هل يعتمد التقويم الشمسي على حركة الشمس؟

تتعدد التقاويم في الحضارات المختلفة، فمنها ما يسمى بالتقويم الشمسي ومنها ما يسمى بالتقويم القمري وغيرها.

في هذا المقال سيتم التعريف بأهم أنظمة التقويم المعمول بها حول العالم في يومنا هذا، كما سيتم الإجابة على سؤال هل يعتمد التقويم الشمسي على حركة الشمس؟

ما هو التقويم الشمسي؟

التقويم الشمسي هو أيُّ نظامٍ للتاريخ يعتمد على السنة الفصلية الموسمية التي تبلغ حوالي 365 يومًا وربع اليوم، وهو الوقت الذي تستغرقه الأرض للدوران مرةً واحدةً حول الشمس.

ومن أجل فهم ما هو التقويم الشمسي، يبدو أنّ المصريين القدماء كانوا أوّل من وضع تقويمًا شمسيًا مستخدمين كنقطةٍ ثابتةٍ معاودة الظهور السنوي لشروق نجم سيريوس في السماء الشرقية، والتي تزامنت مع الفيضانات السنوية لنهر النيل.

ولقد أنشأوا تقويمًا شمسيًّا تتكون فيه السنة من 365 يومًا، حيث نتكوّن من 12 شهرًا وكلّ شهرٍ منها مؤلّفٌ من 30 يومًا، مع إضافة 5 أيامٍ في نهاية العام. غير أن فشل المصريين في حساب الجزء الإضافي من اليوم تسبب في انزياح وانحراف تقويمهم تدريجيًا نحو الخطأ وعدم الدقة.

من اخترع التقويم الشمسي؟

بعد معرفة ما هو التقويم الشمسي، سيكون من المفيد أيضًا معرفة من اخترع التقويم الشمسي. حيث أنّ المصريين القدماء هم أوّل من اخترع التقويم الشمسي، فقد طوّروا أول تقويمٍ شمسيٍ مسجلٍ في حوالي 3000 قبل الميلاد.

وفيما يلي أبرز النقاط التي توضّح جهود من اخترع التقويم الشمسي قديمًا:

• قسّم المصريون الذين اخترعوا التقويم الشمسي السنة خلال تقويمهم إلى 12 شهرًا، وكلٌّ منها مؤلّفٌ من 30 يومًا، وبالتالي فالسنة في التقويم الشمسي عندهم كانت تتألف من 360 يومًا.
• لاحقًا تمت إضافة 5 أيامٍ إضافيةٍ لتعويض النقص في عدد الأيام ولتصبح السنة من 365 يومًا. لكن حتّى بعد إضافة الأيام الخمسة بقي هناك خللٌ التقويم الشمسي عند المصريين حيث كان هناك انزياحٌ بمقدار يومٍ واحدٍ مع مرور السنوات ولم يتلافوا ذلك الخطأ حينها. 
• وقد بدأ العام في التقويم الشمسي عند المصريين بشهر تموز (يوليو) عندما يرتفع ويشرق النجم سيروس تمامًا مع شروق الشمس (الارتفاع الشمسي).
• ثمّ بحلول عام 300 قبل الميلاد، قام المصريون بقياس العام على أنّه مكوّنٌ من 365.25 يومًا، أي أطول بـ 11 دقيقةُ و 14 ثانية فقط من القيمة أو المدّة الحقيقية.

ولفهم من اخترع التقويم الشمسي الحالي، لا بدّ من معرفة كيف تمّ تطوير ذلك التقويم عبر الزمن. حيث يمكن إيجاز أهمّ نقاط التحوّل والتطورات التي شهدها التقويم الشمسي بمختلف تسمياته وأشكاله:

• قدّم بطليموس الثالث يورجتس ملك مصر، في مرسوم كانوب عام 237 قبل الميلاد، يومًا إضافيًا كلّ أربع سنواتٍ إلى التقويم الأساسي المكون من 365 يومًا.
• وقد تمّ إدخال هذا الإجراء أيضًا في التقويم السلوقي المعتمد في 312 قبل الميلاد. وفي الجمهورية الرومانية، حل يوليوس قيصر عام 45 قبل الميلاد ذلك التقويم الشمسي المعدل والذي سمّي بالتقويم اليولياني (الشرقي) لاحقًا محل التقويم الجمهوري الروماني غير الواضح، والذي ربما كان يعتمد على التقويم القمري لليونانيين.
• وقد حدد التقويم اليولياني عدد الأيام لأشهر السنة الـ 12 حيث بلغ عدد الأيام لكل شهرٍ 30 أو 31 يومًا لـ 11 شهرًا منها ولكن عددٌ أقل لشهر شباط (فبراير)؛ وبالتالي أتاحت تلك الخطوة ظهور سنةٍ كبيسةٍ كل أربع سنواتٍ.
• وعلى الرّغم من ذلك، فقد جعل التقويم اليولياني السنة الشمسية طويلةً جدًا عن طريق إضافة رُبع يومٍ كاملٍ سنويًا مع الانتباه إلى أنّ السنة الشمسية تتكون في الواقع من 365.2422 يومًا. وبحلول منتصف القرن السادس عشر، نتج عن الوقت الإضافي خطأٌ متراكمٌ يبلغ حوالي 10 أيامٍ. ولتصحيح هذا الخطأ، وضع البابا غريغوري الثالث عشر التقويم الميلادي الغربي (الغريغوري) في عام 1582، حيث انخفض من 5 إلى 14 أكتوبر من ذلك العام وحذف السنوات الكبيسة عندما تعثّرت في سنواتٍ مائةٍ لا تقبل القسمة على 400، على سبيل المثال، 1700، 1800، 1900.

هل يعتمد التقويم الشمسي على حركة الشمس؟

نعم، يعتمد التقويم الشمسي على حركة الشمس الظاهرية على مدار العام بصورةٍ أساسيةٍ، حيث تضمّ التقويمات الشمسية 365 يومًا وربع. ويتمّ عادةً تقسيم السنة في التقويم الشمسي إلى 4 فصولٍ، وبالتالي يظل هذا التقويم متماشيًا مع التغيرات الموسمية السنوية. حيث لا يقوم التقويم الشمسي بأي محاولةٍ لمطابقة التغييرات في القمر.

التقويم الشمسي والقمري

لفهم الفرق بين التقويم الشمسي والقمري، يمكن توضيح النقاط الآتية:

• إنَّ التقويمات الشمسية تستند أساسًا إلى حركة الشمس الظاهرية في السماء على مدار العام، أي بصورةٍ أدقّ حركة الأرض حول الشمس بحيث تكون السنة في التقويم الشمسي هي المدة التي تُكمِل فيها الأرض دورتها الكاملة حول الشمس والتي تعادل 365 يومًا وربع.
• كما تقيس التقاويم الشمسية الأخرى (مثل التقويم الفارسي، والتقويم الميلادي الغربي) الوقت من حيث المدة التي تستغرقها الأرض لإكمال دائرة واحدة من الشمس. وتمتلك التقويمات الشمسية مشكلاتٍ مشابهةٍ للتقويمات القمرية.
• استخدم علماء الفلك الأوائل الانقلابات أي عندما تكون الشمس في أبعد نقطةٍ عن خط الاستواء؛ والاعتدالات عندما تعبر الشمس مستوى خط الاستواء للأرض كنقاط بدايةٍ ونهايةٍ للعام في التقويم الشمسي.
• ومن أكثر الطرائق شيوعًا لقياس طول العام في العصور القديمة استخدام عقربٍ يشبه المسلّة أو العصا ويكون عبارةً عن هيكلٍ يلقي بظلاله، مثل العصا العمودية أو المثلث في وسط الساعة الشمسية. ويعبّر الظل الذي يلقيه عقرب الساعة الشمسية عبر المسارات عن الزمن بينما تتحرك الشمس عبر السماء، ويستخدم لمعرفة الوقت من اليوم. وكذلك فقد تمّ تطوير الساعات الشمسية لأول مرةٍ من قبل المصريين القدماء.
• أمّا بالنسبة للتقويم القمري (مثل التقويم الهجري الإسلامي) فهو التقويم الذي يكون متزامنًا مع مراحل القمر أي الشكل الظاهريّ للقمر في السماء ويعتمد على عدد دورات القمر الكاملة كأساسٍ في احتساب الأشهر. ونظرًا لأنّ الشهر القمريَّ ليس جزءًا متساويًا من السنة، فإنّ التقويم القمري البحت يميل إلى الانحراف عكس الفصول وهذا أهمّ فرقٍ بين التقويم الشمسي والقمري.
• في التقويم القمري، يعد المظهر المتغير للقمر في سماء الليل علامةً واضحةً على مرور الوقت. ففي بداية دورته (أي القمر الجديد) يقع القمر مباشرةً بين الشمس والأرض ولا يمكننا رؤية وجهه المضيء. وعندما يتحرك القمر في مداره، نرى هلالًا. ثمّ ينمو الهلال خلال فترةٍ من الليالي حتى يمكن رؤية القمر بالكامل (البدر)؛ عندما يصبح هناك اكتمالٌ للقمر. ثم يتلاشى البدر حتى لا يمكن رؤيته من الأرض مرةً أخرى.
• تسمى هذه الدورة بدورة القمر، وهي تشكل الوحدة الأساسية (الشهر = القمر) للعديد من التقويمات القمرية السابقة الأولية. ويستغرق القمر في دورته تلك 29.53 يومًا في المتوسط، لذلك في كل شهرٍ قمريٍّ تعاد تلك الدورة، وبالتالي تكون السنة القمرية هي المدة التي يحتاجها القمر ليتمّ 12 دورةً كاملةً أي 12 شهرًا قمريًّا.
• أيضًا، يوجد هناك التقويم الشمسي والقمري في آنٍ واحدٍ، حيث يعتمد هذا التقويم القمري الشمسي (على سبيل المثال التقويم العبري، التقويم الهندوسي) على مزيجٍ من كلٍّ من الحسابات القمرية والشمسية (أي تعتمد الأشهر على الأشهر القمرية، لكنّ السنوات تعتمد على السنوات الشمسية)، وبالتالي يكون لمعظم السنوات 12 شهرًا؛ ولكنّ كل سنةٍ ثانيةٍ أو ثالثةٍ فيها 13 شهرًا (بما في ذلك الشهر الأقرب) من أجل إعادة تنظيمها مع المواسم السنوية.

الفرق بين التقويم الشمسي والميلادي

في الحقيقة، لا يمكن الحديث عن الفرق بين التقويم الشمسي والميلادي كون التقويم الميلادي المعروف بالتقويم الغريغوري هو تقويمٌ شمسيٌّ، لذلك لا تصحّ مقارنته بالتقويم الشمسي؛ بل يمكن توضيح الفرق بينه وبين باقي التقاويم الشمسية الأخرى مثل اليولياني وغيره.

