تحقيق مسبار
كان استنساخ النعجة دوللي بمثابة نقطة تحوّل كبيرة لدى المختصين فيما يتعلق بالاستنساخ؛ فإنها كانت تجربة ناجحة وفريدة من نوعها. على الرغم من عدم استمرار حياة النعجة دوللي لفترة طويلة؛ إلا أن ذلك لم يكن له علاقة بالاستنساخ، وإنما ماتت هذه النعجة نظرًا لأحد الأمراض التي أصابتها.
هل النعجة دوللي أول تجربة استنساخ ناجحة؟
لم تكن تجربة استنساخ النعجة دوللي أول تجربة استنساخ ناجة في التاريخ، وإنما سبقتها بعض عمليات الاستنساخ الأخرى،منها استنساخ الضفدع عام 1958 من قبل أحد علماء الأحياء في بريطانيا، ولكن عملية استنساخ هذه النعجة تميّزت بكونها أول تجربة لاستنساخ حيوان ثديي من خلية بالغة، ولم تنجح هذه التجربة قبل النعجة دوللي.
من هي النعجة دوللي؟
تعتني العديد من كتب الأحياء بتحديد من هي النعجة دوللي، وهي أنثى خروف فنلندي عاشت قرابة 6 أعوام بدأت عام 1996، وتميزت بكونها النعجة الأولى التي نتجت عن استنساخ لحيوان ثديي بالغ، وذلك بعد عقود من المختصين فيها بأن الثدييات البالغة لا يمكن استنساخها نهائيًا، ولكن قصة النعجة دوللي واستنساخها أثارت الكثير من المخاوف والتساؤلات حول أخلاقيات الاستنساخ.
كيف ماتت النعجة دوللي؟
حرصت العديد من المصادر على بيان كيف ماتت النعجة دوللي؛ فإنها قُتلت من قبل الأطباء البيطريين بعد اكتشاف إصابتها بأحد أنواع سرطان الرئة، وكان قتلها يوم 14 فبراير/شباط من عام 2003. يجدر الذكر بأن هذه النعجة أصيبت بالتهاب في المفاصل وواجهت صعوبات بالمشي أيضًا، وربما لم يكن هذا المرض مرتبطًا بالاستنساخ، وإنما هو أحد الأمراض التي تصيب النعاج.
كيف كانت خطوات استنساخ النعجة دوللي؟
كانت خطوات استنساخ النعجة دوللي عديدة بدايةً من أخذ الخلية وحتى ولادتها، وفيما يأتي بعضًا من التفاصيل حول هذه الخطوات:
- أخذ الخلية الجسمية: الحصول على الخلية الجسمية من النعجة البالغة، وهي النعجة التي تم استنساخها للحصول على النعجة دوللي المشهورة لدى المختصين في هذا المجال.
- زراعة الخلية الجسمية: بعد الحصول على الخلية الجسمية تمت زراعة هذه الخلية في نواة بويضة تم صعقها بالكهرباء، وذلك من أجل تنشيط النمو في هذه البويضة.
- تكوّن خلية مندمجة وحثّها على الانقسام: تشكّلت الخلية المندمجة بع تنشيط نمو نواة البويضة، وبعد ذلك تم حث البويضة التي تتضمن الخلية المندمجة على الانقسام.
- وضع البويضة داخل الرحم: في النهاية تم وضع البويضة داخل رحم، وذلك حتى تستكمل البويضة مراحل النمو بصورة طبيعية حتى خرجت النعجة دوللي وتمت ولادتها عام 1996.
ما هي فئة الاستنساخ التي ينتمي إليها استنساخ النعجة دوللي؟
هُناك عدة أنواع من الاستنساخ، وهي: استنساخ الدنا عن طريق الهندسة الوراثية، والاستنساخ التكاثري، والاستنساخ العلاجي. أما فيما استنساخ النعجة دوللي؛ فإنه كان من فئة الاستنساخ التكاثري الذي يطلق عليه كذلك اسم الاستنساخ الجنسي حسب، ويُعرف بأنه إنتاج كائن حي له نفس المواصفات الوراثية الخاصة بالكائن الحي المنسوخ منه.
