تحقيق مسبار
يُصاب الكثيرون بالجاثوم أو شلل النوم الذي يمنعهم من النهوض فترة من الوقت بعد الاستيقاظ، وربما تنطوي هذه الحالة على الشعور بالخروج من الجسم أو الحركة أو وجود شخص خطير بالقرب داخل الغرفة. بالرغم من عدم معرفة الأسباب الدقيقة التي تؤدي إلى الإصابة بالحالة المذكورة؛ إلا أن هناك كثيرًا من عوامل الخطورة التي ترتبط بها، ومنها: اضطرابات النوم.
هل الجاثوم هو شلل النوم؟
عند البحث لمعرفة ما الفرق بين الجاثوم وشلل النوم يتضح بأنهما اسمان لذات الحالة، التي يتعرض إليها البعض وتمنعهم من النهوض بعد الاستيقاظ من النوم، وهناك العديد من الأساطير والقصص حولها، وتمكّن الأطباء من تفسيرها مؤخرًا وتحديد العوامل التي تزيد من فرصة الإصابة بها.
ما هو الجاثوم ؟
وضّح المختصون هل شلل النوم هو الجاثوم أم لا؛ فإنهما اسمان مشهوران لنفس الحالة، ويمكن تعريفها بأنها شعور بالوعي مع عدم القدرة على الحركة، وذلك عندما يمر المرء بين مرحلة اليقظة ومرحلة النوم، وربما تصاحبها بعض الأعراض المختلفة مثل الهلوسة أو الشعور بالاختناق كما عند البعض.
ما هو سبب حدوث الجاثوم؟
لم يستطع المختصون معرفة ما الذي يسبب شلل النوم حتى الوقت الراهن حسب كليفلاند كلينيك إلا أن هناك عدة عوامل تزيد من فرصة التعرض إلى هذه الحالة، ومنها ما يأتي:
- الإصابة بالأرق: يؤثر الأرق على النوم بشكل مباشر، ويجعل من الصعب على المرء النوم لساعات كافية، وهو من العوامل التي تزداد معها فرصة التعرض إلى الجاثوم.
- الأنماط المتقطعة من النوم: يمارس البعض أنماطًا متقطعة من النوم بسبب العمل وفق نظام النوبات، أو نتيجةً لاختلاف التوقيت أحيانًا، وهو ما يزيد من فرصة ظهور أعراض شلل النوم.
- النوم القهري: يُعرف مرض النوم القهري باسم السبخ أو التغفيق أيضًا، وهو مرضٌ يؤدي إلى نوم المصاب به فجأة، وتزداد فرصة الإصابة بشلل النوم مع هذا المرض.
- الاضطرابات النفسية: هناك عدة من الاضطرابات النفسية التي ترتبط بظهور أعراض الشلل النومي، ومنها اضطراب ما بعد الصدمة، واضطراب القلق العام، واضطراب الهلع.
- التاريخ العائلي: تزداد فرصة التعرض إلى الشلل النومي أو الجاثوم عند الأفراد الذين لدى عائلتهم تاريخ من التعرض إلى هذه الحالة مقارنةً بالأفراد الذين ليس لدى عائلتهم تاريخ معها.
- الصداع النصفي: يُعرف الصداع النصفي بأنه حالة تتسبب بصداع شديد عادة ما يكون نابضًا، وربما يكون شلل النوم أحد الأعراض التي تصاحب هذا الصداع مع أعراض أخرى تشمل الغثيان والدوار وغيرها.
- انقطاع النفس النومي: يشير انقطاع النفس النومي إلى توقف التنفس أثناء النوم ثم عودته مرة أخرى بشكل متكرر، وهو ما يتسبب بانخفاض مستويات الأكسجين، ويكون الجاثوم أحد أعراضه أحيانًا.
- ارتفاع ضغط الدم: في العادة لا يؤدي ارتفاع ضغط الدم إلى أي من الأعراض؛ إلا أن شلل النوم يكون من أعراضه أحيانًا، كما أنه يزيد من فرصة الإصابة بالسكتة الدماغية وأمراض القلب الأخرى.
ما هو سبب كثرة الجاثوم؟
عادةً ما يمكن للأطباء تحديد ما هو سبب كثرة الجاثوم؛ فإن كثرة تكرار هذه الحالة تشير إلى الإصابة بأحد الأمراض أو المشاكل الصحية أو النفسية؛ بما فيها اضطراب ما بعد الصدمة أو اضطراب ثنائي القطب أو اضطرابات القلق أو اضطرابات الهلع، وهي مشاكل تتطلب مراجعة الأطباء ومقدمي الرعاية الصحية المختصين للتشخيص والتعامل معها.
كم يستغرق شلل النوم؟
لا يمكن تحديد كم مدة الجاثوم بشكل دقيق؛ فإن الفترة تختلف بين مرة وأخرى أو بين شخص وآخر، وربما تتراوح الفترة التي تستغرقها الأعراض بين عدة ثوانٍ إلى 20 دقيقة، إلا أنها عادة ما تستمر عدة دقائق ولا تقتصر على الثواني، كما أنها لا تصل إلى 20 دقيقة في معظم الحالات، وإنما تكون أقصر من ذلك.
كيفية تشخيص الإصابة بالجاثوم
يعتمد الأطباء المختصون على عدة من الاختبارات والأسئلة لتشخيص الإصابة بشلل النوم الذي يطلق عليه اسم الجاثوم، ويتضمن التشخيص ما يأتي:
- التحقق من الأعراض: يتم طرح العديد من الأسئلة حول الأعراض التي تظهر على المرء للمقارنة بينها وبين أعراض شلل النوم في البداية، وفي حالة كانت متشابهة؛ فإن ذلك يزيد من فرصة الإصابة بهذه الحالة.
- التأكد من عدد ساعات النوم: يتأكد مقدم الرعاية الصحية من عدد ساعات نوم المصاب، بالإضافة إلى السؤال عن مدى الحصول على القسط الكافي من النوم المتتابع أو لا، فإن مشاكل النوم تزيد من فرصة الإصابة بالجاثوم.
- التاريخ الطبي: يرتبط الجاثوم أو شلل النوم مع العديد من المشاكل الصحية والنفسية، ولذلك يتحقق الطبيب من التاريخ المرضي والطبي للمصاب حتى يقيم مدى إصابته بهذه الحالة، وكذلك يتحقق من التاريخ العائلي مع الجاثوم.
- إجراء تخطيط النوم: في بعض الحالات يقوم الطبيب المختص بإجراء تخطيط النوم؛ لملاحظة أية نوبات من الجاثوم، إضافة إلى اكتشاف المشاكل المرتبطة مثل انقطاع النفس أثناء النوم.
- اختبار زمن النوم المتعدد: يمكن لاختبار زمن النوم المتعدد قياس مدى سرعة النوم، بالإضافة إلى التأكد من نوع النوم الذي يحصل عليه المرء أثناء القيلولة؛ للكشف عن بعض المشاكل الصحية المرتبطة بالجاثوم.
علاج الإصابة بشلل النوم
هناك العديد من الإجراءات التي يتم اتخاذها للتعامل مع شلل النوم والتخلص منه، وتبين القائمة الآتية بعضًا منها:
- وضع جدول نوم ثابت: لعلاج الإصابة بشلل النوم ينبغي على المرء وضع جدول ثابت ينام ويستيقظ بناء عليه، وذلك في عطلات نهاية الأسبوع وخلال أيام الدوام دون تفريق.
- توفير بيئة نوم مريحة: من الضروري توفير بيئة نوم مريحة، حتى يحصل المرء على القسط الكافي ويتجنب الإصابة بالجاثوم بسبب عادات النوم المتقطعة.
- الحد من الكافيين: ينبغي على المرء الحد من كميات الكافيين التي يتناولها خلال اليوم، وخصوصًا خلال فترة المساء، وذلك للتقليل من المنبهات التي تؤثر على جودة النوم وتزيد من فرصة ظهور أعراض الجاثوم.
- التخلص من المُشتتات: هناك العديد من المُشتتات التي تمنع من النوم وتزيد من الأرق وترتفع معها احتمالية الإصابة بالجاثوم أو الشلل النومي، ومنها: الشاشات والأجهزة الإلكترونية، وينبغي التخلص منها للتقليل من فرصة الإصابة.
- ممارسة العلاج النفسي: يتعرض الكثيرون إلى الجاثوم بسبب الأمراض والمشاكل النفسية؛ مثل اضطراب القلق أو الاضطراب ثنائي القطب، وفي هذه الحالات لا بد من ممارسة العلاج النفسي لتجنب شلل النوم.
- الحصول على الأدوية: في بعض الأحيان تكمن بعض المشاكل الصحية التي يشخصها الأطباء وراء الإصابة بشلل النوم، وعندها لا بد من الحصول على الأدوية للتعامل مع الحالة الأساسية التي تؤدي إلى ظهور أعراض الجاثوم.
أعراض الجاثوم الذي يصيب الإنسان
عند الإصابة بالجاثوم تظهر العديد من الأعراض على المرء، وأبرزها: الشعور بعدم القدرة على الحركة أو الكلام بالإضافة إلى صعوبات التنفس والهلوسة، ويشعر البعض بالاختناق أو الانفصال عن النفس والخروج من الجسد، وربما يتم سماع أشياء غير موجودة أو تتم رؤيتها أحيانًا بسبب شلل النوم.
يتم تقسيم الهلوسة التي تصاحب شلل النوم إلى 3 أنواع حسب مؤسسة النوم، وهي: هلوسة الدخيل التي تنطوي على الشعور بوجود شخص خطير في الغرفة، وهلوسة الصدر التي تتضمن مشاعر من الاختناق أو الإحساس بشخص يجلس على الصدر، وهلوسة الدهليز الحركي التي تتضمن مشاعر الحركة مثل الطيران أو الشعور بالخروج من الجسم.
إرشادات الوقاية من أضرار شلل النوم
للتقليل من فرصة التعرض إلى شلل النوم المعروف باسم الجاثوم يمكن اتخاذ عدة إرشادات، وأبرزها: الحصول على القسط الكافي من النوم وتجنب جميع المشتتات التي تؤثر على جودة نوم المرء، وكذلك من الجيد الاسترخاء قبل النوم، والتقليل من مستويات التوتر، وتجنب المواد المخدرة والخمر والكافيين.
اقرأ/ي أيضًا:
هل يمكن الشفاء من اضطراب القلق؟
هل يمكن علاج أسباب عدم النوم ليلًا؟