تحقيق مسبار
تتمتع بيوت الطين القديمة بالكثير من الخصائص التي جعلتها منتشرة على نحوٍ واسعٍ في العديد من الأنحاء حول العالم، وعلى الرغم من تطور تقنيات البناء في الوقت الراهن؛ إلا إن البناء بالاعتماد على الطين لا يزال مستخدمًا دون توقف. يعود تاريخ هذا النوع من البناء إلى عدة آلاف من السنوات قبل الميلاد وليس من أنواع البناء الحديثة.
هل بيوت الطين القديمة عازلة للحرارة؟
كانت طريقة بناء بيوت الطين شائعة بشكل كبير قبل الوصول إلى التقنيات الحديثة في البناء اليوم، وهي بيوت عازلة للحرارة بشكل كبير مما يجعلها مناسبة للمناخ الصحراوي؛ فإنّها تمنح البرودة خلال فصل الصيف، وتمنح الحرارة خلال فصل الشتاء نظرًا لما تتمتع به من الخصائص العازلة للحرارة. وكانت بيوت الطين القديمة منتشرة في المملكة العربية السعودية وغيرها من دول الوطن العربي.
متى بدأ بناء بيوت الطين قديمًا؟
يعود بناء بيوت الطين قديمًا إلى عام 8000 قبل الميلاد، وهذا يعني أن البشر توصلوا إلى هذه التقنية في البناء منذ ما يزيد على 10 آلاف عام، كما أن هذه الفترة شهدت التوصل إلى الكثير من مواد البناء الأخرى إلى جانب الطين أيضًا حسب إحدى الدراسات، ومنها: الحجر، والحجر المقصوص، والخشب.
هل مميزات بيوت الطين كثيرة؟
توجد الكثير من المميزات لبيوت الطين بالفعل، وتتضمن القائمة الآتية عدة من مميزات بيوت الطين القديمة:
- الحد من هدر الطاقة: استطاعت بيوت الطين توفير عزل جيد للحرارة خلال فصل الشتاء وفصل الصيف، ما أسهم في الحد من هدر الطاقة، وساعد في المحافظة عليها.
- عدم ارتفاع أسعار البيوت: من خلال بيوت الطين تم توفير المساكن المناسبة للأفراد بأسعار منخفضة، ويشمل ذلك المساكن الفخمة دون الاقتصار على المساكن التقليدية؛ فإن الطين يُستخدم في تشييد المباني الفخمة أيضًا.
- العزل الجيد للصوت: إلى جانب عزل الحرارة يعد الطين من المواد التي تعزل الصوت جيدًا، وهو ما يوفر ميزة إضافية لبيوت الطين القديمة، ولكن هذا العزل يعتمد على المواد التي دخلت في إنتاج الطين إلى جانب بعض العوامل الأخرى.
- توفير مساكن صديقة للبيئة: لا شك بأن الطين من المواد الصديقة للبيئة، وهذا يعني أن بيوت الطين القديمة كانت صديقة للبيئة، ولم تتسبب بأي من الأضرار البيئية الكبيرة كما في بعض المواد المستخدمة في البناء اليوم.
- دعم الاقتصاد المحلي: أسهم بناء بيوت الطين القديمة في دعم الاقتصاد المحلي، وذلك من خلال توفير فرص العمل المحلية للبناء، بالإضافة إلى استخدام المواد المتوفرة محليًا بدلًا من استخدام المواد التي تتطلب القدوم بها من بعيد.
ما هي أبرز عيوب بيوت الطين؟
إلى جانب معرفة المميزات لا بُد من التعرف على عيوب بيوت الطين القديمة أيضًا حتى يستطيع المرء الوصول إلى صورة متكاملة حولها. كانت مخاطر الصدوع والشقوق الكبيرة من أبرز العيوب التي تعاني منها هذه البيوت، كما أن الطين لا يستطيع الصمود أمام الأمطار الغزيرة مما يعني سهولة تعرضه إلى التهدّم مقارنةً بالمباني الحديثة، وهي من أهم المعلومات عن بيوت الطين القديمة.
