حقيقة استيلاء تركيا على أجهزة تنفسٍ قادمةٍ من الصين إلى إسبانيا
الادعاء
أعلنت وزارة الخارجية الإسبانية، أنّ السلطات التركية استولت على طائرة محملة بأجهزة تنفس كانت في طريقها من الصين إلى إسبانيا لمواجهة إتشار فايروس كورونا المستجد "كوفيد19".
نشر عن الخبر
الخبر المتداول
.تداولت مواقعٌ إخباريّةٌ عربية، السبت 4 أبريل/نيسان الجاري، عدة تقارير تتّهم تركيا بالاستيلاء على معداتٍ وأجهزةٍ صحيّةٍ كانت في طريقها من الصين إلى إسبانيا.
وادّعت مواقع من بينها العربيّة، ووكالة أنباء الشرق الأوسط، والعين واليوم السابع، أنّ وزيرة الخارجيّة الإسبانيّة صرَّحت خلال مؤتمرٍ صحفيّ، مساء الجمعة 3 أبريل/نيسان، أنّ أنقرة تحتجز شحنةً من الإمدادات الطبيَّة تم شراؤها من الصين كانت قادمة إلى إسبانيا، من بينها أجهزة تنفس للحالات الحرجة تحتاجها بعض الأقاليم الإسبانيّة لعلاج المصابين بفايروس كورونا المستجد .
تحقيق مسبار
تحقّق "مسبار" من الخبر المتداول، ووجده مضلل، وينطوي عليه الإثارة كذلك، إذ لم تُصرّح رانشا غونزاليس وزيرة الخارجيّة الإسبانيّة باستيلاء تركيا على شحنة أجهزة تنفسٍ قادمةٍ من الصين كما ادّعت بعض المواقع العربيّة.
وقالت الوزيرة خلال مؤتمر صحفي الجمعة 3 أبريل/نيسان الجاري، نقله عددٌ من الصحف الإسبانيّة، من بينها El Mundo و ABC و Minutos 20، إنّ الخارجيّة تعلم بوجود شحنة موادٍ طبيّة كانت متّجهة إلى أقاليم الحكم الذاتي كاستيا لامانشا ونافارا، ولكن السلطات في تركيا قررت الاحتفاظ بها بسبب فرض قيود على تصدير المنتجات الطبيّة، لضمان توفير احتياجاتهم الداخليّة، وأكّدت الوزيرة أنّها تجري اتصالاتٍ لمحاولة حل الأزمة، ما ينفي صحة الادّعاء الذي نشر في المواقع العربيّة حول اتهام غونزاليس لأنقرة بالاستيلاء على الشاحنة.
واستعان "مسبار" بمتحدثين ومترجمين على معرفة باللغة الإسبانية أكدوا أنّ الصحف في إسبانيا، لم يرد فيها على لسان غونزاليس أي اتهامات لتركيا بسرقة الأجهزة الطبية، و أنّ ما ورد بعض الاتهامات في بعض الصحف لم تكن على لسان الوزيرة، وكان بعضها على لسان مسؤولين في الأقاليم ذات الحكم الذاتي كاستيا لامانشا ونافارا.
أما فيما يتعلق بادعاء أنّ الشاحنة كانت قادمة من الصين فهو أيضاً ادعاء مضلل، إذ وجد "مسبار" في المعلومات التي وردت في تقارير كل من جريدة El Mundo وجريدة ABC الإسبانية، تشير إلى أنّ الأجهزة محل الأزمة، تم تصنيعها في شركات تركية نيابةً عن شركة إسبانية جلبت مكوناتها من الصين، ولم يرد أنها كانت على متن طائرة واستولت عليها أنقرة. جدير بالذكر، قبل نشر هذا التحقق أكدت غونزاليس في تغريدة لها عبر حسابها الرسمي على موقع تويتر، أنّ السلطات التركية سمحت بالإفراج عن أجهزة التنفس التركية التي تم شراؤها.