة اللبتين Leptin resistance
من أساسيات الشعور بالجوع بعد الأكل في بعض الحالات، قد تفسر المشكلات الهرمونية سبب إصابة بعض الأشخاص بالشعور بالجوع بعد الاكل. فاللبتين هو الهرمون الرئيسي الذي يعطي إشارات الشعور بالامتلاء للدماغ، وهو مصنوع من الخلايا الدهنية، لذلك تميل مستوياته في الدم إلى الزيادة بين الأشخاص الذين لديهم كتلة دهنية أكبر.
ومع ذلك، فإن المشكلة تكمن في أنه في بعض الأحيان لا يعمل هرمون اللبتين كما ينبغي في الدماغ، خاصة عند بعض الأشخاص المصابين بالسمنة. وهو ما يسمى عادة بمقاومة اللبتين، هذا يعني أنه على الرغم من وجود الكثير من هرمون اللبتين في الدم، فإن الدماغ لا يستطيع التعرف عليه، وبالتالي يستمر في الاعتقاد بأن الشخص جائع حتى بعد تناول الوجبة.
4- العوامل السلوكية ونمط الحياة
بصرف النظر عن العوامل الرئيسية المذكورة أعلاه، فقد تفسر عدة عوامل سلوكية أخرى أسباب الشعور بالجوع المستمر حتى بعد الأكل، بما في ذلك:
- التشتت أثناء الأكل: تشير الأبحاث إلى أن الأشخاص الذين يأكلون وهم مشتتي الذهن يشعرون بشبع أقل ولديهم رغبة أكبر في تناول الطعام طوال اليوم، وتشمل عوامل التشتيت تناول الطعام أثناء الحديث أو مشاهدة التلفاز.
- الأكل بسرعة كبيرة: تشير الأبحاث إلى أن الأشخاص الذين يأكلون بسرعة يميلون إلى الشعور بالشبع أقل من الأكل البطيء، بسبب قلة المضغ والوعي بتناول الطعام، والتي ترتبط بمشاعر الشبع. لذلك فإذا كان الشخص يتناول طعامه سريعًا، ينصح بأن يحاول مضغ الطعام جيدًا وببطء.
- الإحساس بالتوتر: يزيد الإجهاد من إفراز هرمون الكورتيزول، مما قد يعزز الشعور بالجوع بعد الأكل والرغبة الشديدة في تناول الطعام. لذلك فإذا وجد الشخص نفسه غالبًا ما يكون متوترًا، ينصح بممارسة تمارين تخفيف التوتر.
- ممارسة الرياضة كثيرًا: يميل الأشخاص الذين يمارسون الرياضة كثيرًا إلى زيادة الشهية والتمثيل الغذائي بشكل أسرع. لذلك إذا كان الشخص يمارس الرياضة كثيرًا، فقد يحتاج إلى استهلاك المزيد من الطعام.
- قلة النوم: النوم الكافي ضروري لتنظيم الهرمونات بالجسم، مثل هرمون الجريلين الذي تميل مستوياته إلى الارتفاع بين الأشخاص المحرومين من النوم. لذلك ينصح بوضع نظام نوم صحي أو الحد من التعرض للضوء الأزرق ليلًا، للحصول على قسط كافٍ من النوم.
- عدم تناول ما يكفي من الطعام: في بعض الأحيان، قد يعاني الشخص من الشعور بالجوع بعد الأكل لمجرد أنه لم يأكل ما يكفي خلال اليوم.
- ارتفاع نسبة السكر في الدم ومقاومة الأنسولين: يمكن أن يؤدي ارتفاع مستويات السكر في الدم ومقاومة الأنسولين إلى زيادة مستويات الشعور بالجوع بعد الأكل بشكل كبير، وهو ما يعني أن الشخص مصاب بالشعور الدائم بالجوع .
اقرأ/ي أيضًا:
هل يوجد فوائد لتناول التمر واللبن قبل النوم؟
هل الامتناع عن السكر الأبيض مفيد للصحة؟
