` `

أشهر الإشاعات التي واكبت الانتخابات الأميركية

أسماء الغول أسماء الغول
سياسة
9 نوفمبر 2020
أشهر الإشاعات التي واكبت الانتخابات الأميركية
تسربت الإشاعات الكثيفة على مدار أيام الانتخابات (Getty)

تسرّب سيلٌ من المعلومات الكاذبة خلال أيام الانتخابات الرئاسية الأميركية بين الرئيس المنتخب جو بايدن والرئيس السابق دونالد ترامب، وذلك منذ الثالث من نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري.

وكانت هذه الأخبار المزوّرة عبارة عن صور ومقاطع فيديو وإحصاءات مضللة حول تزوير الانتخابات، ومزاعم لا أساس لها من الصحة كاقتراع الموتى أو احتساب أصوات أكثر من عدد المصوتين، أو تسريب أصوات عبر صناديق سرية، وغيرها من الإشاعات المهولة التي ملأت وسائل التواصل الاجتماعي وانتقلت إلى مؤتمرات هيئة محامين ترامب.

وانتشرت الإشاعات بكثافة على مدار أيام الاقتراع، ومن جميع المقاطعات والولايات الأميركية، ومن أشهرها انتشار صورة لصناديق بريد ملقاة في الشارع تحوي بطاقات اقتراع لصالح ترامب، وتبين لاحقاً كونها صورة قديمة، ثم انتشر مقطع فيديو عن احتراق بطاقات اقتراع لصالح ترامب أيضا، والذي تبيّن لاحقاً كونها بطاقات غير أصلية لا تحوي الكود المائي.

 بعدها انتشر مثل النار في الهشيم مقطع فيديو لعامل وهو يملأ بطاقات اقتراع، لكنه في الواقع كان يقوم بإعادة تدوين البطاقات التالفة كي تستطيع الآلة الضوئية سحبها وذلك أمام مراقبين من الحزبين إلا أنّ الفيديو تم التلاعب به بحيث لا يشمل ظهورهم.

كما انتشرت إشاعة عن اكتشاف بطاقات اقتراع لصالح ترامب في حاوية قمامة في جورجيا، وأخرى عن احتساب أصوات جمهورية على أنها ديمقراطية في ميشيغان، كما انتشرت أخبار مزيفة أخرى عن إيقاف عامل البريد براندون ويلسون عند جسر يربط بين نيويورك وكندا من قبل الجمارك وحماية الحدود الأميركية أثناء محاولته العبور إلى كندا ومعه أكثر من 800 مغلفٍ من البريد الذي لم يتم تسليمه، وجميعها كانت إشاعات دون أي دليل يثبتها.

وتورط كثيرٌ من المقربين في دائرة ترامب بنشر هذه الإشاعات وتضخيمها، أولهم إريك دونالد ترامب، وغيره من مستخدمي مواقع تويتر وفيسبوك ويوتيوب ممن يؤيدون ترامب ومن بينهم صحافيين وحقوقيين بل ساهم بعضهم بصنع الإشاعة بنفسه، كما فعلت إحدى محاميات ترامب وهي كيلي سوريل حين قامت بتصوير مقطع فيديو قالت إنه يصور نشاطاً مشبوهاً في مركز فرز الأصوات في ديترويت بولاية ميشيغان الأميركية، جرى في الظلام إذ سَلّمت سيارة نقل، صناديق مجهولة الهوية، سراً إلى غرف فرز الأصوات المؤمنة. وتداول المقطع الآلاف من مستخدمي وسائل التواصل، وتبين لاحقاً أن ما يظهر فيه هو تسليم المصور الصحافي جوش براون في قناة WXYZ بطاريات لأجهزة البث والكاميرات إلى زملائه في القناة.

وقال المتحدث باسم حملة بايدن لوسائل إعلام أميركية "لقد أظهر رئيس الولايات المتحدة بالفعل أنه على استعداد للكذب والتلاعب بالعملية الديمقراطية في بلدنا لمساعدة نفسه سياسياً، ولهذا السبب قمنا بتجميع الفريق الأكثر قوة وتطوراً في تاريخ الحملة الرئاسية لمواجهة قمع الناخبين ومحاربة التزوير".

ومن أقوى الإشاعات التي أطلقها فريق محامين ترامب خلال أكثر من مؤتمر صحافي كما انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي أنه يتم احتساب صوت الشخص المتوفي في ولاية ميشيغان، وردّت في هذا الصدد شركة تراقب المعلومات الخاطئة أن الأشخاص الذين صوتوا بهذه الأسماء، يحملون أسماء أقاربهم الذين ولدوا في أوائل القرن العشرين، فقد ورث أسماءهم الأحفاد الأحياء الذين صوتوا بالفعل في هذه الانتخابات.

ووفقاً لمتحدث باسم وزير خارجية في ميشيغان قال "حتى إذا أدلى شخص ما بصوته لصالح ناخب مات، فلن يتم احتساب هذا الاقتراع، فتُرفض تلقائياً بطاقات اقتراع الناخبين المتوفيين أو الذين تكون تواريخ ميلادهم قديمة ولا يمكن أنْ يكونوا على قيد الحياة".

 ومن هذه الأسماء التي ترددت لمتوفي اقترع هو جون سميث، وذكره محامو ترامب في مؤتمراتهم المتكررة، ولكن في الواقع فإنّ الاسم لجون سميت جونيور أي أن ابنه من قام بالاقتراع، وبالفعل حدث هناك خطأ في تواريخ الميلاد المسجلة حين قام بالتصويت.

 ويضيف المتحدث باسم الخارجية "تحدث بعض الأخطاء عند تسجيل تواريخ الميلاد فقد يكون شخص ولد في عام 1990 سُجل عرضاً أنه ولد في عام 1890، وفي مثل هذه السيناريوهات، لا يُقبل تصويته لأنه يكون غير مؤهل أي ليس موجوداً على الكوكب".

ومن أبرز الإشاعات التي استخدمتها دائرة ترامب وكانت مثل قنبلة في "تويتر" حين ظهر رجل في مقطع فيديو يتّهم فيه مسؤولي الانتخابات في مدينة فيلادلفيا أكبر مدن ولاية بنسلفانيا بمنعه من مراقبة فرز الأصوات، وقال إنه تم إبعاده ظلماً من غرفة فرز الأصوات، وأُجبر على الوقوف بعيداً، ومن أبرز مَن أعاد تغريد المقطع عضو مجلس الشيوخ عن ولاية تكساس، تيد كروز، وكتب كذباً "رؤساء بلديات ديموقراطية يتحدون القانون"، إلا أنّ ما حدث في الواقع وفق شاهد عيان ومسؤول بالمدينة، قال لـ BuzzFeed News إنه تم طرد الرجل بعد خرق القواعد التي تحظر التصوير في الداخل.

وكانت هناك مجموعة مفتوحة على موقع فيسبوك تُروّج لمزاعم كاذبة بشأن تزوير الناخبين ومحاولة الديمقراطيين "سرقة" الانتخابات الأميركية، وسرعان ما سجلت أكثر من 325 ألف عضوٍ بعد يوم واحد من إنشائها، ودعت مجموعة "أوقفوا السرقة" التي تقول إنّ من أسسها منظمة "نساء من أجل أميركا  أولاً" إلى وجود جنود على الأرض لحماية نزاهة التصويت، وهو بالفعل ما تمثل لاحقاً بخروج كثير من المسلحين اليمينيّين إلى الشوارع في أغلب المقاطعات الأميركية.

وفي الوقت الذي رأى البعض أنها منتديات مجتمعية، جادل آخرون بكونها بؤراً للمعلومات المضللة الحزبية والمحرضة على العنف. وفي وصف المجموعة Stop the Steal كانت العبارات التالية: "الديمقراطيون يخططون لمنع أصوات الجمهوريين وإبطالها، الأمر متروك لنا، نحن الشعب الأميركي، للقتال ووضع حد لذلك".

ويبدو أنّ الانتخابات انتهت، لكن الإشاعات وسيل الأخبار المزيفة لم ينتهِ بعد، فإن هناك مجموعة كبيرة من الباحثين ومؤسسات الرقابة على الأخبار والمعلومات تقوم بأبحاثها حول مدى انتشار الأخبار الكاذبة خلال الأيام الانتخابية ونمطها، والفئات التي أثّرت بها والكيفية التي أثّرت بها، ما يعني  أن الأيام القادمة تشي بمزيد من المفاجآت وربما الإشاعات أيضا.

المصادر:

BBC

Economictimes

Buzzfeednews

اقرأ أيضاً

الأكثر قراءة