الصورة ليست لتجمّع الحجاج في الحجاز قُبيل تفعيل حدود سايكس بيكو
الادعاء
الحجاج عام 1929، يأتون من المغرب ليقابلوا حجاج الجزائر ثم تونس ثم ليبيا ليقابلوا الحجاج المصريين ويسيروا سويًا إلى مكة المكرمة.
وهذه الصورة التقطها مصور فرنسي من الجو لحُجاج بيت الله وهم بالقرب من قرية الجحفة بالحجاز، وقبيل تفعيل حدود سايكس بيكو.
نشر عن الخبر
الخبر المتداول
تتداول صفحات وحسابات على موقعيّ التواصل الاجتماعي فيسبوك وتويتر، صورةً ادّعت أنّها للحجاج عام 1929، يأتون من المغرب ليقابلوا حجاج الجزائر ثم تونس، ثم ليبيا ليقابلوا الحجاج المصريين ويسيروا معًا إلى مكة المكرمة. وأضافت الحسابات أنّ هذه الصورة التقطها مصوّر فرنسي من الجو للحُجّاج وهم بالقرب من قرية الجحفة بالحجاز، قبيل تفعيل حدود سايكس بيكو.
تحقيق مسبار
تحقّق "مسبار" من الادّعاء المتداول وتبيّن أنّه مضلل. إذ إنّ الصورة التُقطت في واحات الكُفْرَة الواقعة جنوب شرقيّ ليبيا، وتصوّر مجموعة قادها المقدم الإيطالي ماليتي نحو الكُفرة لاحتلالها، وتُعتبر إحدى مجموعات القوات اللوجستية التي جهّزتها إيطاليا في حملة احتلال الكُفرة في ليبيا بقيادة الجنرال غراتسياني عام 1931.
كتاب احتلال الكُفْرة: الكولونيل ماليتي في طريقه إلى الكَفْرة
الصورة معروضة في كتاب L'occupazione di Cufra، أي "احتلال الكُفرَة" بالإيطالية. وقد كُتب في عنوانها La colonna maletti in marcia su Cufra، أي "الرتل العسكري ماليتي في طريقه إلى الكُفرة".
وبالتواصل مع الدكتور الليبي، أبي بكر البدري، حصل “مسبار” على نسخة واضحة من الصورة في الكتاب الإيطالي.
وقد نشر الموقع التابع لمجلة المثقف الإيطالي L'intellettuale dissidente، صورة جوية للقافلة نفسها من زاوية أخرى، وذكر في المقال أنّها لمجموعة عسكرية قادها المقدم ماليتي في يناير/كانون الثاني 1931 نحو واحات الكُفرة من أجل غزوها. والتقطت الصورة القوات الجوية الإيطالية، التي كان يديرها الكولونيل روبرتو لوردي من السماء.
وعند مقارنة صورة الادّعاء المتداولة مع الصورة في موقع المجلة، نجد أنّهما تعودان للقافلة نفسها.
واحات الكُفْرة في ليبيا
مجموعة من الواحات يبلغ طولها نحو 30 ميلًا (48 كم) وعرضها 12 ميلًا (19 كم)، وتقع جنوب شرقيّ ليبيا، بالقرب من وسط الصحراء الليبية، وكانت المقر الرئيس للمقاومة الليبية السنوسية الشعبية.
وبدأ الإيطاليون هجومًا على الكُفْرة، الملاذ الأخير للسنوسيين، في عام 1930 واحتلوها عام 1931. وانتهت الحملة العسكرية الموجهة نحو المقاومة السنوسية بانتصار الإيطاليين، ومن تبعاتها إعدام القائد الليبي عمر المختار في 16 سبتمبر/أيلول 1931.
اقرأ/ي أيضًا