تحقيق مسبار
كثيرًا ما يعاني الأشخاص من رعشة اليد وخصوصًا عند حمل الأشياء الثقيلة أو بعد تطبيقٍ جهدٍ كبيرٍ على اليد أو حتّى أثناء الراحة. ولكون بعض الأمراض تختلف باختلاف الجنس، لذلك فغالبًا ما يتساءل الناس هل تختلف أسباب رعشة اليد عند الرجال عنها عند النساء، وما هي أسباب رعشة اليد وهل هناك طرق لعلاج رعشة اليد.
سيتم في هذا المقال استعراض أسباب رعشة اليد عند الرجال والنساء والأطفال، ومعرفة هل تختلف أسباب رعشة اليد عند الرجال عنها عند النساء أم أنّها ذات الأسباب.
أسباب رعشة اليد عند مسك الأشياء
كثيرًا ما يعاني الأشخاص من اهتزازٍ أو ارتعاشٍ في اليد عندما يحملون الأشياء لفترةٍ طويلةٍ، لذلك قد يتساءلون عن أسباب رعشة اليد عند مسك الأشياء وهل تكون ذات دواعٍ خطيرةٍ. لكن قبل معرفة أسباب رعشة اليد عند مسك الأشياء، من الجدير لنا معرفة ما المقصود برعشة اليد أو الرعاش.
رعشة اليد أو الرّعاش (tremor) هو تقلّصٌ عضليٌّ لا إراديٌّ وإيقاعيٌّ يؤدي إلى حركاتٍ اهتزازيةٍ في جزءٍ أو أكثر من أجزاء الجسم مثل اليدين. ويعدّ الرعاش اضطرابًا حركيًّا شائعًا يظهر تأثيره غالبًا في اليدين، ولكن يمكن أن يحدث أيضًا في الذراعين والرأس والحبال الصوتية والجذع والساقين.
وقد تكون رعشة اليد متقطعةً (تحدث في أوقاتٍ منفصلةٍ، مع فترات راحةٍ) أو ثابتةً. كما يمكن أن تحدث بشكلٍ متقطعٍ (من تلقاء نفسها) أو تحدث نتيجةً لاضطراب آخر. وتعدّ رعشة اليد غير مهددةٍ للحياة، لكن يمكن أن تكون مُحرجةً وحتى يمكنها أن تعرقل وتعيق القيام بالأعمال اليومية التي يؤدّيها الإنسان بيديه، ممّا يجعل من الصعب أو حتى المستحيل أداء تلك المهام وخصوصًا في العمل أو الحياة اليومية.
وفيما يخصّ أسباب رعشة اليد عند مسك الأشياء، فإنّ أسباب الرعشة يمكن تصنيفها ضمن فئتين رئيسيتين وهي:
1- رعشة اليد عند الراحة بعد جهدٍ معينٍ: والتي تحدث عند استرخاء العضلات، كما هو الحال عندما تستريح اليدين على الحضن دون تطبيق جهدٍ على العضلات أو استخدام اليدين في أداء المهام. ومع هذا النوع من رعشة اليد، قد تهتز يدا الشخص أو ذراعيه أو ساقيه حتى عندما يكون في حالة راحةٍ. وفي كثيرٍ من الأحيان لا يؤثر الرعاش إلا في اليد أو الأصابع. وغالبًا ما يُلاحظ هذا النوع من الرعاش لدى الأشخاص المصابين بمرض باركنسون، ويسمى رعاش "انتفاخ البطن"، لأنّ حركات الإصبع واليد الدائرية تشبه دحرجة الأشياء الصغيرة أو الحبوب في اليد.
2- رعشة اليد عند العمل: تحدث مع الحركة الإرادية للعضلة. وتعدّ معظم أنواع الرعاش ضمن فئة رعاش العمل. وهناك العديد من التصنيفات الفرعية لرعشة اليد عند العمل، تتداخل كثيرٌ منها في صفاتها كما يلي:
- الرعشة الوضعية: التي تحدث عندما يُبقي الشخص يديه بوضعيةٍ ضدّ الجاذبية، مثل إبقاء الذراعين ممدودتين إلى الأمام.