وفيما يلي أهمّ نقاط المقارنة بين التقويم الشمسي الميلادي والتقويم اليولياني:

• من أجل توضيح انعدام الفرق بين التقويم الشمسي والميلادي، فإنَّ التقويم الميلادي الغريغوري (Gregorian calendar) هو تقويمٌ شمسيُّ مسيحيٌّ ونظامٌ للتأريخ يستخدم في معظم دول العالم حاليًا.
• وقد تمّ تسميته على اسم البابا غريغوري الثالث عشر، الذي أصدر المرسوم البابوي (Inter gravissimas) في عام 1582 معلنًا عن إصلاحات التقويم لجميع المسيحيين الكاثوليك.
• وقد تم تعديل التقويم الميلادي التقويم اليولياني الحالي، والذي أدخله يوليوس قيصر إلى الجمهورية الرومانية القديمة في 46 قبل الميلاد. حيث تمّ وضعه في عام التقويم الغريغوري.
• كان التقويم اليولياني (Julian calendar) المعدل هو التقويم السائد في معظم أنحاء أوروبا (وكذلك بعض البلدان الإسلامية)، حتى حلّ محلها التقويم الغريغوري في عام 158.
• ويعدّ التقويم اليولياني عبارةً عن تقويمٍ شمسيٍ أيضًا يتكون من سنةٍ عاديةٍ من 365 يومًا مقسمةٍ إلى 12 شهرًا، مع يومٍ كبيسٍ يُضاف في شهر شباط (فبراير) كل أربع سنواتٍ. وقد كانت أسماء الأشهر هي نفسها في التقويم الروماني السابق، لكن جرى تعديل أطوال الأشهر إلى 30 و 31 يومًا (عدى شهر شباط الذي كان 28/29 يومًا) وهي المعروفة عندنا حاليًا.
• أدى إصلاح التقويم الميلادي إلى تقليل عدد السنوات الكبيسة، بحيث لا تُعدّ السنوات القابلة للقسمة على 100 (والتي كانت ستصبح سنواتًا كبيسةً) وفقًا لذلك سنواتًا كبيسةً، ما لم يكن العام قابلًا للقسمة أيضًا على 400.
• وقد كان لهذا التصحيح تأثيرًا أيضًا في طول العام بحيث تعدّل طول العام من 365.25 يومًا إلى 365.2425 يومًا ليصبح بذلك أكثر دقةً.
• وبينما كان التقويم اليولياني يتقدم بمقدار خطأٍ يبلغ 11 دقيقةً تقريبًا كل عامٍ، كان التقويم الميلادي الغريغوري أكثر دقةً بمعدل انزياحٍ يبلغ 2.6 ثانيةً فقط في السنة. وهذا كان دقيقًا بما فيه الكفاية بحيث لن تكون هناك حاجةٌ إلى يومٍ كبيسٍ إضافيٍّ للتعويض عن الأخطاء المتراكمة حتى حوالي عام 4000.
• كذلك، فقد تناول إصلاح التقويم الميلادي الغريغوري عام 1582 أيضًا التأثير التراكمي لأخطاء التقويم اليولياني البالغة 11 دقيقةً (والتي يعود تاريخها إلى المجلس الأول لنيقية في 325 م) عن طريق تخطي الأيام العشرة تمامًا من الخامس إلى الرابع عشر من أكتوبر عام 1582. وبذلك أصبح التاريخ مضبوطًا بصورةٍ دقيقةٍ تمامًا.
• منذ ذلك الحين، يُستخدم التقويم الغريغوري حاليًا في معظم أنحاء العالم الغربي وكذلك في أجزاءٍ كثيرة من آسيا والعالم العربي، وقد أصبح المعيار العالمي المعترف به من قبل معظم المؤسسات الدولية، بما في ذلك الأمم المتحدة.
• وتم اقتراح "تحسيناتٍ" مختلفةٍ على نظام التقويم الميلادي على مر السنين، مثل التقويم العالمي الذي اقترحه ماركو ماستروفيني أو التقويم الدولي الثابت لموسيس كوتسوورث، ولكن لم يكتسب أيٌّ منها ما يكفي من الاهتمام والزخم لما ينطوي عليه الأمر من الإرباك الإداري الهائل.

