تحقيق مسبار
كانت حرب طوفان الأقصى مباغتة لجيش الاحتلال الذي لم يظهر أية معرفة مسبقة بالإعداد لهذه الحرب أو موعد بدايتها، مما تسبب بخسارة بعض المناطق العسكرية خلال اليوم الأول من هذه الحرب، وكذلك شهد الاحتلال وقوع عدد كبير من الضحايا في هذه الحرب، وردّ على ذلك بالقصف المستمر للأحياء المدنية والمساجد، وغيرها من المنشآت داخل قطاع غزة.
تابع/ي نافذة طوفان الأقصى التي خصصها مسبار لتفنيد الادعاءات والأخبار الزائفة التي تُنشر حول العملية وحول الحرب على غزة.
ما هو طوفان الأقصى؟
إن طوفان الأقصى اسم أطلقته المقاومة الفلسطينية على العملية التي بدأت يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول من عام 2023 في منطقة غلاف غزة، وهي واحدة من الحروب التي تمكّنت المقاومة من مفاجأة جيش الاحتلال خلالها كثيرًا، مما تسبب بوقوع كثير من الخسائر في صفوفه، وأطلق جانب دولة الاحتلال على هذه الحرب اسم السيوف الحديدية.
ما هو سبب طوفان الأقصى الرئيسي؟
أعلن محمد الضيف -قائد أركان كتائب الشهيد عز الدين القسام- عن سبب طوفان الأقصى في تسجيل صوتي ظهر خلال اليوم الأول من المعركة، وصرّح بأنها عملية دفاعية تهدف إلى الرد على انتهاكات الاحتلال في فلسطين؛ بما فيها اعتداءات المستوطنين على المواطنين الفلسطينيين والحصار الذي تفرضه دولة الاحتلال على قطاع غزة.
لماذا سميت طوفان الأقصى بهذا الاسم؟
ربما يساعد التعرف على الدلالة اللغوية للألفاظ في معرفة لماذا سميت طوفان الأقصى بهذا الاسم؛ فإن الطوفان يشير إلى ما كان عظيمًا أو كثيرًا من الأشياء أو الحوادث حسب قاموس معاني، وأما الأقصى؛ فإنه المسجد المعروف في القدس المحتلة؛ فإن هذه المعركة ترتبط بشكل أساسي بالمسجد الأقصى وطوفان المقاومة التي تريد تحريره من الاحتلال، وإيقاف الاعتداءات المستمرة عليه منذ وقت طويل.
كيف بدأت حرب طوفان الأقصى 2023؟
لم تبدأ حرب طوفان الأقصى 2023 من قبل دولة الاحتلال كما في معظم الحروب السابقة مع المقاومة في غزة، وإنما بدأتها المقاومة من خلال اتباع الخطوات الآتية:
- التسلل إلى منطقة الغلاف: بدأت حرب طوفان الأقصى بتسلل جنود كتائب الشهيد عز الدين القسام إلى منطقة غلاف غزة خلف الحدود الفاصلة باستخدام الطائرات الشراعية، وذلك مع التغطية عليهم باستخدام القوة الصاروخية والقذائف.
- تأمين الحدود واختراقها: بعد وصولها إلى الجهة الأخرى من الحدود الفاصلة قامت قوة كتائب القسام بتأمين الحدود، حتى يقوم سلاح الهندسة بالتعامل مع الحدود وخلق اختراقات تسمح لمزيد من الجنود بالمرور منها إلى الجانب الآخر.
- العبور باستخدام الدراجات النارية: بعد خرق الحدود الفاصلة وإيجاد الثغرات المناسبة قامت قوة من المقاومة الفلسطينية بالدخول إلى منطقة غلاف غزة باستخدام الدراجات النارية، لتبدأ هجومها على جيش الاحتلال بشكل أساسي.