- الرعشة الحركية (الناجمة عن الحركة): التي ترتبط بأي حركةٍ إراديةٍ، مثل تحريك الرسغين لأعلى ولأسفل أو إغلاق وفتح العينين.
- الرعشة العمدية (المقصودة): التي تنتج بحركةٍ هادفةٍ نحو الغرض منها، مثل رفع إصبعٍ للمس الأنف. وعادةً سوف تصبح الرعشة أسوأ مع اقتراب الفرد من المنطقة التي يريد تطبيق تلك الحركة فيها.
- الرعشة الخاصة بالمهمة: وهذه الرعشة لا تظهر إلّا عند أداء مهامٍ تتطلب مهاراتًا عاليةً وموجهةً نحو الغرض منها مثل الكتابة اليدوية أو التحدث.
- الرعشة المتساوية القياسية: والتي تحدث أثناء تقلصٍ عضليٍ إرادي لا يصاحبه أيّ حركةٍ كحمل الأشياء مثل كتاب ثقيلٍ أو دمبلٍ في نفس الوضعية. وهذا النوع الأخير يفسر أسباب رعشة اليد عند مسك الأشياء.
أسباب رعشة اليد اليمنى
لا تختلف أسباب رعشة اليد اليمنى عن اليسرى، لكن حسب إحدى الدراسات فإنّه في المرضى الذين يعانون من رعشة اليد مجهولة السبب، توجد علاقةٌ مباشرةٌ بين هيمنة اليد (اليد المستخدمة في العمل أو الجهد) وشدة رعشة اليد. كما تم العثور على نسبةٍ أعلى من استخدام اليد اليسرى في المرضى الذين يعانون من رعشة اليد مجهولة السبب مقارنةً بمجموعة الشاهد.
ولتوضيح عدم اختلاف أسباب رعشة اليد اليمنى، فإنّه عند معظم الناس ستحدث رعشة اليد مجهولة السبب في كلتا اليدين. ومعظم المرضى الذين يشتكون من ذلك في أيديهم المهيمنة بالطبع، ولكن عندما يتمّ فحصهم فعليًا، فإنهم يصابون بالرعشة في كلتا يديهم. في حين أنّ مرض باركنسون، بحكم تعريفه، يبدأ بيدٍ واحدةٍ فقط وفي حالة الراحة، لذا فإنَّ رعشة باركنسون ستكون حيث يجلس الشخص للتو. ويلاحظ في رعشة باركنسون أنّ اليد تتحرك من تلقاء نفسها، وترتجف بشكلٍ إيقاعيٍّ. وهذا قد يكون أحد أسباب رعشة اليد اليمنى.
أسباب رعشة اليد اليسرى
لا توجد اختلافاتٌ في أسباب رعشة اليد اليسرى عن اليمنى، فحسب اليد المستخدمة بصورةٍ دائمةٍ عند الشخص سواءً في الأعمال اليومية أو النشاطات أو حمل الأشياء، ستكون رعشة اليد التي تصيبها ظاهرةً بشكلٍ أوضح في تلك اليد.
وبشكلٍ عامّ، قد تحدث رعشة اليد في اليد اليسرى بسبب مشكلةٍ في الأجزاء العميقة من الدماغ التي تتحكم في الحركات. ومعظم أنواع رعشة اليد ليس لها سببٌ معروفٌ، على الرغم من وجود بعض الأشكال التي يبدو أنها موروثةٌ وتنتشر في العائلات.
ويمكن أن تحدث رعشة اليد اليسرى من تلقاء نفسها أو يكون ذلك عرضًا مرتبطًا بعددٍ من الاضطرابات العصبية. وفيما يلي أهم أسباب رعشة اليد بشكلٍ عام والتي قد تكون من أسباب رعشة اليد اليسرى:
- تصلب متعدد.
- السكتة الدماغية.
- إصابات في الدماغ.
- الأمراض التنكسية العصبية التي تصيب أجزاءً من الدماغ (مثل مرض باركنسون).
