` `

ادعاء مضلل عن تقديم الجيش الإسرائيلي أسطوانات أكسجين ومعدات طبية لمستشفى الأمل

أحمد كحلاني أحمد كحلاني
أخبار
14 فبراير 2024
ادعاء مضلل عن تقديم الجيش الإسرائيلي أسطوانات أكسجين ومعدات طبية لمستشفى الأمل
أسطوانات أكسجين أمام مستشفى الأمل في غزة (إكس)

في العاشر من فبراير/شباط الجاري، نشر المتحدث الرسمي باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، على حسابه في منصة إكس، صورتين مرفقتين بادعاء مفاده أن قوات الاحتلال الإسرائيلي أدخلت أكثر من 20 خزان أوكسيجين وأجهزة طبية أخرى إلى مستشفى الأمل في مدينة خانيونس جنوبي قطاع غزة.

وعلّق أدرعي على الصورتين قائلًا "في ضوء استخدام المخربين المستشفيات كأماكن اختباء ونظرًا للقتال الضاري في محيط المستشفى تم إنجاز عملية تنسيق مركبة اشتملت على التنسيق مع منظمة إغاثة دولية وجهات محلية لنقل خزانات الأكسجين إلى نقاط متفق عليها جُمعت منها خزانات الأكسجين من قبل قوات جيش الدفاع ليتم نقلها إلى المستشفى"، في إشارة إلى أنّ الجيش الإسرائيلي يدعم المستشفيات في قطاع غزة، على عكس فصائل المقاومة الفلسطينية التي تتخذها أماكن للاختباء بحسب زعم أدرعي.

ادعاء أدرعي عن إدخال إسرائيل أسطوانات أكسجين إلى مستشفى الأمل

الهلال الأحمر الفلسطيني ينفي استلامه مساعدات من الاحتلال

تعقيبًا على هذه الادعاءات، نفى الهلال الأحمر الفلسطيني في بيانٍ نشره على حسابه في منصة إكس يوم 11 فبراير الجاري، تنسيق جيش الاحتلال إدخال خزانات الأوكسجين إلى مستشفى الأمل، مؤكدًا على أنّ الاحتلال منع إدخال الأوكسجين إلى المستشفى لأكثر من أسبوع، مما أدى إلى وفاة ثلاثة من المرضى رغم محاولات المستشفى بالتنسيق مع المنظمات الدولية.

وأوضح الهلال الأحمر الفلسطيني بأنّ الواقعة التي استغلها الاحتلال تتمثل في قيام مركبة إسعاف تابعة للهلال الأحمر بإحضار 25 خزان أوكسيجين من مستشفى ناصر، وطلب منها الاحتلال وضع الخزانات في أقرب نقطة إلى المستشفى على أن يقوم الجيش بتوصليها، إلا أنهم وضعوا في اليوم التالي 21 خزان أوكسيجين أمام المستشفى فقط.

كما نفى الهلال الأحمر صحة تسليم الاحتلال المستشفى معدات طبية، وأشار إلى اقتحام قوات الاحتلال للمستشفى وتدمير الأجهزة والمعدات الطبية داخله والاعتداء على الطواقم الطبية بالضرب، واعتقال تسعة من أفراد الطواقم الطبية والإدارية، وأربعة جرحى إضافة إلى خمسة من مرافقي المرضى. 

صورة متعلقة توضيحية

المتحدث باسم الهلال الأحمر يوضح لمسبار حقيقة المزاعم الإسرائيلية

تواصل مسبار مع  المتحدث باسم جمعية الهلال الأحمر رائد النمس، الذي علق على المزاعم الإسرائيلية بالقول "هذه الأسطوانات ليست من الاحتلال، بل من مستشفى ناصر الطبي والاحتلال أعاق وصولها رغم الحاجة الماسة لها في المستشفى، وحتى عندما وصلت إسطوانات الغاز، لاحظنا أن الاحتلال عند باب المستشفى وضع 21 أسطوانة أي أنه أخذ منها 3 أسطوانات"، مضيفًا أن تأخير الاحتلال في وصول أسطوانات الغاز تسبب بوفاة ثلاثة مرضى كانوا بحاجة الأكسجين.

وفيما يتعلق بإدخال الجيش لمعدات طبية نفى النمس صحة الادعاءات تمامًا، مُشيرًا إلى خطورة الوضع في مستشفى الأمل، بسبب نفاد الوقود فيه.

كما تواصل مسبار مع الصحفي من قطاع غزة محمد المصري والذي نفى بدوره قيام جيش الاحتلال بإدخال خزانات أوكسيجين أو أي معدات طبية أخرى إلى مستشفى الأمل بخان يونس، مضيفًا بأن الاحتلال يقوم منذ مدة بمحاصرة المستشفى. 

وأشار  المصري إلى أن الاحتلال ينشر صورًا يدعي من خلالها أنه يقدّم المساعدة إلى المستشفيات، معتبرًا أن الاحتلال يتعمد ترويج هكذا صور في إطار الدعاية وتلميعًا لصورته. 

استهداف المستشفيات في قطاع غزة

وفي 17 أكتوبر/تشرين الأول الفائت، تعرض مستشفى الأهلي المعمداني في قطاع غزة للقصف والتدمير جراء الغارات الجوية الإسرئيلية. فارتكب الاحتلال مجزرة أودت بحياة 471 ضحية مرة واحدة غالبيتهم من النساء والأطفال، خلافًا لما تدعيه الجهات الرسمية الإسرائيلية بدعمها للمستشفيات والمراكز الصحية وعدم استهدافها للمدنيين والمرضى.

وعقب استهداف المستشفى، حاولت إسرائيل التنصل من الحادثة بتحميل فصائل المقاومة الفلسطينية المسؤولية.

وكان أفيخاي أدرعي قد تحدث إلى قناة العربية بشأن الحادثة، وقال إن "المعلومات الاستخباراتية أكدت للجيش الإسرائيلي منذ اللحظة الأولى أن الانفجار نجم عن إطلاق فاشل لصاروخ تابع للجهاد الإسلامي".

ولكن مسبار أوضح حينها في تقريرٍ موسع أن مجزرة المستشفى المعمداني حصلت نتيجة القصف الإسرائيلي.

صورة متعلقة توضيحية

استهداف جيش الاحتلال للكوادر الطبية 

كما استهدف الاحتلال الكوادر الطبية وطواقم الإسعاف وسيارات الإسعاف منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة. وبحسب وزارة الصحة في غزة فإن الانتهاكات الإسرائيلية ضد المنظومة الصحية راح ضحيتها 340 شخصًا من الكادر الطبي، كما اعتقلت قوات الاحتلال 99 آخرين منهم مدراء مستشفيات، إضافة إلى تدمير123 مركبة إسعاف.

صورة متعلقة توضيحية

استهداف مستشفى الأمل في غزة

من جانبه نشر المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان في 10 فبراير الجاري، بيانًا  أشار فيه إلى الاستهداف الإسرائيلي المستمر لما تبقى من المنظومة الصحية في قطاع غزة، وتعطيل أي قدرة لديها لإنقاذ حياة الفلسطينيين.

إذ تواصل القوات الإسرائيلية القصف المباشر وإطلاق النار على المستشفيات وسيارات الإسعاف والطواقم الطبية، مع بدء الشهر الخامس على حرب الإبادة الجماعية التي تشنها ضد القطاع. وأكد المرصد الأورومتوسطي في بيانه أنّ قوات الاحتلال اقتحمت مستشفى الأمل في خانيونس، بعد 20 يومًا من الحصار والقصف الذي أدى إلى مقتل وإصابة العشرات داخل المستشفى، وإجبار نحو ثمانية آلاف شخص على النزوح الفوري، دون أن يكون لهم أي وجهة أخرى يمكن أن يلجؤوا إليها، فيما بقي هناك أربعون نازحًا من كبار السن، بالإضافة إلى نحو 80 مريضًا وجريحًا ومئة فرد من الطواقم الإدارية والطبية.

صورة متعلقة توضيحية

اقرأ/ي أيضًا

إسرائيل تستهدف وتحاصر مستشفى الشفاء على عكس ادعاءات مسؤوليها

الفيديو يصوّر انقطاع الكهرباء عن المستشفى الإندونيسي وليس مزيّفًا كما ادّعت حسابات إسرائيلية

الأكثر قراءة