المستشفى العسكري التونسي لم يصنع علاجًا لكورونا وفعالية الفضة الغروية غير مثبتة

تحقق "مسبار" من الادعاء المتداول ووجد أنّه يحتوي على تضليل وإثارة، إذ إنّ الإطار الطبي في المستشفى العسكري في تونس لم يبتكر دواءً لفايروس كورونا المستجد، بل قام مجموعة من الأطباء بتجارب سريرية لاختبار نجاعة فعالية وسلامة مادة الفضة الغروية Colloidal silver في علاج الفايروس.

وشاركت البروفيسورة والمشرفة على التجارب فايدة عجيلي، عبر صفحتها على موقع فيسبوك، منشورًا ذكرت فيه "أشارككم هذه المعلومات حول تجربتنا السريرية الجارية، إنها تجربة Covidnanos-1 الوطنية.. حول فعالية المنتج البحثي Colloidal silver، وهو منتج أثار قدرًا كبيرًا من الاهتمام في علاقته بعلاج مرضى فايروس كوفيد-19 من الحد الأدنى إلى المتوسط ​​مع الكثير من الخصائص المضادة للبكتيريا والطفيليات والفايروسات.

وأضافت "إنها تجربة سريرية أُحدثت تحت إشراف ثلاث وزارات: الدفاع والصحة والتعليم العالي والبحث العلمي، والمستشفى العسكري في تونس كمروّج، وأنا كمنسقة وطنية ولجنة توجيهية مكونة من خبراء علميين".

وقالت في منشورها إنّ التجربة التي انطلقت في يناير/كانون الثاني الفائت، شملت 200 مصاب بالفايروس، مشيرة إلى أنّ النتائج لم تظهر بعد.

ولم تقل المنسقة إنّ الفريق الطبي ابتكر دواءً لفايروس كورونا المستجدّ أو أنهم حققوا نتائج مبهرة، أو أنّه قادر على شفاء المريض في 4 أيام فقط.

وتواصل "مسبار" مع البروفيسورة عجيلي، التي أكدت أن فريقًا طبيًّا من المستشفى العسكري التونسي قام بتجربة سريرية مازالت بصدد الإنجاز حول فاعلية مادة الفضة الغروية في علاج كوفيد-19ولم تصدر نتائجها بعد.

الفضّة الغروية لم تثبت نجاعتها عالميًا

وجد "مسبار" أنّه منذ 2020 تداولت العديد من المقالات العلمية والصحفية موضوع فعالية الفضة الغروية في علاج فايروس كورونا. وكانت الإجابة أن المادة لم تؤثر إيجابًا في العلاج من الفايروس.

وتتكون الفضة الغروية من جزيئات الفضة المعلقة في سائل. ويُروج للمحلول منذ سنوات على أنّه حل لتعزيز جهاز المناعة وعلاج الأمراض.

وفند المركز الوطني الأميركي للصحة التكميلية والتكاملية، العديد من الادعاءات حول فاعلية الفضة، منها أنه ليس لها أي وظيفة معروفة في الجسم، وأنّها ليست مكملًا معدنيًا أساسيًّا أو علاجًا للجميع ولا يجب الترويج لها على هذا النحو.

وذكرت أنّ الادعاءات بإمكانية وجود نقص في الفضة في الجسم وأن هذا النقص يمكن أن يؤدي إلى المرض لا أساس لها من الصحة.

وأكدت على إمكانية تسبب منتجات الفضة الغروية بآثار جانبية خطيرة.

وبعد تداول أنباء حول فوائده في الحد من فايروس كورونا المستجدّ، نفت وكالة أسوشيتد برس في فبراير/شباط 2020، عن مسؤولين في المركز الأميركي ذلك، وقالت إنه لا توجد فائدة معروفة للمحلول الفضي في الجسم عند تناوله.

وقال الدكتورة هيلين لانجفين، مديرة الصحة التكميلية والتكاملية في بيان إنّه "لا توجد منتجات تكميلية مثل الفضة الغروية أو العلاجات العشبية، أثبتت فاعليتها في الوقاية من كوفيد-19 أو علاجه" مضيفة "يمكن أن يكون للفضة الغروية آثار جانبية خطيرة".

كما ذكرت الوكالة أنّ إدارة الغذاء والدواء الأميركية، اتخذت إجراءات ضد الشركات التي تروج لمنتجات الفضة الغروية بادعاءات مضللة.

وفي مايو/أيار 2020، أصدرت محكمة فيدرالية في ولاية أوكلاهوما الأميركية أمرًا تقييديًا مؤقتًا، يوقف بيع منتج الفضة الغروية غير المعتمد لمعالجة فايروس كورونا المستجدّ".

تحديث: وزارة الدفاع التونسية تنفي الادعاء

ونفت وزارة الدفاع التونسية، في بلاغ توضيحي أصدرته اليوم 7 يوليو/تموز، ما تم تداوله حول نجاح تجربة استعمال دواء مضاد لفايروس كورونا في المستشفى العسكري الأصلي للتعليم في تونس. وأفادت في بلاغ لها أنه في إطار تجربة سريرية على مرضى كوفيد-19، تم استعمال "مستحضر علاجي" للغرض، بعد موافقة عدد من المرضى، وبإشراف مشترك بين وزارة الصحة ووزارة الدفاع الوطني ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي، مبينة أن نتائج هذه التجربة السريرية لم تستكمل بعد.

اقرأ/ي أيضًا

تونس ليست الخامسة أفريقيًّا والثانية في شمال أفريقيا من حيث عدد الملقحين

خبر زائف حول إلغاء المحكمة العليا الأميركية للتطعيم الشامل