ما هي أهم المكاسب الاستراتيجية لطوفان الأقصى؟
لا شك بأن هناك العديد من المكاسب الاستراتيجية للمقاومة من حرب طوفان الأقصى التي تضرر جيش الاحتلال خلالها بشكل كبير، وفيما يأتي بعضًا من أهم هذه المكاسب:
- كسر هيبة الاحتلال: تسببت الخسائر الكبيرة التي تعرضت إليها دولة الاحتلال في معركة طوفان الأقصى بكسر هيبتها؛ فإنها كانت تعد جيشها جيشًا لا يقهر، إلا أن المقاومين تمكّنوا من مباغتته وأسر عدد كبير من الجنود والضباط.
- تغيير حالة مستوطنات الغلاف: بعد عملية طوفان الأقصى من المتوقع أن يتجنب كثير من المستوطنين في منطقة الغلاف من العودة إليها؛ نظرًا لهشاشة جيش الاحتلال وعدم قدرته على حمايتها، وينتج عن ذلك مزيد من الإرهاق لدولة الاحتلال.
- ملف الأسرى: بما أن حركات المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة تمكنت من أسر عدد جنود كبير للاحتلال الصهيوني؛ فإنها تستطيع الاعتماد على هذا العدد من الأسرى لتحرير الأسرى الفلسطينيين داخل سجون الاحتلال.
هل استهدف الاحتلال المساجد في حرب طوفان الأقصى؟
عند متابعة آخر تطورات طوفان الأقصى يتضح بأن جيش الاحتلال لم يفرق بين المنشآت المدنية أو المدنيين والعسكريين المقاومين؛ فإنه قام بتدمير عدة مساجد داخل حدود قطاع غزة بالفعل حسب وكالة الأناضول التركية، ومنها: مسجد الحبيب محمد، ومسجد سعد الأنصاري، ومسجد أحمد ياسين.
لم يتوقف اعتداء دولة الاحتلال عند المساجد والمنشآت المدنية، وإنما طاول هذا الاعتداء العمارات السكنية لعدد كبير من المواطنين في قطاع غزة، كما أن هناك بعض الصحفيين الذين لاقوا حتفهم بنيران الاحتلال الإسرائيلي أيضًا نتيجة للقصف الكبير الذي تعرض إليه القطاع، وهناك بعض المدن والأحياء التي تم تدميرها بشكل شبه كامل، ومنها: حي الرمال.
ما القرارات التي تم اتخاذها في أسرى حرب طوفان الأقصى؟
يعد ملف الأسرى من أبرز وأهم الملفات الاستراتيجية لحرب طوفان الأقصى، ولم يتم اتخاذ أية قرارات في حق هؤلاء الأسرى حتى الوقت الراهن، كما أن كتائب الشهيد عز الدين القسام صرحت بعدم التفاوض على الأسرى تحت النار، وأما جانب الاحتلال؛ فإنه حرص على تعيين مسؤول لمتابعة ملف الأسرى من جهته.
ما هي أبرز أحداث ونتائج طوفان الأقصى؟
تضمنت نتائج طوفان الأقصى كثيرًا من الخسائر التي طالت الطرفين بالإضافة إلى أعداد الأسرى الكبيرة، وفيما يأتي بعضًا من أبرز الأحداث والنتائج لهذه الحرب:
- مقتل قائد لواء ناحال: أدى الاشتباك مع بعض المسلحين من جنود المقاومة الإسلامية إلى مقتل قائد لواء ناحال داخل منطقة غلاف غزة، وكان ذلك في اليوم الأول من عمر حرب طوفان الأقصى.
- توجيه ضربة صاروخية كبيرة: حتى تغطي كتائب القسام على تسلل جنودها قامت بتوجيه ضربة صاروخية كبيرة إلى مستوطنات الاحتلال، واشتملت هذه الضربة على 5 آلاف صاروخ وقذيفة هاون.
