تحقيق مسبار
تم إطلاق الرصيف العائم في غزة من قبل إدارة الولايات المتحدة الأمريكية؛ لضمان وصول المساعدات إلى السكان في قطاع غزة بعد مواجهة الكثير من الصعوبات والمشاكل في توصيل المساعدات التي يحتاجها السكان في الفترة السابقة؛ بسبب القصف العنيف والعدوان التي يشهده القطاع من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي.
ما هو مشروع الرصيف العائم في غزة؟
صرحت الإدارة الأمريكية بتوصيل المساعدات إلى غزة عن طريق الرصيف العائم الذي تريد إقامته على شواطئ القطاع، وهو مشروع تم الإعلان عنه من قبل الرئيس الأمريكي جو بايدن يوم 7 مارس/آذار من عام 2024؛ لتوفير أكثر من مليوني وجبة غذائية يومي، وتقديمها إلى السكان في أراضي غزة خلال عدوان الاحتلال الإسرائيلي عليها.
ما هي مراحل توصيل المساعدات عبر الرصيف العائم في غزة؟
تمر عملية توصيل المساعدات عبر الرصيف العائم في غزة بعدة مراحل حتى يتم استلامها من قبل السكان في أراضي قطاع غزة، وتوضح القائمة الآتية تفاصيل كل مرحلة من هذه المراحل:
- تحميل المساعدات بالسفن: في المرحلة الأولى يتم تحميل المساعدات في سفن الشحن المخصصة لهذه الغاية، وتبحر هذه السفن من الموانئ المختلفة المقررة لإرسال المساعدات حتى تصل إلى المرسى العائم في غزة.
- نقل المساعدات إلى مراكب النقل: بعد وصول السفن المُحمّلة بالمساعدات إلى المرسى العائم في غزة يتم نقل المساعدات إلى مراكب النقل المخصصة للوصول إلى شواطئ قطاع غزة.
- وصول المساعدات إلى الرصيف العائم: بعد الانتهاء من نقل المساعدات التي تحملها السفن إلى مراكب النقل؛ تنطلق هذه المراكب بدورها إلى الرصيف العائم الذي يتم بناؤه على شواطئ غزة.
- نقل المساعدات إلى الشاحنات: فور وصول مراكب النقل إلى الرصيف العائم على شواطئ قطاع غزة؛ يتم تفريغ المساعدات التي تحملها لنقلها إلى الشاحنات التي تستطيع التنقل برًا في القطاع.
- توصيل المساعدات إلى السكان: في النهاية تقوم الشاحنات بنقل المساعدات -وفق الطريقة التي يتم تقريرها- لتصل إلى السكان في قطاع غزة، ويتم توزيعها من قبل المؤسسات التي تعتمدها الولايات المتحدة والجهات المسؤولة عن المشروع.
هل مشروع الرصيف العائم في غزة كبير الجدوى؟
حسب مؤسسة الدراسات الفلسطينية لا يتمتع مشروع الرصيف العائم في غزة بجدوى كبيرة، وذلك لأنه يحتاج إلى فترة تستمر قرابة شهرين اثنين حتى الانتهاء منه على الأقل، في حين يحتاج السكان في أراضي قطاع غزة إلى مساعدات فورية للتعامل خلال الوقت الراهن، كما أنه يفتقر إلى تكلفة باهظة لتوفير البنية التحتية التي يتطلبها.
إلى جانب الوقت الطويل الذي يحتاجه الرصيف العائم في غزة والتكاليف الباهظة التي يتطلبها؛ لن يتمكن هذا الرصيف من حل مشكلة عدم قدرة الشاحنات على إيصال المساعدات إلى السكان، وذلك بسبب استمرار القصف العنيف من قبل الاحتلال الإسرائيلي على أراضي قطاع غزة، ولا بد من توقف القصف لوصول المساعدات على النحو المطلوب.
هل رحّب الاحتلال الإسرائيلي بإنشاء الرصيف العائم في غزة؟
رحّبَ الاحتلال الإسرائيلي بإنشاء الرصيف العائم في غزة فعلًا بالرغم من الرفض التاريخي لإنشاء ميناء على شواطئ قطاع غزة في السابق، ويعود السبب في هذا الترحيب إلى مساعدة الرصيف العائم في تمكين الاحتلال الإسرائيلي من التحكم بالمساعدات والحد من قدرة حركة المقاومة الإسلامية -حماس- على التحكم فيها، وهذا يعني أنه يضمن سيطرة الاحتلال على المساعدات التي تصل إلى قطاع غزة بشكل أكبر.
ما الهدف من الرصيف العائم في غزة؟
يكمن الهدف من الرصيف العائم في غزة بإيصال المساعدات العاجلة إلى السكان خلال الحرب التي يشهدها القطاع، والقصف العنيف بالإضافة إلى الحصار الذي يقوم به الاحتلال الإسرائيلي، وذلك حسب التفاصيل المعلنة من قبل إدارة الولايات المتحدة الأمريكية، وهناك العديد من الدوافع الأخرى التي يمكن أن تكون سببًا في إطلاق هذا المشروع خلال الوقت الحالي.
