تحقيق مسبار
الكمثرى فاكهة حلوة الشكل يتم تناولها منذ العصور القديمة، ليست فقط لطعمها، بل لفوائد الكمثرى المتعددة أيضًا.
تستعرض هذه المقالة القيمة الغذائية للكمثرى وفوائدها التي أثبتها العلم، بالإضافة إلى فوائد الكمثرى للحامل على وجه الخصوص، ودورها في إنقاص الوزن.
القيمة الغذائية للكمثرى
الكمثرى غنية بالعناصر الغذائية والعديد من المركبات النباتية المفيدة، التي قد تساعد في تعزيز فقدان الوزن والحماية من بعض الأمراض المزمنة.
الكمثرى تأتي في العديد من الأصناف المختلفة، حيث يتم زراعة حوالي 100 نوع في جميع أنحاء العالم
توفر الكمثرى متوسطة الحجم العناصر الغذائية التالية:
- السعرات الحرارية: 101
- البروتين: 1 جرام
- الكربوهيدرات: 27 جرام
- الألياف: 6 جرام
- فيتامين ج: 9٪ من القيمة اليومية
- فيتامين ك: 7٪ من القيمة اليومية
- البوتاسيوم: 4٪ من القيمة اليومية
- النحاس: 16٪ من القيمة اليومية
توفر الحصة نفسها أيضًا كميات صغيرة من حمض الفوليك وبروفيتامين أ والنياسين. ويُعد حمض الفوليك والنياسين مهمان للوظيفة الخلوية وإنتاج الطاقة ، بينما يدعم فيتامين أ صحة الجلد والتئام الجروح.
الكمثرى مصدر غني بالمعادن الهامة أيضًا، مثل النحاس والبوتاسيوم. ويلعب النحاس دورًا في المناعة واستقلاب الكوليسترول ووظيفة الأعصاب، بينما يساعد البوتاسيوم في تقلص العضلات ووظائف القلب.
علاوة على ذلك ، تعتبر فاكهة الكمثرى مصدرًا ممتازًا لمضادات الأكسدة التي تحتوي على مادة البوليفينول، والتي تحمي من الأكسدة.
ويُنصح بتناول الكمثرى الكاملة، حيث تحتوي القشرة على ما يصل إلى ستة أضعاف مادة البوليفينول مقارنة باللُب.
فوائد الكمثرى
هناك الكثير من فوائد الكمثرى التي أثبتتها الأبحاث العلمية والطبية، نذكر منها:
- قد تُعزز صحة الأمعاء: الكمثرى مصدر ممتاز للألياف القابلة للذوبان وغير القابلة للذوبان، وهي أليافضرورية لصحة الجهاز الهضمي، إذ تساعد هذه الألياف في الحفاظ على انتظام الأمعاء عن طريق تليين البراز وتضخيمه. وكما ذُكر سابقًا، تحتوي حصة واحدة من الكمثرى متوسطة الحجم على 6 جرام من الألياف، أو حوالي 21٪ من الاحتياج اليومي من الألياف. بالإضافة إلى ذلك، فإن الكمثرى غنية بالبكتين، وهو نوع من الألياف القابلة للذوبان التي ارتبطت بالعديد من الفوائد، بما في ذلك تحسين صحة الأمعاء ووظيفة المناعة. والجدير بالذكر أن البكتين قد يساعد أيضًا في تخفيف الإمساك. ففي دراسة أُجريت لمدة 4 أسابيع، تلقى 80 بالغًا يعانون من الإمساك 24 جرامًا من البكتين يوميًا، وكانت النتيجة تخفيف من الإمساك وزيادة مستويات بكتيريا الأمعاء المفيدة. ونظرًا لأن قشر الكمثرى يحتوي على كمية كبيرة من الألياف، فمن الأفضل تناولها بدون تقشير.
- تحتوي الكمثرى على مركبات نباتية مفيدة: تقدم الكمثرى العديد من المركبات النباتية المفيدة التي تعطي هذه الفاكهة ألوانها المختلفة. على سبيل المثال، يضفي الأنثوسيانين صبغة حمراء لبعض الكمثرى. وقد تعمل هذه المركبات على تحسين صحة القلب والحماية من السرطان. وعلى الرغم من الحاجة إلى إجراء أبحاث محددة حول الأنثوسيانين الكمثرى، إلا أن العديد من الدراسات تشير إلى أن تناول كميات كبيرة من الأطعمة الغنية بالأنثوسيانين مثل التوت، يرتبط بانخفاض خطر الإصابة بأمراض القلب. كما تتميز الكمثرى ذات القشرة الخضراء باللوتين والزياكسانثين، وهما مركبان ضروريان للحفاظ على حدة الرؤية، خاصة مع التقدّم في السن.
