تحقيق مسبار
وقعت أزمة صواريخ كوبا عام 1962 أثناء فترة حكم زعيم الثورة الكوبية فيدل كاسترو، وعلى الرغم من المخاطر الكبيرة التي انطوت عليها هذه الأزمة؛ إلا أنها انتهت بحل دبلوماسي بين الولايات المتحدة الأمريكي والاتحاد السوفياتي. كانت أزمة كوبا المذكورة واحدة من الأزمات التي جعلت العالم على حافة حرب نووية كبيرة وقتها.
ما هو سبب أزمة صواريخ كوبا 1962؟
يحرص المختصون في التاريخ السياسي على توضيح ما هي الأزمة التي بدأت في العام 1962 داخل الأراضي الكوبية، إضافة إلى السبب المباشر الذي يقف وراءها؛ فإنها أزمة نشأت عند اكتشاف الولايات المتحدة الأمريكية لوجود صواريخ نووية سوفياتية منشورة في كوبا بشكل سري، وهو ما جعل العالم على حافة نشوب حرب نووية وقتها.
ما هو تعريف أزمة كوبا عام 1962؟
تعرف أزمة صواريخ كوبا بأنها حادثة وقعت في عام 1962 بسبب نشر صواريخ سوفياتية نووية على الأراضي الكوبية سرًا واكتشاف الولايات المتحدة الأمريكية لها، وهو ما أدى إلى تصعيد كاد أن يتسبب بنشوب حرب نووية بين البلدين؛ إلا أن هذه الحرب لم تنشب، وإنما توصلت الدولتان إلى حل دبلوماسي.
من هو قائد الثورة الكوبية الذي شهد أزمة الصواريخ 1962؟
كانت سيطرة الشيوعيين على كوبا من أبرز نتائج الثورة الكوبية التي قادها فيدل كاسترو، وهو القائد الذي شهد أزمة الصواريخ خلال ستينيات القرن العشرين، وفيما يأتي بعض المعلومات حوله:
- العمر عند نشوب أزمة الصواريخ: ولد فيدل كاسترو يوم 13 أغسطس/آب من عام 1926، في حين بدأت أزمة كوبا التي تتعلق بالصواريخ السوفياتية يوم 14 أكتوبر/تشرين الأول من عام 1962، مما يعني أن عمره كان يبلغ 36 عامًا.
- سجن فيدل كاسترو: تعرّض فيدل كاسترو إلى السجن خلال خمسينيات القرن العشرين، وذلك بسبب قيامه بانتفاضة فاشلة ضد نظام باتيستا، وأطلق سراحه بعد عامين اثنين من السجن فحسب.
- القيام بحرب عصابات: في عام 1956 بدأ قائد الثورة الكوبية فيدل كاسترو حرب عصابات ضد النظام الكوبي القائم، وذلك بالمشاركة مع تشي جيفارا حسب شبكة بي بي سي.
- تولي الحكم في كوبا: بعد نجاحه في هزيمة النظام الكوبي بقيادة باتيستا أقسم فيدل كاسترو اليمين عام 1959 ليصبح الرئيس الجديد لكوبا، وذلك قبل 3 أعوام من أزمة صواريخ كوبا.
- مقاومة غزو خليج الخنازير: في عام 1961 -قبل عام واحد من أزمة كوبا- رعت الولايات المتحدة ما يُعرف باسم غزو خليج الخنازير ضد النظام الكوبي بقيادة فيدل كاسترو، ولكنه تمكّن من مقاومة الغزو، وإفشال مساعي الولايات المتحدة.
- الانتخاب من قبل المجلس الوطني: بعد سنوات من نشوب الثورة الكوبية تم انتخاب فيدل كاسترو عام 1976 في منصب رئيس كوبا، وكان انتخابه من قبل المجلس الوطني الكوبي وقتها.
- التوصل إلى اتفاق حول اللاجئين في الولايات المتحدة: خلال عام 1992 تمكّن فيدل كاسترو -الذي شغل منصب الرئيس الكوبي- من التوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة الأمريكية في شأن اللاجئين الكوبيين.
- التنازل عن الحكم: في عام 2006 تنازل فيدل كاسترو عن الحكم لصالح شقيقه راؤول، وذلك بسبب المشاكل الصحية التي كان يعاني منها، وهذا يعني أنه حكم كوبا ما يقارب 40 سنة من عمره.
- العمر عند نشوب أزمة الصواريخ: في يوم 25 نوفمبر/تشرين الثاني من عام 2016 توفي الزعيم الكوبي السابق وقائد الثورة الكوبية فيدل كاسترو، وكان لديه من العمر 90 عامًا تقريبًا.
كيف انتهت أزمة الصواريخ الكوبية؟
تم التعامل مع أسباب أزمة كوبا بشكل أساسي للتوصل إلى حل نهائي؛ فإن هذه الأزمة انتهت بعدما توصلت الولايات المتحدة الأمريكية إلى اتفاق مع الاتحاد السوفياتي. واقتضى الاتفاق إزالة الصواريخ السوفياتية ومنصات إطلاق من الأراضي الكوبية، وتعهدت الولايات المتحدة بعدم غزو الأراضي الكوبية، والتخلص من بعض الصواريخ المنصوبة في إيطاليا وتركيا وبريطانيا.
