رواندا من الدول الأقل نموًا وليست في طليعة الدول المتقدمة
الادعاء
رواندا دولة صغيرة استطاعت أن تصبح في طليعة الدول المتقدمة.
نشر عن الخبر
الخبر المتداول
تتداول صفحات وحسابات على موقعي التواصل الاجتماعي فيسبوك وتويتر، حديثًا، خبرًا مفاده أن رواندا تحولت من دولة تعاني من الحرب الأهلية والاقتتال الداخلي إلى مصافي الدول المتقدمة وتصبح في طليعتها.
تحقيق مسبار
تحقّق “مسبار” من الادّعاء المتداول ووجد أنّه مضلّل، إذ إنّ دولة رواندا الأفريقية ليست ضمن الدول المتقدمة، بل مازالت تصنّف ضمن فئة البلدان الأقل نموًّا منذ عام 1971، وفق التحليل الاقتصادي لقسم الشؤون الاقتصادية والاجتماعية في الأمم المتحدة.
دولة رواندا مصنّفة ضمن الدول الأقلّ نموًّا
ويظهر اسم دولة رواندا بين الدول الأقل نموَّا في قائمة الأمم المتحدة المحدّثة في 24 نوفمبر/تشرين الثاني عام 2021، علمًا أن هذه القائمة تراجع وتُحدَّث كل ثلاث سنوات من قبل لجنة السياسات الإنمائية.
يبلغ عدد البلدان الأقل نموًا المدرجة حاليًا 46 دولة، ويبلغ مجموع سكان هذه الدول قرابة 880 مليون نسمة، أي 12 في المئة من سكان العالم.
وتشمل القائمة الدول التالية: أفغانستان، أنغولا، بنغلاديش، بنين، بوتان، بوركينا فاسو، بوروندي، كمبوديا، جمهورية أفريقيا الوسطى، تشاد، جزر القمر، جمهورية الكونغو الديمقراطية، جيبوتي، إريتريا، إثيوبيا، غامبيا، غينيا، غينيا بيساو، هايتي، كيريباتي، جمهورية لاو الديمقراطية الشعبية، ليسوتو، ليبيريا، مدغشقر، ملاوي، مالي، موريتانيا، موزمبيق، ميانمار، نيبال، النيجر، رواندا، سان تومي وبرينسيبي، السنغال، سيراليون، جزر سليمان، الصومال، جنوب السودان، السودان، تيمور الشرقية، توغو، توفالو، أوغندا، جمهورية تنزانيا المتحدة، اليمن، زامبيا.
وتواجه هذه البلدان عوائق هيكلية خطيرة أمام النمو وتمثّل أقل من اثنين في المئة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي وحوالي واحد في المئة من التجارة العالمية.
صندوق النقد والبنك الدوليين يقدّمان مساعدات وقروضًا ميسّرة للبلاد
يأتي تداول الادّعاء بعد النمو الذي شهدته رواندا جرّاء المساعدات المقدمة للبلاد من قبل صندوق النقد والبنك الدوليين الذين نجحا في إحياء اقتصاد رواندا، إذ ركّز البنك الدولي في الأعوام الفائتة على برنامج أسماه "التعليم الأساس لتطوير القوى البشرية" بقيمة مئتي مليون دولار، وبرنامج قطاع الطاقة بقيمة 225 مليون دولار، وأولويات المهارات المطلوبة للتنمية بقيمة 270 مليون دولار، ومشروع تمويل الإسكان بقيمة 150 مليون دولار. كذلك، مشروع التطوير الحضري بقيمة 160 مليون دولار.
ومع أن التعريف الدولي حاليًا للدول متوسطة الدخل يتراوح بين 1.036 دولارًا حتى 12.535 دولارًا في العام، إلا أن رواندا تسعى على الأقل، إلى مضاعفة دخل الفرد في عام 2035. وتسعى إلى أن تكون دولة عالية الدخل عام 2050.
على الرغم من انطلاق هذا البرنامج بنجاح عام 2018، إلّا أنّ جائحة كورونا عرقلت تحقيقه لأهدافه مع تحوّل الاهتمام الحكومي نحو الجانب الصحي وإغفاله للنمو، بعدما حققت رواندا واحدًا من أعلى معدلات النمو في العالم الذي وصل إلى 10% عام 2019.
بريطانيا تصرّ على ترحيل مهاجرين من بينهم عرب إلى رواندا
وجاء تداول الادعاء، أيضًا، عقب إعلان بريطانيا عن بدئها تسيير رحلات يوم الثلاثاء 14 يونيو/حزيران الجاري إلى رواندا، في إطار خطة أقرّتها الحكومة البريطانية للحدّ من تدفّق المهاجرين غير النظاميين إليها.
وذلك بعد أن سمحت محكمة بريطانية في العاشر من يونيو الجاري بتنفيذ هذه الخطة.
وألغيت الثلاثاء الرحلة الجوية الأولى التي كان من المفترض أن تنقل 31 شخصًا بينهم عراقي وسوريين، بعد مراجعات قضائية جرت في اللحظات الأخيرةمن قبل المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، إلّا أنّ الحكومة البريطانية تصرّ على تسيير الرحلات التالية.
يذكر أنّ رواندا، التي يبلغ عدد سكانها 13 مليون نسمة، استقبلت بالفعل أكثر من 900 طالب لجوء أفريقي من ليبيا منذ عام 2019، بموجب اتفاق مع المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة (UNHCR) والاتحاد الأفريقي (AU).
اقرأ/ي أيضًا
لاجئونا ولاجئوهم: نزوح الأوكرانيين يُحيي خطاب الاستشراق في تغطية الإعلام الغربي