يمكن أن تشمل بعض أسباب رعشة اليد اليسرى المعروفة الأخرى ما يلي:
- استخدام بعض الأدوية (خاصةً أدوية الربو والأمفيتامينات والكافيين والكورتيكوستيرويدات والأدوية المستخدمة في بعض الاضطرابات النفسية والعصبية)
- تعاطي الكحول أو بعد الإقلاع عنه.
- التسمم بالزئبق.
- فرط نشاط الغدة الدرقية.
- مشاكل الكبد أو الفشل الكلوي.
- القلق أو الذعر الشديد.
هل تختلف أسباب رعشة اليد عند الرجال عنها عند النساء؟
لا، في الحقيقة لا تختلف أسباب رعشة اليد عند الرجال عنها عند النساء، كما يؤثر اضطراب رعشة اليد بشكلٍ عامٍ على الرجال والنساء على حدٍّ سواء. لكن يُعدّ الرعاش أو رعشة اليد أكثر شيوعًا بين البالغين في منتصف العمر وكبار السن، على الرغم من أنه يمكن أن يحدث في أيّ عمرٍ.
أسباب رعشة اليدين عند النساء
عادةً ما تكون أسباب رعشة اليدين عند النساء هي ذاتها عند الرجال، مع الأخذ بعين الاعتبار أنّ كلا الجنسين لديه وظائفٌ ومهامٌ يوميةٌ قد تختلف بينهما، أي أنّ نوع الجهد والعمل المبذول من كلا الجنسين قد يكون مختلفًا، لذلك قد تتباين أعراض رعشة اليدين وتختلف مسبباتها عند الأخذ بعين الاعتبار الفروق في نوع العمل الذي يقومان به.
فالمقصود بالرعاش أو رعشة اليدين عند النساء هي التقلصات العضلية المنتظمة اللاإرادية، التي يمكن أن تتسبب في اهتزاز أو ارتعاش أجزاءٍ أخرى من الجسم غير اليدين، لكنّ رعشة اليدين هي التي تكون شائعةً. وفي بعض الحالات، يمكن أن تكون أسباب رعشة اليدين عند النساء طبيعيةً تمامًا وحميدةً، بينما في حالاتٍ أخرى قد تشير رعشة اليدين عند النساء إلى حالةٍ طبيةٍ أساسيةٍ تحتاج للعلاج والمتابعة.
أيضًا قد تكون رعشة اليدين عند النساء بالنسبة لبعضهنَّ أمرًا عابرًا ولا يشكّل مصدر إزعاجٍ، بينما قد تعيق رعشة اليدين عند النساء الأُخريات استخدام اليدين في المهام اليومية.
وفيما يلي أبرز أسباب رعشة اليدين عند النساء والرجال:
1- رعشة اليدين ذات السبب العضوي (الرعاش الفسيولوجي):
وهي انقباضاتٌ عضليةٌ لا إراديةٌ ومنتظمةٌ تجعل جزءًا من الجسم يبدو وكأنه يرتجف أو يهتز. وكل شخصٍ يعاني من رعشةٍ طفيفةٍ عند التحرك أو الحفاظ على وضعيةٍ معينةٍ مثل إبقاء اليدين ممدودتين إلى الأمام. وغالبًا ما تكون رعشة اليدين الفسيولوجية صغيرةً جدًا بحيث لا يراها الشخص أو يلاحظها. وقد تكون رعشات اليدين أكثر وضوحًا عندما يبقي الشخص يديه ممدودتين مباشرةً أمام الجسم أو عندما يشعر بالتوتر أو القلق.
وعلى الرّغم من أنّ الرعاش الفسيولوجي يؤثر أساسًا في اليدين، إلّا أنّه يمكن أن يحدث أيضًا في أجزاءٍ أخرى من الجسم، مثل: الرأس، الذراعين، الساقين، الجذع، الحنجرة والتي قد تسبب ارتعاشًا في الصوت.
