ألمانيا لم تفرض عقوبات على المغرب والتعاون مُعلق بسبب الأزمة الدبلوماسية
الادعاء
ألمانيا تفرض عقوبات ماليّة على المغرب وتوقف مساعداتها الاقتصادية.
نشر عن الخبر
الخبر المتداول
تتداول مواقع وصفحات إخبارية وحسابات على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، حديثًا، خبرًا يدّعي أنّ ألمانيا تفرض عقوبات مالية على المغرب وأنّ مليار و400 مليون يورو كانت تقدمها ألمانيا إلى المملكة ذهبت في مهب الريح وجميع مشاريع التعاون والتمويل بين البلدين متوقفة تمامًا إضافة إلى المساعدات الاقتصادية.
ونسب الناشرون الخبر إلى حديث مسؤول في الخارجية الألمانية لصحيفة آل باييس الإسبانية.
تحقيق مسبار
تحقّق "مسبار" من الخبر المتداول ووجد أنّه ينطوي على تضليل وإثارة، إذ إنّ ألمانيا لم تُعلن فرضها أي عقوبات مالية على المغرب أو وقف مساعدتها الاقتصادية ومشاريع التمويل بين البلدين بسبب الأزمة الدبلوماسية الأخيرة. كما لم تنقل صحيفة إل باييس ذلك على لسان مسؤول ألماني.
ويعود المقال الذي نشرته الصحيفة إلى 18 يونيو/حزيران الجاري، بعنوان "التوتر حول الصحراء الغربية يترك مساعدات التنمية من برلين إلى الرباط معلقة".
وذكر أنّ الأزمة الدبلوماسية التي أطلقتها الرباط في مارس/آذار الفائت بتعليق العلاقات مع السفارة الألمانية في المغرب، لها تأثير على المساعدة الثنائية التي تخصصها أكبر قوة في الاتحاد الأوروبي لتنمية المغرب.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية للصحيفة، إنّ انقطاع العلاقات يؤثر أيضًا على الجمعية الألمانية للتعاون الدولي (GIZ) وبنك التنمية الألماني (KfW).
وأضاف "هذا الصدام مع المنظمتين يعني ضمنيًّا أنّ جميع عمليات برلين تقريبًا في مجال التنمية والتعاون "تتأثر بالسياسة الأحادية للمغرب". وأوضح المتحدث الألماني أنّ بعض المشاريع "متوقفة تمامًا".
ووفق المقال تُعلّق الأزمة مصير جزء من 1400 مليون يورو من المساعدات الإنمائية والتعاون التي تخصصها ألمانيا هذا العام للمغرب. وهو ما يجعل ألمانيا وفق المتحدث باسم الخارجية "أهم مانح ثنائي للمغرب. ومعظم هذه الأموال مخصصة لمكافحة "كوفيد-19".
في عام 2019، كان المغرب ثالث دولة أفريقية تتلقى أكبر قدر من مساعدات التعاون الإنمائي من ألمانيا، بعد مصر وتونس وفقًا لبيانات وزارة التعاون الاقتصادي والتنمية الألمانية.
وتقول الصحيفة إنّ الرباط تبدو مستعدة لتحمل التكلفة الاقتصادية والتوتر الدبلوماسي مع برلين ومدريد بسبب موقفهما من قضية الصحراء الغربية، إذ تتمسك بموقفها مع كلا البلدين منذ عدة أشهر.
فيما أكدت وزارة التعاون الاقتصادي والتنمية الألمانية، وفق الصحيفة الإسبانية، أنّ المشاريع التي تديرها متوقفة منذ مارس الفائت، سواء التابعة للحكومة الفيدرالية أو التي يتم توجيهها من خلال المنظمات غير الحكومية.
يُذكر أنّ المغرب أعلن في شهر مارس "تعليق كلّ اتصال أو تعاون مع السفارة الألمانية في الرباط ومع كل المؤسسات الألمانية التابعة لها"، جراء ما سمّته "خلافات عميقة تهم قضايا مصيرية".
واستدعى المغرب في 6 مايو/أيار الجاري، سفيرته لدى برلين زهور العلوي، للتشاور بسبب موقف ألمانيا "السلبي" بشأن قضية إقليم الصحراء و"محاولة استبعاد الرباط من الاجتماعات الإقليمية حول ليبيا".
وقالت وزارة الخارجية المغربية في بيان، آنذاك، إنّ "ألمانيا راكمت المواقف العدائية التي تنتهك المصالح العليا للمملكة".
اقرأ/ي أيضًا:
الصورة مفبركة ولم يُصرّح تبون بأنّ الجزائر تُساند إسبانيا في أزمتها مع المغرب