هل يعد الطين المستخدم في البيوت القديمة من مواد البناء الطبيعية؟
يعد الطين المستخدم في البيوت القديمة من مواد البناء الطبيعية بالفعل إذا لم يتعرض إلى عمليات المعالجة. يجدر الذكر بأنّ مواد البناء تنقسم إلى مواد طبيعية، ومواد مخلوطة، ومواد مصنعة، ومواد ذكية، وفيما يأتي توضيح لكل واحدة منها:
- مواد البناء الطبيعية: تُعرف مواد البناء الطبيعية بأنها المواد التي تُستخدم على طبيعتها دون تدخل من الإنسان في معالجتها وتهذيبها، ومنها الأحجار بالإضافة إلى الطين والخشب، ويعد الطين من أقدم مواد البناء الطبيعية المُستخدمة.
- مواد البناء المخلوطة: تنتج مواد البناء المخلوطة عن خلط عدة من المواد الطبيعية مع بعضها البعض حتى يتم الحصول على خواص أفضل، ومنها الخرسانة التي تُستخدم في الأبنية الحديثة على نحو واسع جدًا.
- مواد البناء المصنّعة: تدخل المواد المصنعة في تشييد الكثير من المباني اليوم، وهي مواد خام تعرضت إلى عمليات المعالجة تحت ظروف محددة لتتشكل على النحو المطلوب والخصائص المرجوة، ومنها المعادن.
- مواد البناء الذكية: يمكن تعريف مواد البناء الذكية بأنها المواد التي تتمتع بقدرة على تغيير مظهرها ولونها بالاعتماد على المستشعرات ووسائل التشغيل وغيرها من التقنيات الحديثة، وهي من أحدث مواد البناء.
ما المواد التي استُخدمت في العمارة التقليدية القديمة؟
لم يكن الطين المادة الوحيدة المستخدمة في العمارة التقليدية القديمة، وإنما هُناك العديد من المواد الأخرى أيضًا، ومن بينها: أغصان الأشجار، والأخشاب، وكذلك جلود الحيوانات. يمكن العثور على بعض المباني التقليدية القديمة التي تعتمد على الجبس أو الأحجار، وبشكل أساسيّ اعتمد البشر على ما يتوفر لديهم من موادّ مناسبة في تشييد المباني قديمًا.
هل توجد كثير من الأمثلة على مباني وبيوت الطين القديمة؟
بما أن بيوت الطين القديمة كانت من أنواع العمارة الطينية المنتشرة في الكثير من الدول حول العالم؛ فلا شك بأن هناك عدد كبير من الأمثلة عليها بين الآثار والمباني القديمة، ومنها ما يأتي:
- البيت النجدي القديم: يمكن العثور على البيت النجدي القديم في المملكة العربية السعودية خلال الوقت الراهن، وهو أحد الأمثلة على بيوت الطين القديمة، وتضمن هذا البيت بابًا خشبيًا ونوافذ مرتفعة.
- المخازن في معبد رمسيس الثاني: يعد معبد رمسيس الثاني من الآثار التي تم العثور عليها في منطقة الجرنة داخل جمهورية مصر العربية، وهو من الآثار الفرعونية التي تم تشييدها من الطين.
- مدينة شبام: تعد مدينة شبام واحدةً من مواقع التراث العالمي لليونسكو في اليمن، وهي مدينة تم تشييد مبانيها من الطين مع سور يحيط بها، ويُطلق على هذه المدينة لقب مانهاتن الصحراء.
- مدينة غدامس: تتميز مدينة غدامس بالأبنية المرتفعة التي تم تشييدها من الطين، وهي واحدة من الأبنية التي تقف شاهدة على المباني الطينية في ليبيا.
- قلعة بم: تعد قلعة بم من الأمثلة على المباني الطينية في إيران، ويعود تاريخها إلى قرابة 500 سنة مضت، ولكنها هُجرت عام 1850 بعد استخدامها لفترة طويلة من الزمن.
- البيت العسيري القديم: تم تشييد البيت العسيري القديم بعدة أنماط مختلفة، واعتمد أحد هذه الأنماط على الطين الخالص مما يجعله أحد الأمثلة على بيوت الطين القديمة التقليدية.