وفي حال كان المقصود بالفرق بين التقويم الشمسي والميلادي هو مدى الاختلاف في المدة الزمنية للسنة في التقويم الميلادي عن الزمن الحقيقة لدورة الأرض حول الشمس (طول السنة الشمسية الحقيقية)، فإنَّ صيغة التقويم الميلادي تعادل سنةً مكونةً من 365.2425 يومًا. وهذا الزمن أطول بمقدار 0.0003 يومٍ تقريبًا من طول السنة الشمسية الحقيقية (التي تبلغ حوالي 365.2422 يومًا).

لذلك يتقدم التقويم الميلادي على السنة الشمسية الحقيقية بيومٍ واحدٍ كل 3327 سنةً. وبهذا سيكون التاريخ في التقويم الميلادي الحالي قبل السنة الشمسية الحقيقية بيومٍ واحدٍ في عام 4909 ميلادي.

التقويم الشمسي الهجري

يعدّ التقويم الشمسي الهجري المعروف أيضًا بالتقويم الفارسي الحديث هو التقويم الرسمي المعتمد في إيران حاليًا، وهو كتسميته تقويمٌ شمسيٌّ بمعنى أن حساب الوقت يعتمد على حركات الأرض حول الشمس ولا يعتمد في طوله وفي اليوم الأول منه على الإجماع، بل على عاملين طبيعيين أي أنّه تقويمٌ فلكيٌّ وهذين العاملين هما: لحظة تزامن مركز الشمس مع الاعتدال الربيعي خلال الانقلاب الشمسي الظاهري حول الأرض، والمدة الزمنية بين مسارين متتاليين ظاهريين من مركز الشمس يعبران تلك النقطة.

لذلك تمنح هذه العوامل التقويم الشمسي الهجري فرصةً لأن تكون بدايته هي بداية السنة الشمسية الطبيعية، إضافةً إلى أن يكون طول التقويم الشمسي الهجري هو طول السنة الشمسية الطبيعية، وأيضًا طول أشهره قريبٌ جدًا من وقت مرور الشمس عبر اثنا عشر علامةً من الأبراج الفلكية من الشهر الأول (Farvardin) إلى شهر الثاني عشر (Esfand).

وفيما يلي أهمّ خصائص وميزات التقويم الشمسي الهجري (التقويم الفارسي):

• يبدأ التقويم الشمسي الفارسي في اليوم الأول من الربيع وينتهي في اليوم الأخير من الشتاء. ومن ثمَّ، فإنّ الأشهر الثلاثة الأولى تتوافق تمامًا مع الربيع، والشهور الثلاثة الثانية مع الصيف، والشهور الثلاثة الثالثة مع الخريف، والأشهر الثلاثة الأخيرة مع الشتاء.
• تكون مدّة كلٍّ من الأشهر الستة الأولى 31 يومًا؛ أمّا الأشهر الخمسة التالية فمدّة ملٍّ منها 30 يومًا؛ ويكون الشهر الأخير (اسفند) بمدة 29 يومًا (30 يومًا، كل أربع سنوات أي في السنوات الكبيسة).
• يسمّى اليوم الأول من السنة في التقويم الشمسي الهجري الفارسي (فارفاردين 1) بالنوروز (ويعني يوم التجديد). ويتم الاحتفال بعيد رأس السنة الإيرانية من 1 إلى 13 من الشهر الأول في التقويم الشمسي الفارسي.
• يستخدم في إيران إلى جانب التقويم الشمسي الفارسي أيضًا التقويم الهجري القمري الإسلامي للاحتفالات الدينية. بينما يستخدم التقويم الغربي الميلادي أيضًا بشكلٍ عامٍ للأغراض الدولية.
• تمّ اعتماد التقويم الفارسي الحديث والذي هو التقويم الشمسي الفارسي في عام 1925، ليحلّ محل (مع الاحتفاظ بأسماء الأشهر) تقويمًا تقليديًا يرجع تاريخه إلى القرن الحادي عشر.
• يتكوّن التقويم الشمسي الفارسي من 12 شهرًا، الستة الأولى منها 31 يومًا، والأيام الخمسة التالية 30 يومًا، والشهر الأخير 29 يومًا في السنة العادية و 30 يومًا في السنة الكبيسة.

