الفيديو لمهاجرين حاولوا عبور سياج مليلية وليس لاعتداء على أفارقة في تونس
الادعاء
مقطع فيديو يوضح ما يجري للأفارقة في تونس خاصة السودانيين والتشاديّين لأن دولهم لم ترسل طائرات لإجلائهم.
نشر عن الخبر
الخبر المتداول
تتداول صفحات وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، حديثًا، مقطع فيديو ادّعت أنّه يوضح اعتداءات على مهاجرين أفارقة في تونس، خاصة من الجنسيتين السودانية والتشاديّة، لأن دولهم لم ترسل طائرات لإجلائهم.
تحقيق مسبار
تحقق "مسبار" من الادّعاء المتداول وتبين أنّه مضلّل، إذ إنّ مقطع الفيديو قديم وليس لاعتداء الأمن التونسي على مهاجرين أفارقة، وهو منشور منذ يونيو/حزيران 2022، على أنّه يوثق معاملة مهاجرين حاولوا اجتياز سياج مليلية، الذي يفصل بين المغرب وإسبانيا.
ومنطقة مليلية هي إحدى الجيبين الواقعين على الحدود المغربية الإسبانية، وتعد نقطة عبور برية من أفريقيا نحو أوروبا.
نشرت وسائل إعلام مقاطع فيديو تضم مشاهد مطابقة للفيديو المتداول، وأكدت أنّها لمهاجرين أفارقة غالبيتهم سودانيون، تعرّضوا للضرب من قبل قوات أمنية خلال محاولتهم مرور سياج مليلية نحو إسبانيا في يونيو 2022.
كما نشرت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان (AMDH) مقاطع فيديو مطابقة، تظهر عشرات المهاجرين متجمعين على الأرض بالقرب من الحدود، بعضهم توفي وبعض آخر يعاني من إصابة بسبب العنف الذي تعرض له من حرس الحدود المغربي والإسباني.
منظمات حقوقية تدين حادثة مليلية عام 2022
أكدت منظمات حقوقية دولية أنّ حوالي 2000 مهاجر، معظمهم من السودان وجنوب السودان حاولوا يوم 24 يونيو 2022، الاقتراب من محيط الحدود المغربية الإسبانية وتسلق الأسلاك الشائكة المحيطة بمليلية، لكن قوات الأمن المغربية والإسبانية واجهتهم بالأسلحة مثل الهراوات، والغاز المسيل للدموع، والرصاص المطاطي في منطقة مغلقة لم يستطع الناس مغادرتها بسهولة، وتسبب ذلك في وفاة بعضهم وإصابة آخرين ووصول 133 إلى منهم إلى مليلية.
ووفق الأمم المتحدة أسفر "الاستخدام المفرط والمميت للقوة من قبل سلطات إنفاذ القانون المغربية والإسبانية، عن مقتل ما لا يقل عن 37 شخصًا من أصل أفريقي وإصابة العشرات".
من جانبها قالت منظمة العفو الدولية، ُإنّ "مأساة 24 يونيو تجسد إخفاق سياسات الهجرة الأوروبية ونهج المغرب وإسبانيا في إدارة الحدود، حيث ما زال التركيز ينصب على الأمن منذ عقود، بدلًا من ضمان معاملة آمنة وإنسانية للمهاجرين وطالبي اللجوء".
وعرضت المنظمة الانتهاكات التي ارتكبتها قوات الحدود المغربية وقوات الأمن الإسبانية، مطالبة بكشف الحقيقة وتحقيق العدالة وتقديم التعويضات لضحايا حادثة مليلية.
لكن وزارة الداخلية المغربية قالت في بيان لها، في يونيو، إن الضحايا وقعوا عند محاولة المهاجرين تسلق السياج الحديدي. وأكدت إصابة 140 ضابطًا أمنيًّا مغربيًّا. وقال مسؤولون إسبان إن 49 من أفراد الحرس المدني أصيبوا بجروح طفيفة.
نتائج التحقيق في حادثة مليلية في المغرب وإسبانيا
خلُصت لجنة تقصّي حقائق مغربية في يوليو/تموز 2022، إلى أنّ "المهاجرين الأفارقة الذين لقوا مصرعهم في الحادثة، لدى محاولتهم اقتحام مليلية قضوا اختناقًا أثناء تدافعهم لدخول الجيب".
كما شدّدت محكمة الاستئناف في منطقة الناظور المغربية، في يناير/كانون الثاني الفائت، أحكامًا بالسجن في حق 13 مهاجرًا على خلفية محاولة مئات المهاجرين اقتحام جيب مليلية الإسباني في يونيو 2022.
من جانبها قررت النيابة الإسبانية في ديسمبر/كانون الأول 2022، إغلاق ملف التحقيق في حادثة مهاجري مليلية لـ"عدم العثور على مؤشرات بارتكاب جنح في سلوك عناصر قوات الأمن الإسبانية".
دول من أفريقيا جنوب الصحراء تجلي مواطنيها من تونس
يذكر أنّ تونس شهدت حملة ضد المهاجرين من أفريقيا جنوب الصحراء، ما أثار مخاوف من اعتداءات أو مخاطر قد تهددهم.
كما قال الرئيس التونسي قيس سعيّد، في بيان له حول المهاجرين غير النظاميين إنّ هناك “مشروعًا إجراميًّا أُعد منذ مطلع هذا القرن لتغيير التركيبة الديمغرافية لتونس، وأشار أنّ "هناك جهات تلقت أموالًا طائلة بعد سنة 2011 من أجل توطين المهاجرين غير النظاميين من أفريقيا جنوب الصحراء في تونس".
وتكفلت سفارات دول بإيواء مواطنيها بعد طردهم من بيوتهم عقب الإعلان عن إجراءات ضد المهاجرين. وقرر مهاجرون آخرون العودة الطوعية إلى بلدانهم. وأجلت بعض الدول مواطنين لديها في تونس مثل غينيا ومالي وساحل العاج.
اقرأ/ي أيضًا
فيديو للقبض على تاجر مخدرات في ساحل العاج وليس لترحيل تونسيين من غينيا
صورة قديمة وليست لهجوم آلاف الأفارقة على حدود تونس والمغرب والجزائر