هل زيادة الوزن تمنع الحمل عند وزن معين؟

تسبب السمنة الكثير من المشكلات الصحية، حتى أن البعض يعتقد أن زيادة الوزن تمنع الحمل عند وزن معين، لذلك يبحث هذا المقال في مخاطر زيادة الوزن على الحمل ومدى إمكانية تجنبها، إضافة إلى معرفة الوزن المناسب الواجب كسبه خلال الحمل.

المخاطر الصحية للوزن الزائد عند الأم أثناء الحمل

لا يمكن القول إن زيادة الوزن تمنع الحمل بشكل قطعي، لكن يمكن أن تؤثر على صحة الحمل بشكل عام. إذ قد تواجه الأم بعض المشكلات في استقصاءات الحمل مثل الفحص بالموجات فوق الصوتية، وهو فحص يقوم به الطبيب قبل الولادة يستخدم الموجات الصوتية وشاشة الكمبيوتر لإظهار صورة للجنين في الرحم. ويمكن أن يؤدي وجود الكثير من الدهون في الجسم إلى صعوبة رؤية الجنين، كما أن فحص معدل ضربات قلب الجنين أثناء المخاض سيكون أكثر صعوبة إذا كانت المرأة تعاني من السمنة.

بالإضافة إلى العديد من المخاطر الصحية لزيادة الوزن عند الأم أثناء الحمل مثل:

• ارتفاع ضغط الدم: يحدث ارتفاع ضغط الدم عندما تكون قوة الدم على جدران الأوعية الدموية عالية جدًا، ويطلق عليه اسم ارتفاع الضغط الحملي، إذا لم يتم التحكم به قد يؤدي لمضاعفات خطيرة.
• تسمم الحمل ومشاكل تخثر الدم: تسمم الحمل حالة يمكن أن تحدث بعد الأسبوع العشرين من الحمل أو بعد الولادة مباشرةً، وهي شكل خطير من أشكال ارتفاع ضغط الدم الحملي، ويحدث ذلك عندما تصاب المرأة الحامل بارتفاع ضغط الدم وعلامات تدل على أن بعض أعضائها مثل الكلى والكبد قد لا تعمل بشكل جيد. وقد تحدث مشاكل في التخثر عندما تعيق الجلطات الدموية جزئيًا أو كليًا تدفق الدم في الأوعية الدموية، وفي حالات نادرة يمكن أن تحدث نوبات قلبية وسكتة دماغية، كما تشمل المخاطر الأخرى مشاكل المشيمة ومشاكل نمو الجنين.
• سكري الحمل: وهو أحد أنواع مرض السكري، تصاب به بعض النساء أثناء الحمل، ويحدث مرض السكري عندما يحتوي الجسم على الكثير من السكر (يسمى الجلوكوز) في الدم، وارتفاع نسبته في الدم تزيد من خطر إنجاب طفل كبير الحجم مما يتطلب إجراء ولادة قيصرية، كما تسبب الإصابة بهذه الحالة أثناء الحمل ارتفاع خطر إصابة الأم والطفل بمرض السكري بعد الإنجاب. 
• انقطاع النفس الانسدادي النومي: وهي حالة يتوقف فيها الشخص عن التنفس لفترات قصيرة أثناء النوم، وأثناء الحمل يمكن أن يسبب انقطاع النفس النومي التعب ويزيد من خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم وتسمم الحمل ومشاكل القلب والرئة.
• الإجهاض: يحدث الإجهاض عندما يموت الجنين في الرحم قبل أن يولد ويقوم الرحم بطرحه خارج الجسم.

المخاطر الصحية للوزن الزائد عند الأم الحامل على الجنين

لا يمكن القول بأن زيادة الوزن تمنع الحمل هي فرضية صحيحة، لكن يوجد العديد من المخاطر الصحية للوزن الزائد عند الأم الحامل على الجنين ومن أهمها:

• الولادة المبكرة: تحدث هذه الولادة قبل اكتمال 37 أسبوعًا من الحمل، وقد يعود السبب للتسمم الحملي، وهذا الوقت يعد مبكرًا جدًا ويمكن أن يتسبب بمشاكل صحية مباشرة خطيرة للطفل أو على المدى البعيد، لأن هؤلاء الأطفال لا يتطورون بشكل سريع مثل الأطفال الذين يولدون بالموعد الطبيعي لانتهاء الحمل، أي بعد مرور 39 أسبوعًا على الحمل.
• العيوب الخلقية: هي تغير شكل أو وظيفة جزء أو أكثر من أعضاء جسم الجنين، وهي حالة صحية يولد بها الطفل، حيث يمكن أن تسبب مشاكل في الصحة العامة وفي كيفية تطور الجسم أو في كيفية عمل الجسم، وتشمل عيوب الأنبوب العصبي (وتسمى أيضًا NTDs وهي عيوب خلقية في الدماغ والعمود الفقري) وعيوب القلب والسنسنة المشقوقة.
• العملقة أو الجنين العرطل: وهذا يعني أن الجنين يولد بحجم أكبر من الحجم الطبيعي، مما قد يسبب مضاعفات أثناء المخاض والولادة، بما في ذلك إصابة الوليد برضوض أثناء الولادة، كما أنه يزيد من احتمال الحاجة لولادة قيصرية. والأطفال المولودين بهذه الحالة معرضون للإصابة بالسمنة في وقت لاحق من حياتهم. 
• مرض السكري من النوع 2: بالإضافة إلى ارتفاع الكوليسترول في المراحل المتقدمة من الحياة.

هل زيادة الوزن تمنع الحمل عند وزن معين؟

لا يرجح أن تكون زيادة الوزن تمنع الحمل عند وزن معين، ومع ذلك فإن السمنة (بدلًا من زيادة الوزن) يمكن أن تقلل من فرصة الحمل، وذلك لأن الوزن يمكن أن يكون له تأثير على الهرمونات، كما أن زيادة الوزن قد تتسبب أثناء الحمل في حدوث مضاعفات للأم والجنين، فكلما زاد وزن الأم زادت احتمالية إصابتها بمضاعفات الحمل وزاد الخطر على الأم والجنين.

ما هو الوزن الذي يمنع الحمل؟

في الحقيقة لا يوجد دليل على أن زيادة الوزن تمنع الحمل عند وزن معين، فحتى لو كانت الأم ذات وزن زائد لا يزال بإمكانها التمتع بحمل وولادة صحية.

لكن حدوث الحمل قد يصبح صعبًا عند النساء اللواتي يعانين من الوزن الزائد أو السمنة، حيث توجد علاقة كبيرة بين العقم والسمنة عند النساء، فزيادة الوزن تمنع الحمل في بعض الحالات من خلال تأثير الوزن الزائد على الخصوبة والهرمونات كما يلي:

• يتم إفراز هرمون الإستروجين عند النساء من المبيضين بالإضافة إلى الخلايا الدهنية، وبالتالي مع زيادة الوزن يصبح عدد الخلايا الدهنية أكبر ومنه مستوى أعلى من هرمون الإستروجين في الدم.
• مستوى هرمون الإستروجين في الدم يكون مرتفع بشكل عام عند استخدام حبوب ووسائل منع الحمل، أو خلال مرحلة الحمل، ويساهم بشكل أساسي في انقطاع الدورة الشهرية والإباضة.
•  تعاني النساء ذوات الوزن الزائد من ضعف الدورة الشهرية وانقطاع الإباضة بنسبة أعلى من ذوات الوزن الطبيعي.

كما يمكن أن زيادة الوزن تمنع الحمل يشكل محتمل من خلال تأثيرها على علاجات الخصوبة عند النساء، فقد تقلل السمنة من فرص الحمل ببعض علاجات الخصوبة مثل الإخصاب في المختبر أو ما يعرف بطفل الأنبوب (IVF).

بالإضافة إلى أن أربع من كل خمس نساء مصابات بمتلازمة تكيس المبايض (PCOS) يعانين من السمنة، وفقًا للكلية الأمريكية لأطباء النساء والتوليد (ACOG). ومن أشيع أعراض متلازمة تكيس المبايض (PCOS) عدم انتظام الدورة الشهرية والعقم والسمنة، لذا ينصح الأطباء النساء المقبلات على مرحلة الحمل، محاولة إنقاص وزنهن ولو بضعة كيلوجرامات فقط، فكلما نقص الوزن وأقترب ولو درجة من المعدل الطبيعي، كان الوضع أفضل بالنسبة لحياة الأم والجنين.