أشهر التقويم الشمسي الفارسي

• تختف أشهر التقويم الشمسي الفارسي عن التقويم الهجري القمري (الإسلامي)، حيث تكون أشهر التقويم الشمسي الفارسي كما يلي:

1. فارفاردين (Farvardin): وهو أول شهر في التقويم الفارسي ويقابله في الميلادية شهر كانون الثاني، ومدته (31) يومًا.
2. اردیبهشت (Ordibehesht): ويقابله في الميلادية شهر شباط، ومدته (31) يومًا.
3. خُرداد (Khordad): ويقابله في الميلادية شهر آذار، ومدته (31) يومًا.
4. تير (Tir): ويقابله في الميلادية شهر نيسان، ومدته (31) يومًا.
5. مرداد (Mordad): ويقابله في الميلادية شهر أيار، ومدته (31) يومًا.
6. شهريار (Shahrivar): ويقابله في الميلادية شهر حزيران، ومدته (31) يومًا.
7. مهر (Mehr): ويقابله في الميلادية شهر تموز، ومدته (30) يومًا.
8. آبان (Aban): ويقابله في الميلادية شهر آب، ومدته (30) يومًا.
9. آذَر (Azar): ويقابله في الميلادية شهر أيلول، ومدته (30) يومًا.
10. دي (Dey): ويقابله في الميلادية شهر تشرين الأول، ومدته (30) يومًا.
11. بهمن (Bahman): ويقابله في الميلادية شهر تشرين الثاني، ومدته (30) يومًا.
12. اسفند (Esfand): ويقابله في الميلادية شهر كانون الأول، ومدته (29) يومًا.

• وهناك بعض الجدل حول خط الزوال المرجعي الذي يتم فيه تحديد الاعتدال في هذا التقويم. حيث تستشهد مصادرٌ مختلفةٌ بطهران وأصفهان وخط الزوال المركزي للتوقيت الرسمي لإيران كمحددٍ للاعتدال. وفي هذه الحالة يتم استخدام خط الطول القياسي الإيراني، حيث يبدو أنّ هذا هو المعيار المستخدم في إيران اليوم.

هل التقويم الهجري الشمسي هو الأكثر دقة بين التقاويم؟

نعم، يُعدّ التقويم الهجري الشمسي هو الأكثر دقةً بين التقاويم حول العالم، والذي يسمّى بالتقويم الشمسي الفارسي. حيث أنّ هناك بعض المزايا الهامة التي تجعل من التقويم الشمسي الفارسي أو التقويم الشمسي الهجري هو الأكثر دقةً بين التقاويم، وتشمل هذه المزايا ما يلي:

• اقترح أحمد بيراشك عام (1993) وسيلةً بديلةً لتحديد السنوات الكبيسة للتقويم الشمسي الفارسي. حيث تتجنب تقنيته الحاجة إلى تحديد لحظة الاعتدال الفلكي، واستبدالها بقالب سنةٍ كبيسةٍ معقدٍ للغاية. وفي هذا الطرح يتم تجميع السنوات في دوراتٍ، والتي تبدأ بأربع سنواتٍ قياسيةٍ وبعدها كل سنةٍ رابعةٍ لاحقةٍ في الدورة هي سنةٌ كبيسةٌ. ومن ثمّ يتم تجميع الدورات في دوراتٍ كبيرةٍ مدتها إما 128 عامًا (تتكون من دوراتٍ مدتها 29 و 33 و 33 و 33 عامًا) أو 132 عامًا، تحتوي على دوراتٍ مدتها 29 و 33 و 33 و 37 عامًا.
• تتكون الدورة الكبرى العظيمة من 21 دورةً كبرى متتاليةً مدتها 128 عامًا و 132 دورةً كبرى نهائيةً، بإجمالي 2820 عامًا.
• وبالتالي تحتوي كل دورةٍ كبرى كبيرةٍ مدتها 2820 عامًا على 2137 سنةً قياسيةً وتكون فيها هذه السنة مكونةً من 365 يومًا، كذلك على 683 سنةً كبيسةً مكونةً من 366 يومًا؛ بمتوسط طول السنة بالأيام خلال الدورة الكبرى العظمى الذي يبلغ 365.24219852. وهذا قريبٌ جدًا من طول السنة الاستوائية الشمسية الحقيقية البالغة 365.24219878 يومًا، لدرجة أنّ هذا التقويم يُراكم خطًا ليومٍ واحدٍ فقط كل 3.8 مليون سنة، ولذلك يعدّ التقويم الشمسي الفارسي أو التقويم الهجري الشمسي هو الأكثر دقةً بين التقاويم حول العالم.

التقويم الهجري والميلادي

يطلق على التقويم الهجري القمري بالتقويم الإسلامي أحيانًا، وهو مختلفٌ عن التقويم الميلادي الشمسي، حيث يوجد هناك عدّة فروقٍ واضحةٍ بين التقويم الهجري والميلادي، وفيما يلي أهمّ تلك الفروقات:

• يُطلق على التقويم الشمسي الحالي اسم التقويم الميلادي أو الغريغوري أو التقويم المسيحي أيضًا وذلك لأنّ التقويم الميلادي المسيحي يستخدم ولادة يسوع المسيح كتاريخٍ لبداية السنة الميلادية.
• وغالبًا ما يتمّ تحديد تواريخ العصر المسيحي بكلمة ميلادي (AD) والتي هي عبارةٌ عن اختصارٍ للكلمة اللاتينية anno domini التي تعني "في عام ربّنا" إشارةً إلى ولادة يسوع، والتواريخ التي تسبق سنة ولادة يسوع بكلمة قبل الميلاد (BC) أي قبل ولادة المسيح.
• وعلى الرغم من أنّ ولادة المسيح كانت في الأصل في 25 كانون الأول في السنة الأولى (1) قبل الميلاد، إلّا أنّ العلماء المعاصرين قاموا باعتبارها الآن أنّ الولادة كانت بحوالي السنة الرابعة (4) قبل الميلاد.
• ونظرًا لأنّ التقويم الشمسي الميلادي لا يزال يستلزم شهورًا بأطولٍ غير متكافئةٍ، بحيث تختلف تواريخ وأيام الأسبوع عبر الوقت، فقد تمّ تقديم العديد من المقترحات لتقويمٍ أكثر دقةً وعمليةً. وتتضمن هذه المقترحات تقويمًا ثابتًا من 13 شهرًا متساويًا وتقويمًا عالميًا من 4 فترات ربع سنويةٍ متطابقةٍ. وحتى الآن، لم يتمّ اعتماد أيٍّ منها.
• التقويم الميلادي هو تقويمٌ شمسيٌّ يعتمد على الحركة الظاهرية للشمس أي دوران الأرض حول الشمس.
• بينما التقويم الهجري هو تقويمٌ قمريٌّ ويدعى أيضًا بالتقويم العربيّ أو التقويم الإسلاميّ وذلك نسبةً إلى سنة هجرة الرسول محمد من مكة المكرمة إلى يثرب (المدينة المنورة) عام 622 ميلادي، وبالتالي يعدّ العام 622 ميلادي هو العام الأول (1) في التقويم الهجري، وهذا أهمّ فرقٍ بين التقويم الهجري والميلادي.
• في السابق كان لدى البابليين القدماء تقويمٌ قمريٌّ مكونٌ من 12 شهرًا قمريًا كلٌّ منها 30 يومًا، وقد أضافوا شهورًا إضافيةً عند الضرورة للحفاظ على التقويم متوافقًا مع فصول السنة.
• ويعدّ المصريون القدماء أول من استبدل التقويم القمري بتقويمٍ يعتمد على السنة الشمسية. حيث قاموا بقياس السنة الشمسية بمدة 365 يومًا مقسمةً إلى 12 شهرًا، كلٌّ منها مدته 30 يومًا، مع إضافة 5 أيامٍ إضافيةٍ في النهاية.