- خصائص مضادة للالتهابات: على الرغم من أن الالتهاب هي استجابة مناعية طبيعية، إلا أن الالتهاب المزمن أو طويل الأمد يمكن أن يضر بالصحة، حيث أنّه قد يكون مرتبطًا بأمراض معينة، بما في ذلك أمراض القلب ومرض السكري من النوع 2. وتعد الكمثرى مصدرًا غنيًا بمضادات الأكسدة الفلافونويدية، والتي تساعد في تخفيف الالتهاب وقد تقلل من خطر الإصابة بالأمراض. وتربط العديد من المراجعات العلمية تناول الفلافونويد بانخفاض خطر الإصابة بمرض السكري أو الوفاة من أمراض القلب، حيث قد يكون هذا التأثير بسبب خصائص هذه المركبات المضادة للالتهابات ومضادات الأكسدة. علاوة على ذلك، تحتوي الكمثرى على العديد من الفيتامينات والمعادن، مثل النحاس والفيتامينات C و K، والتي تقاوم الالتهاب أيضًا.
- انخفاض خطر الإصابة بمرض السكري: قد تساعد الكمثرى -وخاصة الأصناف الحمراء- في تقليل مخاطر الإصابة بمرض السكري. حيث وجدت إحدى الدراسات القديمة الكبيرة التي أجريت على أكثر من 200000 شخص أن تناول خمس حصص أسبوعية أو أكثر من الفواكه الغنية بالأنثوسيانين مثل الكمثرى الحمراء كان مرتبطًا بانخفاض خطر الإصابة بالنوع الثاني من مرض السكري بنسبة 23٪. بالإضافة إلى ذلك، أشارت دراسة أجريت على الفئران عام 2015 إلى أن المركبات النباتية، بما في ذلك الأنثوسيانين، في قشر الكمثرى، أظهرت تأثيرات مضادة لمرض السكري ومضادة للالتهابات. علاوة على ذلك، تعمل الألياف الموجودة في الكمثرى على إبطاء عملية الهضم، مما يمنح الجسم مزيدًا من الوقت لتكسير وامتصاص الكربوهيدرا، ويمكن أن يساعد هذا أيضًا في تنظيم مستويات السكر في الدم.
- علاج الرتج: يحدث التهاب الرتج عندما تتطور الأكياس المنتفخة في بطانة الأمعاء الغليظة، والتي تسمى داء الرتج، إلى عدوى والتهاب. وأشارت مراجعة أجريت عام 2020 إلى أن تناول كميات كبيرة من الألياف لا يقل عن 30 جرامًا يوميًا يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بأمراض الرتج. ومع ذلك، من الضروري إجراء مزيد من البحث حول تأثيرات المصادر المختلفة للألياف وخطر الإصابة بالرتج. كما أنه ليس من الواضح كيف تقلل الألياف من خطر الإصابة بالرتج، لذلك من الضروري إجراء المزيد من الدراسات في هذا المجال.
- تقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية: أشارت دراسة أجريت عام 2019 على الكمثرى إلى أن الأشخاص الذين يعانون من متلازمة التمثيل الغذائي والذين تناولوا اثنين من الكمثرى يوميًا لمدة 12 أسبوعًا، شهدوا انخفاضًا طفيفًا في ضغط الدم الانقباضي وضغط النبض. ويُعتبر ارتفاع ضغط الدم هو عامل خطر للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
هل تساعد الكمثرى على فقدان الوزن؟
تحتوي حبة الكمثرى المتوسطة على ما يزيد قليلاً عن 100 سعرة حرارية، مع كمية كبيرة من الألياف، حيث تساعد كل هذه الألياف في إشباع شهيتك حتى تشعر بالرضا لفترة أطول. إليكم البحث: في دراسة استمرت 12 أسبوعًا، تم تقسيم النساء إلى ثلاث مجموعات، مجموعة واحدة أضافت ثلاثة تفاحات إلى نظامهم الغذائي اليومي، ومجموعة أخرى أضافت ثلاث حبات كمثرى، والمجموعة الثالثة أضافت ثلاثة كعكات شوفان قليلة الدسم. وجدت الدراسة أن النساء اللواتي تناولن التفاح أو الكمثرى فقدن ما يقرب من 2 رطل في 12 أسبوعًا، دون إجراء تغييرات أخرى في النظام الغذائي.
فوائد الكمثرى للحامل
الكمثرى من أقرباء التفاح ولها طعم حلو خفيف ورائحة دائمة. ومع ذلك، قد يكون لدى الحوامل مخاوف بشأن تناول الكمثرى أثناء الحمل. وكما هو معروف، تُنصح الأمهات الحوامل بتضمين الفواكه الصحية في وجباتهن الغذائية، منها الكمثرى.
وتعتبر الكمثرى مصدرًا جيدة للمعادن مثل البوتاسيوم والكالسيوم، وهي من بين العناصر الغذائية التي قد توفّر فوائد الكمثرى للحامل.
كما أنّ فوائد الكمثرى للحامل قد تشمل التالي:
- القدرة على مكافحة العدوى:
تساعد الكمثرى في الوقاية من الأمراض المعدية مثل نزلات البرد والسعال والأنفلونزا الموسمية. كما أنها تلعب دورًا حيويًا في علاج الالتهابات الرئوية (التهاب الشعب الهوائية والالتهاب الرئوي) والتهاب الكبد.
- الإمساك
من فوائد الكمثرى للحامل أنّها مصدر جيد للألياف التي تحارب الإمساك، وهي مشكلة شائعة في الحمل، حيث يصبح الإمساك حادًا مع تناول مكملات الحديد في هذا الوقت. وتحتوي حبة الكمثرى الواحدة على 7 جرام من الألياف، بما في ذلك 2 جم من البكتين (ألياف قابلة للذوبان تساعد على الهضم). ويجب أن تأكل الكمثرى مع قشرتها لاستهلاك المزيد من الألياف.
- سعرات حرارية كافية:
تحتوي فاكهة الكمثرى الكاملة على 100 سعر حراري، بينما يحتوي كوب العصير على 46 سعرًا حراريًا. ولا تؤدي الفاكهة إلى زيادة الوزن لأنها تحتوي على نسبة منخفضة من الدهون. علاوة على ذلك ، فإنها تجعل الحامل تشعر بالشبع ويزودها بالطاقة.
- بديل جيّد للحلويات:
تحتوي الكمثرى على نوعين من الكربوهيدرات البسيطة مثل الجلوكوز والفركتوز، هذه السكريات الطبيعية هي بدائل للسكر الأبيض ويمكن أن ترضي رغبة المرأة في تناول الحلويات أثناء الحمل.
هل الكمثرى تحرق دهون البطن؟
إن استهداف فقدان الدهون في منطقة معينة مثل البطن أمر غير ممكن بشكل عام من خلال تناول المزيد من طعام معين، إذ أنّه لحرق دهون البطن على الشخص أن يفقد الوزن بشكل عام، ويمارس التمارين الرياضية التي تستهدف المنطقة المُراد حرق الدهون فيها.
ونظرًا لأن الكمثرى يمكن أن تساعد على إنقاص الوزن بشكل عام، يمكن أن تساعد أيضًا على فقدان دهون البطن، بمجرد أن يبدأ الشخص في إنقاص الدهون في منطقة البطن.
الكمثرى لفقدان الوزن
عامل آخر مهم جدًا لفقدان الوزن هو كمية الألياف في طعام الشخص. وكما ذكر المقال في بدايته، تحتوي الكمثرى على حوالي 6 جرام من الألياف لكل 100 جرام، وتعتبر هذه كمية جيدة من الألياف لكل 100 جرام مقارنة بالعديد من الأطعمة الكاملة.
وكما هو معروف فإنّ للألياف فوائد متعددة لفقدان الوزن. حيث تساعد الألياف على تقليل الشعور بالجوع دون إضافة الكثير من السعرات الحرارية إلى النظام الغذائي، ومع كمية الألياف الموجودة في الكمثرى، يمكن تقليل الوقت الذي يقضيه الشخص في تناول كمية جيدة من الطعام.
اقرأ/ي أيضًا:
هل فوائد جل الألوفيرا مثبتة علميًا؟
هل فوائد الشاي الأزرق مثبتة علميًا؟