ماذا حدث في عام 1962 خلال أزمة صواريخ كوبا؟
بسبب أزمة صواريخ كوبا 1962 كان العالم على وشك التعرض إلى حرب نووية كبيرة بين الولايات المتحدة الأمريكية من جهة والاتحاد السوفياتي من جهة أخرى، وتتضمن القائمة الآتية أبرز أحداث أزمة كوبا خلال ذلك العام حسب موقع هيستوري:
- اكتشاف الصواريخ النووية السوفياتية: في يوم 14 أكتوبر/تشرين الأول عام 1962 التقطت إحدى طائرات التجسس الأمريكية، من نوع U-2، وجود صواريخ نووية سوفياتية يتم تركيبها على الأراضي الكوبية.
- مناقشة طريقة الرد: اجتمع الرئيس الأمريكي جون كينيدي مع فريق من المستشارين يوم 16 أكتوبر/تشرين الأول عام 1962، لتحديد طريقة الرد على نشر الصواريخ النووية في كوبا خلال فترة الثورة الكوبية بقيادة كاسترو.
- الإعلان عن طريقة التعامل مع الأزمة: ظهر جون كينيدي يوم 22 أكتوبر/تشرين الأول عام 1962؛ ليعلن طريقة الرد على التهديد النووي السوفياتي في الأراضي الكوبية، وتم اعتماد الحصار لهذه الغاية.
- رفض إزالة الصواريخ النووية: في يوم 23 أكتوبر/تشرين الأول عام 1962 كتب الرئيس السوفياتي خروتشوف إلى جون كينيدي رسالة يرفض فيها الطلب بإزالة الصواريخ النووية، مع توضيح كونها دفاعية فحسب.
- الرد من جون كيندي: كتب الرئيس الأمريكي جون كينيدي يوم 23 أكتوبر/تشرين الأول عام 1962 ردًا على الرئيس السوفياتي، وشرح فيه بأن السوفيات هم من بدأ أزمة كوبا لإرسالهم الصواريخ النووية سرًا إلى كوبا.
- رسالة كاسترو إلى خروتشوف: في يوم 26 أكتوبر/تشرين الأول عام 1962 كتب فيدل كاسترو رسالة إلى الرئيس السوفياتي خروتشوف؛ يحثه فيها على شن ضربة نووية أولية ضد الولايات المتحدة، إلا أن الأخير تجاهل الرسالة.
- إسقاط طائرة التجسس الأمريكية: تم إسقاط طائرة التجسس الأمريكي U-2 يوم 27 أكتوبر/تشرين الأول عام 1962 فوق الأراضي الكوبية، وهو ما جعل الحرب النووية وشيكة الحدوث.
- حل الأزمة: بعد إدراك الرئيسين الأمريكي والسوفياتي لخطورة نشوب حرب نووية بين البلدين، تم التوصل إلى اتفاق لحل أزمة كوبا يوم 28 أكتوبر/تشرين الأول عام 1962 بعد مرور 13 يومًا تقريبًا.
لماذا زود الاتحاد السوفياتي كوبا بالصواريخ النووية عام 1962؟
بدأت أزمة كوبا عام 1962 بسبب تزويد السوفيات للنظام الكوبي بالصواريخ النووية، وأراد من ذلك تحقيق عدة أهداف، وعلى رأسها: سد الفجوة الصاروخية بين الاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة الأمريكية التي كان لها صواريخ متمركزة في الأراضي التركية قرب الحدود السوفياتية؛ فإن الصواريخ النووية في كوبا تكون على مقربة من حدود الولايات المتحدة.
كان نشر الصواريخ النووية على أراضي كوبا خلال بعد الثورة الكوبية، التي قادها كاسترو لإسقاط النظام السابق، حتى يعزز الرئيس السوفياتي موقفه الحازم مع الولايات المتحدة، بالإضافة إلى حماية كوبا التي تبنت النظام الشيوعي على أراضيها، وربما اراد خروتشوف توفير أداة ضغط إضافية ضد الولايات المتحدة الأمريكية في ذلك الوقت.
أبرز نتائج أزمة صواريخ كوبا 1962
لا شك بأن هناك العديد من النتائج لأزمة كوبا عام 1962 بين الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفياتي، ومنها: إنقاذ خروتشوف للنظام الكوبي الشيوعي الجديد من السقوط بسبب غزو الولايات المتحدة الأمريكية، وكذلك تمت إزالة صواريخ جوبيتر الأمريكية من تركيا والأراضي التي تضمنها الاتفاق بين البلدين لحل الأزمة.
لم يكن قائد الثورة الكوبية فيديل كاسترو راضيًا عن طريقة حل الأزمة؛ إلا أنه حصل على المزيد من الأسلحة السوفياتية بعد الحل، وضمن الأمان من الغزو الأمريكي، وكان إنشاء الخط الساخن بين البيت الأبيض من جهة والكرملين من جهة أخرى؛ أحد أبرز نتائج أزمة كوبا أيضًا بعد التوصل إلى الحل الدبلوماسي.
اقرأ/ي أيضًا:
لماذا سميت الثورة البلشفية بهذا الاسم؟