كم من الوزن يجب أن تكتسب المرأة أثناء الحمل؟

إن مقدار الوزن الذي تكتسبه المرأة أثناء الحمل مهم لصحة الحمل والحالة الصحية طويلة الأمد للأم والطفل، حيث يمكن أن يؤدي اكتساب وزن زائد عن الحد الطبيعي أو دون الحد الطبيعي إلى مشاكل صحية للأم أو لجنينها، فكم من الوزن يجب أن تكتسب المرأة أثناء الحمل؟

يعتمد ذلك على مؤشر(BMI) وهو مؤشر كتلة الجسم، حيث يقيس نسبة الوزن إلى الطول كالتالي:

مؤشر كتلة الجسم = الوزن مقدرًا بالكيلوجرام ÷ مربع الطول مقدرًا بالمتر.

ويتراوح مؤشر كتلة الجسم الصحي بين 18.5 و 24.9، ويعتبر الشخص الذي يتراوح مؤشر كتلة الجسم لديه من 25 إلى 29.9 ذو وزن زائد، أما الشخص الذي يبلغ مؤشر كتلة الجسم لديه 30 أو أكثر يعد ذو سمنة مرضية.

وعلى الرغم من أن المرأة الحامل تحتاج إلى بعض السعرات الحرارية الإضافية، فليس من الضروري تناول طعام لشخصين، والقدر المناسب من الوزن الواجب كسبه أثناء الحمل هو:

• يجب أن تكتسب المرأة التي كان مؤشر كتلة جسمها أقل من 18.5: 28 إلى 40 رطلًا بالحمل المفرد و 50 إلى 62 عند الحمل بتوأم أو عدة توأم.
• يجب أن تكتسب المرأة التي كان مؤشر كتلة جسمها من 18.5 إلى 24.9: 25 إلى 35 رطلًا بالحمل المفرد و 37 إلى 54 عند الحمل بتوأم أو عدة توأم.
• يجب أن تكتسب المرأة التي كان مؤشر كتلة جسمها من 25.0 إلى 29.9: 15 إلى 25 رطلًا بالحمل المفرد و 31 إلى 50 عند الحمل بتوأم أو عدة توأم.
• يجب أن تكتسب المرأة التي كان مؤشر كتلة جسمها أكبر من 30.0: 11 إلى 20 رطلًا بالحمل المفرد و 25 إلى 42 عند الحمل بتوأم أو عدة توأم.

زيادة الوزن في الحمل وجنس الجنين

لا يوجد أية دراسة أوجدت علاقة بين زيادة الوزن في الحمل وجنس الجنين، وقد أكدت دراسة أُجريت في جامعة هارفارد أنه لا ينبغي للمرأة أن تكتسب الوزن لمحاولة التأثير على جنس جنينها، لأن زيادة الوزن قبل الحمل تحمل مخاطر كبيرة على الأم والطفل، كما أن زيادة وزن الأم أثناء الحمل تزيد وزن الجنين بغض النظر عن العوامل الوراثية.

ولا يمكن للوالدين أن يختارا جنس الجنين، حيث يتم تحديد جنس الطفل في اللحظة التي يلتقي فيها الحيوان المنوي بالبويضة وفق ما يلي:

• يتم ترميز بويضات المرأة وراثيًا باستخدام الصبغي X الأنثوي، ومن ناحية أخرى ينتج الرجال ملايين الحيوانات المنوية أثناء القذف، وحوالي نصف هذه الحيوانات المنوية تحمل الصبغي X بينما يحمل النصف الآخر الصبغي Y.
• إذا كان الحيوان المنوي الذي يخصب البويضة يحمل الصبغي Y، سينتج لدينا بيضة ملقحة صيغتها الصبغية XY، بالتالي سيكون الجنين ذكر.
• إذا كان الحيوان المنوي الذي يخصب البويضة يحمل الصبغي X، سينتج لدينا بيضة ملقحة صيغتها الصبغية XX. أي أن الجنين أنثى.

 وتعد الطرق الوحيدة القائمة على الأدلة لمعرفة جنس الجنين أثناء الحمل وقبل الولادة هي من خلال التصوير بالموجات فوق الصوتية أو اختبار ما قبل الولادة غير الجراحي (NIPT)، والتي يتم إجراؤها عادةً بين الأسبوعين 18 و20 من الحمل. ولكن حتى مع هذا الخيار، فإن النتيجة ليست دقيقة بنسبة 100٪، حيث يكون إجراء التصوير قادرًا على الإخبار بجنس الطفل بدقة تتراوح من 80٪ إلى 90٪.

اقرأ/ي أيضًا:

هل حصى الكلى عند الرجال يمنع الحمل؟

هل القطط تسبب العقم؟

هل أمراض السمنة وأعراضها خطيرة؟

هل التهاب البول يمنع الحمل؟