2- الرعاش الفسيولوجي الزائد أو المعزز (EPT):
وهو شكلٌ أكثر وضوحًا من الرعاش الفسيولوجي العادي. فعادةً ما تصيب الرعشة اليدين والأصابع على جانبي الجسم. وقد يكون الرعاش الفسيولوجي المعزز ناتجًا عن المسببات التالية لدى بعض الأشخاص:
- الضغط العصبي،
- القلق،
- الإعياء،
- قلة النوم،
- الإفراط في تناول الكافيين،
- التمارين المنشطة،
- فرط نشاط الغدة الدرقية،
ولا يتطلب الرعاش الفسيولوجي المعزز علاجًا طبيًا، إلّا عندما يحتاج الشخص إلى الاعتماد على التنسيق العضلي الدقيق لعمله أو الأنشطة الأخرى.
3- الحالات العصبية:
تعدّ الحالات العصبية بشكلٍ عامٍ مصدرًا مؤكّدًا لرعشة اليدين عند النساء والرجال على حدٍّ سواء والتي تنتج عن مشكلةٍ في الأجزاء العميقة من الدماغ التي تتحكم في الحركة. وتتضمن بعض الحالات العصبية التي يمكن أن تسبب رعشة اليدين عند النساء ما يلي:
- التصلب المتعدد (MS): هذا المرض التنكسي يهاجم الدماغ والحبل الشوكي، ممّا يجعل من الصعب على الأعصاب نقل السيالات العصبية والتنبيهات. ويعاني العديد من الأشخاص المصابين بالتصلب المتعدد من درجةٍ معينةٍ من رعشة اليدين. ويحدث هذا غالبًا عندما يُتلِف المرض مناطقًا في مسارات الجهاز العصبي المركزي التي تتحكم في الحركة.
- مرض باركنسون (الشلل الرعاشي): ينطوي هذا المرض على فقدان الخلايا العصبية في جزءٍ من الدماغ يلعب دورًا مهمًا في الوظيفة الحركية. ويعاني حوالي 75% من الأشخاص الذين يعانون من الشلل الرعاشي من رعشة اليدين، سواءً كانت أثناء الراحة أو الحركة أو مختلطةً. حيث تبدأ الرعشة عادةً في جانب واحدٍ من الجسم، وقد تنتشر إلى الجانب الآخر. وقد يصبح الاهتزاز أكثر وضوحًا خلال فترات التوتر أو الانفعال القوي.
- السكتة الدماغية: بعد السكتة الدماغية، يمكن للشخص أن يَظهر لديه مجموعةٌ متنوعةٌ من الرعاش حسب المنطقة المصابة. حيث يتسبب تلف العقد القاعدية في إصابة الشخص برعشةٍ أثناء الراحة، بينما يتسبب تلف المخيخ في حدوث ارتعاشٍ مقصودٍ.
- إصابات الدماغ الرضحيّة (TBI): الرعاش الناتج عن إصابات الدماغ الرضحية يسمى رعاش ما بعد الصدمة (PTT). وقد وُجِدَ أنّ هذا النوع من الرعاش يحدث نتيجة تلف مناطقٍ معينة من الدماغ مسؤولةٍ عن الحركة، وهذا النوع غير شائعٍ.
- اضطراب التوتر العضلي (الديستونيا): اضطراب التوتر العضلي هو اضطرابٌ حركيٌّ تتسبب فيه تقلصات العضلات اللاإرادية في حركاتٍ وأوضاعٍ متكررةٍ لا إراديةٍ. ترجع الحالة إلى الأداء غير السليم للعقد القاعدية في الدماغ.
يكون خلل التوتر العضلي والرعشة مرتبطان ارتباطًا وثيقًا. وتكون رعشة اليدين عند النساء والرجال المصابين باضطراب التوتر العضلي إمّا متشنجةً وغير منتظمةٍ، أو منتظمةً وتشبه الموجة، أو مختلطةً. وعادةً ما تؤثر الأنواع المختلطة في اليدين محدثةً رعشة اليدين عند النساء والرجال.
