تحقيق مسبار
تؤثر اضطرابات الساعة البيولوجية على حياة الإنسان بشكل سلبي، وربما تؤدي هذه الاضطرابات إلى الشعور بالنعاس طيلة فترة النهار وعدم الحصول على القسط الكافي من النوم، وهو ما يتسبب بالعديد من المشاكل الصحية على المدى البعيد؛ ما لم يقم الشخص بمراجعة الطبيب المختص لوضع الخطة العلاجية المناسبة.
ما المقصود بالساعة البيولوجية؟
حرص موقع ساينس دايركت على توضيح ما المقصود بالساعة البيولوجية؛ فإنه مصطلح يشير إلى الفترات الإيقاعية المستمرة التي تقترب من 24 ساعة يوميًا عند الإنسان، وغيره من الكائنات الحية الأخرى حتى عند غياب إشارات التوقيت الخارجية. وهي مهمة لتنظيم النوم عند الإنسان، بالإضافة إلى وجود العديد من الفوائد الأخرى لها.
أين تقع الساعة البيولوجية في الدماغ؟
عند البحث لمعرفة أين تقع الساعة البيولوجية في الدماغ يتضح بأنها تقع في منطقة يطلق عليها اسم النواة فوق التصالبة، وهي نواة واقعة فوق التصالبة البصرية. يتضمن نظام الساعة البيولوجية عند الإنسان العديد من الساعات الطرفية الموجودة في جميع أنسجة الجسم، ويشمل ذلك الأمعاء والكبد والبنكرياس والكلى وغيرها.
ما هو الهرمون المسؤول عن الساعة البيولوجية؟
يمكن للأطباء تحديد ما هو الهرمون المسؤول عن الساعة البيولوجية؛ فإنها ساعة تحافظ على الإيقاع اليومي للإنسان، وهناك العديد من الهرمونات التي تلعب دورًا مهمًا في ضبط هذه الساعة ولا يقتصر الأمر على هرمون واحد، ويشمل ذلك هرمون الميلاتونين، وهرمون الكورتيزول، وهرمون الفازوبريسين، وهرمون الأستيل كولين، وهرمون الأنسولين، وهرمون اللبتين حسب هيلث لاين.
ما هي فوائد الساعة البيولوجية؟
تكمن فوائد الساعة البيولوجية في المحافظة على دورة النوم والاستيقاظ الصحيحة للإنسان، بالإضافة إلى معرفة أوقات الطعام من خلال الشعور بالجوع والشبع، وغيرها من الأمور المهمة الأخرى. بدون تنظيم هذه الساعة بالشكل المطلوب؛ قد يعاني المرء من عدة اضطرابات تتعلق بجودة النوم.
ما هو اضطراب الساعة البيولوجية؟
يشير اضطراب الساعة البيولوجية إلى مجموعة من الاضطرابات التي تؤثر على الإيقاع اليومي للإنسان، وربما تحدث هذه الاضطرابات بسبب مجموعة واسعة من العوامل المختلفة، ومنها: التغييرات التي تطرأ على الروتين اليومي، وكذلك تناول بعض الأدوية، وتغيير المنطقة الزمنية التي يعيش فيها الشخص.
أنواع اضطرابات الساعة البيولوجية الشائعة
توجد عدة أنواع شائعة من اضطرابات الساعة البيولوجية التي تصيب الإنسان حسب ويب ميد، ومنها ما يأتي:
- اضطراب الرحلات الجوية الطويلة: عادةً ما يصيب اضطراب الرحلات الجوية الطويلة الأشخاص الذين يسافرون عبر منطقتين زمنيتين مختلفتين أو أكثر، وعادةً ما تكون الاضطرابات أكثر شدة عند السفر من الغرب إلى الشرق.
- اضطراب النوم الناتج عن العمل بنظام الورديات: كما يظهر من اسمه يصيب اضطراب النوم الناتج عن العمل بنظام الورديات عادةً الأشخاص الذين يعملون بنظام المناوبات، ويصيب كذلك الأشخاص الذين يعملون في ساعات الليل.
- اضطراب طور النوم المتأخر: يميل المصابون باضطراب طور النوم المتأخر إلى الاستيقاظ حتى ساعات متأخرة من الليل، مع مواجهة صعوبة في الاستيقاظ عند الوقت المناسب للعمل أو الدراسة أو غيرها.
- اضطراب طور النوم المتقدم: عند الإصابة باضطراب طور النوم المتقدم تظهر عند المرء عادات النوم المبكر والاستيقاظ المبكر، ومن ذلك النوم بين الساعة 6-9 مساءً، والاستيقاظ بين الساعة 1-5 صباحًا.
- اضطراب النوم والاستيقاظ اللايوماوي: يكون الشخص مصابًا باضطراب النوم والاستيقاظ اللايوماوي؛ إذا كان الإيقاع اليومي له أطول أو أقصر من 24 ساعة، وعادةً ما يؤثر هذا الاضطراب على الأشخاص المكفوفين.
أعراض اضطراب الساعة البيولوجية
إذا أصيب الإنسان باضطراب في الساعة البيولوجية؛ فإن هناك الكثير من الأعراض التي تظهر عليه، ومنها: النعاس المفرط ونقص اليقظة أثناء فترة النهار، والنوم المتأخر، وصعوبة الاستيقاظ نهارًا، ويتم تشخيص هذه الاضطرابات بشكل أساسي من حلال سجل النوم اليومي الذي يوضح مدى انتظام ساعات نوم الإنسان.
