تحقيق مسبار
قد يتساءل كثيرون عن استخدامات الشبة المطحونة وفوائدها، وهل فوائد الشبة المطحونة مثبتة علميًا، وما هي أضرار الشبة المطحونة المحتملة؟
ما هي الشبة المطحونة؟
قبل معرفة ما هي الشبة المطحونة المستخدمة تجاريًا في مزيلات التعرُّق، فإنَّ الشب أو الشبّة (Alum) والذي يُعرف أيضًا بتسمية شب الفؤاد، عبارةٌ عن مجموعةٍ من الأملاح المعدنية المزدوجة المُميّهة، والتي تتكون عادةً من كبريتات الألومنيوم، وماء الإماهة، وكبريتات عنصرٍ آخر (مثل البوتاسيوم والصوديوم والأمونيوم والسيزيوم).
وبحسب المعهد الوطني للسرطان في المعاهد الوطنية للصحة الأمريكية، يتمّ تعريف الشبّة على أنّها مادةٌ كيميائيةٌ تحتوي على كبريتات الألومنيوم إضافةً إلى مادة كيميائيةٍ ثانيةٍ، وعادةً ما تكون كبريتات البوتاسيوم. ويتمّ استخدام الشبة طبيًّا لتقليص الأنسجة وبالتالي المساعدة في إغلاق الجروح، ووقف النزيف، ولتعزيز الاستجابة المناعية للقاح.
توجد عدّة أنواعٍ للشبة المطحونة، ولتوضيح ما هي الشبة المطحونة المستخدمة بصورةٍ شائعةٍ في مستحضرات التجميل وخصوصًا مزيلات التعرّق، فإنّ المقصد بها هو شبّ أو شبّة كبريتات ألومنيوم البوتاسيوم التي تُعرف باسم شبّة البوتاسيوم ولها صيغةٌ جزيئيةٌ K2(SO4).Al2(SO4)324H2O أو KAl (SO4)2·12H2O، كما يوجد أنواعٌ أخرى شائعة الاستخدام للشبة مثل وكبريتات ألومنيوم الأمونيوم، وكبريتات ألومنيوم الصوديوم.
شكل الشبة المطحونة
يكون شكل الشبة المطحونة متماثلًا في جميع أنواع الشبّة، ويمكن بسهولةٍ إنتاج الشبة المطحونة عن طريق الترسيب من محلولٍ مائيّ. فعلى سبيل المثال من أجل الحصول على شبّة البوتاسيوم المطحونة، يتمّ إذابة كبريتات الألومنيوم وكبريتات البوتاسيوم في الماء، ثمّ عند التبخُّر تتبلور الشبّة من المحلول وتصحب على شكل بلوراتٍ صغيرةٍ. حينها يمكن أن تُطحن في حال كان المقصود الحصول عليها بشكلها المطحون.
كذلك، فإنَّ طريقة الإنتاج الأكثر شيوعًا للشبة المطحونة هي معالجة خام البوكسيت بحمض الكبريتيك؛ ثمّ بكبريتات البوتاسيوم. كما يتم إنتاج شبّة الأمونيوم بتبخير محلولٍ مائيٍّ يحتوي على كبريتات الأمونيوم وكبريتات الألومنيوم. ويمكن الحصول عليها أيضًا بمعاملة خليطٍ من كبريتات الألومنيوم وحمض الكبريتيك مع الأمونيا.
طبيعيًا، توجد الشبّة بشكلٍ طبيعيٍ في معادنٍ مختلفةٍ. فعلى سبيل المثال، توجد شبّة البوتاسيوم في معادن الكالينيت، والأونيت، والليوسيت، والتي يمكن معاملتها بحمض الكبريتيك للحصول على بلورات الشبّة والتي تعدّ شكل الشبة المطحونة الأكثر شيوعًا.
كما أنّ الشبّة المطحونة في الوقت ذاته عديمة اللون والرائحة؛ وموجودةٌ كمسحوقٍ بلوريٍّ أبيض يشبه السكر وهذا ما يجعل من السهل تمييز شكل الشبة المطحونة. وإلى جانب شكل الشبة المطحونة، تتمتّع الشبّة بخصائصٍ حسيّةٍ أخرى مميزةٍ كالطعم، حيث أنّ معظم الشبة لها طعمٌ قابضٌ وحامضٌ.
أضافةً لخصاص وشكل الشبة المطحونة، تكون الشبّة المطحونة عمومًا قابلةً للذوبان في الماء الساخن، ويمكن ترسيبها بسهولةٍ من المحاليل المائية لتكوين بلورات كبيرةٍ ثمانية السطوح.
هل فوائد الشبة المطحونة مثبتة علميًا؟
نعم، في الحقيقة توجد كثيرٌ من الأبحاث والدراسات العلمية التي تثبت صحة فوائد الشبة المطحونة؛ وبالتالي يمكن القول أنّ بعضًا من فوائد الشبة المطحونة مثبتة علميًا وهي تلك الفوائد التي تمّت دراستها فقط ضمن الأبحاث، أمّا الفوائد التقليدية والمحكيّة فهي تبقى بحاجةٍ للبحث وإخضاعها للتجارب العلمية للتأكُّد منها وإثبات صحتها.
فوائد الشبة المطحونة
يوجد تضاربٌ كبيرٌ في الأبحاث العلمية بخصوص فوائد الشبة المطحونة، فكثيرٌ من الباحثين والمراكز البحثية تعتبر الشبّة المطحونة مادةً ضارةً للإنسان على المدى الطويل؛ والبعض يذهب إلى أبعد من ذلك ليصنّفها على أنّها مادةٌ مسببةٌ لسرطان الثدي. لذلك لا يمكن الجزم تمامًا بأنّ جميع فوائد الشبة المطحونة مثبتة علميًا.
وبشكلٍ عام، تتعدّد فوائد الشبة المطحونة وتختلف بحسب الغرض من استخدامها. فهي تستخدم صناعيًا في العديد من المنتجات ومستحضرات التجميل نظرًا لفوائد الشبة المطحونة وخصائصها المميزة للبشرة والجلد. وفيما يلي أهمّ فوائد الشبة المطحونة:
- فوائد الشبة المطحونة للبشرة: استخدم الناس الشبة المطحونة طبيًا لفترةٍ طويلةٍ. ومع ذلك، ليس من الواضح ما إذا كان لها أيُّ فوائدٍ طويلة المدى لصحة الجلد، حيث لا توجد دراساتٌ علميةٌ حول هذا الموضوع. ويأتي الكثير مما يعرفه الناس عن خصائص وفوائد الشبة المطحونة من الأدلة القصصية أو الملاحظات المحكية. وعلميًا، من المعروف أن الشبة المطحونة تُثبّط نمو العديد من سلالات البكتيريا الشائعة، بما في ذلك المكورات العنقودية Staphylococcus والمكوّرات العقدية Streptobacillus. وقد أثبتت دراسةٌ مختبريةٌ أُجريَت عام 2014 ذلك عن طريق أخذ مسحاتٍ من إبط خمسة مشاركين ذكور، وزراعة البكتيريا في أطباق الآجار، وتعريضهم للشبة المطحونة. لكنّ هذه الدراسة أظهرت فقط كيف تعمل الشبة المطحونة بشكلٍ جيدٍ في الظروف المخبرية على أطباق الآجار في شروطٍ متحكّمٍ بها وليس مباشرةً على جلد الإنسان.
- فوائد الشبة المطحونة طبيًا: تعتبر إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) الشبة المطحونة؛ أو شبّة البوتاسيوم؛ مادةً آمنةً بصورةٍ عامةٍ (GRAS). حيث تتكون شبّة البوتاسيوم من بلوراتٍ كبيرةٍ وشفافةٍ تُستخدم في منتجاتٍ مختلفة مثل الأطعمة أو الأدوية كمادةٍ دارئةٍ أو معادلةٍ أو كعامل تشكيلٍ.
لذلك فإنَّ إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) تصرّح بإمكانية استخدام الشبة المطحونة في منتجات المعالجة المنزلية أو المنتجات التي تُصرَف دون وصفةٍ طبيّةٍ. ونظرًا لوجودها في العديد من الأدوية المختلفة، فإنّ الدواعي والفوائد الطبية الرئيسية لاستخدام شبة البوتاسيوم هي:
- الإمساك.