4- الظروف الصحية:
يمكن أن تتسبب الظروف الصحية التالية أيضًا في رعشة اليدين عند النساء والرجال:
- الحالات النفسية، مثل الاكتئاب أو اضطراب ما بعد الصدمة،
- الاضطرابات التنكسية الموروثة، مثل الترنح (اختلال الحركة) الوراثي أو متلازمة X الهشة،
- حالات تعاطي الكحول أو الإقلاع عنه،
- حدوث التسمم بالزئبق،
- فرط نشاط الغدة الدرقية،
- قصور الكبد أو الفشل الكلوي،
- الإصابة بالقلق أو الذعر.
5- الأدوية:
يمكن أن تسبب بعض الأدوية أيضًا رعشة اليدين عند النساء والرجال. وتشمل ما يلي:
- بعض أدوية الربو،
- أدوية الحالات النفسية، مثل بعض مضادات الاكتئاب ومثبتات الحالة المزاجية،
- أدوية الصرع، مثل فالبروات (ديباكين) وحمض الفالبرويك (ديباكوت)،
- الأدوية المضادة لاضطراب النظم، مثل بروكاييناميد،
- أدوية السرطان، مثل الثاليدومايد،
- الأدوية التي تثبط جهاز المناع، مثل السيكلوسبورين،
- الستيرويدات القشرية،
- بعض الأدوية المضادة للفيروسات،
- مضادات حيوية محددة،
- الأمفيتامين،
- مادة الكافيين،
أسباب رعشة اليدين عند الشباب
قبل التطرُّق إلى أسباب رعشة اليدين عند الشباب، ينبغي معرفة ما هي ما هي أعراض الرعاش بشكلٍ عام حتى نتمكن من فهم أسباب رعشة اليدين عند الشباب المحتملة. فقد تشمل أعراض الرعاش ما يلي:
- اهتزاز إيقاعي في اليدين أو الذراعين أو الرأس أو الساقين أو الجذع.
- صوت مرتعش.
- صعوبة في الكتابة أو الرسم.
- مشكلات في حمل الأدوات والتحكم فيها، مثل الملعقة والشوكة والسكين والكأس وغيرها.
أما عن أبرز أسباب رعشة اليدين عند الشباب، فقد تشمل ما يلي:
- قد تحدث رعشة اليد بصورةٍ خفيفةٍ أو يزداد سوءًا في أوقات التوتر أو المشاعر القوية وخصوصًا عند الشباب، عندما يكون الفرد مرهقًا جسديًا، أو عندما يكون الشخص في أوضاعٍ معينةٍ أو يقوم بحركاتٍ معينةٍ. لذلك قد يكون التوتر أو المشاعر القوية أحد مُحرّضات أو أسباب رعشة اليدين عند الشباب.
- وعند البحث عن أسباب رعشة اليدين عند الشباب، فإنَّ أحد أبرز أنواع رعشة اليدين التي يتمّ مُلاحظتها عند الشباب والنوع الأكثر شيوعًا هي رعشة اليدين مجهولة السبب والتي لا يُعرف السبب وراءها؛ وتُسمّى أيضًا رعشة اليدين الأساسية (الرعاش الأساسي) وهي نوعٌ من حركات الاهتزاز اللاإرادية وليس لها سببٌ محدّدٌ. لكن يُعتقد أنَّه عند الإصابة بالرعاش مجهول السبب فإنَّ الجزء من الدماغ الذي يتحكم في حركات العضلات لا يكون يعمل بالشكل الصحيح لدى الأشخاص المصابين به. ويُصاب كلّ شخصٍ تقريبًا سواءً شابًّا أم كبيرًا في السن برعشة اليدين في بعض الأحيان، لكنّ الحركات عادةً ما تكون صغيرةً جدًا بحيث لا يمكن رؤيتها. ويؤثّر رعاش اليدين مجهول السبب في كلٍّ من الرجال والنساء. وهو الأكثر شيوعًا عند الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 عامًا. لكنّه أيضًا قد يكون أحد أسباب رعشة اليدين عند الشباب.
