تحقيق مسبار
تتعدد الوصفات العشبية التي يتم استخدامها لأغراض علاجية أو تجميلية، ومن بين هذه الأعشاب عشبة الجنسنج المنتشرة في الطب الشعبي للعديد من المجتمعات.
تستعرض هذه المقالة عشبة الجنسنج والمواد التي تحتويها، بالإضافة إلى استعراض فوائد عشبة الجنسنج التي فحصتها الأبحاث الطبية والعلمية، ونهايةً تُعدد الآثار الجانبية وتفاعلاتها مع الأدوية.
ما هي الجنسنج؟
كانت عشبة الجنسنغ تستخدم في الأصل كدواء عشبي في الصين القديمة، حيث وجدت بعض السجلات المكتوبة التي تعود إلى حوالي عام 100 ميلادية. ويوجد 11 نوعًا من الجينسنغ ، تنتمي جميعها إلى جنس (Panax) من عائلة (Araliaceae). ويعني الاسم النباتي العلمي باناكس "كل شفاء" في اللغة اليونانية اليونانية. ويتم تسويقها في أكثر من 35 دولة ، وتتجاوز المبيعات 2 مليار دولار ، نصفها قادم من كوريا الجنوبية.
يستخدم اسم "الجينسنغ" للإشارة إلى كل من الجينسنغ الأمريكي (باناكس كوينكيفوليوس) والجينسنغ الآسيوي أو الكوري (باناكس الجينسنغ). ينتمي نبات الجنسنغ الحقيقي إلى جنس باناكس فقط ، لذا فإن الأنواع الأخرى ، مثل الجينسنغ السيبيري والجينسنغ ولي العهد ، لها وظائف مختلفة بشكل مميز.
مكونات عشبة الجنسنج
تسمى المركبات الفريدة والمفيدة في عشبة الجنسنج جينسينوسيدات، وهي حاليًا قيد البحث السريري للتحقق من إمكانية استخدامها لأغراض طبية. ويحتوي كل من الجينسنغ الآسيوي والأمريكي على جينسينوسيدات، لكنهما يشتملان على أنواع مختلفة بكميات مختلفة.
وعلى الرغم من استخدام الجنسنج في حالات طبية لقرونٍ خلت، إلّا أنّ الأبحاث حولها متباينة، إذ لم يقتنع بعض الخبراء حتى الآن بوجود بيانات كافية لتصنيف القدرات الطبية للجنسنغ على أنّه آمن للناس بمركباته ونتائجه المفيدة.
فوائد عشبة الجنسنج
لقد اعتاد الناس على تناول الجينسنج للحصول على العديد من فوائد هذه العشبة لأغراض طبية وعلاجية. لكن علميًا هناك حاجة إلى مزيد من البحث لتأكيد ما إذا كانت فوائد عشبة الجنسنج مقبتة. ويعتقد الباحثون أن الجينسنوسيدات، وهي مكونات كيميائية موجودة في الجنسنغ، مسؤولة عن أي آثار سريرية للعشبة.
وعلى الرغم من أنّ الأبحاث العلمية والطبية لا زالت غير قاطعة، إلّا أنّ الباحثون يعتقدون مجموعة من فوائد عشبة الجنسنغ:
- زيادة الطاقة: قد يساعد الجنسنغ في تحفيز النشاط البدني والعقلي لدى الأشخاص الذين يشعرون بالضعف والتعب. حيث وجدت دراسة واحدة أجريت شملت 21 رجلًا و 69 امرأة، أن الجنسنغ أظهر نتائج جيدة في مساعدة الأشخاص الذين يعانون من التعب المزمن.
- تقليل التعب: وجدت دراسة أجريت عام 2014 على أشخاص يتلقون علاجًا للسرطان أن الجنسنغ ساعد في تقليل التعب المرتبط بالسرطان. ومع ذلك، وثق الباحثون فقط آثار تعزيز الطاقة من الجنسنغ في الأشخاص الذين يخضعون للعلاج حاليًا. ولم يُظهر الجنسنغ تحسينات ذات دلالة إحصائية لدى الأشخاص الذين أنهوا بالفعل علاج السرطان.
- تحسين الوظائف المعرفية: قد يحسن الجنسنغ عمليات التفكير والإدراك، حيث خلص تقرير نُشر عام 2018 إلى أنه بناءً على الدراسات البشرية والحيوانية، فإن مكونات الجنسنغ لديها القدرة على علاج بعض حالات العجز الإدراكي، كما أظهرت الدراسات أن الجنسنغ يمكن أن يقلل من الإجهاد التأكسدي، مما قد يؤدي إلى تعزيز الوظيفة الإدراكية.
- تحسين الوظائف الإدراكية لدى مرضى الزهايمر: وجدت دراسة أجريت عام 2016 نتائج واعدة حول تأثيرات الجنسنغ الأحمر الكوري على الوظيفة الإدراكية لدى مرضى الزهايمر، واشتملت الدراسة على ثلاثة رجال و11 امرأة ، بمتوسط عمر يبلغ 74.93 عامًا، حيث تلقى المرضى 4.5 جرام من الجنسنج الأحمر الكوري لمدة 12 أسبوعًا. وخلصت الدراسة إلى أن الجنسنج الأحمر الكوري ساعد في تحسين وظيفة الفص الجبهي للدماغ.
- التأثيرات المضادة للالتهابات: قد يقلل الجنسنغ من الالتهاب، فوفقًا لدراسة أجريت عام 2020 ، فإن الجينسنوسيدات، وهي المكونات النشطة في عشبة الجنسنغ، قد تستهدف مسارات في الجهاز المناعي يمكن أن تقلل الالتهاب.
- علاج ضعف الانتصاب: في مراجعة منهجية اختبرت آثار الجنسنغ الأحمر على ضعف الانتصاب، أظهرت المراجعة أن عدد التجارب وحجم العينة الإجمالي ونوعية الطرق التجريبية لم تكن كافية لإثبات الفائدة السريرية المستمرة. في حين وجدت دراسة أجريت عام 2012 على 119 رجلًا يعانون من ضعف الانتصاب الخفيف إلى المتوسط، أن مستخلص توت الجنسنغ يحسن الوظيفة الجنسية بشكل عام. واستغرقت الدراسة 8 أسابيع، تلقى خلالها بعض أفراد المجموعة خلاصة نبات الجنسنغ الكوري ، وتلقى آخرون علاجًا وهميًا. لكن لا يزال هناك حاجة إلى مزيد من البحث لتحديد ما إذا كان الجنسنغ علاجًا موثوقًا لضعف الانتصاب.
- منع الانفلونزا: تشير الأبحاث حول تأثيرات الجنسنغ على الفئران إلى وجود ارتباط محتمل بين الجنسنغ وعلاج الإنفلونزا والفيروس المخلوي التنفسي (RSV) والوقاية منه. حيث أشارت نتائج دراسة أخرى إلى أن مستخلص الجينسنغ الأحمر يمكن أن يحسن بقاء الخلايا الظهارية للرئة البشرية المصابة بفيروس الأنفلونزا.
- خفض سكر الدم: تشير دراسة أجريت عام 2014 إلى أن الجنسنغ قد يساعد في خفض نسبة السكر في الدم ويساعد في علاج مرض السكري. وقد تؤثر الجينسنوسيدات على إنتاج الأنسولين في البنكرياس وتحسن مقاومة الأنسولين باستخدام آليات أخرى. وأظهرت دراسة أخرى عام 2014 فوائد مماثلة للجنسنغ في خفض نسبة السكر في الدم، حيث أخذ بعض المشاركين 2.7 جرام من الجنسنغ الأحمر المخمر كل يوم، بينما تناول البعض الآخر دواءً وهميًا. ووجد الباحثون أن الجنسنغ كان فعالًا في خفض نسبة السكر في الدم وزيادة مستويات الأنسولين بعد الوجبة مقارنةً بالعلاج الوهمي.
ويجدر التذكير أنّ هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات السريرية وتوحيد جذر الجنسنغ لتحديد ما إذا كانت فوائد عشبة الجنسنغ حقيقية وآمنة.
المخاطر والآثار الجانبية والتفاعلات
الآثار الجانبية للجنسنغ خفيفة بشكل عام عند البالغين الأصحاء، وتشمل:
- يمكن أن يكون بمثابة منبه لبعض الناس، لذلك قد يسبب العصبية والأرق (خاصة في الجرعات الكبيرة).
- قد يسبب الاستخدام طويل الأمد أو الجرعات العالية الصداع والدوخة وآلام المعدة.
- قد تعاني النساء اللواتي يستخدمنه بانتظام من تغيرات في الدورة الشهرية ونزيف مهبلي.
- هناك بعض التقارير عن ردود فعل تحسسية لعشبة الجنسنج.
- قد تؤثر عشبة الجنسنج على مستويات السكر في الدم، لذلك يجب على الأشخاص الذين يتناولون أدوية السكري عدم استخدامها دون التحدث إلى مقدمي الرعاية الصحية أولًا.
- يمكن أن تتفاعل عشبة الجنسنج مع الوارفارين الكومادين وبعض أدوية الاكتئاب.
- قد يزيد الكافيين من تأثيرات العشبة المنشطة أيضًا.
- نظرًا لعدم وجود دليل على سلامته، لا ينصح باستخدام الجنسنغ للأطفال أو النساء الحوامل أو المرضعات.
- قد تتداخل عشبة الجنسنج مع تخثر الدم، ويجب عدم تناوله من قبل الأشخاص الذين يعانون من حالات النزيف.
- قد لا يناسب الأشخاص الذين خضعوا لعمليات زرع الأعضاء ولا ينصح بتناولها، لأنها قد تزيد من خطر رفض العضو.
- قد يتفاعل الجنسنغ مع الأمراض الحساسة للهرمونات الأنثوية، مثل سرطان الثدي وسرطان الرحم وسرطان المبيض وانتباذ بطانة الرحم والأورام الليفية الرحمية ، لأن له تأثيرات شبيهة بهرمون الاستروجين.
هل تتفاعل عشبة الجنسنج مع الأدوية؟
قد تتفاعل عشبة الجنسنج مع الأدوية التالية:
- أدوية لمرض السكري.
- أدوية تسييل الدم (بما في ذلك الوارفارين الكومادين).
- مضادات الاكتئاب.
- الأدوية المضادة للذهان.
- المنشطات.
- مورفين.
هل تناول عشبة الجنسنج يسبب الإدمان؟
تظهر الأبحاث أن الاستخدام المفرط يمكن أن يؤدي إلى متلازمة تعاطي الجنسنغ، والتي ارتبطت بالأعراض التالية:
- الحساسية.
- سمية القلب والأوعية الدموية والكلية.
- نزيف الأعضاء التناسلية.
- التثدي.
- السمية الكبدية.
- ضغط دم مرتفع.
- سمية الإنجابية.
ولتجنب الآثار الجانبية لعشبة الجنسنج، يقترح الخبراء عدم تناولها لأكثر من ثلاثة إلى ستة أشهر في المرة الواحدة، وإذا لزم الأمر، قد يوصي الطبيب بأخذ قسط من الراحة ثم البدء في تناولها مرة أخرى لبضعة أسابيع أو أشهر.
اقرأ/ي أيضًا:
هل فوائد أزهار الأوركيد مُثبتة علميًا؟
هل يمكن استخدام نبات المورينجا للتخسيس؟
هل تفيد القهوة الخضراء للتخسيس؟