ما هو اسم مستنسخ النعجة دوللي؟
لم يقم مختصٌ واحدٌ بتجربة استنساخ النعجة دوللي، وإنما قام فريقٌ كاملٌ بهذه التجربة، وعلى رأس هذا الفريق كان الأحيائي كيث كامبل، والمخترع إيان ويلموت، وكلاهما من المملكة المتحدة. يجدر الذكر بأن كيث كامبل توفي عام 2012 بينما لا يزال إيان ويلموت حيًا حتى الوقت الراهن، ولديه من العمر 78 عامًا بحلول عام 2023.
تلقى كيث كامبل تعليمه في المدرسة التي تحمل اسم الملك إدوارد السادس، ثم تدرّب في أحد المستشفيات حتى أصبح من مختصي علم الأحياء الطبية الدقيقة، وأصبح مهتمًا بطريقة انقسام الخلايا ونموها. أما إيان ويلموت؛ فإنه التحق بكليّة الزراعة لجامعة نوتنغهام، وقام بإجراء العديد من التجارب على الأجنّة الحيوانية خلال حياته.
هل تم استنساخ النعجة دوللي في معهد روزلين؟
بالفعل كانت بداية قصة النعجة دوللي واستنساخها في معهد روزلين، ومر هذا المعهد بالعديد من المحطات التاريخية المهمة حتى الآن، وفيما يأتي بعضًا من أهم هذه المحطات التاريخية حسب الموقع الرسمي:
- إنشاء معهد علم الوراثة الحيواني: تم إنشاء معهد علم الوراثة الحيواني عام 1919 من قبل جامعة إدنبرة، وهو المعهد الذي كان أصلًا لمعهد روزلين فيما بعد.
- إنشاء مركزين جديدين للأبحاث: في عام 1947 تم إنشاء سلسلة من المنظمات البحثية الممولة لمجلس البحوث الزراعية، واستخدم معهد علم الوراثة الحيواني لإنشاء مركز أبحاث الدواجن ومنظمة أبحاث تربية الحيوان.
- عملية الدمج: تم دمج مركز أبحاث الدواجن ومنظمة أبحاث تربية الحيوان مع بعضهما البعض عام 1985 لتشكيل معهد فسيولوجيا الحيوان وأبحاث علم الوراثة، وانتقل الموظفون في معهد منظمة أبحاث تربية الحيوان إلى روزلين لإنشاء محطة أبحاث.
- استقلال معهد روزلين: كانت محطة الأبحاث في روزلين تابعة لمعهد فسيولوجيا الحيوان وأبحاث علم الوراثة حتى صدر القرار باستقلاله عام 1992، وفي عام 1993 أصبحت محطة روزلين معهدًا مستقلًا.
- الدمج مع مع وحدة الأمراض العصبية: في عام 2007 شهد معهد روزلين عملية دمج مع مع وحدة الأمراض العصبية، وكلاهما من المراكز البحثية التابعة لجامعة إدنبرة.
- انتقال مبنى معهد روزلين: بعد مرور عدة سنوات اتُخذ القرار بانتقال معهد روزلين إلى مبنى جديد تابع لجامعة إدنبرة، وكان اتخاذ هذا القرار في عام 2011.
لماذا أُطلق اسم دوللي على أول نعجة مستنسخة من خلية بالغة؟
أُطلق اسم النعجة دولي على أول نعجة مستنسخة من خلية بالغة نسبةً إلى الأمريكية دوللي بارتون حسب موقع هيستوري، وهي ممثلة ومغنية أمريكية وُلدت عام 1946 ولديها من العمر 77 عامًا في الوقت الراهن من عام 2023، وكان اقتراح هذا الاسم من أحد الأشخاص الذين ساعدوا في ولادة النعجة دوللي.
أين يتم الاحتفاظ بالنعجة دوللي حاليًا؟
خلال الوقت الراهن يتم الاحتفاظ بالنعجة دوللي داخل متحف اسكتلندا الوطني في إدنبرة، وأصبحت هذه النعجة من أكثر المعروضات شُهرةً داخل هذا المتحف، كما أنه يحتوي على الكثير من المعروضات الأخرى. يمكن للمختصين زيارة هذا المتحف للاطلاع على النعجة وتعرّف المزيد حولها عن قرب.