- وإذا حدث الرعاش مجهول السبب في أكثر من فردٍ من الأسرة نفسها، فإنّه يُسمّى عندئذٍ بالرعاش العائلي. وينتقل هذا النوع من رعشة اليدين عبر العائلات (أي يكون موروثًا). وهذا يُشير إلى أنّ الجينات تلعب دورًا في سببها. وعادة ما يكون الرعاش العائلي صفةً سائدةً، وهذا يعني أنّ الشخص يحتاج فقط إلى الحصول على الجين من أحد الوالدين لكي يصيبه هذا النوع من الرعاش. وغالبًا ما يبدأ الرعاش العائليّ في منتصف العمر المبكر أي فترة الشباب، ولكن يمكن رؤيته عند الأشخاص الأكبر سنًا أو الأصغر سنًا، أو حتى عند الأطفال.
أسباب رعشة اليد عند الأطفال
في سبيل معرفة أسباب رعشة اليد عند الأطفال، من المهمّ معرفة أنَّ الرعاش يعد أحد أكثر اضطرابات الحركة شيوعًا في العيادات السريرية، ولكنه سببٌ غير شائعٍ لطلب العناية الطبية أثناء الطفولة حيث نادرًا ما يلاحظ عند الأطفال، فهو يمثل ما نسبته 10- 20% فقط من اضطرابات الحركة لدى الأطفال.
وفي دراسةٍ مقطعيةٍ شملت 819 مدرسةً للأطفال في إسبانيا، تمّ تقييم انتشار رعشة اليد عند الأطفال من خلال تقييم الرسومات الحلزونية؛ وقد لوحظ وجود أنَّ رعشة اليد كانت خفيفةً إلى متوسطةً عند 2.1% من الأطفال.
ويعد إيقاع الرعاش أكثر السمات المميزة له والذي يميّز رعشة اليدين عن اضطرابات الحركة الأخرى لدى الأطفال. ويمكن أن يكون هناك العديد من أسباب رعشة اليد عند الأطفال، حيث ينتج رعاش الطفولة من مجموعةٍ متنوعةٍ من الحالات المرضية. ويكون نهج تشخيص رعشة اليد عند الأطفال مماثلًا لذلك لدى البالغين، لكن وعلى الرغم من ذلك يكون هناك اختلافاتٌ مهمةٌ في أسباب رعشة اليد عند الأطفال.
ويمكن أن تشمل أسباب رعشة اليد عند الأطفال ما يلي:
- السبب الأكثر شيوعًا لرعشة الفعل في عموم السكان هو الرعاش الأساسي المعروف بالرعاش مجهول السبب، الذي يصيب 0.4% - 4.0% من السكان. وهو أيضًا الرعاش الأكثر شيوعًا عند الأطفال.
- الرعاش الفسيولوجي، والذي يلي الرعاش الأساسي من حيث الشيوع،
- ثم رعاش الكتابة الأولية،
- ثم الرعاش بعد الصدمة.
- بينما قد تشمل أسباب رعشة اليد عند الأطفال الأقل شيوعًا مرض باركنسون الشباب ومرض ويلسون. ومن النادر حدوث رعاشٍ مقصودٍ بسبب أورام الدماغ الخبيثة.
أسباب رعشة اليد والرِّجل
بصورةٍ عامةٍ يتمّ تصنيف أسباب رعشة اليد والرِّجل ضمن فئاتٍ أو أنواعٍ مختلفةٍ من الرعاش، حيث يتم تصنيف الرعاش بشكلٍ شائعٍ حسب مظهره وسببه أو منشأه. وهناك أكثر من 20 نوعًا من الرعاش. وتتضمن بعض الأشكال الشائعة للرعاش أو رعشة اليد والرِّجل ما يلي:
- رعاش المخيخ:
عادةً ما يكون الرعاش المخيخي رعاشًا بطيئًا وعالي السعة (يمكن رؤيته بسهولةٍ) في الأطراف (مثل الذراع والساق واليد والرجل) والذي يحدث في نهاية حركةٍ هادفةٍ مثل محاولة الضغط على زر لذلك قد يكون أحد أسباب رعشة اليد والرِّجل.
وينتج رعاش المخيم عن تلفٍ في المخيخ ومساراته إلى مناطق الدماغ الأخرى نتيجةً لسكتةٍ دماغيةٍ أو ورمٍ. قد يكون الضرر ناتجًا أيضًا عن مرض مثل التصلب المتعدد أو اضطرابٍ تنكسيٍ وراثيٍّ مثل اختلال الحركة (حيث يفقد الأشخاص السيطرة على العضلات في الذراعين والساقين) ومتلازمة X الهشة.
