كورونا بكتيريا وليس فايروساً.. معلومة زائفة
الادعاء
اكتشف أطباء إيطاليون أن "كورونا" بكتيريا وليس فايروس، وسبب وفاة المصابين هو جلطات الدم الناتجة عن البكتيريا.
نشر عن الخبر
الخبر المتداول
تناقلت عدّة مواقع إخبارية تقريراً يفيد بأنّ منظمة الصحّة العالمية خدعت العالم بخصوص فايروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، وتناقلت حسابات على موقع فيسبوك تقريراً مصوّراً للمحطة التلفزيونية اللبنانية OTV عن الموضوع ذاته. إذ اكتشف أطباء إيطاليون بعد تشريح جثث مصابي "كورونا"، وذلك خلافاً لقوانين منظّمة الصحّة العالمية، أّنه عبارة عن بكتيريا تتسبب بجلطات دم تؤدي لوفاة المصابين، وليس فايروس. وأشار البعض أن طريقة علاج "كورونا" هي المضادات الحيوية ومضادات الالتهابات والتخثّر، وأنه لم يكن أيّ داعٍ لعلاج المصابين عن طريق أجهزة التنفّس والعناية المركّزة.
تحقيق مسبار
تحقق "مسبار" من الخبر وتبيّن أنه يحتوي على عدّة معطيات زائفة ومضلّلة.
1. تشريح الجثث لم يكُن محظوراً وفق منظّمة الصحّة العالمية
لا توجد تصريحات رسمية تفيد بأن منظمة الصحّة العالمية منعت تشريح جثث المتوفّين بكورونا، إذ قامت عدّة دول بعمليات التشريح كجزء من جهودها لتقصّي الفايروس.
2. كورونا فايروس وليس بكتيريا
نشرت المجلّة العلمية The Lancet في شهر فبراير/شباط من العام الجاري بحثاً يُشير إلى أن فايروس كورونا المستجد مرتبط بشكلٍ وثيق بالفايروسات التاجية السابقة كمتلازمة الجهاز التنفسي الحادة (SARS)، وفي بحثٍ آخرٍ نشرته المجلّة في شهر أبريل/نسيان من العام الجاري أن السبب الرئيسي لوفاة المصابين بفايروس كورونا هو الفشل التنفسي، بشكلٍ مشابهٍ للأوبئة الفايروسية المشابهة السابقة، كما وصرّحت بذلك منظّمة الصحّة العالمية منذ بداية تفشّي الوباء.
ولم تُعلن إيطالياً أبداً أن فايروس كورونا هو عبارة عن بكتيريا، إنّما جزء من مجموعة الفايروسات التاجية كما هو موثّق في موقع وزارة الصحّة الإيطالية.
3. كورونا لا يُعالج بمضادّات الالتهاب، ولا يوجد إثبات علمي على علاجه بمضادات حيوية ومضادّات التخثّر
صرّحت منظمة الصحّة العالمية أن المضادات الحيوية لا تصلح لعلاج المصابين "بكورونا" لأنه عبارة عن فايروس وليس بكتيريا، كما ادّعت الأخبار المتداولة، ونشر المعد الوطني للصحة والرعاية والتميز أنّ استعمال مضادّات الالتهاب لعلاج المصابين بفايروس كورونا يتم فقط في حال ظهور التهابات بكتيرية، والتي تقدّر نسبة حدوثها بأقل من 10% لدى المصابين، بالتالي فإن استعمال مضادّات الالتهاب يتم فقط عند ظهور مضاعفات جانبية تدل على التهاب بكتيري وليس لعلاج فايروس كورونا. في المقابل، أظهرت الأبحاث العلمية والطبيّة أنّ المضادّات الحيوية (Anti-viral drugs) بإمكانها أن تُعالج الالتهابات الفايروسية كفايروس كورونا، لكّنه من غير المعروف حتّى اليوم فعالية مضاد حيوي معيّن ضد الفايروس. وبخصوص علاج المصابين بكورونا عن طريق مضادّات التخثّر، نشر موقع الصحيفة الأميركية ذا واشنطن بوست تقريراً عن احتمالية زيادة فرص الشفاء لدى المصابين بحالات خطرة بفايروس كورونا الذين عولجوا عن طريق هذه الأدوية، لكنّ ذلك لا يُشير إلى أن مضادّات التخثّر تُعالج فايروس كورونا بشكلٍ قاطعٍ، ونقل التقرير على لسان أحد الباحثين في هذا المجال أن العديد من المعطيات عن فاعلية الأدوية المضادّة للتخثر أو المميعة للدم بعلاج فايروس كورونا ما تزال غير واضحة.
وتجدر الإشارة إلى أن الأبحاث العلمية والطبية لا زالت مستمرّة من أجل تشخيص وتحليل الفايروس، إلّا أنه من المهم الأخذ بعين الاعتبار الحالة العلمية الخاضع لها كل بحثٍ على انفراد، وهنالك أهمية لتتبّع الأبحاث المحكّمة علمياّ (Peer-Reviewed).
وعقّب مدير تحرير موقع صحّتك، الدكتور عامر شيخوني على الإدعاءات المتداولة، إذ أن "كورونا" التهاب فايروسي وليس بكتيري، وقد تم إعلان ذلك بعد تحديد التركيبة الوراثية لفايروس كورونا الجديد بعد شهرٍ واحدٍ من انتشاره في الصين، وظهور التهابات بكتيرية مرافقة للإصابة أمر معروف عند الإصابة بالإلتهابات الفايروسية، ولذلك تُستخدم مضادّات الإلتهاب لعلاج هذه المضاعفات، وذلك لا يعني عدم الحاجة لأجهزة التنفّس لعلاج الإصابات الشديدة بفايروس كورونا ولا أن هذه المضادّات تقضي على الفايروس.
أمّا بخصوص حدوث جلطات في الدم، فهي مضاعفات قد تحدُث فعلاً عند الإصابة بفايروس كورونا ولهذا يتم استخدام الأدوية المضادة للتخثّر.
وأضاف الدكتور شيخوني أنه لا وجود لدليل يُشير إلى خداع منظّمة الصحّة العالمية، إذ يحتوي الخبر المتداول على سماتٍ عديدةٍ تُبيّن زيفه وتضليله مثل نشر معلومات صحيحة لجانب أخرى خاطئة ومضللة.
تعريف وزارة الصحة الإيطالية لفايروس كورونا