• يعدّ التقويم الهجريّ الحالي الذي يستخدم في دول العالم الإسلامي على الشكل الظاهري للقمر في السماء أي دورة القمر لتحديد الأشهر، وتكون السنة الهجرية في التقويم الهجريّ مكونةٌ من 12 شهرًا قمريًّا طول كلّ شهرٍ منها 29 أو 30 يومًا في عامٍ ذي 354 أو 355 يومًا؛ والتي تُعرَف حينها بالسنة القمرية الكبيسة والتي تظهر 11 مرةً كلّ 30 سنةً تقريبًا. وهذا ما يجعل التقويم الهجري والميلادي مختلفان.
• أسماء أشهر التقويم الهجري هي: محرم، صفر، ربيع الأول، ربيع الثاني، جمادى الأول، جمادى الثاني، رجب، شعبان، رمضان، شوال، ذي القعدة، ذي الحجة. ويبدأ كلّ شهرٍ تقريبًا في وقت ظهور القمر الجديد.
• تتراوح الأشهر بين 30 و 29 يومًا بالتناوب باستثناء الشهر الثاني عشر (ذي الحجة) والذي يتنوع طوله في دورةٍ مدتها 30 عامًا تهدف إلى الحفاظ على التقويم متماشيًا مع المراحل الحقيقية للقمر.
• ففي 11 سنةً من هذه الدورة، يكون ذو الحجة 30 يومًا، وفي السنوات الـ 19 الأخرى يكون 29 يومًا.
• وبالتالي، يكون للسنة 354 أو 355 يومًا. ولا توجد أيامٌ أو شهورٌ كبيسةٌ أخرى مقسمةٌ، بحيث لا تبقى الأشهر المحددة في نفس الفصول ولكنها تتراجع خلال السنة الشمسية أو الموسمية بأكملها (حوالي 365.25 يومًا) كل 32.5 سنةً شمسيةً.
• ويمكن التبديل بين التقويم الهجري والميلادي، عبر حساب التاريخ في التقويم الهجري الإسلامي المقابل للتاريخ في التقويم الميلادي المسيحي بالقاعدة التالية بحدٍّ أقصى للخطأ ليومٍ واحدٍ: اضربوا 970,224 في السنة الإسلامية، ثمّ قسّموا على 1,000,000، واجمعوا مع الناتج 622. سيكون الرقم الموجود على يسار الفاصلة العشرية هو العام الميلادي، والكسر العشري مضروبًا في 365.25 هو يوم السنة.
• مثال: (970,224 × 1444) ÷ 1,000,000= 1,401.003456، ثمّ نجمع الناتج مع 622 فيصبح 2,023.003456 وهذا يعني أن العام الميلادي الحالي هو 2023، ثمّ نضرب الرقم بعد الفاصل العشرية والذي هو 0.003456 بالرقم 365.25 فيكون اليوم هو 1.262304 ≈ 13، أي 13 كانون الثاني.
• وإذا أردنا حساب السنة الهجرية من التاريخ لميلادي فنقوم باتباع الخطوات التالية:

(السنة الميلادية – 622)÷ 0.97 = (2023 - 622) ÷ 0.970224 = 1443.99 أي يكون العام الهجري المقابل هو 1444.

اقرأ/ي أيضًا:

لم يقترح العلماء تقصير مدة الدقيقة إلى 59 ثانية

هل عدد أطوار القمر 8؟

لا تطابق بين أيام الجمعة والتواريخ في عام 2022

هل يوجد تاريخ لشجرة عيد الميلاد؟