- مادة قابضة في مستحضرات التجميل أو الأدوية، حيث تساعد على انكماش الأنسجة وجفاف الإفرازات.
- دواء فموي للعناية بالصحة.
- جزء من المستحضرات في منتجات التنظيف ومنتجات العناية بالبشرة والمرطبات ومساحيق الوجه ومزيلات العرق.
- مضاد للعرق.
- مضاد للفطريات.
ومن أجل فهم كيف تفيد الشبة المطحونة في تلك الخصائص، فإنَّ آلية عمل الشبة المطحونة أو شبّة البوتاسيوم تتمثل في الوظائف الرئيسية لها في الأدوية كعاملٍ قابضٍ أو مطهرٍ أو عاملٍ مساعدٍ. حيث يظهر الفعل القابض لها عن طريق تحريض التخثر في طبقات الأنسجة السطحية حتى تكوين قشرة.
ويؤدي تكوين أيونات الشبة إلى تحييد الشحنات الموجودة على بروتينات البلازما الدموية، ممّا يؤدي إلى تخثر الدم. وقد لوحظ تأثيرٌ مماثلٌ في المطهرات حيث تتفاعل هذه الأيونات مع الأحماض العضوية الحرة ومجموعات الثيول من البروتينات على الميكروبات والبروتينات الحرة، ممّا يؤدي إلى ترسيب البروتين. سيؤدي هذا الإجراء إلى تقلص الأنسجة وتجفيف الإفرازات.
أمّا عن خواصه المساعدة أي كعاملٍ مساعدٍ، فإنّ الشبة تستخدم بشكلٍ أساسيٍ في إنتاج اللقاحات فوجود هذه المادة الكيميائية يُعزز الاستجابة المناعية للقاحات في الجسم.
كذلك يكون عدم قابليتها للامتصاص عبر الجلد أحد فوائد الشبة المطحونة، فقد وجدت شبة البوتاسيوم في شكلها الاثني عشر المُميّه dodecahydrate (أي 12 جزيء ماء تتبلور لكل جزيء من المادة الصلبة) الذي يُنتج جزيئًا كبيرًا جدًا بحيث لا يمكن امتصاص هذا الجزيء الكبير من خلال الجلد عندما يتم إضافة هذه المادة كعاملٍ قابضٍ في المنتجات والأدوية الموضعية التي تصرف دون وصفةٍ طبيةٍ.
وإذا تم تناول الشبة بهذه الصورة، فإنّ أملاح الألومنيوم تذوب بسرعةٍ في المعدة ومن ثم يمكن أن تولد هيدروكسيد الألومنيوم أو أملاح الألومنيوم الأساسية ضعيفة الامتصاص.
استخدامات الشبة المطحونة
تتعدّد استخدامات الشبة المطحونة في مختلف المجالات، ولكن تم استبدالها جزئيًا بكبريتات الألومنيوم نفسها، والتي يمكن الحصول عليها بسهولةٍ عن طريق معالجة خام البوكسيت بحمض الكبريتيك.
وفيما يلي أهم استخدامات الشبة المطحونة الشائعة:
- تنبع استخدامات الشبة المطحونة تجاريًّا بشكلٍ أساسيٍّ من التحلل المائي لأيونات الألومنيوم، مما يؤدي إلى ترسيب هيدروكسيد الألومنيوم. وهذه المادة الكيميائية لها استخداماتٌ صناعيةٌ مختلفة. فمثلًا يتم تحديد حجم الورق عن طريق ترسيب هيدروكسيد الألومنيوم في فجوات ألياف السليلوز. حيث يقوم هيدروكسيد الألومنيوم بامتصاص الجسيمات العالقة من الماء، وبالتالي فهو عامل تلبُّدٍ أو ترسيبٍ مفيدٌ في محطات تنقية المياه.
- من استخدامات الشبة المطحونة الشائعة هو استعمالها كمادةٍ (رابطةٍ) في الصباغة، حيث تفيد الشبة المطحونة في تثبيت الصبغة على القطن والأقمشة الأخرى، مما يجعل الصبغة غير قابلةٍ للانحلال والتالي يزيد ذلك من ثبات الأصبغة على الألبسة.