كما يمكن أن ينتج أيضًا عن تلفٍ مزمنٍ في المخيخ بسبب إدمان الكحول.
- رعاش باركنسون:
وهو عرضٌ شائعٌ لمرض باركنسون، على الرغم من أنّه قد لا يعاني جميع المصابين بمرض باركنسون من الرعاش. لكن بشكلٍ عام، تشمل الأعراض الرعشة في إحدى اليدين أو كلتيهما عند الراحة. وقد يؤثر أيضًا على الذقن والشفتين والوجه والساقين، لذلك قد يعدّ أحد أسباب رعشة اليد والرِّجل.
وقد يظهر الرعاش في البداية في طرفٍ واحدٍ فقط أو في جانبٍ واحدٍ فقط من الجسم. ومع تقدم المرض، قد ينتشر إلى جانبي الجسم. وغالبًا ما يتفاقم الرعاش بسبب التوتر أو الانفعالات القوية.
ويعاني أكثر من 25% من الأشخاص المصابين بمرض باركنسون أيضًا من رعشة اليد والرِّجل.
- رعشة اليد والرِّجل مجهولة السبب:
(يُسمى سابقًا الرعاش الأساسي الحميد أو الرعاش العائلي) هو أحد أكثر اضطرابات الحركة شيوعًا. ويكون السبب الدقيق لرعشة اليد والرِّجل مجهولًا.
بالنسبة لبعض الأشخاص، يكون هذا الرعاش خفيفًا ويظل مستقرًا لسنواتٍ عديدةٍ. ويظهر الرعاش عادةً على جانبي الجسم، ولكن غالبًا ما يُلاحظ في اليد المسيطرة لأنّه رعاشٌ فعل.
تكون السمة الرئيسية للرعاش مجهول السبب هي الرعاش في كلٍّ من اليدين والذراعين، والذي يكون موجودًا أثناء الحركة وعند الوقوف بلا حراكٍ. لكن قد تشمل الأعراض الإضافية رعشة الرأس (على سبيل المثال، حركة "نعم" أو "لا") بدون وضعياتٍ غير طبيعيةٍ للرأس واهتزازٍ أو ارتعاش في الصوت إذا أثر الرعاش على الحنجرة.
كما يمكن أن يؤدي الرعاش في كلتا اليدين في الرعاش مجهول السبب إلى مشكلاتٍ في الكتابة أو الرسم أو الشرب من الكوب أو استخدام الأدوات أو العمل على الحاسوب.
وقد تؤدي المشاعر المتزايدة أو الإجهاد أو الحمى أو الإرهاق الجسدي أو انخفاض نسبة السكر في الدم إلى حدوث الرعاش و / أو زيادة شدته.
وعلى الرغم من أنّ هذا الرعاش يمكن أن يبدأ في أيّ عمرٍ، إلّا أنه غالبًا ما يظهر لأول مرةٍ خلال فترة المراهقة أو في منتصف العمر (بين سن 40 و 50 عامًا).
- الرعاش الانتصابي:
الرعاش الانتصابي هو اضطرابٌ نادرٌ يتميز بانقباضاتٍ عضليةٍ سريعةٍ في الساقين تحدث عند الوقوف. وعادةً ما يشعر الناس بعدم الاستقرار أو عدم التوازن، ممّا يجعلهم يحاولون على الفور الجلوس أو المشي.
ونظرًا لأنّ الرعاش له ترددٌ عالٍ (اهتزاز سريع جدًا) فقد لا يكون مرئيًا للعين المجردة ولكن يمكن الشعور به عن طريق لمس الفخذين أو بطة الساق أو يمكن اكتشافه بواسطة الطبيب الذي يفحص العضلات باستخدام سماعة الطبيب. في بعض الحالات، يمكن أن يصبح الرعاش أكثر حدةً بمرور الوقت. ولا يعرف حتى الآن السبب الكامن وراء الرعاش الانتصابي. لكنّه قد يكون أحد أسباب رعشة اليد والرِّجل.
