الزجاجة خلف بشار الأسد.. هل صنُعت من رمال بحيرة طبريا ومُلئت بمائها؟
الادعاء
الزجاجة التي ظهرت خلف رئيس النظام السوري بشار الأسد، أثناء خطابٍ متلفزٍ له، مصنوعة من رمال بحيرة طبريا ومملوءة بمائها، وتعود قصتها إلى حرب عام 1973.
نشر عن الخبر
الخبر المتداول
تداولت صفحات وحسابات على منصة فيسبوك، قصة تتحدث عن الزجاجة التي ظهرت خلال خطاب رئيس النظام السوري المتلفز في 17 فبراير/ شباط من العام الجاري. إذ ادعى المنشور المتداول أنّ ظهورها يمثل لحظة تاريخية فاصلة، وأنّ الإدارتين الأميركية والإسرائيلية أصابهما القلق والارتباك عند رؤيتها.
وجاء في المنشور المتداول، أنّ حكاية الزجاجة تعود إلى نهاية حرب تشرين عام 1973، عندما نجح اثنان من جنود الجيش السوري في اختراق صفوف قوات الاحتلال الإسرائيلي، والوصول إلى بحيرة طبريا. حينها ملأ أحدهما مطرته بماء البحيرة، في الوقت الذي ملأ فيه الآخر كيساً كان بحوزته برمال شاطئ البحيرة. وعند عودتها قابلهما الرئيس الراحل حافظ الأسد، فقدّما مياه ورمال طبريا هديّة له، عندئذ بكى حافظ الأسد وقال "هذا عهد عليّ أمامكما وأمام الله، ألا ارتاح وألا أعرف لذة العيش إلا بعد استعادة الجولان الحبيب وإعادة هذا الماء إلى مكانه".
أعطى حافظ الأسد توجيهاته بالبحث عن أمهر صنّاع الزجاج اليدوي في دمشق، وطلب منه يصنع من رمال البحيرة زجاجة ليحتفظ داخلها بمياه طبريا.
وزعمت القصة أن الرئيس بيل كلينتون سأل حافظ الأسد خلال زيارته إلى دمشق عام 1994 عن الزجاجة، ليجيب الأخير بأنها صنعت من رمال بحيرة طبريا ومملوءة بمائها، قائلاً "سأقوم أنا أو أحد أولادي من بعدي بإفراغها في البحيرة بعد تحرير الجولان". صدُم كلينتون من إجابة الأسد، خصوصاً أنّه في دمشق ليعرض خطة سلام كانت تتضمن التنازل عن البحيرة مقابل أموال طائلة.
وحين شعر الأسد بدنوّ أجله استدعى نجله بشار ووضع الزجاجة بين يديه بعد أن قص عليه حكايتها، وطلب منه الوفاء بالعهد الذي قطعه على نفسه بتحرير الجولان وإعادة الماء إلى البحيرة.
تحقيق مسبار
القصة غير صحيحة، وهي مجرّد خرافة، إذ نشرت الصفحة الرسمية لرئاسة الجمهورية السورية على "فيسبوك" توضيحاً حول خطاب بشار الأسد المتلفز، جاء فيه " كل الرسائل والمضامين الأساسية كانت في الكلمة بحد ذاتها، أما ما طرح من تأويلات وروايات حول قطع الزينة المتواجدة في المكان فهي غير دقيقة ولا تعدو كونها تكهنات لا علاقة لها بالواقع.. مع تأكيدنا أن الكلمة المتلفزة صورت في المكان الذي شاهده الناس كما هو ولم يتم إضافة أي لوحة أو قطع للزينة فيه".