- تستخدم الشبة المطحونة أيضًا في صناعة المخللات أي من أجل التخليل، وكذلك في خميرة الخبز الشائعة الاستخدام (baking powder)، وفي طفايات الحريق، وأيضًا كمادةٍ قابضةٍ في الطب.
- يمكن للناس استخدام الشبة المطحونة كمزيلاتٍ للرائحة مضادٍ للعرق ولتقليل تهيج ما بعد الحلاقة أو وقف النزيف من الجروح الصغيرة.
- الشبة المطحونة عاملٌ قابضٌ ومضادٌّ للجراثيم، مما يعني أنها تمنع نمو البكتيريا. ومع ذلك، تشير بعض الدراسات إلى أنّ مزيلات العرق المحتوية على الألومنيوم قد تزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي.
- استخدامات الشبة المطحونة للبشرة: تحوي الشبة وبالتحديد شبة البوتاسيوم على الألومنيوم وهي تستخدم تجاريًّا في مستحضرات التجميل والعناية الشخصية لما تمتلكه من خصائصٍ قابضةٍ (تجعل الأنسجة تتقلص وتنكمش) ومضادةٍ للبكتيريا مما يجعلها مفيدةً كمادةٍ حافظةٍ، حيث يمكن أن يقلل من نمو البكتيريا في منتجات العناية الشخصية ويطيل عمرها الافتراضي.
- كذلك يتسبب التأثير القابض للشبة في تقلص الأنسجة، مما يجعلها تتقلص أو تنكمش. حيث يستخدم الناس أحيانًا الأدوية القابضة لتقليل ظهور المسام على الجلد.
- تحتوي الشبة على مجموعةٍ من الاستخدامات الموضعية، بما في ذلك مزيل العرق المضاد للتعرق. كما أنّها تتميز كمكونٍ في بعض منتجات ما بعد الحلاقة، مثل أقلام ما بعد الحلاقة المعروفة باسم (styptic pencils) التي تساعد على منع الجروح والندبات في الجلد الناتجة عن الحلاقة. حيث تساهم الشبة في منع نمو البكتيريا وتقليل الالتهاب، وبذلك قد تساعد في تقليل خطر الإصابة بطفحٍ جلديٍّ أو عدوى.
- ومن استخدامات الشبة المطحونة الأخرى استخدامها في إنتاج اللقاحات، حيث تعدّ شبة البوتاسيوم أيضًا من العناصر المساعدة الشائعة، ممّا يعني أنّها تعزز استجابة الجهاز المناعي للحقنة. ومع ذلك، فإن العلماء ليسوا متأكدين من كيفية قيام الشبة بذلك الفعل.
استخدام الشبة المطحونة للعرق
يشيع عند كثيرٍ من الناس استخدام الشبة المطحونة للعرق، حيث تستخدم الشبة المطحونة بصورةٍ شائعةٍ كمزيلٍ للعرق أو في الاستخدامات التجميلية الأخرى.
يأتي استخدام الشبة المطحونة للعرق وخصوصًا مضادات التعرق ومزيلات العرق التجارية كونها تتمتّع بخصائصٍ فريدةٍ تجعلها قادرةً على تقليل التعرق. حيث تكون الشبة المطحونة متوفرةً في كل من مزيلات العرق التقليدية أو كألواحٍ تشبه ألواح الصابون يبللها الناس ثم يفركونها مباشرةً تحت الذراعين أو بعد الحلاقة أيضًا. وتشير بعض الشركات إلى هذه المنتجات باسم "مزيلات العرق الكريستالية".
يعدّ مزيل العرق الكريستالي نوعًا من مزيلات العرق البديلة وهو مصنوعٌ من شبة البوتاسيوم التي تعدّ ملحًا معدنيًّا طبيعيًّا، وقد تم استخدام الشبة المطحونة أو شبة البوتاسيوم كمزيلٍ للعرق في جنوب شرق آسيا لمئات السنين. بينما أصبح مزيل العرق الكريستالي أكثر شيوعًا في الثقافات الغربية في الثلاثين عامًا الماضية.