علاج اضطرابات الساعة البيولوجية
يتم علاج اضطرابات الساعة البيولوجية للمرأة والرجل عن طريق العديد من الأدوية وغيرها بعد إجراء التشخيص، وفيما يأتي عدة من أبرز الطرق العلاجية لهذه الاضطرابات:
- العلاج بالضوء: يعتمد العلاج بالضوء على وضع المصاب باضطرابات الساعة البيولوجية في مكان يتمتع يتواجد فيه ضوء ساطع خلال فترة محددة من اليوم، وذلك لمساعدة الجسم في ضبط الإيقاع اليومي.
- العلاج بالتوقيت الزمني: في هذه الطريقة العلاجية يجب على المصابين بالاضطرابات ضبط النوم تدريجيًا ليكون مبكرًا أو متأخرًا، حتى تتم إعادة ضبط الساعة البيولوجية مرة أخرى.
- استخدام الأدوية: في بعض الحالات يوصي الأطباء باستخدام الأدوية للتعامل مع اضطرابات الساعة البيولوجية، ويشمل ذلك أدوية هرمون الميلاتونين، والبنزوديازيبينات قصيرة المفعول، والمنومات غير البنزوديازيبينية.
زيارة الطبيب بسبب مشاكل الساعة البيولوجية
تستدعي مشاكل الساعة البيولوجية للمرأة والرجل زيارة الطبيب إذا ظهرت بعض الأعراض الأكثر خطورة أو تأثيرًا على نمط الحياة اليومي، ومنها: صعوبة الحصول على القسط الكافي من النوم، ومشاكل الاستيقاظ خلال فترة الصباح، والتعب الشديد أثناء النهار، والاستيقاظ طيلة الليل.
كم يستغرق ضبط الساعة البيولوجية؟
لا يوجد وقت محدد يستغرقه الجسم لضبط الساعة البيولوجية من جديد؛ إلا أن عليه اتباع نظام صحيح لمدة 24 ساعة مع الاستمرار عليه فترة من الزمن حتى يتم ضبط الساعة، وفيما يلي بعض من النصائح والإرشادات المفيدة لهذا الغرض:
- الالتزام بروتين يومي: ترتبط الساعة البيولوجية عند الإنسان ارتباطًا وثيقًا بالروتين اليومي الذي يستغرق 24 ساعة، ولذلك كان من المهم التزام روتين منضبط يوميًا لضمان ضبط ساعة الجسم البيولوجية بشكل صحيح.
- الخروج عندما يكون الجو مشمسًا: من الجيد الخروج عندما يكون الجو مشمسًا خلال فترة النهار لاستعادة ضبط الساعة البيولوجية؛ فإن ذلك يعزز من الشعور باليقظة والتخلص من النعاس.
- ممارسة الأنشطة البدنية: ينبغي ممارسة بعض أشكال الأنشطة البدنية يوميًا لضبط الساعة البيولوجية، كما أن هناك كثيرًا من الفوائد الصحية الأخرى للنشاط البدني.
- توفير بيئة النوم المريحة: إذا لم تكن بيئة النوم التي يوفرها المرء مريحة؛ فإن ذلك يؤثر على الساعة البيولوجية لديه بشكل سلبي، ولذلك يجب توفير البيئة المناسبة، ويشمل ذلك ضبط درجات الحرارة، والتخلص من الأضواء، وغيرها.
- تجنب الكافيين: إن الكافيين من المنبهات التي تؤثر على أوقات النوم أحيانًا، ولذلك يجب تجنبها إذا أراد المرد ضبط الساعة البيولوجية لديه، وخصوصًا خلال فترات المساء، وكذلك الخمور والنيكوتين.
- التقليل من وقت استخدام الشاشة قبل النوم: يمكن للضوء الأزرق الذي ينبعث من الشاشات أن يقلل من القدرة على النوم، ولذلك يجب تجنب الشاشات ليلًا والحد من استخدامها، ويمكن ممارسة أنشطة القراءة عوضًا عنها.
- تجنب القيلولة المتأخرة: لا شك بأن القدرة على النوم ليلًا تتأثر بشكل سلبي إذا تم أخذ قيلولة في وقت متأخر، ولذلك كان من الضروري تجنب القيلولة المتأخرة عند الرغبة بضبط الساعة البيولوجية.
العوامل المؤثرة على الساعة البيولوجية عند الإنسان
هناك الكثير من العوامل التي يمكنها أن تؤثر على الساعة البيولوجية عند الإنسان، ومنها: نوبات العمل الليلية أو ساعات العمل التي تتعارض مع أوقات الضوء والظلام الطبيعيين خلال اليوم، وكذلك نوبات العمل غير منتظمة الوقت، وتتأثر ساعة الإنسان البيولوجية كذلك بالسفر على امتداد أكثر من منطقة زمنية واحدة.
تتأثر الساعة البيولوجية للإنسان بأسلوب الحياة الذي يشجع على العمل حتى ساعات متأخرة من الليل، أو يفرض على المرء الاستيقاظ خلال ساعات النهار الباكر. كذلك تتأثر هذه الساعة بتناول الأدوية، والتوتر، وبعض مشاكل الصحة العقلية، وبعض الأمراض والمشاكل الصحية التي تشمل تلف الدماغ وغيره.
اقرأ/ي أيضًا: