تحقيق مسبار
يمكن خفض مستويات هرمون الذكورة عند النساء بعدة طرق، ففي حين يعتقد البعض أن هرمون الذكورة "التستوستيرون" موجود فقط عند الرجال، إلا أن هذا الأمر غير صحيح، حيث يوجد أيضًا في أجسام النساء، ولكن بمستويات منخفضة، وسيتم في هذا المقال توضيح أهم طرق تشخيص وعلاج ارتفاع هرمون الذكورة عند النساء، وما إذا كان ارتفاع الهرمون الذكوري يؤثر على الشهوة الجنسية لدى النساء.
ما هو هرمون الذكورة عند النساء؟
يوجد هرمون الذكورة عند النساء (التستوستيرون)، وعلى الرغم من أن التستوستيرون غالبًا ما يُنظر إليه على أنه "هرمون ذكوري"، إلا أنه في الواقع هرمون أساسي لدى النساء أيضًا.
تعد مستويات هرمون التستوستيرون الطبيعية عند النساء مهمة للحفاظ على الصحة العامة لديهن، فعادةً يوجد حوالي 1/10 إلى 1/20 من كمية هرمون الذكورة عند النساء عما هو عليه في أجسام الرجال، بالإضافة إلى مستويات من هرمون الإستراديول (الاستراديول هو الشكل الرئيسي لهرمون الأستروجين في الجسم، والذي يُنظر إليه عادةً على أنه "هرمون أنثوي").
ويتم إنتاج هرمون الذكورة عند النساء في المبيض والغدد الكظرية والخلايا الدهنية وخلايا الجلد، حيث يساعد هذا الهرمون الجسم في عدد من الوظائف المختلفة، فعلى سبيل المثال تساعد مستويات هرمون التستوستيرون الطبيعية لدى النساء في تنظيم الحالة المزاجية ودعم صحة الأنسجة التناسلية الأنثوية وصحة الثدي والمهبل وترميم العظام ونموها، كما يزيد من كتلة العضلات ويزيد الخصوبة والشهوة الجنسية.
لهذه الأسباب يمكن أن تظهر عدة أعراض في حالة وجود خلل في هرمون التستوستيرون ووجوده في مستويات مرتفعة جدًا أو منخفضة جدًا في أجسام النساء.
هل يمكن خفض مستويات هرمون الذكورة عند النساء؟
نعم يمكن خفض مستويات هرمون الذكورة عند النساء، ولخفض مستويات هرمون الذكورة لدى النساء يجب استشارة الطبيب والذي سيوصي بتغيير نمط الحياة، بالإضافة إلى استخدام بعض الأدوية.
طرق خفض مستويات هرمون الذكورة عند النساء
الهرمونات عبارة عن مواد كيميائية يتم إفرازها على شكل دفعات صغيرة من الأنسجة الغديّة، وتنتقل عن طريق سوائل الجسم لتؤثر على أنسجة أخرى، وتختلف نسبتها في الدم من ساعة إلى أخرى وبين الليل والنهار، ومن مرحلة الدورة الشهرية إلى الدورة التي تليها.
ومن مهام الهرمونات الجنسية (التستوستيرون والأستروجين) تطوير الخصائص الجنسية الثانوية لدى الذكور والإناث، ولكن لا تظهر عادةً الصفات الجنسية الثانوية الخاصة بالذكور عند النساء، على الرغم من وجود الهرمونات المسؤولة عن ذلك، لأن هرمون الذكورة عند النساء يعمل بشكل مختلف في أجسامهن، حيث يتم تحويله بسرعة إلى هرمون الأستروجين.
وعندما يحدث خلل في نسبة هرمون الذكورة عند النساء وترتفع هذه النسبة عن المستوى الطبيعي، تصبح أجساد النساء غير قادرة على تحويل كل كميات هرمون الذكورة إلى هرمون الأستروجين، مما يؤدي إلى ظهور بعض من الصفات الجنسية الثانوية الخاصة بالذكور لدى أولئك النساء.
ولخفض مستويات هرمون الذكورة لدى النساء يجب استشارة الطبيب، والذي سيوصي بتغيير نمط الحياة، بالإضافة إلى استخدام بعض الأدوية مثل:
- الستيروئيدات القشرية السكرية: والتي تقلل من الالتهابات في الجسم.
- الميتفورمين: وهو بشكل رئيسي علاج لمرض السكري من النوع 2، والذي يستخدم أحيانًا لخفض مستويات السكر في الدم والأنسولين لدى الأشخاص المصابين بمتلازمة تكيس المبايض.
- موانع الحمل الفموية: حيث تساعد على منع زيادة هرمون التستوستيرون.