تتوفر مزيلات العرق الكريستالية على شكل ألواحٍ تشبه ألواح الصابون أو رولاتٍ أون أو بخاخاتٍ. وفي بعض الأحيان يمكن العثور عليها على شكل جيل أو كمسحوقٍ مطحونٍ.
وقد اكتسبت مزيلات العرق الكريستالية شعبيتها بسبب انّها مكوناتٌ طبيعيةٌ، منخفضة التكلفة، ونتيجةً لامتلاكها تلك الفوائد الصحية المزعومة. لكن لا توجد دراساتٌ علميةٌ تثبت مزايا مزيل العرق الكريستالي، وتبقى العديد من الفوائد غير مؤكدةٍ. لكن استنادًا إلى تجارب بعض الناس فإنَّها قد تكون مفيدةً للبعض وغير فعالةٍ عند بعضهم الآخر. وبالتالي يعود الأمر برمّته إلى مسألة التفضيل، حيث تختلف كيمياء الجسم لدى كل شخصٍ.
قد تعمل مزيلات العرق التي تحتوي على الشبة المطحونة على تقليص قنوات العرق في الجلد وتقليل نمو وتكاثر البكتيريا المسببة لرائحة الجسم في تلك المناطق وخصوصًا تحت الإبطين.
من ناحيةٍ أخرى، قد يثير استخدام الشبة المطحونة للعرق الشكوك في مخاطرها وخصوصًا أنّ الأبحاث العلمية تتضارب في هذا الخصوص، لكن يمكن القول أنّه لا يوجد دليلٌ علميٌّ قاطعٌ على أنّ شبة البوتاسيوم تصنّف كمادةٍ سامّةٍ أو على أنّها مادةٌ مشكوكٌ بإمكانية تسببها بمخاطرٍ على صحة المستهلكين في مستويات الاستخدام العادية المعتمدة حاليًا.
ويُعتقد على نطاقٍ واسعٍ أنّ امتصاص الألمنيوم والمواد الكيميائية الضارة الأخرى من خلال الإبط يمكن أن يؤدي إلى الإصابة بسرطان الثدي. لكن وفقًا لمصدر المعهد الوطني للسرطان، لا توجد دراساتٌ علميةٌ تدعم هذه الادعاءات. ومع ذلك، لا يزال بعض الناس يرغبون في التخلص من المواد الكيميائية غير الضرورية من المنتجات التي يستخدمونها على أجسامهم قدر الإمكان.
إضافةً إلى استخدام الشبة المطحونة للعرق وخصوصًا عند أصحاب البشرة الدهنية، فإنّ الشبة المطحونة تستخدم لتقليل ظهور حَبّ الشّبَاب. حيث يستخدم بعض الأشخاص الشبة لتقليل إفرازات البشرة الدهنية وحب الشباب، نظرًا لكونها مادةً قابضةً ومثبطةً للبكتيريا. لكن لا يوجد أيّ بحثٍ يؤكّد فعالية هذا الاستخدام بينما تشير التوصيات المحكية والقصصية إلى أنّها تساعد في تقليل ظهور حب الشباب.
كذلك قد يظهر استخدام الشبة أيضًا في قائمة مكونات منتجات تبييض البشرة، ولكن لا يوجد دليلٌ علميٌّ على أنّها تعمل على تفتيح البشرة.
استخدام الشبة المطحونة في الصباغة
يشيع استخدام الشبة المطحونة في الصباغ، حيث تستخدم لتثبيت الصبغة كمادةٍ معادلةٍ ومثبتةٍ في الصباغة الطبيعية. وعادةً ما تتطلب الصباغة السريعة للملابس مادةً معدّلةً ومثبتةٍ للصبغة. والشبة عبارةٌ عن أملاحٍ معدنيةٍ تسهل التصاق الصبغة بألياف النسيج. حيث تتطلب ألياف السليلوز أيضًا التانين من أجل الارتباط جيدًا. ولا يعد التانين من الناحية الفنية مادةً أساسيةً (فهي ليست أملاحًا معدنيةً) ولكنها غالبًا ما يتم تضمينها عند الحديث عن عملية تثبيت الصبغة على ألياف السليلوز.