طرق علاج رعشة اليد
قبل أن يقوم الطبيب بتحديد طرق علاج رعشة اليد المناسبة، يتم تشخيص الرعاش بناءً على الفحص البدني والعصبي والتاريخ الطبي للفرد. وأثناء التقييم البدني، سيقوم الطبيب بتقييم الرعاش بناءً على:
- ما إذا كان الرعاش يحدث عندما تكون العضلات في حالة راحةٍ أو في حالة عملٍ،
- موقع الرعاش في الجسم (وإذا حدث في أحد جانبي الجسم أو كلاهما)
- تكرار مرات ظهور الرعاش (تردد الرعشة واتساعها).
كما سيتحقق الطبيب أيضًا من النتائج العصبية الأخرى مثل ضعف التوازن أو تشوهات الكلام أو زيادة تصلب العضلات.
ويمكن أن تستبعد اختبارات الدم أو البول الأسباب الأيضية مثل قصور الغدة الدرقية وبعض الأدوية التي يمكن أن تسبب الرعاش، وبالتالي معرفة طرق علاج رعشة اليد المناسبة.
قد تساعد هذه الاختبارات أيضًا في تحديد الأسباب المساهمة مثل التفاعلات الدوائية أو إدمان الكحول المزمن أو الحالات أو الأمراض الأخرى. كما قد يساعد التصوير التشخيصي في تحديد ما إذا كان الرعاش ناتجًا عن تلفٍ في الدماغ.
وعلى الرغم من عدم وجود علاجٍ لمعظم أشكال الرعاش، إلّا أن خيارات العلاج متاحةٌ للمساعدة في إدارة الأعراض. وقد تشمل طرق علاج رعشة اليد ما يلي:
- في بعض الحالات، قد تكون أعراض رعشة اليد خفيفةً وغير مرتبطةٍ بحالةٍ مرضيةٍ بحيث لا تتطلب العلاج نهائيًا.
- بينما يمكن أحيانًا تحسين الرعاش الناجم عن المشكلات الصحية الأساسية أو التخلص منه تمامًا بالعلاج. فعلى سبيل المثال، سوف تتحسن رعشة اليد الناتجة عن فرط نشاط الغدة الدرقية أو تعافيها (العودة إلى الحالة الطبيعية) مع علاج خلل الغدة الدرقية.
- إذا كانت رعشة اليد ناتجةً عن الأدوية، فإنّ التوقف عن تناول الدواء المسبب لرعشة اليد قد يقلل أو يزيل هذه الرعشة.
- إذا لم يكن هناك سببٌ أساسيٌّ للرعاش يمكن معالجته، فإنّ طرق علاج رعشة اليد المتاحة ستشمل:
- أدوية حاصرات بيتا: عادةً ما تُستخدم عقاقير حاصرات بيتا، مثل بروبرانولول، لعلاج ارتفاع ضغط الدم، ولكنها تساعد أيضًا في علاج رعشة اليد مجهولة السبب.
- الأدوية المضادة للتشنج (مثل البريميدون): يمكن أن تكون فعالةً في الأشخاص الذين يعانون من رعشة اليد مجهولة السبب والذين لا يستجيبون لحاصرات بيتا.
- المهدئات (المعروفة أيضًا باسم البنزوديازيبينات): قد تساعد المهدئات مثل ألبرازولام وكلونازيبام بعض الأشخاص الذين يعانون من الرعاش مؤقتًا. ومع ذلك، فإنّ استخدامها محدودٌ بسبب الآثار الجانبية غير المرغوب فيها التي تشمل النعاس وضعف التركيز وضعف التنسيق.
- أدوية مرض باركنسون: تُستخدم أدوية مرض باركنسون مثل (ليفودوبا، كاربيدوبا) لعلاج الرعاش المرتبط بمرض باركنسون.
- الموجات فوق الصوتية المركزة.
- الجراحة.
- تغيير نمط الحياة.
اقرأ/ي أيضًا:
هل يمكن نمو العضلات بدون مُكملات؟