ما هي أبرز الدوافع وراء مشروع ميناء غزة؟
لا شك بأن هناك العديد من الدوافع التي تقف خلف إطلاق مشروع ميناء غزة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، وأبرزها ما يأتي:
- فرض إيصال المساعدات إلى القطاع: من خلال الرصيف العائم في غزة تستطيع الولايات المتحدة الأمريكية فرض إيصال المساعدات إلى القطاع؛ نظرًا لوجود بعض الوزراء الذين يرفضون المساعدة رفضًا قاطعًا في حكومة الاحتلال.
- المصالح الانتخابية الأمريكية: تمر حرب الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة بفترة تشهد خلالها الولايات المتحدة الأمريكية قرب الانتخابات الرئاسية، ويساعد الرصيف العائم في إرضاء عدة شرائح من الناخبين بمن فيهم المسلمون.
- تقويض حكم حماس: في الوقت الراهن تتولى حركة حماس الحكم في قطاع غزة، وربما يسهم إدخال المساعدات عبر الرصيف العائم في إضعاف الحركة داخل القطاع بعد اعتماد الجهات غير الحكومية في غزة لتوزيعها.
- استغلال غاز غزة: تشير بعض المسوحات الجيولوجية إلى وجود آبار من الغاز والنفط في منطقة ساحل قطاع غزة، وربما يكون الرصيف العائم مشروعًا يثبت الوجود الأمريكي في المنطقة للاستيلاء على الموارد المتوفرة في المنطقة.
- إبقاء الطواقم الأمريكية في المنطقة: عند وجود الرصيف العائم في غزة تستطيع الولايات المتحدة الأمريكية العثور على ذريعة لإبقاء طواقمها في المنطقة، وربما يمكنها القيام بتأمين بعض العمليات التي عجز عنها الاحتلال.
هل توجد تحديات لمشروع ميناء غزة العائم؟
هناك عدة من التحديات التي تواجه مشروع ميناء غزة العائم، ومنها: التحديات التي تتعلق بتأمين الرصيف العائم، بالإضافة إلى تأمين شحن المساعدات ونقلها وتوزيعها في القطاع، فضلًا عن التحديات التي تتعلق بالتكاليف الباهظة للميناء، كما أن هناك بعض التحديات اللوجستية التي يجب تجاوزها لنجاح وصول المساعدات.
تتمتع شواطئ قطاع غزة بعُمق ضحل ، الأمر الذي قد يُمثّل مشكلة كبيرة أمام السفن الكبيرة التي تقوم بعملية نقل المساعدات التي يحتاجها سكان القطاع، ولتجاوز هذه المشكلة يجب توفير العمق البحري الكافي لترسو السفن، بالإضافة إلى توفير واجهة بحرية متينة يمكنها تحمل رسو السفن الكبيرة والبواخر للتفريغ أيضًا دون دفع التربة أو الساحل إلى جهة البحر.
ما الدول المشرفة على مشروع الرصيف العائم في غزة؟
لا توجد الكثير من الدول المشرفة على مشروع الرصيف العائم في غزة، وإنما أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية بأنها تتولى إدارة هذا الرصيف بشكل كامل، كما أن الجيش الأمريكي هو من سيشرف على تشييده حسب وكال سي إن إن، ويشمل ذلك كلًا من أفراد البحرية بالإضافة إلى أفراد الجيش الآخرين.
ما هي شركة فوغبو التي تشارك في مشروع الرصيف العائم في غزة؟
دخلت الولايات المتحدة الأمريكية في شراكة مع شركة فوغبو الخاصة للمساعدة في مشروع الرصيف العائم في غزة، وهي شركة يديرها مسؤولون سابقون في كل من الجيش الأمريكي والمخابرات الأمريكية، وتخطط هذه الشركة لإنشاء مؤسسة تديرها بعض الجهات المانحة لإدخال المساعدات إلى غزة في خططها المستقبلية.
في الوقت الراهن تتم إدارة شركة فوغبو الأمريكية من قبل سام ماندي، الذي كان كولونيلًا سابقًا في سلاح مشاة البحرية، بالإضافة إلى مايك مالروي، الذي عمل ضابطًا في قوات المخابرات المركزية الأمريكية شبه العسكرية، كما أن مالوري يشغل منصب مساعد وزير دفاع الولايات المتحدة لشؤون الشرق الأوسط حاليًا.
هل توجد نماذج سابقة للموانئ العائمة في التاريخ؟
لم يكن مشروع الرصيف العائم في غزة الأول من نوعه في التاريخ، وإنما كان هناك بعض النماذج التاريخية السابقة الشبيهة بهذا الميناء، ومنها: ميناء مولبيري المؤقت الذي تم تشييده في الحرب العالمية الثانية لدعم الإنزال على شاطئ نورماندي، وميناء بورت أو برينس- هايتي المؤقت الذي تم تشييده بسبب الزلزال الذي ضرب هايتي سابقًا.
اقرأ/ي أيضًا:
هل تم قصف مراكز الإيواء في غزة؟