كيف تطور الاستنساخ حتى استنساخ النعجة دوللي؟
مرّت عملية الاستنساخ بالعديد من المراحل التاريخية مرورًا باستنساخ النعجة دوللي حتى وصلت إلى التقنيات الحديثة في الوقت الراهن. تتضمن القائمة الآتية عدة من أبرز المحطات التاريخية التي تتعلق بالاستنساخ حتى ولادة النعجة دوللي:
- أول عملية تقسيم صناعية للجنين: في عام 1885 شهد العالم أول عملية تقسيم صناعي أو توأمة صناعية للجنين، وكان ذلك عن طريق هز أجنة قنفذ البحر ذات الخلية الثنائية لتنمو كل خلية وحدها، وتشكّل قنفذ بحر كامل.
- عملية تقسيم صناعية لجنين السلمندر: كانت عملية التقسيم الصناعية لجنين السلمندر عام 1902 أول عملية تقسيم من هذا النوع للفقاريات، وأظهرت هذه التجربة بأنه حيوان معقد، ولكن كل خلية نمت إلى سمندل بالغ.
- تحكّم نواة الخلية في التطور الجيني: خلال عام 1928 عمل هانز سبيمان على تجربة أظهرت بأن نواة الخلية الجنينية المبكرة توجه النموّ الكامل لحيوانات السمندل، وتحلّ بشكل فعّال مكان النواة في البويضة المخصبة.
- أول عملية نقل نووي ناجحة: خلال عام 1952 قام كل من روبرت بريجز وتوماس كينج بنقل نواة من جنين إلى بيضة ضفدع منزوعة النواة، واستطاعت هذه الخلية أن تتطور إلى شرغوف، وهو ما أظهر إمكانية الاستنساخ عن طريق نقل النواة.
- نقل النواة من خلية متمايزة: استطاع جون جوردون نقل نواة من خلية معوية متمايزة تم الحصول عليها من الشرغوف في بيضة ضفدع منزوعة النواة، وكان الضفدع الصغير الناشئ مطابقًا وراثيًا للشرغوف الذي أخذت منه العيّنة.
- أول استنساخ لجنين ثديي بنقل النواة: في عام 1975 قام دريك برومهال باستنساخ أول جنين لحيوان ثديي عن طريق النقل النووي، وكانت هذه التجربة على أرنب.
- أول حيوان ثديي من عملية نقل نووي: على الرغم من استنساخ جين للأرنب عام 1975 إلا أن هذه التجربة لم ينتج عنها ولادة حيوان كامل، وكان أول استنساخ لحيوان ثديي كامل من عملية النقل النووي لنعجة عام 1984 من قبل ستين ويلادسن
- عملية النقل النووي من عملية جنينية: كانت تجربة النقل النووي الناجحة من خلية جنينية أول مرة عام 1987 على بقرة، لكن الاستنساخ من خلايا جسدية بالغة لم يكن ممكنًا في هذا الوقت بعد.
- أول عملية تقسيم صناعية للجنين: في عام 1996 تم إجراء تجربة ناجحة لنقل النوى من الخلايا المستنبتة إلى خلايا بيض الأغنام التي تم نزع نواتها، ونجحت هذه التجربة، وولد منها حَمَلَانِ اثنان.
- استنساخ النعجة دوللي: بعد سنوات من التجارب التي تتعلق بالاستنساخ نجحت عملية استنساخ النعجة دولي من عملية نقل نواة جسدية لحيوان بالغ أول مرة في التاريخ، وهو ما كان مستحيلًا في جميع عمليات الاستنساخ السابقة.
هل توقفت تجارب الاستنساخ بعد استنساخ النعجة دوللي؟
لم تتوقف عمليات الاستنساخ التي تتعلق بها بعد النعجة دوللي، وإنما تابعت مراكز الأبحاث المختصة دراساتها دون توقف حتى استطاعت استنساخ بعض الحيوانات المهددة بالانقراض عام 2001، كما نجحت التجارب في استنساخ الخلايا الجذعية الجنينية الرئيسية عن طريق نقل نواة الخلية الجسدية في أحد القرود عام 2007، وفي عام 2013 نجحت التجارب في إنشاء الخلايا الجذعية الجنينية البشرية عن طريق نقل نواة الخلية الجسدية من البشر.
اقرأ/ي أيضًا:
هل يوجد فرق بين الفيل الأفريقي والآسيوي؟