على ماذا تحتوي بيوت الطين من الداخل؟
إلى جانب اختلاف طريقة بناء بيوت الطين بين مكان وآخر؛ اختلفت بيوت الطين من الداخل في الكثير من تفاصيلها أيضًا، وتحتوي بعض البيوت الطينية على الكثير من المرافق المختلفة كما هي حالة البيت النجدي القديم، بينما يحتوي بعضها على المرافق الأساسية للمعيشة فحسب، وذلك نظرًا لتفاوت الأوضاع المعيشية والغاية من استخدام بيت الطين وتشييده.
هل تم بناء أقدم بيوت في العالم من الطين؟
تم بناء البيوت الأقدم في العالم في العالم من لَبِن الطين، ويرجع تاريخ هذه البيوت إلى الفترة التي ترجع إلى 7700-9500 عامًا تقريبًا حسب موسوعة جينيس للأرقام القياسية. تقع هذه البيوت في منطقة أثرية داخل الجمهورية التركية، وهي منطقة يقدّر عدد سكانها بعدد يتراوح بين 500-800 نسمة عندما تم تركها وهجرها.
ما هي أقدم المباني في العالم؟
إلى جانب البيوت الأقدم التي دخلت موسوعة جينيس للأرقام القياسية توجد الكثير من البيوت والمباني التي يعود عمرها إلى آلاف السنوات حول العالم، ومنها: بيوت قرية تشيروكويتيا التي تحتل المرتبة الثانية بين أقدم المباني في العالم بعمر يبلغ 9,025 عامًا تقريبًا، وفي المرتبة الثالثة مساكن ساسي دي ماتيرا في إيطاليا بعمر يبلغ 9 آلاف سنة تقريبًا، ولم تكن من بيوت الطيون.
هل توجد بيوت تقليدية غير بيوت الطين القديمة؟
لا تقتصر البيوت التقليدية على أنواع العمارة الطينية القديمة وحدها، وإنما توجد الكثير من أنواع البيوت التقليدية غير بيوت الطين القديمة، ومن الأمثلة عليها ما يأتي:
- المنزل الريفي الحجري: ينتشر المنزل الريفي الحجري في إيرلندا، ويعود تاريخ هذا النمط من البيوت التقليدية إلى القرن الثامن عشر الميلادي.
- بيوت الفناء: تتميز هذه البيوت الفِناء الواسع الذي حولها، وهو النمط التقليدي للمنازل في الأراضي السورية منذ 3000 سنة قبل الميلاد تقريبًا، ويكون الفناء في مركز البيت، ويمكن الوصول منه إلى مختلف مرافق البيت.
- البيوت المنحوتة في الصخر: توجد العديد من الأمثلة على العمارة المنحوتة في الصخر خلال حضارة مصر القديمة، وهي منازل تم نحتها في الصخر مباشرة، وتعد من أشكال العمارة القديمة.
- البيوت الطويلة: تم تشييد البيوت الطويلة من قبل شعوب إيروكوا الأصلية في أمريكا الشمالية، ويمكن أن يصل طول هذه البيوت إلى أكثر من 60 متر، وتم الاعتماد على بعض أنواع الخشب في بناء هذه البيوت.
- كوخ القش: يمكن العثور على كوخ القش في بعض الأماكن داخل إنجلترا، وهو كوخ يتميز بسقفه المغطى بالقش أو سعف النخيل، وتم استخدام هذا النوع من الأسقف للمحافظة على جفاف المنزل من الداخل.
هل الفرق بين البيت القديم والبيت الحديث كبير؟
بعد النظر في مختلف المعلومات عن بيوت الطين القديمة وغيرها من الأبنية القديمة والنظر في الأبنية الحديثة وتقنيات بنائها، يتبين بأن الفرق بينهما شاسع جدًا، ويشمل هذا التفاوت كلًا من المواد المستخدمة، والمرافق الموجودة داخل المنزل، وطريقة التصميم. لم تكن بيوت الطين القديمة قادرة على تحمّل الأمطار الغزيرة خلافًا للبيوت الحديثة، ولعل هذا الفرق بين البيت القديم والبيت الحديث واحدٌ من أبرز الفروقات.
اقرأ/ي أيضًا:
