` `

تجارة الأخبار الزائفة

يوسف القدرة يوسف القدرة
أخبار
23 أغسطس 2021
تجارة الأخبار الزائفة
جني المال من الإنترنت يعني جمع أكبر عدد من المستخدمين (Getty)

نشرت شبكة بي بي سي تحقيقًا يُسلط الضوء على "تجارة الأخبار الزائفة"، وكيفية صناعتها وجني الأموال منها ولا سيّما في الدول الغربية، وذلك من خلال حديث عدد من تجّار هذه الأخبار.

وقال أحد "تجّار الأخبار الزائفة" في كوسوفو، إنه "جاء إلى كوسوفو منذ أكثر من عام عندما كان يقوم ببحث عن كتاب يتناول قوة العصر الرقمي وكيف تغيرت في الآونة الأخيرة". وأضاف "لقد سمعت عن حملات التأثير الروسية التي تعمل في الخفاء والجيوش التي تخوض معاركها من خلال المعلومات"، ولكن "من قابلتهم هنا أكدوا وجود سبب آخر يدفع الناس إلى إرسال الأخبار المزيفة والمثيرة إلى الجماهير في الدول الغربية. إنه المال". ويستخدم مصطلحا "كليك بيت" و"الأخبار الزائفة" في بعض الأحيان، لوصف تداول المواد المثيرة أو المزيفة على شبكة الإنترنت.

ونقل تاجر الأخبار المزيفة عن شخص يدعى بيروم، أنّه أثبت له قبل عام أن نشر المعلومات المضللة بمثابة صناعة مزدهرة. وكان تأثير بعض المعلومات المضللة التي وصفها بالسياسية كبيرًا للغاية.

وببساطة، فإن جني المال من الإنترنت يعني جمع أكبر عدد من المستخدمين. ويمتلك التاجر، الذي تحدثت إليه، قرابة 12 صفحة على موقع فيسبوك، مخصصة لكل شيء بداية من المسيحية الإنجيلية حتى الوجهات السياحية لقضاء العطلات.

وأوضح أنّه "مهما كان موضوع تلك الصفحات، فقد كانت تجذب عددًا كبيرًا من المستخدمين، فهذه تحظى بإعجاب 90 ألف شخص، وأخرى بإعجاب 240 ألفًا وثالثة بـ 26 ألف إعجاب".

وأشار إلى أن بيورم تمكن من إيصال محتواه إلى قرابة مليون شخص، وحوّل تلك النقرات على لوحة المفاتيح إلى إيرادات عبر مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الخارجية، لقد كان يجني قرابة 600 يورو في يوم واحد.

وأردف "تاجر الأخبار الزائفة"، "إنها أموال أكثر بكثير من أن تقدمها أي وظيفة قانونية يمكن أن تحصل عليها". وتابع "في الوقت الذي قابلت فيه بيورم، بدأت شركات التكنولوجيا الكبرى تتعهد بالقضاء على هذه الصناعة، ووصف مؤسس موقع فيسبوك، مارك زوكربيرغ، الأخبار المزيفة بأنها تمثل تحديًّا شخصيًّا له".

وفي عام 2018، ضاعف فيسبوك من فرق الأمن الإلكتروني لديه إلى 20 ألف شخص، وأغلق عددًا كبيرًا من الصفحات التي تنشر الأخبار المزيفة "كليك بيت"، ما أدى إلى قلة مشاهدتها إلى حد كبير. وأكد "تاجر الأخبار المزيفة" أنّ "الجمهور على تلك الصفحة هو في الغالب من البريطانيين".

وذكر تحقيق "بي بي سي" أنّ "الإجراءات التي اتخذها فيسبوك كان لها بعض التأثير، إذ أغلقت صفحة تلو أخرى، وانخفض الدخل اليومي من 600 يورو إلى نحو 100 يورو".

وبعد ذلك قلت أرباح نشر الأخبار المزيفة وربما باتت بعيدة إلى حد كبير عن القضايا السياسية، وتحولت على ما يبدو إلى نوع من الضجة بين المشاهير، والقصص المزيفة عن لاعبي كرة القدم أو العنف الجنسي، وبات مروجو هذه الأخبار يتبادلون الأخبار "التافهة".

ومع ذلك وعلى الرغم من قلة الأرباح، فإنها لا تزال تنتشر انتشارًا واسعًا على الإنترنت، إذ قال أحد التجار إنّ "40 في المئة من الشباب في كوسوفو يقومون بهذا". وقال آخر "الآلاف والآلاف يقومون بهذا". 

ورغم إجراءات "فيسبوك" إلا أنه لا تزال هناك شبكات من مجموعات مغلقة تضم ما يترواح بين بضع مئات إلى عدة آلاف من الأعضاء، ولكي تصبح عضوًا في هذه المجموعة المغلقة فإنه يتعين عليك فقط أن تتلقى دعوة من الداخل.

وفي داخل تلك المجموعات، كان من الواضح أنّ "فيسبوك" ليس فقط المكان الذي يجمع فيه هؤلاء "التجار" الجماهير، لكن كان من الواضح أنه أيضًا مكان يتعامل فيه تجار الأخبار المزيفة فيما بينهم.

وهناك صفحات على فيسبوك تحظى بمئات الآلاف من الإعجابات تباع بآلاف الدولارات. وآخرون يبيعون إعجابات مزيفة أو حسابات مزيفة أو يقدمون نصائح حول كيفية الالتفاف حول إجراءات "فيسبوك".

وفي مهمة البحث عن نقرات المستخدمين على الإنترنت، يفوز عادة المحتوى المخيف أو الصادم أو المبالغ فيه أو المثير للانقسام.

وبحسب التحقيق، فقد بدأ التفكير في هذا النوع من الأخبار المزيفة، وهذا المحتوى الذي يُصدّر إلى الأسواق الغربية من أجل جني المال، كشيء يشبه زراعة الأفيون. 

قال مسؤولو الشرطة والمعايير التجارية لـ "بي بي سي" إنّ المؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي يساعدون عن غير قصد في تأجيج تجارة السلع المقلّدة. في ديسمبر/كانون الأول عام ٢٠١٦، صودرت آلاف الأغراض من بينها مواد تجميل خطرة ومنتجات كهربائية وأجهزة شحن. كما تم العثور على الأحذية والسلع الجلدية والتبغ المقلدة في العديد من المداهمات في جميع أنحاء المملكة المتحدة. استهدفت العملية، التي قادها فريق مكافحة الجريمة الإلكترونية لمعايير التجارة، الأسواق التي يُعتقد أنّ موردي هؤلاء التجار يعملون فيها. جاءت المداهمات نتيجة عمل استخباراتي تضمن معلومات تم الحصول عليها من الهواتف المحمولة وأنظمة الملاحة عبر الأقمار الصناعية.

وقد أدى استهداف موردي الجملة في الأسواق ومحلات البيع بالتجزئة، وكذلك التجار الذين يعملون على وسائل التواصل الاجتماعي، إلى إزالة عشرات الآلاف من السلع غير الآمنة وغيرها من السلع المقلدة من السوق.

المصادر:

بي بي سي

الأكثر قراءة