تحقيق مسبار
إن قصة حصان طروادة واحدةٌ من أشهر القصص الأسطورية المعروفة على نطاق واسع، وهو حصان استخدمه اليونانيون لخداع السكان الأصليين الذين يعيشون في مدينة طروادة من أجل اختراقها، ولكن قصة الحرب من القصص التي لا توجد أدلة تاريخية كافية على وجودها بالفعل، وإنما روتها بعض القصائد الملحمية القديمة.
ما هو حصان طروادة؟
وضّحت موسوعة بريتانيكا ما هو حصان طروادة؛ فإنه حصان خشبي فارغ من الداخل، وتم بناؤه من قبل اليونانيين خلال الحرب على مدينة طروادة قديمًا لإدخال الجنود فيه، ثم خروجهم منه إذا صاروا داخل أسوار هذه المدينة، وهي واحدة من الحيل التي تم الاعتماد عليها في إسقاط المدينة حسب المصادر التي ذكرت القصة.
ما هو سبب تسمية حصان طروادة بهذا الاسم؟
يرجع سبب تسمية حصان طروادة بهذا الاسم إلى المدينة التي وقعت فيها الحرب بين اليونانيين وسكان هذه المدينة، وكذلك عرفت الحرب التي شهدت هذه القصة باسم حرب طروادة أيضًا، وهي مدينة تقع داخل أراضي الجمهورية التركية في الوقت الراهن، وفيما يأتي بعضًا من المعلومات حول المدينة:
- الموقع الجغرافي المهم: تميزت مدينة طروادة القديمة بموقع جغرافي مهم؛ فإنها على طريق التجارة الرئيسي بين أوروبا من جهة وآسيا من جهة أخرى.
- التنقيب في المدينة: ارتفع تل كبير من الحطام فوق المنطقة الأثرية في مدينة طروادة، ولذلك تطلبت هذه المنطقة أعمال تنقيب بعد تحديد موقعها حتى يتم العثور على آثارها.
- التسجيل ضمن مواقع اليونسكو: نظرًا للأهمية التاريخية التي تتمتع بها مدينة طروادة أصبحت الأنقاض التي تبقّت من هذه المدينة ضمن مواقع التراث العالمي لليونسكو عام 1998.
- فتح الموقع للزوار: يكشف الموقع الأثري في مدينة طروادة العديد من التفاصيل التاريخية حول هذه المنطقة، وفي الوقت الراهن يمكن للزوار في تركيا الذهاب إلى هذا الموقع وإلقاء نظرة عليه إضافة إلى التجول فيه.
أين جاء ذكر قصة حصان طروادة؟
جاء ذكر قصة حصان طروادة بشكل أساسي في الأوديسة والإلياذة، واعتنت الإلياذة بذكر وقائع السنة الأخيرة من المعركة التي وقعت في مدينة طروادة واستخدم فيها الحصان الخشبي الذي عرف باسم المدينة، وذكرت الأوديسية العديد من الفصول الأخرى الخاصة بهذه الحرب ووقائعها المختلفة.
ما هي قصة حصان طروادة؟
تروي قصة حصان طروادة محاولات اليونانيين لاختراق المدينة التي تحمل الاسم ذاته؛ إلا أن الأسوار التي كانت تحيط بالمدينة حالت بينهم وبين الوصول إليها واقتحامها؛ فابتكر أحد القادة اليونانيين فكرة تتمثل في صناعة حصان خشبي فارغ من الداخل لاختراق المدينة والسيطرة عليها.
بعد صناعة الحصان دخله ثلاثة من الجنود اليونانيين ثم تظاهر الجيش اليوناني بالمغادرة، وبعدها قام سكان المدينة بإدخال الحصان الخشبي ليقوم الجنود الذين بداخله بالخروج وفتح أبواب المدينة في الوقت المناسب، وهو ما ساعد جيش اليونانيين على العودة ثم دخول المدينة وهزيمة سكانها بعد سنوات من الحصار.
هل قصة حصان طروادة حقيقية؟
إن قصة حصان طروادة من القصص الأسطورية التي لا توجد أدلة تشير إلى صحتها حتى الوقت الراهن حسب موقع ستادي، وتم ذكر هذه القصة من قبل اليونانيين القدماء في بعض الموارد التي تم العثور عليها، وروت هذه القصص كيف استطاع اليونانيون خداع السكان الأصليين لمدينة طروادة من أجل اقتحامها.
من صاحب فكرة حصان طروادة؟
كانت فكرة حصان طروادة واحدة من أفكار الملك أوديسيوس، وفيما يأتي بعضًا من المعلومات حوله:
- بطل الأوديسة: إن الملك أوديسيوس بطل الأوديسة التي كتبها هوميروس، كما أنه من أكثر الشخصيات تصويرًا في الأدبيات الغربية أيضًا وفق موسوعة بريتانيكا.
- العائلة: كان الملك أوديسيوس ابن لارتيس وأنتيليا، كما أن لديه عدة أبناء من زوجته بينيلوب، وذلك مع اختلاف بين المصادر في عدد أبنائه.
- المعاقبة من الآلهة: تروي الأساطير بأن الآلهة قامت بمعاقبة الملك أوديسيوس، وذلك لعدة أسباب، ومنها تدنيس المعابد الموجودة في مدينة طروادة، وكذلك بسبب إعماء بوليفيموس.
- خسارة الكثير من السفن: تعرّض الملك أوديسيوس إلى هجوم من آكلي لحوم البشر حسب الأوديسة، وأدى هذا الهجوم إلى خسارة 11 سفنة من مجموع 12 سفينة كانت معه في رحلته.
- محاولة العودة إلى الوطن: قضى الملك أوديسيوس كثيرًا من السنوات في محاولة العودة إلى إيثاكا التي كان يستوطن فيها بعد انتهاء حرب مدينة طروادة، ووصلت هذه المدة إلى 10 سنوات.
- الوصول إلى الوطن: في النهاية -بعد المحاولة 10 سنوات- تمكّن الملك أوديسيوس من الوصول إلى موطنه، ولم يتم التعرّف عليه حينه إلا من خلال كلبه وممرضته، وتم التحقق منه من خلال بعض الاختبارات.
كيف انتهت حرب حصان طروادة؟
حسب لايف سيانس لم تتفق المراجع على طريقة انتهاء حرب حصان طروادة؛ فإن الإلياذة تروي عدم انتهاء الحرب بتدمير مدينة طروادة التي استخدم الحصان لاختراقها، وإنما انتهت الحرب -وفق الإلياذة- بالهدنة المؤقتة، وهو ما تسبب بعودة الحرب مرة أخرى بين اليونانيين والسكان الأصليين الذين يستوطنون هذه المدينة.
تنتهي حرب حصان طروادة بطريقة مختلفة في الأوديسة؛ فإنها انتهت -وفق هذه الملحمية- بتدمير المدينة بعد اختراقها، وهي الملحمية التي تروي معاناة الملك أوديسيوس أثناء محاولة العودة إلى منزله ووطنه، ولا توجد أية أدلة تشير إلى صحة هذه الحرب فضلًا عن وجود الأدلة التي ترجح طريقة محددة لانتهاء الحرب إذا كانت موجودة فعلًا.
ما هي أحصنة طروادة في الحاسوب؟
في عام 1974 ظهر مصطلح حصان طروادة أول مرة ضمن مجال الحوسبة، ويُطلق هذا المصطلح على برامج يتم تثبيتها على أجهزة الحاسوب، ولا يظهر بأنها ضارة في البداية؛ إلا أنها تتضمن برمجيات ضارة تكون مختبئة كما فعل الجنود في قصة حصان طروادة المعروفة تاريخيًا، ويمكن أن يتم تحميل هذه البرمجيات الضارة بعدة طرق مختلفة.
لماذا يتم استخدام حصان طروادة في الحاسوب؟
هناك عدة استخدامات لبرمجيات حصان طروادة الضارة في مجال الحاسوب، ومنها ما يأتي:
- التحكّم في حاسوب آخر: تقوم بعض برمجيات حصان طروادة بمنح الطرف المهاجم إمكانية التحكم في جهاز الحاسوب المستهدف دون علم الطرف الآخر بأن حاسوبه مُعرّض إلى الاختراق.
- تسجيل نقرات لوحة المفاتيح: تساعد بعض برمجيات حصان طروادة الضارة في تسجيل نقرات مستخدم الحاسوب المستهدف على لوحة المفاتيح، وهو ما يسمح بسرقة كلمات المرور بالإضافة إلى كثير من المعلومات الأخرى.
- استغلال الثغرات الأمنية: في بعض الأحيان يتم تصميم وإنتاج برامج حصان طروادة الضارة لتقوم باستغلال الثغرات الأمنية الموجودة في برامج أخرى يتم استخدامها في الحاسوب المستهدف.
- تثبيت برامج الفدية: عن طريق برمجيات حصان طروادة يتم تثبيت ما يُعرف باسم برامج الفدية على جهاز الحاسوب المستهدف، وهو ما يُمكّن الطرف الآخر من تشفير البيانات لطلب فدية مالية قبل إعادتها مرةً أخرى.
- تفعيل قدرات التسجيل: يمكن للبعض الاعتماد على برامج حصان طروادة لتنشيط وتفعيل قدرات التسجيل على الحاسوب المستهدف، ويشمل ذلك تشغيل الكاميرا وتسجيل الفيديو، بالإضافة إلى تشغيل التسجيل الصوتي وغيرها.
- التحويل إلى حاسوب مخترق: أحيانًا يتم استخدام برامج حصان طروادة الضارة ليصبح الحاسوب الآخر مخترقًا، وهو ما يسمح للطرف المخترق باستخدامه عن بعد للقيام بالعديد من عمليات الاختراق التي يريدها وغيرها من عمليات القرصنة.
- الحصول على المعلومات القانونية: في بعض الأحيان لا يتم استخدام برمجيات حصان طروادة خارج نطاق القانون، وإنما يتم استخدامها قانونيًا للحصول على المعلومات الجنائية، وذلك لأغراض إنفاذ القانون عند الحاجة إلى ذلك.
اقرأ/ي أيضًا:
