هل أهين السيسي في بريطانيا كما ادَّعى إعلامي مصري؟
الادعاء
كيف أهانت الحكومة والأسرة المالكة في بريطانيا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال زيارته إلى لندن؟
نشر عن الخبر
الخبر المتداول
قال الإعلامي المصري محمد ناصر في برنامجه المذاع على قناة مكملين، إنَّ الرئيس عبد الفتاح السيسي تعرض لما وصفه بالإهانة، خلال الزيارة الأخيرة إلى لندن، والتي التقى فيها السيسي، كلاً من رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، ونجل ولي العهد البريطاني الأمير ويليام دوق كامبريدج، في 21 يناير/كانون الثاني الجاري.
وتساءل ناصر، مقدم برنامج "مصر النهاردة" على قناة مكملين، عن سبب زيارة السيسي إلى لندن، وسر غياب ملكة بريطانيا إليزابيث عن استقبال الرئيس المصري في قصر باكنغهام، والاكتفاء بلقاء جمع السيسي مع الأمير ويليام دوق كامبريدج.
وعقد ناصر مقارنةً بين استقبال الأمير ويليام للرئيس المصري من جهة، واستقبال ملكة بريطانيا لكلٍّ من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والرئيس الأميركي دونالد ترامب، كما عقد مقارنة بين استقبال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون للسيسي خلال نفس الزيارة، واستقبال رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير، للرئيس المصري الأسبق محمد حسني مبارك.
وعلق ناصر ساخراً على ترجل السيسي لنحو 15 متراً: "وكأنهم قالوا للسيسي: يلّا يا عم انزل هِزّ نفسك!"، وأعلن التحدي لو حدث نفس الموقف مع ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد.
تحقيق مسبار
عمل "مسبار" على التحقق من ثلاث نقاط رئيسية في حديث ناصر، والبداية كانت في البحث عن إجابة لسؤاله: لماذا ذهب الرئيس المصري إلى لندن؟
ببساطة، فإنَّ زيارة الرئيس السيسي كانت مُعدَّة من قبل، لحضور قمة الاستثمار الأفريقي - البريطاني في لندن، حيث يشغل السيسي منصب رئيس الاتحاد الأفريقي منذ فبراير/ شباط 2019، وألقى الرئيس المصري كلمة في الجلسة الافتتاحية للقمة.
وفيما يتعلق بغياب الملكة، فهو أمر لم يكن دقيقاً، فالملكة إليزابيث لم تظهر خلال فترة وجود الرئيس المصري في لندن، ولم يصدر أيُّ بيان توضيحيٍّ من العائلة المالكة حول سبب غيابها، لكن الملاحظ أنَّ استقبال السيسي، لم يختلف كثيراً عن الرؤساء والقادة المشاركين في القمة، وكان في استقبال معظمهم الأمير ويليام، دوق كامبريدج، والتقط معهم الصور التذكارية، وفقا لموقع royal.uk، ونشر موقع الحكومة البريطانية خبراً حول لقاء جونسون والسيسي، أشار فيه إلى ترحيبهما بعودة الرحلات الجوية إلى شرم الشيخ، وتحدَّثا حول زيادة التجارة بين البلدين، وفي مجال التعليم، إضافة إلى الأزمة في ليبيا.
تعلّقت الملاحظة الثالثة التي تحدث عنها الإعلامي محمد ناصر بتوقُّف السيارة الخاصة بالرئيس المصري على مسافة وصفها بالبعيدة عن مقر رئيس الوزراء البريطاني، في 10 شارع داونينغ ستريت، وبالعودة إلى المعتاد من بوريس جونسون، رئيس الوزراء البريطاني، في استقبال ضيوفه، وكذلك تيريزا ماي رئيسة وزراء بريطانيا السابقة، نجد أنَّ أغلب القادة توقفت سياراتهم على المسافة نفسها تقريباً.
وكان من أبرز هؤلاء القادة بيامين نتنياهو رئيس وزراء دولة الاحتلال الإسرائيلي، والشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر، وظهر في مقطع فيديو بوريس جونسون رئيس الوزراء البريطاني يترجل من المكان نفسه، إلى مقر رئاسة الوزراء، عقب لقاء جمعه بالملكة في ديسمبر/ كانون الأول الماضي.
كما ترجل بعض الرؤساء والملوك والقادة من المسافة نفسها، حين كانت تستقبلهم رئيسة الوزراء البريطانية السابقة تيريزا ماي، ومن بينهم محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي الرئيس العراقي برهم صالح وولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وملك الأردن عبدالله بن الحسين.
وحول مقارنة ناصر باستقبال توني بلير رئيس الوزراء البريطاني الأسبق، لحسني مبارك الرئيس المصري الأسبق، بالبحث في عدد من أرشيف AP، التي استعان بها الإعلامي المصري، نجد أنَّ استقبال توني بلير للقادة كان أمام باب مقر رئيس الوزراء مباشرة، وهو ما حدث مع مبارك، وكذلك مع كل من الملك الحسين بن طلال ، والرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات ومسؤولين وقادة من دول أخرى.