ضرب المغرب يوم الجمعة الثامن من سبتمبر/أيلول، زلزال بلغت قوته 7 درجات على مقياس ريختر. وتسبب في وفاة 2901 شخص وإصابة 5530، وفقًا لآخر حصيلة محينة نشرتها وزارة الداخلية المغربية، كما ألحق أضرارًا كبيرة بالبنية التحتية.
وحاز هذا الحدث على تفاعل ملايين المستخدمين حول العالم، وارتبط هذا التفاعل بعشرات المشاهد التي انتشرت على أنها من الحدث الأخير. فنّد فريق "مسبار" عددًا كبيرًا منها.
العالم الهولندي هوغريتس لم يتنبأ بزلزال المغرب
تتداول حسابات وصفحات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حديثًا، ادّعاء مفاده أن العالم الهولندي المتخصص في علم الزلازل، فرانك هوغربيتس، توقّع حدوث زلزال في المغرب قبل أيام من وقوعه، ولكن هذا الادعاء غير دقيق.
وفي تغريدته عبر حسابه في موقع إكس في الرابع من سبتمبر/أيلول الجاري، توقّع هوغربيتس حدوث هزات قوية بين 5 و7 سبتمبر نتيجة تقارب بين عطارد والزهرة واقترانين قمريين مع المشتري وأورانوس، دون تحديد المنطقة التي ستتأثر بها.
وحذر، منذ أسبوعين، من زلزال قد تتخطى قوته ثماني درجات على مقياس ريختر بسبب الاصطفاف بين الأرض وكلٍّ من كوكبي المريخ ونبتون، وكذلك الهندسة القمرية مع نفس الكوكبين. وبعد حدوث الزلزال في المغرب، أعاد العالم الهولندي نشر تغريدة اقتبسها عن زميل آخر نشرها قبل ساعة و48 دقيقة من وقوع زلزال المغرب، وقال فيها “لسوء الحظ، أدى هذا الرد الزلزالي إلى مقتل مئات الأشخاص في المغرب.. لقد ناقشت هندسة الكواكب هذه في الثالث من سبتمبر”.
مقاطع فيديو وصور مضللة منسوبة لزلزال المغرب
وادّعى متداولو هذا الفيديو عبر وسائل التواصل الاجتماعي أنّه لكاميرا مراقبة تسجل لحظة حدوث زلزال المغرب، لكن تحقق "مسبار" أظهر أن الفيديو قديم ونُشر في فبراير/شباط 2023 ومتداول على أنّه للحظة وقوع زلزال تركيا وسوريا.
ويتطابق التاريخ الذي تم تصوير الفيديو فيه مع تاريخ الزلزال الفعلي الذي وقع في تركيا وسوريا في السادس من فبراير 2023، إذ بلغت قوته 7.8 درجات على مقياس ريختر وضرب مناطق في الجنوب التركي والشمال السوري، وتسبب في وفاة أكثر من 50 ألف شخص.
والصورة التي زعم متداولوها على موقعي فيسبوك وإكس أنّها تُظهر سفنًا جانحة في حالة اصطدام إثر زلزال المغرب الأخير، تبيّن أنّها قديمة وليست من تبعات الزلزال الأخير في المغرب. وتعود إلى 12 مارس/آذار 2011 وتُظهر سفنًا جرفتها تسونامي بالقرب من ميناء في مدينة كيسينوما في اليابان بعد الزلزال الذي ضربها بقوة 8.9 درجات في 11 مارس 2011.
وانتشر مقطع فيديو على موقع إكس ادعى ناشروه أنّه يُظهر مصلين ثابتين في أحد مساجد المغرب خلال وقوع الزلزال الأخير. ولكن، تبين أن المقطع قديم ويعود لزلزال تركيا وسوريا في فبراير 2023، وذُكر أنّه جرى تصويره داخل مسجد الفاروق في ريف إدلب في سوريا، ويظهر مصلين ثبتوا أثناء وقوع الزلزال المدمر، آنذاك.
وتداول مستخدمون على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو، ادّعوا أنّه يُظهر ثبات شيخ وهو يلقي محاضرة في مسجد أثناء وقوع الزلزال الأخير في المغرب. وبالتحقق من الادّعاء، تبيّن أنّ الفيديو قديم ويعود لشيخ يُدعى موسى عزوني في الجزائر، خلال هزة أرضية وقعت في ولاية البليدة في الجزائر بقوة 4.9 درجات، في ديسمبر/كانون الأول 2014.
وادّعى ناشرو هذا الفيديو أنّه من زلزال المغرب، ولكن تحقق مسبار وجد أنه قديم ويعود إلى الزلزال الذي ضرب كهرمان مرعش في تركيا في فبراير 2023. ويُظهر انهيار بناية في تركيا نتيجة للزلزال الذي بلغت قوته 7.8 درجات، وليس له علاقة بزلزال المغرب.
وزعم متداولو مقطع فيديو عبر وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي أنّه يُظهر انهيار مبنى سكني نتيجة الزلزال الأخير في المغرب. ولكن بعد التحقق تبيّن أن الفيديو قديم وقد نُشر للمرة الأولى في أغسطس 2020، ويُوثق انهيار منزل في مدينة الدار البيضاء في المغرب.
ولا يُظهر هذا الفيديو لحظة وقوع زلزال في المغرب الذي وقع في 8 سبتمبر 2023. إذ تبيّن بعد التحقق أنّ الفيديو قديم ويُظهر لحظة وقوع زلزال في مدينة تومان الألبانية في نوفمبر 2019.
كما أنّ فيديو اهتزاز أثاث شقة قديم، وليس من زلزال المغرب، ويعود لاهتزاز أثاث شقة سكنية وسقوط بعضه إثر زلزال ضرب اليابان في يناير/كانون الثاني عام 2022.
أمّا الفيديو الذي ادّعى ناشروه أنه يُظهر انهيار مبنى بالكامل في المغرب جراء الزلزال الأخير. وجد "مسبار" أنه مضلل وقديم، نشرته وسائل إعلام تركية في فبراير/شباط الفائت، وقالت إنه لانهيار مبنى جنوبي تركيا بعد الزلزال الثاني، الذي عقب الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا في السادس من فبراير 2023.
وانتشر مقطع فيديو على تيك توك ادّعى ناشروه أنّه يُظهر إمام مسجد في المغرب يواصل الصلاة أثناء وقوع الزلزال. ولكن بعد التحقق من الادعاء، تبيّن أن هذا الفيديو قديم، ويعود لإمام مسجد في جزيرة بالي في إندونيسيا.
يُظهر الفيديو الإمام وهو يواصل الصلاة أثناء زلزال ضرب إندونيسيا في أغسطس 2018، وقرر بعض المصلين المغادرة في حين استمر آخرون في الصلاة خلفه. الإمام الذي يدعى عرفات عبد الغني محمد من اليمن، استمر في أداء الصلاة حتى نهايتها على الرغم من الهزات الأرضية والخطر الذي كان يشعر به الحضور.
كما أن الفيديو الذي يظهر اهتزاز المسبح قديم وليس من زلزال المغرب الأخير، بل نُشر للمرة الأولى في فبراير 2023، ويعود إلى مشاهد وثقتها إحدى كاميرات المراقبة داخل مسبح في ولاية غازي عنتاب التركية، أثناء اهتزازه لحظة وقوع زلزال تركيا وسوريا، حينها.
وتداولت حسابات على موقع تيك توك، مقطع فيديو ادّعى متداولوه أنه للحظة انهيار مبنى مكون من عدة طوابق في المغرب، نتيجة الزلزال الأخير. وأظهر تحقق مسبار أنّ الادعاء مضلل ونُشر الفيديو على موقع يوتيوب منذ يونيو/حزيران عام 2022، على أنه لهدم فندق قديم في مدينة مكة المكرمة في السعودية.
كما تحقق مسبار من مقطع فيديو ادّعى ناشروه أنه يظهر آثار الدمار في المغرب عقب الزلزال الذي ضرب البلاد، ووجد أنّه مضلّل وقديم ويعود المشهد إلى لقطات جوية في ولاية هاتاي جنوبيّ تركيا، عقب الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا في السادس من فبراير الفائت.
وهذا الفيديو لا يُظهر التقاط كاميرا مراقبة في أحد شوارع المغرب لحظة وقوع الزلزال الأخير، بل يعود تاريخ نشره إلى شهر فبراير 2023، عندما نشرت وسائل إعلامية المقطع وقالت إنه لكاميرا مراقبة رصدت اللحظات الأولى للزلزال الذي ضرب مدينة إدلب السورية، وأظهر حالة من الهلع والخوف وهروب الأهالي من الأبنية السكنية خوفًا من انهيارها بسبب قوة الزلزال.
وصورة الينابيع المائية التي ادّعى مروجوها على موقعي فيسبوك وإكس، أنها ظهرت في منطقتي ورزازات والحوز بعد الزلزال الأخير الذي ضرب المغرب، وجد مسبار أنها مضللة وقديمة، ومنشورة في صفحات سوريّة على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، منذ مارس الفائت، مع صورتين أخريين على أنّهما من شلالات قرية بيت جن في سوريا.
نظرية المؤامرة تعود للواجهة مع زلزال المغرب
وانتشر مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، ادّعى ناشروه أنّه لبرق أزرق ظهر في السماء قبل الزلزال الأخير الذي ضرب المغرب لأسباب مجهولة. وعزا بعض الناشرين ذلك الوميض إلى سلاح تسبّب في حدوث الزلزال.
تحقّق "مسبار" من الادعاء وتبيّن أنّه زائف، إذ إنّ مقطع الفيديو مركّب ونشره حساب على منصة تيك توك، يحمل اسم "jayhideaway"، في مايو/أيار 2020.
وبالاطلاع على محتوى حساب "jayhideaway"، تبيّن أنّ صاحبه خصصه لنشر مقاطع فيديو من تصميمه.
وهذه الصورة قديمة وليست لوميض أزرق أضاء السماء قُبيل زلزال المغرب، وتعود للحظة انفجار محوّل كهربائي في نيويورك شمال شرقي الولايات المتحدة عام 2018.
ادعاءات طالت عملية إيواء وإنقاذ متضرري زلزال المغرب
وفنّد مسبار خبرًا منسوبًا لصحيفة ماركا الإسبانية مفاده أن لاعب كرة القدم البرتغالي كريستيانو رونالدو، فتح أبواب فندق يملكه في مراكش لإيواء المتضررين من زلزال المغرب. ووجد أن الادعاء ينطوي على إثارة، إذ إنّ مدير الفندق نفى تحويله إلى مركز لاستقبال منكوبي الزلزال.
وتداولت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، خبرًا مفاده نجاح فريق من الحماية المدنية التونسية في إنقاذ 489 شخصًا بينهم 88 طفلًا، علقوا تحت الأنقاض جراء زلزال المغرب، وأظهر تحقق "مسبار" من الادعاء أنّه زائف، إذ إن فريق الإغاثة التونسي لم يغادر الأراضي التونسية بعد، رغم إعلان جاهزيته منذ يوم السبت التاسع من سبتمبر 2023.
وتواصل مسبار مع الناطق الرسمي باسم الحماية المدنية التونسية، معزّ تريعة، الذي أكد أنّ الادعاء المنسوب لفرق الحماية المدنية التونسية خاطئ ولا أساس له من الصحة. كما أكّد أيضًا أن فريق الحماية المدنية، الذي كان من المقرر أن يتوجه إلى المغرب يوم السبت، للمشاركة في جهود الإغاثة والإنقاذ عقب الزلزال الذي ضرب مدنًا وقرى مغربية، لكنه لم يغادر الأراضي التونسية بعد وأن التنسيق متواصلٌ مع السلطات المغربية.
هذه كانت أبرز المشاهد والأخبار التي رصدها مسبار وتحقق منها، والتي كانت قد انتشرت عقب الزلزال الذي ضرب مدنًا وقرى في المغرب. ويمكن الاطلاع عليها عبر الرابط.
اقرأ/ي أيضًا
الصورة قديمة وليست لوميض أزرق أضاء السماء قُبيل زلزال المغرب