عند استخدام الشبة المطحونة في الصباغة، يُوصى بنسبة 10 غرامات من الشبة المطحونة لكل 100 غرام من الوزن الجاف للنسيج (القماش أو الملابس). ويمكن أيضًا استخدام الشبة المطحونة جنبًا إلى جنبٍ مع التانين لإنتاج الشبة على ألياف السليلوز (النباتية). حيث أنّ الشبة أو كبريتات ألومنيوم البوتاسيوم هي المادة الأكثر استخدامًا من قبل الصباغين للألياف والأقمشة البروتينية (الحيوانية) والسليلوز (النباتية).
يحسن استخدام الشبة المطحونة في الصباغة من خصائص اللون والثبات للملابس عند الغسيل لجميع الأصباغ الطبيعية ويحافظ على نقاء الألوان. كما أنّها غير مكلفةٍ وآمنةٌ للاستخدام. ويتم تنقية هذا الشكل من الشبة من البوكسيت، وهو الحالة الخام لمعدن الألومنيوم، ويكون خاليًا من الشوائب (مثل الحديد) التي قد تحتويها بعض أنواع الشبة الأخرى.
كذلك، غالبًا ما تكون أسيتات الألومنيوم (أسيتات الشبة) هي مادة الشبة المطحونة المفضلة لألياف وأقمشة السليلوز. حيث يتم تكريرها من البوكسيت بحمض الخليك كعاملٍ للتنقية. لهذا السبب، تتطور بعض الأصباغ إلى إعطاء ألوانٍ غامقةٍ أكثر ثراءً على السليلوز عند وضعه بخلات الألومنيوم. حيث يوصى باستخدام أسيتات الألومنيوم عند التلوين باستخدام الأصباغ الطبيعية، ولكنها أكثر تكلفةً وأحيانًا يصعب العثور عليها.
فوائد الشبة المطحونة للمهبل
قد يكون من المهم لبعض النساء معرفة فوائد الشبة المطحونة للمهبل، فقد شاع استخدام شبة البوتاسيوم لتضييق المهبل وهذا ما يجعل بعض النساء تبحث عن حقيقة فوائد الشبة المطحونة للمهبل.
استخدمت الشبة المطحونة لتضييق المهبل، نظرًا لأنّها مادةٌ قابضةٌ تساعد على تضيُّق وانكماش الأنسجة الجلدية وبالتالي كان أحد أهم فوائد الشبة المطحونة للمهبل هو زيادة المتعة الجنسية للشريك، وللمحافظة على حجم المهبل وتأخير الترهلات مما يجعله يبدو أصغر سنًا. أو كان ذلك لغرض إخفاء دليل الخيانة الزوجية في بعض المجتمعات.
وقد أوضحت بعض المستخدمات عند استخدام الغسول بالشبة (شبة البوتاسيوم) لزيادة شدّ المهبل عن زيادة جاذبية المهبل وعن تحسن الرغبة الجنسية عند الشريك. حيث أنّه عند وضع الشبة على الغشاء المخاطي للمهبل، فإنها تشكل طبقةً واقيةً سطحيةً وتجعل البشرة تتصلّب وتنكمش أيضًا.
وعلى الرغم من الاعتقاد عمومًا أنّ الشبة تعزز التحفيز الجنسي للزوج، إلّا أنّه لم يتم إجراء أيّ دراسةٍ علميةٍ حول تأثيره في التحفيز الجنسي والإثارة. حيث تقل نسبة حدوث إصابات الجماع مع زيادة عدد مرات الإنجاب، وتكون الأنسجة المهبلية المرنة التي تعافت وعادت لصورتها الطبيعية بعد الولادات المتتالية أقل عرضةً للإصابات أو الأذية الجنسية عند الجماع. لذلك يكون تأثير شبة البوتاسيوم في هذه الحالة غير مرغوبٍ فهو يجعل ظهارة المهبل صلبةً وجافةً، مما يسبب الكثير من الاحتكاك بين القضيب والمهبل أثناء الجماع الذي يكون مسؤولًا على الأرجح عن حدوث الناسور المهبلي.
أضرار الشبة المطحونة
يكثر الحديث عن أضرار الشبة المطحونة نظرًا لوجود بعض التوصيات حول إمكانية تسبّبها بسرطان الثدي أو غيرها من المخاطر على الجلد.
وفيما يلي أهم مخاطر وأضرار الشبة المطحونة المحتملة:
- زيادة خطر الإصابة بسرطان الثدي: أهم أضرار الشبة المطحونة المحتملة هي إمكانية أن تزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي عند استخدامها المتكرر على المدى الطويل حسب بعض الدراسات العلمية. حيث أنَّ بعض الدراسات تشير إلى وجود علاقةٍ محتملةٍ بين مضادات التعرق التي تحتوي على الألمنيوم وارتفاع معدلات الإصابة بسرطان الثدي. ومع ذلك، فإنّ بعض الدراسات القديمة حول هذا الموضوع لم تسفر عن نفس النتائج. لذلك سيكون من الضروري إجراء المزيد من الأبحاث لإثبات ما إذا كان الألمنيوم في أنسجة الثدي يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي.
- التهيُّج: إذا دخلت الشبة المطحونة إلى العين، فقد يتسبب ذلك في حدوث تهيُّجٍ. وفي بعض الحالات، قد يسبب ذلك ضررًا طويل الأمد. لذلك إذا دخلت الشبة المطحونة في العين، يجب على الشخص إزالة أي نظاراتٍ أو عدساتٍ لاصقةٍ على الفور وشطف العين باستمرارٍ بماءٍ بدرجة حرارة الغرفة لمدة 15-20 دقيقةً.
- التسمم بالشبة: يمكن أن تسبب منتجات الشبة المطحونة أيضًا تسممًا خفيفًا إذا تناولها الفرد، مما قد يؤدي إلى الغثيان والقيء واضطراب المعدة. ومع ذلك، يجب أن تختفي هذه الأعراض بسرعة، وقد يقلل الأكل أو الشرب من آثارها. لكن إذا ابتلع شخصٌ ما كميةً أكبر من الشبة المطحونة أو إذا كان لديه ضعفٌ في وظائف الكلى، فيجب عليه مراجعة المركز الصحي أو المستشفى للحصول على المساعدة.
- مرض الزهايمر: وجدت دراسةٌ مرجعيةٌ قديمةٌ تعود لعام 2008 لوجود ارتباطٍ محتملٍ بين الألومنيوم والعمليات العصبية المسؤولة عن مرض الزهايمر. ومع ذلك، لم تنظر المراجعة في استخدام الشبة على وجه التحديد. وبدلًا من ذلك، فحصت مخاطر التعرض للألمنيوم من أيّ نوعٍ كان، بما في ذلك التعرض الموضعي والشفوي والبيئي. لذلك يبقى من الضروري إجراء دراساتٍ أكثر تحديدًا حول الاستخدام الموضعي للشبة المطحونة لمعرفة ما إذا كانت هناك ارتباطاتٌ لها بمرض الزهايمر.
- السمية البيئية: يعتقد علماء البيئة أنّ الشبة قد تكون سامةً للبيئة، مضيفين أنّهم يشتبهون في أنها قد تكون مادةً تتراكم حيويًا في الأجسام الحية. وهذا يعني أنّ المادة تتراكم في الموائل أو أجسام الحيوانات، بدلًا من أن تتحلل. لكن يبقى من الضروري إجراء مزيدٍ من البحث لفهم ما إذا كان هذا الاعتقاد صحيحًا وما هي الآثار البيئية المحتملة المترتبة على استخدام الشبة.
أمّا الآثار الجانبية لاستخدام الشبة المطحونة، فيمكن أن تشمل ما يلي:
- التنميل
- التضيُّق (الانكماش)
- الجفاف
- الحكة
- كما قد يكون من الممكن أيضًا أن يعاني الأشخاص من حساسية الشبة، على الرغم من عدم وجود دليلٍ علميٍّ قويٍّ لتحديد ذلك.
اقرأ/ي أيضًا:
هل يمكن التخلص من أسباب تعرق اليدين؟
هل يمكن علاج فرط التعرق في الجسم نهائيًا؟
هل يوجد حل للتعرق الليلي والقلق؟