- السبيرونولاكتون: وهو مدر للبول يساعد على توازن مستويات الماء والملح ويقلل من نمو الشعر الزائد عند النساء.
- الإفلورنيثين: كريم يوضع مباشرة على الجلد ويبطئ نمو شعر الوجه الجديد.
- البروجستين: وهو هرمون ينظم فترات الدورة الشهرية ويحسن الخصوبة.
تحليل هرمون الذكورة عند النساء
يستخدم تحليل هرمون الذكورة عند النساء أو هرمون التستوستيرون لقياس مستويات هرمون التستوستيرون في عينة من الدم وذلك وفقًا لما يلي:
- يجب أخذ عينة الدم لتحليل هرمون الذكورة عند النساء بين الساعة السابعة والعاشرة صباحًا، فخلال هذه الساعات تكون مستويات هرمون التستوستيرون هي الأعلى عادةً.
- يتم إجراء التحليل عن طريق أخذ عينة الدم من أوردة الذراع باستخدام إبرة صغيرة، وبعد إدخال الإبرة يتم جمع كمية صغيرة من الدم في أنبوب اختبار أو قنينة، وقد تشعر المريضة بلسعة صغيرة عندما تدخل الإبرة أو تخرج.
- يستغرق هذا الاختبار عادةً أقل من خمس دقائق، كما يتم تكراره لأن مستويات الهرمون تختلف في الدم من وقت إلى آخر.
- الهدف من إجراء تحليل هرمون الذكورة عند النساء هو التأكد من سبب ظهور بعض الأعراض مثل:
- نمو غير طبيعي للشعر على الجسم أو الوجه.
- تساقط شعر الرأس الذي قد يشبه الصلع الذكوري (تساقط الشعر في الصدغين والصلع في الجزء العلوي من الرأس).
- عدم انتظام الدورة الشهرية أو عدم حدوثها.
- خشونة الصوت.
- العقم (صعوبة الحمل).
- حَبُّ الشّبَاب.
- لا يمكن لاختبار مستوى هرمون التستوستيرون وحده تشخيص أي حالات صحية، ولكن النتائج غير الطبيعية مع الأعراض قد تكون علامة على وجود مشكلة صحية.
أعراض ارتفاع هرمون الذكورة عند النساء
يمكن أن تشمل أعراض ارتفاع هرمون الذكورة عند النساء (التستوستيرون) ما يلي:
- حب الشباب الزائد.
- نمو غير طبيعي للشعر في جميع أنحاء الجسم (مثل الصدر والوجه).
- الصلع من النمط الذكوري.
- صوت أخشن.
- تضخم البظر.
- صغر حجم الثدي.
- زيادة كتلة العضلات.
- يعد عدم انتظام الدورة الشهرية من أعراض ارتفاع مستويات هرمون التستوستيرون في الجسم.
- انخفاض الرغبة الجنسية.
- تغيرات في المزاج.
- اكتساب الوزن بسرعة، وهو عرض يجب الانتباه له ويستدعي من المرأة القيام بفحص مستويات هرمون التستوستيرون لديها، لأن ارتفاع هرمون التستوستيرون يساهم في زيادة الوزن.
- ترتبط الحالات الشديدة من اختلال مستويات هرمون التستوستيرون ونسبته المرتفعة لدى النساء أيضًا بزيادة خطر الإصابة بالسمنة والعقم، وعادةً ما تظهر في متلازمة المبيض المتعدد الكيسات (متلازمة تكيس المبايض).
- متلازمة المبيض المتعدد الكيسات (متلازمة تكيس المبايض)، هي حالة من أمراض الغدد الصماء تظهر أحيانًا عند النساء، وهو أكثر الاضطرابات الهرمونية شيوعًا لدى السيدات، وجاءت التسمية لأن الجريبات الخاصة بالإباضة تنحبس تحت سطح المبيض مباشرةً وتبقى غير قادرة على تحرير البويضات منها، فتتحول إلى أكياس صغيرة متعددة.
- تعد أعراض متلازمة الـمبيض متعدد الكيسات (PCOS) مشابهة لتلك التي تنتج عن ارتفاع مستويات هرمون التستوستيرون وتشمل:
- بدانة.
- زيادة في شعر الجسم أو الوجه.
- حب الشباب.
- عدم انتظام الدورة الشهرية وصعوبة حدوث الحمل.
- قد تكون النساء بعد انقطاع الطمث المصابات بارتفاع هرمون التستوستيرون أكثر عرضة للإصابة بمقاومة الأنسولين، مما قد يزيد من احتمالية الإصابة بمرض السكري.
أكلات تقلل هرمون الذكورة عند النساء
من الأكلات التي تقلل هرمون الذكورة عند النساء ما يلي:
- منتجات الصويا: حيث تحتوي أطعمة الصويا، مثل التوفو وبروتين الصويا وحليب الصويا، على مركبات الفيتوأستروجين، والتي تشبه فيزيائيًا هرمون الأستروجين في الجسم وتعمل بطريقة مماثلة لعمله.
- الشاي الأخضر: قد يكون الشاي الأخضر أيضًا قادرًا على منع التستوستيرون من التحول إلى هرمون يسمى DHT وهو مشابه لهرمون التستوستيرون ولكن له تأثيرات أقوى بكثير على الجسم.
- النعناع: قد يصنع النعناع المضاف للشاي شرابًا مهدئًا، لكن بالإضافة لذلك المنثول الموجود في النعناع قد يقلل من مستويات هرمون الذكورة عند النساء.
- جذر عرق السوس: تشير دراسة في أبحاث الطب البديل إلى أن جذر عرق السوس يمكن أن يقلل من هرمون التستوستيرون لدى النساء الأصحاء أثناء دورات الحيض، كما تظهر الدراسات التي أجريت على الحيوانات أيضًا أن مكملات عرق السوس يمكن أن تقلل من مستويات هرمون التستوستيرون.
- منتجات الألبان: حيث يحتوي بعض حليب البقر على هرمونات اصطناعية أو طبيعية، والتي قد تؤثر على مستويات هرمون التستوستيرون، بالإضافة إلى أن علف الحيوانات قد يحتوي على فول الصويا، مما قد يزيد من مستويات هرمون الأستروجين في حليب البقر.
بالإضافة إلى العديد من الأطعمة الأخرى التي قد تكون من ضمن قائمة أكلات تقلل هرمون الذكورة عند النساء، مثل:
- بذور الكتان.
- المكسرات.
- الزيت النباتي.
- المعجنات والحلويات.
هل ارتفاع هرمون الذكورة يزيد الشهوة عند النساء؟
لا يوجد دراسات كافية إلى يومنا هذا تؤكد أن ارتفاع هرمون الذكورة يزيد الشهوة عند النساء بشكل قطعي، لكن يلعب التستوستيرون دورًا مهمًا جدًا بالنسبة للمرأة، فهو يساعد على التوازن الجيد للهرمون الذي يحافظ على صحة العظام وإدارة الألم بشكل أفضل، كما يعتقد أنه عنصر أساسي في الدافع الجنسي الصحي.
وهرمون التستوستيرون لا يحفز الرغبة فحسب، بل إنه يضخم الإثارة ويزيد من الرضا الجنسي، فبالنسبة للنساء تعد الشهوة الجنسية والخيال والحساسية للمسة الجنسية والنشوة الجنسية، كلها محرضة جزئيًا بهرمون التستوستيرون الطبيعي.
وعندما يكون الدافع الجنسي منخفضًا لدى النساء، فإن استبدال الهرمون بمكمل التستوستيرون ليس بهذه البساطة كما يبدو، فلطالما فكر الأطباء في استخدام جرعات منخفضة من هرمون التستوستيرون كوسيلة لتحسين الوظيفة الجنسية لدى بعض النساء، لكن الأدلة على سلامته وفعاليته كانت غير كافية إلى حد ما حتى الآن.
وقد وجدت دراسة أن هرمون التستوستيرون يكون فعال للنساء بعد سن اليأس، أي مع انخفاض الرغبة الجنسية لديهن، وكان العلاج أكثر أمانًا عندما تم تناوله على هيئة رقعة جلدية أو كريم، وليس عن طريق الفم.
في الحالة الطبيعية تكون الرغبة الجنسية أعلى لدى الرجال منها لدى النساء، ومن هنا أتى الاعتقاد بأن هرمون التستوستيرون هو المسؤول عن هذا الاختلاف بين الجنسين في الرغبة لدى كل من النساء والرجال، ولذا تم اعتبار كل من الإستراديول والتستوستيرون بمثابة الستيرويد الضروري لتعديل الرغبة الجنسية للمرأة، واعتمدت شركات الأدوية على اعتبار أن ارتفاع هرمون الذكورة يزيد الشهوة الجنسية لدى النساء، وعملت على تطوير العديد من أدوية الأندروجين لوصفها كعلاج لاضطرابات الرغبة الجنسية لدى النساء، والتي كانت ذات فعالية جيدة، ولكن لم يتم اعتماد هذا العلاج من قبل أي منظمة حتى الآن.
اقرأ/ي أيضًا:
هل يمكن زيادة هرمون الأستروجين بالأعشاب؟
هل يوجد مكملات غذائية لزيادة هرمون التستوستيرون؟