بولندا وبلغاريا لم توافقا على دفع ثمن الغاز الروسي بالروبل
الادعاء
بعد وقف روسيا إمداد بولندا وبلغاريا بالغاز لرفضهما دفع ثمنه بالروبل، وافقت كل من بولندا وبلغاريا والنمسا على الدفع بالروبل. ورخّصت المفوضيّة الأوروبية للدول الأوروبية شراء الغاز بالعملة ذاتها.
نشر عن الخبر
الخبر المتداول
تتداول صفحات وحسابات على موقعي التواصل الاجتماعي فيسبوك وتويتر، حديثًا، خبرًا مفاده أنّه بعد وقف روسيا إمداد بولندا وبلغاريا بالغاز لرفضهما دفع ثمنه بالروبل، وافقت كل من بولندا وبلغاريا والنمسا على الدفع بالروبل. وادّعت أنّ المفوضيّة الأوروبية رخّصت للدول الأوروبية شراء الغاز بالعملة ذاتها.
تحقيق مسبار
تحقّق “مسبار” من الادعاء المتداول ووجد أنّه مضلّل، إذ إنّ بولندا وبلغاريا لم تغيّرا موقفهما الرافض لدفع ثمن الغاز الروسي بالعملة الروسية (الروبل)، بعد أن أوقفت روسيا الغاز عنهما في 27 إبريل/نيسان الفائت.
بولندا تنهي رسميًا اتفاقية إمدادات الغاز مع روسيا
وأعلنت بولندا في 23 مايو/أيّار الجاري إنهاءها للاتفاقية التي تقضي بإمدادها بالغاز الروسي عبر خط أنابيب يامال، وفق ما ذكرت وكالة رويترز للأنباء.
وقالت وزيرة المناخ والبيئة البولندية آنا موسكوا، التي أعلنت خبر إلغاء بلادها بشكل رسمي عقدها مع روسيا من خلال تغريدة لها، إنّ “العدوان الروسي على بولندا أكّد دقّة عزم الحكومة البولندية على الاستقلال بشكل تام عن استخدام الغاز الروسي. طالما عرفنا أنّ غازبروم ليست شريكًا يمكن التعويل عليه".
كما أشارت موسكوا في مقابلة مع الوكالة البولندية للأنباء إلى أنه كان من الطبيعي إنهاء الاتفاقية بعد الحركة التي قامت بها روسيا في إبريل الفائت. وأكّدت أنّ خطوة وارسو لن تؤثّر على إمدادات الغاز من ألمانيا إلى بولندا عبر خط أنابيب تديره شركة بولندية.
يذكر أنّ بولندا سبق أن قالت إنّها لن تمدّد اتفاقية الغاز التي كان من المفترض أن تنتهي في نهاية هذا العام. وأبلغت شركة الغاز البولندية “PGNiG” عام 2019، الشركة الروسية المصدرة للغاز غازبروم أنّها لن تجدّد الاتفاقية معها عند انتهائها.
الاتحاد الأوروبي مستعدّ للدفع بالروبل دون خرق العقوبات وبولندا تندّد
كذلك أعربت بولندا على لسان رئيس وزرائها، ماتيوز موراويكي، عن خيبتها من استعداد بعض الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي الدفع لروسيا بالروبل مقابل ثمن الغاز، وسط تقارير تفيد بأن المفوضية الأوروبية اقترحت طرقًا للسماح لهم بالقيام بذلك دون خرق العقوبات.
وندّد النائب البولندي، العضو في البرلمان الأوروبي منذ عام 2004، جاسيك ساريوس فولسكي، بـ"التنازلات الأوروبية التي قضت بإيجاد حلول تسمح للدول الأوروبية بالدفع بالروبل دون خرق العقوبات الأوروبية على روسيا".
ودفعت أربع دول أوروبية بالروبل، وفق موقع بلومبرغ.
بلغاريا ترفض الامتثال للشروط الروسية
بلغاريا أيضًا رفضت الامتثال للشرط الروسي الذي يفرض أن تدفع ثمن الغاز الروسي بالروبل.
وأشار موقع أنرجي مونيتر (Energy Monitor) في تقرير أجراه عن مدى قدرة بلغاريا على الاستمرار دون الغاز الروسي، إلى أنّ بلغاريا اعتمدت بنسبة تفوق ال75% على الغاز الروسي حتى 27 إبريل الفائت، إلّا أنّ نسبة استخدامها للغاز منخفضة. من جهة ثانية، نسبة الغاز الذي تخزنه بلغاريا أقل من ذلك الذي تخزنه بولندا.
من جهتها، ستلجأ النمسا إضافة إلى شركات أخرى في دول ضمن الاتحاد الأوروبي مثل ألمانيا وإيطاليا إلى الدفع بالروبل، بعد أن وجد الاتحاد الأوروبي آليات تقضي بذلك دون خرقها للعقوبات على روسيا.
وسبق للمستشار النمساوي، كارل نهامر، أن قال منتصف الشهر الفائت، إن بوتين أخبره أنه يمكن لبلاده الاستمرار بالدفع من خلال اليورو، وفق ما ذكرت وكالة الأناضول، حينها.
روسيا توقف إمدادات الغاز إلى كلّ من بولندا وبلغاريا
في 27 إبريل/نيسان الفائت، أعلنت شركة الطاقة الروسية غازبروم أنها أوقفت إمدادات الغاز إلى بلغاريا وبولندا بشكل كامل، لتمنّع البلدين عن سداد ثمن الوقود بالروبل. وذكرت الشركة أن الإمدادات ستتوقف حتى يتم سداد المدفوعات.
وأكدت حينها الشركة البولندية لتعدين النفط والغاز أن مجموعة غازبروم أوقفت إمدادات الغاز إلى بولندا عبر خط أنابيب يامال تمامًا، وفق ما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية.
كما قالت وزارة الطاقة البلغارية في 26 إبريل الفائت، أي قبل يوم من توقف الغاز، إنّ شركة غازبروم أخطرت شركة الغاز المملوكة للدولة في بلغاريا بأنها ستوقف إمدادات الغاز اعتبارًا من اليوم التالي.
ويذكر أنّ خط أنابيب يامال-أوروبا هو نظام لتوزيع الغاز الطبيعي، يعمل عبر أربع دول، وينطلق من روسيا إلى بيلاروسيا وبولندا وألمانيا. يبلغ طول خط الأنابيب 4107 كيلومترًا، ويبلغ قطره 1420 ملم. وبمقدوره أن يحمل 33 مليار متر مكعب في السنة. وينقل الغاز الطبيعي من شبه جزيرة يامال إلى المستهلكين الأوروبيين.
اقرأ/ي أيضًا:
ماكرون لم يهدّد بوتين باستخدام السلاح النووي في حال تعرّض لفنلندا والسويد
التضليل وتحفيز الخوف: عنوان الحملات الدعائية في الانتخابات النيابية اللبنانية الأخيرة