- تحريك حاملة الطائرات الأمريكية: على إثر حرب طوفان الأقصى الدائرة بين المقاومة الفلسطينية وجيش الاحتلال قامت الولايات المتحدة الأمريكية بإرسال حاملة الطائرات جيرالد فورد إلى منطقة الشرق الأوسط، وذلك للردع الإقليمي.
- فشل استخبارات الاحتلال: أظهرت معركة طوفان الأقصى فشل استخبارات دولة الاحتلال في التنبؤ بالمعركة قبل بدئها على الأرض، وإنما كانت بداية الحرب مفاجأة تامة بالنسبة إلى جيش الاحتلال.
- العدد الكبير من قتلى الاحتلال: منذ بداية الحرب وحتى الوقت الراهن تجاوز عدد الضحايا من جهة الاحتلال الصهيوني في فلسطين المحتلة ألف ضحية، وهو عددٌ غير مسبوق مقارنةً بالحروب الأخرى مع المقاومة الفلسطينية.
- إعلان الولايات المتحدة عن دعم الاحتلال بالذخائر: في اليوم الرابع من حرب طوفان الأقصى أعلنت الولايات المتحدة عن مُضيهّا في تزويد الاحتلال بالذخائر التي يحتاجها للتعامل مع المقاومة الفلسطينية.
- تفعيل قانون الحرب: نظرًا لما تعرضت إليه دولة الاحتلال من الهجون غير المسبوق قررت الحكومة تفعيل قرار الحرب، وذلك بالرغم من عدم تفعيل هذا القرار منذ عقود سبقت عام 2023.
لماذا تم شن حرب إلكترونية ضد طوفان الأقصى؟
واجهت معركة طوفان الأقصى الدائرة بين جيش الاحتلال والمقاومة الفلسطينية حربًا إلكترونية تهدف إلى تشويه أحداثها حسب الجزيرة، وذلك لتحقيق العديد من الغايات والمكاسب بالنسبة إلى دولة الاحتلال، وأبرزها: القضاء على التضامن والتعاطف الذي يظهر من الشعوب العربية تجاه القضية، وكذلك تشويه صورة حركات المقاومة الفلسطينية التي تريد استعادة أرضها.
اقرأ/ ي في مقال مسبار: من مظاهر انحياز وسائل الإعلام الغربية لإسرائيل في تغطية الحرب على غزة
كيف انتقم الاحتلال من الأسرى الفلسطينيين بسبب طوفان الأقصى؟
بسبب حرب طوفان الأقصى قامت دولة الاحتلال بإجراء العديد من الممارسات التي تهدف إلى الانتقال من الأسرى الفلسطينيين داخل سجونها، وتمثل ذلك في زيادة أجهزة التشويش، وقطع الكهرباء والماء عن بعض الأقسام بين فترة وأخرى، وإيقاف زيارات ذوي الأسرى، وإلغاء الزيارات التي كانت مقررة خلال الأسبوع الذي شهد بداية الحرب.
هل تم استخدام أسلحة جديدة للمقاومة في طوفان الأقصى؟
يلاحظ المتابعون لآخر تطورات طوفان الأقصى بأن حركات المقاومة أدخلت بعض الأسلحة الجديدة بالفعل، وكان من أبرزها: نظام الدفاع الجوي متبر 1 الذي أعلنت عنه كتائب الشهيد عز الدين القسام، وكذلك الحال بالنسبة إلى الطائرات الشراعية، وصاروخ رجوم التي استخدم في البداية لقصف مستوطنات غلاف غزة.
اقرأ/ي أيضًا:
الفيديو قديم وليس لعملية نقل صواريخ إلى مواقع إطلاقها في إيران
الفيديو لاحتفالات قديمة في المغرب وليس لوقفة تضامنية مع فلسطين
الفيديو من كواليس فيلم وليس لفلسطينيين يفبركون مشهدًا لإصابتهم في هجوم لقوات الاحتلال
الفيديو من خطاب سابق للسيسي عن القدس ولم يهدد إسرائيل بالتدخل في الحرب الجارية